الفصل السادس

نظرت لها حنان برفعه حاجب ووقفت لتتجه الى الشرفه متحدثه بصوت عال وضيق : هتفضلى طول عمرك هبله وبتاخدى فوق دماغك لتشهق بفزع عندما ترى من يقف مبتسم بتوتر بالشرفه المجاوره لهم لتعقد حاجبها وتتحدث بفظاظه : انت مبتسم كدا ليه يا عم انت فزعتنى

لتاتى لها ليان لتعرف مع من تتحدث : بتكلمى مين يا حنان

تشير حنان لذلك المبتسم وهى تتحدث بفظاظه : مستر مبتسم دا !


لتنظر له ليان بتوتر وتمسك بكتف صديقتها ليدخلا الى الصاله مرة اخرى : أسفين، ادخلى يا ست حنان فى حد يكلم حد بالاسلوب دا فى أى مالك متعصبه كدا ليه

حنان بضيق : من غباءك هتجبيلى جلطه بسبب طيبتك وتخلفك دا على طول قلبك دا بيختار غلط مش بيفهم الاتجاهات صح بتحبى وجع القلب مش قادره تحددى لقلبك الشخص الصح

تنهدت ليان ونطقت بهدوء : هو إزاى أعرف إن الشخص هو ده شريك حياتى اللى نفسى أكمل معاه اللى باقيلى من عُمرى؟!

هداءت حمان ونظرت لصديقتها بحنان وهى تراها سارده وعيناها تلمع بالدموع فتنحنحت : دى حاجه مش بتتعرف يا ليان.. حاجه بتتحس، بيكون عباره عن إحساس نابع مِن جواكى بيقولك إن هو ده الشخص اللى نفسك تكملى معاه ويكونلك سند وضهر وأمان.

ليان بدموع : أمان، يعنى اي أمان انا معرفش امان غير طارق هو الى كان الامان بالنسبالى ؟!

حنان وهى تربت عليها : لا يا ليان الامان عمره ما بيدى ضهره للى بيحبه وبيحميه الامان يعنى تنامى وانتِ مطمنه إنه موجود مش خايفه ومرعوبه ان ممكن تصحر تلاقيه مشى، الامان إن لو حد عاب فيكِ هو هيرد غيبتك وياخدلك حقك، يصارع الدنيا عشان نظره مِن عينك تبرد سهام قلبه، تحكى معاه وانتِ مش خايفه وعارفه ومتأكده إنك هتتفهمى منه صح، أمان بمعنى يخاف عليكِ وعلى حُزنك وزعلك، أمان انه يحبك بطريقه تخليكِ مطمنه إنه مش هيبعد ولا يسيب ويفضل يهتم بيكِ بدون ملل أو زهق، الأمان لو فضلنا نتكلم فيه هيحتاج مننا مجلدات ليان صدقينى حُبك لطارق كان مجرد تعود على بقاءه مش حب الحب اعمق بكتير من أنك تفهميه عارفه هو هيجى ويخبط على بابك عشان يقتحم قلبك بدون ما تدورى عليه صدقينى هو هيعرف طريق قلبك بسهوله

انهت حنان حديثها وما هى الا ثوانى الا وسمعا صوت جرس الباب فنظرت ليان لحنان بتوتر : تفتكرى هو

عقدت حنان حاجبيها : هو مين دا!؟

ليان ببتسامه : الحب الى كنتى بتتكلمى عنه الامااان يا حنااان

ضحكت حنان بصوت عالى : انتى هبله اتنيلى روحى شوفى مين بيرن الجرس يلا

هزت ليان راسها واتجهت نحو الباب لتفتحه بهدوء وتتحدث بهدوء لذلك الواقف امامها : فى حاجه

تحمحم الواقف امامها وهو يفرك مؤخرة راسه بتوتر ويبتسم : هو بصراحه كنت عايز شويه فلفل اسود عشان نزلت اليوبر ماركت وقال معندوش وانا محتاجه عشان ام...

قاطعته ليان : عارفه عشان مامتك جايالك النهارده وانت محتاس تعملها الاكل ازاى

ضحك جاسم : احم الصراحه ايوا

ابتسمت ليان بهدوء : تمام هدخل اجيبلك الفلفل

ليرفع نظره لها وهى تتجه للمطبخ ولكن سرعان ما توتر عندما جائت له حنان وتحدثت برفعت حاجب : هو الفلفل بقا حجه الوقتى

جاسم بعقدة حاجب تحدث بتعجب : حجه!؟ مش فاهم قصد حضرتك

عقدة حنان يدها امام صدرها وتحدثت بمكر : أقصد أنى فاهمه تصرفاتك وعارفه انت عايز أى

جاسم بارتباك : وضحى اكتر!؟

حنان بنرفزه : أنت عبيط يا أبنى بقول لك أنا فاهمه انت بتفكر فى أى وأحب اقول لك الطريق قدامك مفتوح ودى فرصتك بدل ما أنت مقضيها وقفه فى البلكونه طول اليوم ومشي وراها أتقدم خطوه الوقتى المكان فاضى ومحتاج منك بس شويه شجاعه

رفع جاسم عينيه لينظر للمتحدثه ويحاول فهم ما تؤمى اليه بكلامها فتحدث بشك: تقصدى أن الى أسمه طارق دا...

هزت حنان راسها : أعترفتله وطلع بيحب واحده تانيه

جاسم وهو يضغط على يده بضيق : طب وأنتى عرفتى ازاى ان أنا ب..

حنان مقاطعته عندما راتها تتجه نحوها : حركاتك واضحه جدااا ....تعالى يا لياان شوفتى دا مطلعش جار بايخ زى ما كنت متوقعه طلع عنده ذوق وشهم جدا لما اتعرفت عليه قالى انه هيساعدك فى حوار الشغل بتاعك وهينزل من بكرا معاكى يدورلك على شغل مش كدا يا أستاذ..

تحدث جاسم بسرعه مبتسم ببلاهه : جاسم أسمى جاسم

حنا بضحك: أستاذ جاسم أنا حنان ودى صاحبتى ليان وزى ما قلتلك بتدور على شغل

تحمحم جاسم وهو ينظر الى ليان الواقفه امامهم بتوتر وابتسم بترحيب : أهلا وسهلا أنسه ليان أنا أن شاء الله هدور لحضرتك على شغلانه وابلغك بعد أذنكم ... كاد يمشى ولكن قاطع حركته صوت ليان لينزل على مسامعه ويجعل ضربات قلبى تطرق كالطبول ليلتفت وهو يبتسم ببلاهه : أؤمرى

ليان وهى ترفع ما بيدها من حباات فلفل : الفلفل حضرتك

اخذ منها حبات الفلفل وهويبتسم بتوتر : ايوا صح الفلفل يلا سلام

ليدخلا الشقه وحنان تضحك بقوه : لذيذ جاسم دا لا ونكته كمان

_________

تفتح باب شقتها بعدما أزعجها صوت الجرس لتنفخ بضيق وهى تتمتم : حاضر جايه هو فى حد يرن الجرس كدا لتصدم من تراه لتتنهد بألم ... أنت !!

رفع طارق حاجبه وتحدث بتعجب هى دى حمد الله على السلامه يا طارق دا انا راجع من سفر يا ليان

فتحت ليان الباب ليدخل وتركت الباب مفتوح لتتابع خطواته وتسمع ما جاء لاجله : فى أى يا طارق جاى ليه

طارق وهو يعقد حاجبه : هو اى الى فى أى يا طارق وجاى ليه هو مش احنا صحاب واكتر من اخوات هو اول مره اجى هنا ومتكلم وبعدين وحشتينى وكنت محتاجك الفتره الى فاتت وملقتكيش ودى مش بعادتك فقلقت وجيت عشان أطمن عليكى

ضحكت ليان بسخريه ليعقد الاخر حاجبيه أكثر وينتظر تفسير ضحكاتها تلك لتتحدث وهى تعقد ذراعيها أمام صدرها : هى دى المشكله ضمان البقاء

تسال طارق بعدم فهم : وضحى أكتر

ليان بألم : أنت ضامن وجودى طول الفتره الى فاتت ضامن أنك مهما جيت عليا أو جرحتنى هفضل موجوده، هفضل فى ضهرك ومعاك وبساعدك وبسندك وقت وقوعك لحد ما تقف من تانى وتبقى أقوى ومأخدتش بالك أن كل العثرات الى أنت بتقع فيها وبسندك عشان تقف بتاخد من طاقتى ومن ثبات لحد ما بدات أنطفى واحده واحده مأخدتش بالك أن هيجى يوم ومش هينفع أسندك تانى لانى لازم أسند نفسى عشان أعيش ولا مش من حقى أعيش يا طارق ؟

تنهد طارق وتحدث بهدوء : ليان أنتى أختى وأنا بحبك والله بس لازم تفهمى أنا بحبها هى .. أنا آسف.

تحدثت ليان وهى تمسح دموعها التى خانتها : طب وانا؟!!

طارق : طول عمرك اخت ليا وصحبة عمرى وبير اسرارى .. بس مش حبيبه .. صدقينى مقدرش أشوفك زى ما أنتى عايزه

ليان بوجع : انا عارفه تفكيرك كويس يا طارق .. أنا ال ينفع تحكيلى أسرارك احللك مشاكلك، تقولى ايه ال مضايقك، حتى تفاصيل يومك أنا عرفاها، اصحابك، بتحب ايه مش بتحب ايه .. بس يوم ماحبيت حبيت غيرى خدعتك المظاهر .. حبيت جمالها .. حبيت عيونها الخضره .. حبيت مركزها؛ لاكن محبيتهاش هى .. محبيتهاش كونها .. محبيتهاش من جواها .. لاكن اوعدك انك عمرك ماهتشوفنى تانى .. انا اسفه انى هنت نفسى مع واحد بتخدعه المظاهر انسان بيتسلى .. وعد أن دى اخر مره تشوفنى فيها يا طارق وبعد النهارده مش عايزه يبقى في بينا أى حاجه لا صحوبيه ولا جيره ولا حتى الاخويه الى بتقول عنها دى ومتجيش هنا ولا تتصل بيا تانى واتفضل أخرج بقا من الشقه ومن حياتى .

....

تمر الايمام كعقارب الساعه اليوم يليه الاخر ونفس الروتين لا جديد، من يظن أن لا فارق بل هناك فارق وربما لا أحد يلاحظ ربما تلك الايام المتتاليه ما هى ألا ضماد لنسيان الالم ربما هناك جروح بدأت بالاتمام ولا أحد يدرى..

تجلس ليان بأحد الكافيهات كعادتها منذُ أسبوعا وهى تحضر الى هنا تمسك كتابً وتفتحه وتندمج بين صفحاته لعلها تنسى ما مرت به وتعيش بين كلمات ما تقرأه لتتحدث بهدوء وتطلب مشروبها المعتاد لتعاود قرأة ما بدأت : واحد آيس كوفي لو سمحت.

ولكن تلك المره لم تستطع أكمال القرأه لمقاطعتها صوت: محدش قالك إن القهوة مُضرة بالصحة؟

لترفع راسها لترى من ذلك الابله الذى تجرا وتحدث معها وترفع حاجبها بتعجب : أفندم!

يسحب كرسي ويجلس عليه ببتسامه واسعه وتحدث بثقه : القهوة ليها أضرار كتير جدًّا، خصوصًا لو حد زيك كدة، يعني هتخلي عند القمر هالات و....

تنهدت ليان وتحدث بضيق : أستاذ جاسم حضرتك أنا مش عايزه أحرجك بس بجد كدا كتير يعنى مش معقول من اسبوع وحضرتك زى ما يكون بتراقبنى ماشى ورايا فى كل حته السغل وحضرتك مشكور جدا انك ساعدتنى ولقيتلى شغل بس انك تطلعلى فى كل مكان كدا دى حاجه بتدايقنى، بقيت بقول انك أكيد مجنون، ما دى مش حركات حد عاقل ابدا.

أبتسم جاسم بأتساع : هبقى مجنون فعلا لو لقيت فرصة أقعد معاكِ وأمشي، ولا أنت أي رأيك!

نظرت له بتعجب : رأيي! حضرتك بتستهبل أمشى لو سمحت بدل ما أطلب لك أمن الكافيه

هز جاسم راسه بالرفض فبسرعه البرق لم ينتبه حتى ليجد نفسه واقع على الارض يفرك بطنه بألم متحدث بتعجب : اااااااه، بتكلم مع مصارعه كراتيه ولا أي! روحي يا شيخة ربنا يهديكِ عليا

نظرت له بسخط وامسكت بكتابها وحقيبتها وخرجت من الكافيه وهى تسب وتلعن عليه فقد عكر مزاجها لتءهب الى صديقتها حنان وتجلس معها ليتثامروا أطراف الحديث

حنان بهدوء : خلصتى كتابك الى هتتهبلى وتخلصيه دا

نفت ليان بضيق : لا الاستاذ الى اسمه جاسم دا منه لله عكر مزاجي ومعرفتش اكمل قرائته في الكافيه، فَـ مشيت مزاجي زفت ويدوب ملحقتش أقرا سبع صفحات على بعضهم ، هطبق لبكرا الصبح بقى وأمرى لله

حنان : جاسم!! وعمل اى !؟

ليان بنرفزه : البجح جاى يقعد على نفس الطرابيزه لا وكمان عايز يرغى، بس أنا علمته الأدب، عشان ميتجرأش يعملها تانى

حنان بشك : أوعي تكوني ضربتيه! يا بنتي المفروض إنك بنوتة رقيقة وكيوتة وكدة، أي شغل جعفر دة!

ليان بنرفزه : لأ شغل البنات الملزقة دة مينفعش معايا أصلا، وبعدين أنا دفعت فلوس في دروس الكاراتيه ليه إن شاء الله عشان أبقى كيوت ورقيقة وملزقة زي الملزقين دول! مـ أنا عملت كل دة عشان لو حد فكر بس أعرف أدافع عن نفسي

حنان : بس مش كدة يا بنتي الآه، الواحد بيخاف يكلمك لتتعصبي وتموتي حد فينا

ليان بضيق : بقول لك أى دا قارفنى بقاله شهرين ماشى ورايا فى كل حته دا انا قربت اعتبره زى خيالى كدا احسن عشان يخاف بقا ويعتقنى لوجه الله

_________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي