الفصل الرابع

بمكان أخر حيث هناك قلب يتألم من وجع الهوى عندما سمع تلك الجمله . . . "بحبك من زمان، تتجوزيني؟"

انسابت دموعها بدون أرادتها وهى تضع يدها علي فمها بصدمه وعيونها تتابع وقوف حبيبها أو ما سمته بالحبيب فى اكتشفت أن حبها كتب عليه الموت قبل أن يبدا نظرت له وهو يقف مع غيرها همهمت بحزن وألم تشعر بالقهر كيف حدث هذا؟! ظلت سنوات تحبه وتحلم بأعترافه لها والان بكل سهوله يقف ويعترف لغيرها بحبه... هكذا وبكل بساطه ؟! ابتعدت عن ذلك المطعم وهي تسحب طعناتها تكتم شهقاتها تشعر وكأن سكينا غرز بقوه بقلبها ابتعدت بخطوات ثقيله وهي نادمه علي السير خلفه نادمه علي فضولها لمعرفة اين ذاهب بكل تلك الاناقه، تندب حظها علي رويتها له في الطريق وترك صديقتها لتسير خلفه وترى اين ذاهب ليتها لم تتبعه وتركته واكملت طريقها مع صديقتها كان سيصبح حالها افضل، اسرعت في خطواتها لتصل لباب منزلها ودخلت وجسدها ينتفض بقوه لم تعد تستطيع الوقوف علي قدميها هوت علي الارض وهي تحاول التقاط انفاسها وتمسح دموعها مستحيل ما حدث أيعقل لا تصدق ان من احبته لا بل عشقته يعترف لغيرها بحبه ويطلب الزواج.... اذا كان يحب غيرها لما كان يعاملها كحبيب!! متي احب غيرها؟! لما جعلها تشعر وكانه يحبها لما جعل قلبها يرفرف في سماء الغرام وفجأه اسقطها علي راسها بقوه جعلتها تشعر وكانها ميته ؟! اذا كان يحب غيرها لما كان دائما يظهر غيرته عليها!؟ اصبحت دموعها تسيل بغزاره وشهقاتها تعلو أكثر جسدها ينتفض اكثر حاولت مرار التحكم في انتفاضتها وتهدأت نفسها وتحدثت بصوت عالي لتهدا
_اهدى... اهدى يا ليان... دا اكيد كابوس وهتفوقي منه اهو اهدي....
ابتسمت بسخريه وهي تنظر حولها واكملت حديثها مع نفسها وهي تقف لتخطوا بخطوات متردده لتقف امام المرأه في صاله شقتها ..
_ لا دا مش كابوس دي حقيقه يا ليان ولازم تفوقي لنفسك بطلي عياط بقا بلاش تبقي ضعيفه انتي طول عمرك قويه ولازم تفضلي قويه

امسكت القلاده المعلقه في رقبتها وشدتها بقوه لتنقطع وترميها بعنف وهي تردد بهستيريا.. غشاش، وكذاب.... منافق ازاي يبين انه بيحبني وبيغير عليا ويروح يعترف لغيري ويطلب ايديها !! كل مره يجي يكلمني ويوهمني اني فارقه معاها واني اغلا شخص عنده وهو بيكذب! بس انا المفروض اعمل اي ؟؟ لازم اواجهه لازم اعاتبه وابعد عنه لازم ارتاااح اغمضت عيناها بقوه وهي تقاوم حرارتها وامسكت حقيبتها وخرجت من شقتها وهي تتصل به وتنتظر ان يجيب ثوانى وجاها الرد : الووو خير يا ليان تلات اتصالات ورا بعض في اي ؟!

اجابت ليان بصعوبه وهي تحاول ان تكون نبرتها هادئه ومتزنه : عايزه اشوفك هستناك في الكافي ( الكافتريا ) بتاعنا

عقد حاجبيه من نبرتها الباكيه التي لم تخفى عليه : فيكِ اي مالك أنتي معيطه ؟!

اغمضت عيناها وهي ترفع راسها للسماء بهدوء : هستناك يا (طارق) متتاخرش واغلقت الهاتف بسرعه بدون السماح له بالرد

________________

نظر للهاتف بتعجب ما بها تلك المجنونه ماذا حدث لتغلق الاتصال في وجهه!! نظر للفتاه الجالسه امامه بتوتر فكيف سيتركها ما الحجه التي سيقولها ظل يفكر لثواني وتحدث بحمحمه : معلش اسف يا حبيبتي جالي شغل مهم ومضطر امشي يلا عشان اوصلك....... بعد ربع ساعه وصل للكافتريا وهو يبحث بعينيه عن مكانها حتى وجدها فاقترب منها بقلق : في اي يا ليان قلقتيني مالك صوتك كان باين انك معيطه حصل حاجه!!؟

نظرت له وعيناها مليئه بالدموع ولكنها تقاومها تنهدت ونظرت لعيناه مباشرة : انا بحبك

فتح عيناه بصدمه ونظر لها وهو لا يعلم ماذا سيجيب ارتعش قلبه علي صغيرته خائف عليها من رده فستجرح بالتاكيد يتمني لو ما كانت اعترفت بحبها فكيف سيطعنها الان برفضه واعترافه ان لديه حبيبه يخاف ان تتركه بعد رفضه لها وهو متعلق بوجودها يعلم انها انانيه ولكنها صغيرته وصديقته وامه واخته هو من رباها جارته منذ الصغر لا يتخيل حياته ويومه بدون مشاركتها تفاصيل ايامه تحدث بصوت ضعيف بعدما سمعها تتحدث وهي تلوح بيدها امامه : طارق ردك اي مالك ساكت كدا ليه بقول لك بحبك اي مش هتعلق !؟

ابتسم لها بحزن وتحدث وهو خائف من عواقب رده : وانا كمان بحبك اوي يا ليان مقدرش اتخيل يومي من غيرك بس مش الحب الي انتي متخيلها انا بحبك كأخت صديقه ليان انتي بنوتي الي متعلق بيها وبحكاويها وشقاوتها

اكملت كلامها وهي تقاطعه : وليه مبقاش حبيبتك كمان!؟

طارق وهو يمسك يدها المرتعشه : مينفعش عشان انا بحب واحده من ست شهور واعترفت لها النهارده وهتقدم لها

ابعدت يدها عنه بضيق : ومقولتليش ليه!؟ هو مش دايما تقولي مفيش بينا اسرار يا ليان ومينفعش نخبي عن بعض حاجه يا ليان واحنا كتاب مفتوح قدام بعض يا لياان فين كلامك داا؟ مش بتعمل بيه ليه هاا؟ خبيت عني ليه انك بتحب يمكن كنت بطلت احبك ست شهور يا طارق؟ بتقولي متخبيش عني حاجه يا ليان وانت بتخبي يا طارق ؟!

طارق بتوتر من عصبيتها : انا كنت مستني الوقت المناسب عشان اجي احكيلك انا.... انااا

قاطعتها وهي تشير بيدها الا يكمل حديثه : هشش خلاص مش لازم تبرر انت حُر وانا كمان حُره

عقد حاجبيه بعدم فهم : يعني اي حُره تقصدي اي

ليان بحده : يعني كفايه كدا مبقيتش عايزه اعرفك تاني مش عايزه الصداقه الي بينا دي بح انت لو شوفتني صدفه متتكلمش معايا ولا كاننا نعرف بعض

طارق وهو يمسك يدها قبل ان تغادر : استني هنا انتى بتستهبلي احنا بقالنا سبع سنين صحاب من وانتي في ثانويا عامه والوقتي انتي 25 سنه يا ليان انتي متخيله احنا بقالنا عُمر صحاب ازاي عايزه فحاجه زي دي نتخلى عن صداقتنا ولو قبلنا بعض صدفه نعمل كاننا منعرفش بعض لا طبعا انا مش موافق علي الكلام دا

انتفضت ليان بغضب وعصبيه كالعاصفه توشك علي تدمير ما ياتي في طريقها لا يهمها الاخضر واليابس : بطل انانيه بقاا انت اي مش بتحس انا اعترفت ليك بحبي وانت رفضت من حقي ابعد بقاا كفايه كدا اي عايزني افضل قريبه منك وصاحبتك واشوفك وانت فرحان ومبسوط مع حبيبتك وتكلمها قدامي واشوفك وانت رايح تخطب واتبسطلك عشان احنا صحاب !! طب وانا؟! وقلبي الي بيدمي دا فين من دا كله انت ليه اناني! ليه مش همك الا نفسك

اشار الي نفسه بذهول : انا يا ليان؟

هزت راسها بسرعه : ايوا انت لما تطلب مني اني افضل جنبك وانت عارف اني بحبك وانت رافض حبي دا يبقي اناني عشان اكيد هبقي موجوعه

اقتربب منها وهو يمسح دموعها : مينفعش تبعدي يا ليان انا بحبك وروحي متعلق فيكي ليان احنا المشاعر الي بينا اعمق بكتير من الحب

ليا وهي تمسح دموعها بنحيب : بس انا لو فضلت حواليك هتعب وهتوجع وكمان هيبقي معنديش كرامه

طارق : كرامه!! اي الهبل دا يا ليان احنا روح واحده انتي بنتي مينفعش نبعد عن بعض بصي انا اصلا كدا كدا مسافر السويس شهرين كالعاده عشان الشركه طلبتني هناك فاعتبري الفتره دي اعادة تأهيل لقلبك انا متاكد انه يستاهل الاحسن مني بكتير اعتبري الشهرين الي هبعد فيهم مساحتك الشخصيه غير كدا اول ما ارجع مش عايز دقيقه تعدي الا واحنا بنرخم علي بعض كالعاده سامعه

نظرت له بوجع ليربت علي كتفها فهزت راسها بالموافقه وهي تعلم انها ستتعب من قرارها بعد البُعد عنه ولكن كيف ستبعد والي اين ستذهب وهي لا تعلم ملجأ او مكان غيره فهو مامنها وأمانها، (فى بعض الأحيان يكون الأمان متجسد علي هيئة شخص ما، فلا نستطيع الابتعاد عنه ف بدونه سنشعر بالفزع ) .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي