الفصل الخامس

خيط رفيع
الفصل الخامس
بقلم : ريان عبد العزيز محمد إبراهيم

تواصل شهد بقية القصة :
(بعد الكلام الحكاهو لي شادي أخوى عن إنو منذر برئ و انو ظلمناهو بعدها بى فتره مشيت ناس خالتو منى كانت خالتو عيانه و لقيت منذر و لقيت لي فرصه إنى أتكلم معاهو و أوضح ليو سوء التفاهم ما عشان إنى بحبو و عايزه أرجع ليو لكن عشان أريح ضميرى فى حين إنو زمان لما أخوى شادى حكى لى عن منذر أنا إكتفيت إنى أحظر منذر و أمسح الرقم ما حاولت اتواصل مع منذر و استفسر منو و فى نفس الوقت ما عايزه كان تحصل مشكله بين منذر و بين شادى اخوى لأنو دا إتهام فى حق منذر فقررت إنى أواجه منذر و أحكى ليو عشان أبرر موقف شادى بس بعد ما واجهتو و حكيت لي كل الحاصل إكتشفت إنو شادي اخوى كلمى و برر موقفو و كدا و بعدها منذر قال لى :ما إتخيلتك إنتى تشكى فينى و تخلينى بي سبب كلام ما معروف صاح و له كذب و الحمد لله ربنا الكشف لى حقيقتك و بعدها مشى خلانى صراحه أنا إتضايقت منو شديد لأنو أنا جيت أعتذر ليو و أكلمو بأي شئ و هو صدانى و من اللحظه دى لحدي الليله يوم سماية حتى شوفتو تانى لأنى تانى ما إتواصلت معاهو و لا هو إتواصل معاي و إكتشفت فيما بعد إنو أصلا ما بحبنى و ما عايزنى و أنا بعدها إتزوجت هاشم بس الواجع ضميري إنى ما قادره أحبو و ما عارفه هل أنا لسه بحب منذر و له لا بس الحاجه المتأكده منها إنو منذر ما الراجل البنفع أتزوجو و هاشم أحسن راجل عرفتو فى حياتى )
فى جانب آخر من القصه :
كانتا تجلسان و تتحدثان و كانت جلستهما لا تخلو عن ذكر إسم شهد
رقية والدة هاشم تتحدث مع زوجة إبنها هادي و التى تسمي مريم : ولدى من يوم عرسها ما ضاق طعم الراحه شوفى طوالى فى حالة يوصلها لى اهلها و يقطع شغلو عشانها
زوجة إبنها هادي (مريم ) قالت : فعلا يا خالتو أنا رشحت ليو زمان بنات كتار و حلات الدنيا عليهم بس هو رفضهم
والدة هاشم رقيه قالت : أصبري لي بس لو ما خليتو يطلقها او يعرس فيها
و فى أثناء هذه اللحظة جاءت إليهم هديل و تدخلت فى الحديث و قالت لهم : يا جماعه حرام عليكم هسه شهد دي عملت ليكم شنو من يوم ما عرفتها فى حالها و طيبه و رايقه و جميله لا حصل يا أمى إتلاءمت معاك و لا إتكاعبت معاك مع إنو إنتى طوالى بتصديها و هى برضو ما حصل حرجتك و ما حصل إحترمتك
والدة هاشم رقيه قالت لى إبنتها : يا بت أسكتي ساي و ما تتحشري فى الكلام فاهمه و له لا .. و أنا هاشم دا لو ما عرستو لى بنت أختى يبقي ما إسمي رقيه
تركت هديل والدتها و زوجة اخيها مريم و ذهبت منهم بسبب حديثهم الذى كان لا يعجبها و مرت الأيام و شهد كل مرة تكتشف صفات هاشم النبيلة و الجميلة و حبه الشديد لها
فى يوم جمعة إستيقظ هاشم و شهد مبكرين لأداء فريضة صلاة الصبح و ذهب هاشم إلى المسجد و بعد أن رجع من المسجد وجد شهد أعدت له الشاي و أعدت كيكة بالشكولاته و جهزت أوانى الشاي و كانت منتظره هاشم لأول مره فى حياتها لأنها كانت بعد أن تؤدى صلاتها و تقوم بتجهيز الشاي كانت تذهب لتواصل نومها أما هذا اليوم و هذه الجمعه كانت منتظره هاشم و تريد أن تشرب معه الشاي
و بعد أن جاء هاشم من المسجد و جدها جالسه و بي جانبها الطاوله و موضوع فيها أوانى الشاي و الشاي و الكيكة التى قامت بي إعدادها ..
و قال لها هاشم : سلام عليكم
و أجابته شهد : و عليكم السلام و رحمة الله .. حرمآ ان شاء الله
فأجابها : جمعآ إن شاء الله .. و واصل حديثه : ان شاء الله خير الليله مالك مواصله ما نمتى
فأجابته شهد : ما نعسانه الليله و برضو قلت الليله أجرب ما ارجع اواصل أنوم و أشرب الشاي قبل طلوع الشمس و كدا
ضحك هاشم و قال : ان شاء الله تعجبك التجربه و تواصلي كل يوم علي كدا لأنو انا كل يوم بشرب الشاي براي و ما بتكيف
لكن تانى حا أعتمدك تشربي معاي
فقالت له شهد :ما تفرح ساي إحتمال الليله عشان ما جانى نوم عشان كدا لكن ما بقدر أوعدك إنى حا أواصل و ما أرجع أنوم
فقال لها هاشم : حالتى فرحت بس يا خساره يا فرحه ما تمت
فقالت له شهد :تعال أقعد إستمتع بي اللحظه دى و أشرب الشاي معاي يلا
و ضحك هاشم على كلامها و جلس مقابل لها و تناولو الشاي و الكيك و تحدثو كثييرآ لأول مره من لحظة زواجهم أن يتحدثو كثيرآ كهذا اليوم و بعدها قالت له شهد بعد أن نظرت إلى الساعه المعلقه فى الحائط : إيييك الزمن مشى سريع و نحن ما حاسين بيو مفروض أنا أتجهز عشان تودينى ناس ماما
فقال لها هاشم :و الله صحى الزمن مشى شديد الساعه ماشه على تمانية .. و أضاف فى حديثه : أنا الليله ما شغال و ما حابي أطلع رأيك هسه شنو الليله ننزل نفطر تحت مع ناس أبوي و أمى و نمشى لي ناس امك المساء و إذا اليوم المساء شايفه بسيط ممكن بكره الصباح بدرى أسوقك تقيلي معاك و إذا دا كلو ما عجبك إذا حابه هسه بوديك لى ناس امك
ففكرت شهد و قالت لى نفسها ( أنا كل جمعة بمش ناس أمى و ما حصل قعدت جمعه هنا و دى أول مره يطلب منى كدا و أنا ما حا أحرجو و هو ما قاعد يقصر مع أهلي فأنا كمان ما حا أرفض ليو بالرغم من خالتو رقيه و معاملتها معاي بس عشان خاطرو ) فقاطع تفكيرها و قال لها : إيييك كل دا تفكير خلاص جهزي نفسك أسوقك ناس أمك
فقالت له شهد : لا ما ماشه ليهم اليوم نمش بكره أنا حا أنزل معاك نفطر تحت مع ناس خالتو و عمو ممدوح حا أمش أجهز الفطور و ننزل عليهم
ففرح هاشم لحديثها و قال لها : طيب تمام و أنا بساعدك
فضحكت و قالت له :لا تساعدني شنو بتعرف إنت لى شغل المطبخ
فقال لها هاشم :يا زوله دا كلامك معاك الشيف هاشم شخصيآ أرح نكسب الوقت
و دخلا على المطبخ و كانا متحمسين

(بخصوص مساعدة الزوج إلى زوجته الكل يظن حينما يساعد الزوج زوجته بأن هذا ينقص من رجولته و لا يدرون بأنه يعتبر إحترامآ و رأفة و حبآ لزوجته فقال تعال :( و جعلنا بينهم مودة و رحمة ..) و ربنا سبحانه و تعالي جعل بين الزوجين مودة و رحمة و كل منهما يساعد الآخر و يتساعدان فى تربية الأبناء الزوج يساعدة زوجته فى تربية أبنائه و ليس الزوجه وحده مسؤؤلة من التربية و فى العمل احيانآ نجد بعض من الزوجات تساعد زوجها بي عملها و تساعده فى توفير الأشياء الضرورية لها و لى اسرتها و كون أن الزوج يساعد زوجته فى أشغال المنزل فلا بأس من ذلك طالما الطرفان متراضيين )

فماذا لو كانا الزوجين محبين لبعضمها ...

أن تستقر روحين لبعضهما و تهدأ في طمأنينة و تؤادد فذلك من أعظم آيات الله و تجلياته في الوجود و في فطرةِ البشر فما من نفسٍ بشرية سليمةٍ إلا و تتجاذبها ذاتيتها تسوقُ خطاها لنفسٍ جعلها الله وثيقة الصلةِ بقطبها الآخر فتتآلف الذوات و تتراحم و تفتدي بعضها؛ و الحبُ مصدره سامي فهو في أشدِ مصداقيته تتكسرُ أمامه حواجز المادة و تنهار بنية المصلحة الذاتية فالحب قاهرٌ للمادية الصرفة التي تخلو من التضحية و البذل. إن الحب مصدره إلهي و نجد أن الحب في التصوّر القرآني له بُعد أعمق في تربة الإنسان إنه نفحةٌ من الله يجب أن تدركها أرواحُ المتحابين و هو من هنا أكبر من التقاء جسدي ظاهري فهو هنا تضحية و بذل و صبر على الزلات و الأخطاء و هذه الروح في التصور القرآني لابد أن تكون متبادلة.

و الحب في تصور القرآن إنما هو شعور روحين أنهما من الله و إليه فهو التقاء على تقوى الله و العفاف و صون النفس البشرية عن التخبط في الشهوات فا الأرض دار بلاء و اختبار فا الحبيبة الحقيقة تقود محبوبها لأفق السماء و تربطه بلغة الوحي و تحثه على التوق إلى الله ؛ إن الحب في القرآن هو لبنتين التقتا على سموٍ رفيع أرفع من مما تلتقي عليه سائر مخلوقاتِ الله من كلا و مرعى. و يمكن القول أن الحب في التصور الإسلامي هو التقاء روحين مدركتانِ أنهما من الله و إليه لصياغة أرواح جديدة بنفس الإدراك. يقول الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
إن من يتأمل هذه الأية يدرك المعنى العميق لنص السماء ؛ فقبل كل شي ما الحب إلا آية من آيات الله؛ أن تركن روحك وتستقر وتسكن لإحداهُن فذلك أولا آية من آيات الله عليك التامل فيها و التدبر في أبعادها ليستقر الإيمان في قلبك ..


نتلاقه فى الفصل القادم
نقيف هنا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي