الفصل الثالث

بسمله ببتسامه : وصلنا

فادي : اه صح طب كويس اني خلصت السندوتش قبل ما نوصل كانوا الاطفال هتقول عليا مفجوع وسمعتي كانت باظت

بسمله بضحكه : للدرجه دي

فادي بتوهان : ضحكتك حلوه

بسمله تحركت مبتعده عنه وقد توردت وجنتيها خجلًا

__________________

مر اسبوع وهي مفترش فراشه مرهقه ممسكه بالمناديل الورقيه فالحمى قد لعبت بها تسعل تاره وتبكي من الم معدتها تاره اخرى

ملك بتذمر : انتي لو تسمعي الكلام وتروح للدكتور

بسمله : لا يا ملك انا مش هروح لدكتور

ملك : كل دا عشان ميكتبلكيش علي حقن

بسمله وهي تنفخ خديها : ايوا انتي عارفه اني بخاف من الحقن

قاطع حديثهم دخول والدتها متحدثه بهمس : بسمله في حد طالب يشوفك

بسمله بتعجب : حد مين دا يا ماما ؟!

الام وهي مازلت تتحدث بصوت منخفض : انا معرفش هو بيقول انه معاكي في الشغل اسمه استاذ فادي

بسمله بصدمه : ودا عايز اي دا؛ خلاص يا ماما هخرج وراكي اهو

________

يجلس فى الصالون ينظر الي يديه بتوتر ويؤنب نفسه علي قدومه هنا بدون اي سبب توتر اكثر عندما راها تجلي علي الاريكه المقابله له وخديها متوردان اثر الحمى وقف بسرعه وقلق : مالك شكلك تعبان في اي

تحدثت بسمله بهدوء وتعب : مفيش حاجه انا كويسه

فادى بقلق : كويس اي دا انتي شكلك خلصانه خالص

بسمله : لا انا تمام هو انت كنت جاي ليه؟!

فادي بتوتر : اصل بصراحه .....

بسمله : ايوا

فادي : اصل لما لقيتك اختفيتي فجاءه كدا قلقت عليكي وقلت لازم اجي اطمن

بسمله ببتسامه هادئه : شكرا جدا

فادي وهو يقف : العفو كويس اني اطمنت عليكي هستأذن انا واسف جدا اني جيت من غير معاد

بسمله : اتفضل، ولا يهمك

ملك بخبث وهي تدخل علي اخته الصالون بعدما ذهب فادي قائله بمشاكسه : ايوا يا عم بقا في ناس حلوه بتقلق عليكي

بسمله : اتلمي يا ملك دا زميلي في الشغل

ملك بضحكه : زميلك في الشغل بس؟! مظنش دا كان شكله قلقان عليكي بجد والله انتي هبله

بسمله بتوهان : تفتكري ؟! اي الهبل دا لا طبعااا

____________

مريم بترحيب : حمد الله علي السلامه يا بسوم والله الشغل مكنش ليه روح من غيرك دا كل الاطفال كانت زعلانه عشان مكنتيش بتيجي حتي استاذ فادي سال عليكي بدل المره عشره وكان باين انه قلقان جدا

بسمله بتوهان : هو ليه الكل بيقول انه كان قلقان عليا ؟!

مريم بهدوء : ممكن عشان فعلا هو كان كدا

بسمله وهي تنظر له وهو متوجهه نحوهم بخوات سريعه تحدثت بتوتر : طيب انا هروح الفصل بقا سلام

اقترب من مريم وهو ينظر الي ظهرها وهي تبتعد : هي مالها

مريم بجديه : معرفش بس الي اعرفه انه اول ما شافتك قررت انها تدخل الفصل

فادي بهدوء : تقصدي اي

مريم بحزم : اقصد ان لو انت ناوي علي حاجه متستناش كتير عشان بسمله بدات تقلق منك وهتبعد ولو بتفكر تقرب منها هي هتصدك

فادي بجديه : تقصدي اني اتقدم علي طول

مريم ببتسامه : عليك نور واظن اني صادقه وانت بتكن ليها مشاعر صح

فادي ببتسامه صادقه : صح

__________________

مر يومين عليها وهى تعيش داخل صومعة اختلقها لها عقلها حتى يعيد عليها كل ما مرت به يذكرها بأوجاعها كطرف سكين حاد ينغزها بقسوة كلما وجدت فى قلبه لين او شوق لتنفيذ رغبة والدتها واختها منها بأن تترك لنفسها الفرصة مرة اخرى للسعادة والتجربة لعله خير لها هذه المرة مختبئه في غرفتها ترفض الخروج

والدتها من خلف الباب: بسمله افتحي استاذ فادي برا وعايز يتكلم معاكي

بسمله وقفت سريعا بتوتر وخرجت بعدما ارتدت اسدالها : حاضر يا ماما

فادي وهو يبتسم لقدومها : كل دا حبسه نفسك في اوضتك مبتزهقيش منها

بسمله بتوتر : افندم

فادي ببتسامه : افندم اي انا حاي اتقدملك

بسمله بتعجب : ليه ؟!

فادي بثبات : ليه اي !؟ لو ليه بتقدملك فعشان عايزةاتجوزك سهله

بسمله : لا اقصد ليه بتتقدم من اساسه وانا ملعبكه ومتوتره دايما ومش حلوه ومش واثقه في نفسي ومعقده ليه عايز ترتبط بوحده فيها كل العقد دي

فادي بهدوء وصوت واثق : اولا كدا انتي مش وحشه على فكره انتي جميله جدا بجد وانا شايفك قمر مش عايز أطول فى مدحك عشان مينفعش وكده، وبعدين كفايه انك قمر ف عيني قمرين دول ولا عينين تيررارا عشان مش حافظ الاغنيه، وايوا انا عايز ارتبط بيكي بعقدك ولعبكتك وسلطاتك وبابا غنوجك وكله كدا اوبشن واحد

ضحكت بسمله برقه ونظرت للارض بخجل

فادي ببتسامه : ضحكت يبقي قلبها مال احنا نسمع زغروطه بقااا

__________$_$$_____

وقفت تحمل بين يديها طيات فستانها تتطلع نحوه بتوتر واضطراب وهو يقوم بأغلاق الباب خلف المهنئين من عائلتهما يرتجف جسدها بترقب حين التفت اليها ببطء على وجهه ابتسامة كسول جعلتها تتلفت حولها باضطراب هربا من نظراته المحدقة بها تشعر بقلبها تتقاذف نبضاته داخل صدرها وهى تراه يقترب منها وعينيه تنبض بالحياة والشغف مما جعل ساقيها كالهلام لاتقوى على حملها لكنها حاولت تمالك نفسها تتحدث بخفوت وبكلمات متلعثمة
:هو ..فين .. هو ...انا

انحنى فادى عليها هامسا بنعومة اصابتها برجفة لذيذة :انتى ايه ؟!..قولى

اخفضت عيونها عنه تضغط شفتيها خجلة تفر من عقلها جميع الاجابات لرد على سؤاله لكنها عادت ورفعتها نحوه ببطء حين ناداها هامساً بأسمها بصوته الرجولى الاجش وقد اصبحت تعشق حروفه الصادرة من بين شفتيه وهو يحدثها برقة شديدة اذابتها: بسمله.. كنت عاوز اطلب منك طلب

اسرعت بسمله تهتف بلهفة تجيبه بعيون عاشقة : اتفضل

التمعت عينيه بشدة تنشق شفتيه عن ابتسامة صغيرة من اجابتها المتهلفة عليه وهو يحدثها بصوت منخفض حار ومنفعل: عاوز نبتدى حياتنا بالصلاة انا وانتى سوا

انفرجت ملامحها بالسعادة تهز رأسها بالايجاب فورا هامسة بصوت يكاد يسمع من شدة خجلها
:انا كنت هطلب ده منك ..علشان كده انا اتوضيت قبل ما البس الفستان

امسك فادي بكفيها بين يديه يسألها بحنو :طيب لو عاوزة تغيرى فستانك الاول

بسمله اسرعت تجيبه بلهفة وصوتها يتردد بالامل: لا كنت عاوزة لو ممكن يعنى اننا..

ابتسم فادي بتفهم وهز رأسه لها بالموافقة لها وقد ادرك طلبها دون الحاجة لنطقها به ليمضى بهم الوقت فى تأدية صلاتهم ثم تجلس خلفه بفستان زفافها تحنى رأسها بخجل وهو يضع كفه فوقه تستمع الى صوته الرخيم الهادئ وهو يقوم بالدعاء تحبس انفاسها بعد انتهائه وقد اقترب منها مقبلاً لجبينها برقة قائلا
:مبروك با بسمله ..نورتى بيتك وحياتى

اجابت بسمله بخفوت وعيناها تتنظر لجميع الاتجاهات بخجل : بنورك

تحدث وقد بدا غلي صوته الحب والحنان : تعرفي انتي احلا صدفه في حياتى

بسمله : تاني هتقولي صدقه

دوت ضحكته اركان الغرفه ووصلت لمسامعها جعلتها تنظر له بحب وتوتر

فادي مردد : اصل هقولك انا حبيتك صدفه لما جينا نسكن جديد في القاهره وشوفتك واحنا بننقل العفش ومن يومها وانا بفكر فيكي وكتبت الروايه وانا متخيلك بطلتها وشوفتك صدفه في الشغل يوم التقديم وبعدها في الشارع صدفه كل دي صدف جمعتني بيكي عايزه تسميها قدر فانا اقدر اقولك القدر هو انك من نصيبي كل دي بدايات القدر انتي قدري يا بسمله انهي كلماته وهو يقبل جبينها جعلها تبتسم بخجل وهي تعلم ان كلماته تركت اثرا في قلبها وان هذا هو العوض فقد عوضها الله، قد لا يكون كل ما مرت به صدف ربما هو قدر محتوم يتجسد في هيئه صدف . . . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي