الفصل الخامس

يمر أسبوعاً وهي حبيسه غرفتها تتوسط فراشها بوهن تضم ساقيها لصدرها، تخفض راسها حتى لامست صدرها... عقلها ليس معها بل شارد بكل ما مرت به منُذ اليوم المؤلم وهي على ذلك الحال انقطعت عن تواصل حياتها كما كانت انقطعت عن الاكل الا من بعض اللقيمات القليله حتي تبقيها علي قيد الحياه صامته لا تجيب علي اي اتصالات حتي "هو" لا تجيب عليه رغم محاولاته الكثيره للاتصال بها ولكنها كانت تفضل البقاء وحدها لتجميع ما تبقى من كرامتها وتلملم شتات قلبها، شحب وجهها اثر نقصان وزنها اصبح منظرها هش ضعيف، نظرت لقدميها وحركتها بضعف وكانها تحارب جسدها حتي تنهض من فراشها وبعد محاولات نهضت من فراشها تقف بهدوء امام مراتها تنظر لهيئتها التي ذبلت كما ذبلت الورده حين تقطف اصفر وجهها واصبحت أضعف بكثر قطاع تاملها لنفسها صوت جرس منزلها عقدت حاجبيها فمنذ ان سكنت هنا ولم يرن جرسها الا طارق والان طارق في السفر فمن جاء ولما جاء بالاساء ؟! لم تتسال كثرا ارتدت اسدالها وفتحت باب شقتها رفعت حاجبها باستفسار : افندم؟!

تحمحم بخجل وتحدث بهدوء : انا جاسم جارك ساكن في الشقه الي قصداك كنت بس جاي اسال لو عندك بصل

عقدت حاجبيها بتعجب : بصل!؟

ابتسم بحياء وضحك : متستغربيش اصل انا ساكن هنا بقالي سنه وشويه عشان شغلي وكدا والنهارده ماما قررت انها تيجي تشوفني وتطمن عليا وانا بصراحه كنت عايز اعملها اكل اصل هي مبتحبش اكل برا وجيت اطبخ لقيت ان مش عندي بصل والصراحه المرتب هينزل كمان كام يوم وانا م....

قاطعته بضيق : طيب طيب انت هتحكيلي قصة حياتك ثواني واجيب لك البصل وبسرعه دخلت لتحضر له طلبه

أما هو فضرب راسه بغباء وهو يلوم نفسه علي تسرعه وفعلته الغبيه تلك تذمر بضيق وهو في صراع قاطع صراعه صوتها وهي تلوح بيدها امام وجهه بهدوء وتهتف باسمه : استاذ جاسم اتفضل

نظر لها بانتباه وهو ياخذ منها حباة البصل ويشكرها بلطف : شكرا جدا متشكر بعد أذنك وابتعد عن شقتها ليدخل شقته بسرعه بتوتر وارتباك مبتسم في وجهها ومغلق الباب لتنظر لاثره بتعجب وصدمه من غلقه الباب في وجهها لتتحدث مع نفسها بصوت عالي بذهول : مجنون دا ولا اي ؟؟

تدخل شقتها مره أخرى ولكن بوجهه قسماته تختلف عن ذى قبل ابتسامه طفيفه تركت أثر على ثغرها ربما تكون تلك الابتسامه هى منبت الزرع كل ما تحتاجه فقط بعض الاعتناء لتنبت الزرع ابتسمت علي ارتباكه

_______________

اما هو فيجلس امام التلفاز وهو يضع حبات البصل امامه وينظر لصديقه الجالس بجانبه علي الاريكه ويتابع التلفاز بتركيز عاقد حاجبيه لانفعاله مع المباره ليقاطع تركيزه ومتابعته تذمر صديقه : انا غبي اي الي هببته دا هتقول عليا اي الوقتي اكيد هتقول عليا مجنون او برخم عليها او اني بنى ادم غتت انا غتت صح!

ضحك صديقه وهو ينظر له : انت مش قلت عايز تطمن عليها لانها مظهرتش خالص بقالها اسبوع ومن واجب الجار السوال علي جاره واهو اطمنت وسالت متنرفز ليه بقااا ؟

جاسم وهو يمسك حبات البصل ويشير له : بقا دي حجه عشان اتطمن عليهاا بصل يا معتز ؟!! بصل؟

معتز وهو يضحك بقوه وصوت عالي : وانا مالي هو انا الي كنت قلت لك روح اسالها علي بصل انت وقفت مره واحده فزعتني وقال اي طلع عليك عفريت لازم تطمن عليها عشان مظهرتش بقالها اسبوع ويعيني عايز تطمن قلبك ( وتحدث بغمزه ) اعترف وقول انك بتحبها

نظر له بحده وتحدث بجديه : وانت مالك قوم يااض من هنا روح عشان عايز اناام

معتز بضيق : دي اخرتها بتطردني من شقتك يا صاحبي

جاسم وهو يدخل غرفته : هشش وبطل دوشه ودراما ومتنساش تقفل باب الشقه وراك كويس

معتز بحلطمه : شوف وانا الي كنت ناوي علي غدا يلا مش مهم امشي احسن بدل ما يطلع ينفخني

___________

تقف هي تنظر لهاتفها الموضوع امامها وهي تقرر فتحه والاتصال علي صديقتها لتتنهد بارهاق عندما أنارت شاشه هاتفها وتجد العديد من الرسائل والتنبيهات من قبل جهه أتصال واحده تعرف تماما صاحبها لتفتح شاته وتقرا الرسائل بقلب مرتجف ويدًا ترتعش مشاعر مضطربه وقلب أبى الاستسلام والبُعد عن حبيبه هبطت دمعه هاربه من عينها عندما قرات احدى الرسائل يخبرها أنه عائد الاسبوع المقبل وأن الشركه قررت الأستغناء عنه لحدوث بعض المشاكل وأنه غاضب وحزين جداً حيال ذلك ويريد محادثتها فى أقرب وقت".

بسرعه أتجهت لجهات الاتصال وبحثت عن رقمه لتتصل به ولكن غمغمت وهى تصرب راسها غاضبه من تصرفها ونطقت بصوت عالى محدثه نفسها
_ أنتى غبيه يا ليان، هو أول ما يقول لك عايز أكلمك هتروحى تتصلى بيه على طول كدا لازم تبعدى عنه لاازم

نظرت لهاتفها مره أخرى اتصلت بصديقتها دقائق وأتاها الرد
_ أنتى فين يا زفته أنتى كل دا

أغمضت ليان عيناها وحاولت الابتسام ليظهر صوتها عادى ولا تكتشف صديقتها حزنها : موجوده اهو يا حنان بس كنت محتاجه أفصل شويه

عقدت حنان حاجبيها وتحدثت بقلق : مالك يا ليان فيكى اى صوتك مش عاجبنى

أنسابت دموعها وهى تتحدث بحزن : مالى يا حنون أنا كويسه اهو

حنان بقلق وحده : بقول لك اى هتقولى مالك ولا أستاذن من الشغل واجيلك

ليان بهدوء : مفيش شويه أرها

قطاعتها حنان : خلاص مش لازم تكملى أنا جيالك

همست ليان بتعب : مش لازم يا حنان انا كويسه

_ بت انتى بقول لك اى اعملى عصير لحد ما استاذن من المدير الغلس دا واجيلك انتى وحشانى اصلا

أبتسمت ليان بحب : خلاص ماشى

أغلقت حنان الاتصال لتترك ليان تبتسم على تصرف حنان وقلقها عليها فهى تحمد ربها على نعمة فى منحها صديقه كحنان فهى أسم على مسمى حنونه وعطوفه كاسمها بالضبط اتجهت للمطبخ وبدات باعداد عصير الجوافه فهو المفضل لدى حنان وهى تعلم ذلك .

________

_انتى اتصرفتى صح يا ليان هو دا الى كان لازم يحصل من زمان

نظرت لها ليان بتركيز وهى ممسكه بكاس العصير ارتشفت منه القليل وتحدثت بهدوء : يعنى متصلش عليه؟ زمانه زعلان اوى هو كان بيحب شغله دا لدرجه كبيره صعبان عليا يبقى فى محنه ومبقاش واقفه جمبه

حنان بعصبيه : بت انتى هتجننينى اياكى تتصلى عليه ولا تعبريه دا جبله ما بيحسش انا مش قادره افهم هو بيحس زينا كدا ولا معندوش مشاعر انا متاكده أنه مبيفهمش اواى قدر يسيبك ويسافر وهو متاكد أنك هتنهارى أزى طاوعه قلبه كدا لا وبكل بجاحه عايزك جمبه لما احتاجك يعنى اى دا

ليان بهدوء : انا عذراه هو كان مفكر ان بالطريقه دى هرتاح مفكر ان ببعده كدا هنسى وجرحى هيلم

زمجرت حنان بضيق : غبى وهو الخسران ونجوم السماء اقربله لو مفكر انك هتكلميه ولا هتتعاملى معاه تانى

نفت ليان وهزت راسها بلا : مينفعش يا حنان الى بينا عمره ما هيتهد مينفعش نبعد طارق بالنسبالى السند مهما كان ومهما حصل هفضل شايفاه الاب والاخ والصديق مش مهم انه منفعش حبيب مش لازم الى بينا أعمق من كدا وانا متاكده من دا

نظرت لها حنان برفعه حاجب ووقفت لتتجه الى الشرفه متحدثه بصوت عال وضيق : هتفضلى طول عمرك هبله وبتاخدى فوق دماغك لتشهق بفزع عندما ترى من يقف مبتسم بتوتر بالشرفه المجاوره لهم لتعقد حاجبها وتتحدث بفظاظه : انت مبتسم كدا ليه يا عم انت فزعتنى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي