الفصل السادس

خيط رفيع
بقلم : ريان عبد العزيز محمد إبراهيم
الفصل السادس

بعد أن ذهبا شهد و هاشم إلى المطبخ قامو بتحضير وجبة إفطار شهية و جميلة و لأول مره منذ زواجهم يجتمعان فى المطبخ و يتشاركان فى الطبيخ و أصوات حديثهم و ضحكاتهم عائمة فى كل أرجاء المنزل و أى شخص فيهم إكتشف شخصية أخرى يخفيها الشخص الآخر حيث إكتشفت شهد شخصية هاشم البارع فى الطبخ و فى إعداد السلطات الرهيبه و إكتشف هاشم زوجته شهد براعتها فى الطبيخ التقليدى السودانى المعاصر
نستمع إلى حديثهم :
شهد قالت إلى هاشم : و خلصت أرهب ملااح نعيمية و عصيدة وشعيرية فيك يا دنيا
و قال هاشم إلى شهد : و خلصت أجمل سلطة كول سلو و سلطة جزر أبدع طباخ فيك يا دنيا ما بعملها
فآجابته شهد و هى ضاحكة : شكار نفسو إبليس
فآجابها هاشم و هو يضحك أيضآ : تقصدى نفسك و له منو براك البديتى شكر و أنا واصلت
فقالت له شهد : خلاص نشوف ناس خالتو و عمو و هديل هم البحكمو علينا أكلنا و نشوف منو الفائز و ارح ننزل عشان الزمن مشى و الصلاه قربت و بكونو جاعو زاتو
فقال لها هاشم :اى مفروض ننزل ليهم بعد كدا شيلى أدويتك البتبلعيها بعد الفطور ما تنسي و امشى قدامى أنا بجيب معاي الفطور
فقالت له شهد : خلينى اشيل معاك الفطور
فقال لها هاشم : لا بجيبو أنا انتى نسيتى إنك حامل ممنوع تشيلى حاجه تقيله
فقالت له شهد :طيب تمام
و ذهبت إلى الغرفه و إرتدت عباءة سوداء و أخذت أدويتها و نزلت تحت إلى منزل أهل زوجها
حيث وجدتهم جالسين و منتظرنهم
و قالت لهم : السلام عليكم كيفكم
فآجابو لها :و عليكم السلام
فقالت شهد لهم :أعفو لينا أخرناكم عن مواعيد الفطور
فقال لها عم ممدوح : لا الزمن لسه بدرى بس أنا منتظر ملاح نعيميتك دى نفسي فيها و متشوق أضوقها
فآجابته شهد ضاحكة : ثوانى ينزل هاشم و تضوقها هسه دى تانى كل جمعة و عد منى ليك ملاح نعيميه
فقال لها العم ممدوح : يا سلام بختى و الله
و كانت رقية تستشيط غضبآ و كان هذا الحديث لا يعجبها و كانت مريم زوجة هادى أيضآ مغتاظه من شهد و إغتاظت من مدح العم ممدوح لها
و بعد دقائق وصل هاشم و قامو بتجهيز الإفطار حيث ان الرجال ذهبو ليتناولو الإفطار فى الديوان الخاص بهم و النساء تناولن الإفطار فى الجانب المخصص بهم
و فى أثناء الإفطار فى جانب النساء
قالت هديل أخت هاشم : وواى يا شهد من ملاح نعيمتك أول مره يعجبنى ملاح نعيميه كدا ابداع ياخ تسلم يدك
فقالت لها شهد ضاحكة : يعجبك السمح تسلمى بالهنا ان شاء الله
فقالت شهد لوالدة هاشم ( رقية ): اها يا خالتو ما أديتينا رأيك فى ملاحى كيف و كيف
فآجابتها رقية بجديه : ما قاعدة أكل النعيميه بتعمل لى حوامض ملحت من التقيلة الجابتها مريم احسن لى
فأحست شهد بى الإحراج من رد والدة هاشم و قررت أن تصمت
اما هديل أخت هاشم حبت أن تلطف الجو الذى كان متكهربآ و قالت : ما تشيلى هم يا شهوده ملاحك دا أنا بأكلو كلو ما صدقت لقيت نعيميه و رهيبه كدا أمى حارمانا منها لأنها ما بتنفع معاها و بتعمل ليها حوامض
فقالت لهم زوجة هادى ( مريم) : دى سلطات هاشم موش
فآجابتها شهد : أى
فقالت لها مريم : يا سلام سلطاتو دى بظبطها شديد الحاجه الوحيدة العجبتنى سلطة الجزر
فى الاكل دا
فأحست شهد أن الكل لا يطيقها و لا يطيق طعامها و قررت أن تقوم من الأكل لأن عينيها أوشكت على الدموع و أحست أنها وسط ناس يكرهونها
فقامت من السفرة و قالت : عن إذنكم
و ذهبت لكى تغسل يديها فى المغسله
فقالت لها هديل : شهد تعالى أكلى ما أكلتى حاجه و الله
فى هذه الأثناء آتى هاشم و حاملا معه الإناء يريد مزيدآ من الطعام و سمع هديل تنادى شهد لكى تأكل
و قال لهم : وين شهد
فقالت له هديل : قامت قالت شبعت
فقال إلى هديل :فى ملاح نعيميه تانى ؟
فقالت له هديل : أى تقريبآ فى المطبخ فى بسيط
فنظر هاشم إلى الإناء الذى كان تابعآ إلى والدته و أخته و قال لها : مالكم ما أكلتو النعيميه دى
فقالت له هديل
بأكلها أنا دى هسه أصبر بس
أمى ما بتنفع معاها بتعمل ليها حوامض و مريم عجبتها سلطتك و خلوها لى انا و أنا أعجبك إنتقمت فيها
فقال لها هاشم : و الله نص عمركم ضايع ساى أرهب نعيمه أضوقها فى حياتى
والدة هاشم ( رقيه ) إغتاظت من مدح هاشم لى زوجته و من مدحها على إنها جيدة فى الطبخ
و بعدها ذهب إلى المطبخ ليأخذ الطعام وجد شهد تغسل يداها و تزيح الدموع من على وجهها و قال لها :مالك يا شهد
فآجابته و هى مزيحه لوجهها بالجهه الأخرى غير مقابلة له : فى حاجه وقعت لى فى عينى و دمعت بي
فقال لها هاشم : و طيب مالك ما فطرتى كويس قمتى من بدرى
فقالت له شهد : شبعت الحمد لله
فقال لها هاشم :طيب ما تنسي تبلعى حبوبك
فقالت له شهد :طيب
و خرجت من المطبخ و كانت حزينة بسبب تعامل والدة هاشم معها

اما فى جانب والد هاشم (ممدوح) و أخاه الكبير (هادي) كانو يتحدثون ...
والد هاشم (ممدوح) يقول إلى هاشم : تعرف يا هاشم ملاح النعيميه دا زكرنى زمان أمى ربنا يرحمها و يغفر ليها كانت بتعملو لينا كدا نفس طريقة شهد دى و كل يوم جمعه و أنا كنت بنتظر يوم الجمعة يجى بى فارغ الصبر و كانت بتعوس الكسره و الله كانت ايام ما بتتنسي
فقال له هاشم : ربنا يرحمها حبوبه و يغفر ليها انا زاتى إتفاجآت اليوم بي ببراعة شهد فى المطبخ حالتى عملت معاها تحدى بين سلطاتى و بين ملاحها بس بعترف إنى خسرت فى التحدى
فقال له هادي بضحك : و الله سلطاتك دى بلها و أشرب مويتها عامل نفسك قاشر لينا بيها
فضحك الجميع على حديث هادي
و بعدها تناولو الإفطار و بدأو يتجهزو للذهاب إلى المسجد لحضور خطبة الجمعة و صلاة الجمعة ..
أما شهد فذهبت إلى منزلها و كانت تفكر لماذا والدة هاشم تكرهها و كانت زهجانه و غير فرحة رغم أنها أصبحت الصباح بى مزاج جميل قبل أن تذهب إلى أسرة هاشم فذهبت و توضأت و صلت الظهر و قراءت سورة الكهف

بعد أن أدى هاشم صلاة الجمعة آتى إلى المنزل و ذهب إلى المطبخ ليعد كوبآ من الشاي لأنه يريد الذهاب إلى عمله فجآت إليه شهد و قالت له : خليو بعملو ليك أنا
فقال لها هاشم :لا بعملو براى الليله تعبتى إنتى أمشى إرتاحى
فقالت له شهد : ما تعبانه و الله و اصلا ماف موضوع زهجانه خلينى أعملو ليك
و بعد شد و جذب و إصرار من شهد قرر هاشم أن يتركها لتعد له الشاى
و ذهب ليجهز نفسه إلى الخروج إلى عمله
و بعد أن أعدت له شهد الشاي أخذ الشاي يرتشفه و قال لها :ألبسي ليك عبايه أرح أوصلك لى ناس أمك
فقالت له شهد : طيب
و ذهبت إلى الغرفه و إرتدت عباءة سوداء اللون و خرجت إلى هاشم و بعد قليل من الوقت خرجو من المنزل حيث قام هاشم بتوصيلها إلى منزل أسرتها و ذهب معاها و سلم عليهم و خرج منهم و ذهب إلى عمله
أما شهد فأمضت يومآ جميلآ مع أسرتها مع والدتها حاجه صفيه و والدها محمد و أختها شمس أما أخيها شادي كان مشغولآ فى عمله و فى مأموريه خارج المنطقه
كانت تجلس شهد مع أختها شمس و تتسامران فى الحديث
شمس قالت إلى شهد : أها يا بت أحكى لى كيف مع العرس
فقالت لها شهد : و الله الحمد لله ما بطال عقبالك ان شاء الله قريب نفرح بيك إنتى و شادى
فقالت لها شمس : آميين يا رب ... أها نسابتك كيف و هاشم كيف
فقالت لها شهد : و الله يا شمس هاشم ماف منو إتنين صراحه بعاملنى أحسن معامله و خايف ربنا فينى و الله لما بخجلنى من إحترامو لي و تقديرو لى و صراحه فى الحياه الزوجيه ماف أهم من الإحترام بين الزوجين .. ( تذكرت وصية والدتها صفيه إنها ما تطلع أسرار حياتها الزوجيه و مشاكلها و تكون الزوجه الصاينه نفسها و بيتها ) فقالت إلى شمس : أما فى جانب نسابتى هم كويسين شديد و بحترمهم و بحترمونى الحمد لله
ملحوظه :
تصرف شهد حكيم جدآ و ردهت جميل جدآ ممكن كانت تحكى لى أختها شمس تعامل والدة هاشم معاها و عدم محبتها لها بس شهد عملت بالوصية القالتها لها والدتها فكل إمراءة متزوجة عليها أن تحفظ أسرار حياتها الزوجية و
أن تتصرف فى حكمة و أن لا تفشى بأسرارها حتى لوالدتها و أختها لكى يصبح زواجها ثابت و مستقر ..

و بعدها قالت شهد إلى أختها شمس : أها شادى دا ما لقى ليو عروس بعد كدا العمر ماشى
فقالت لها شمس : و الله أنا صحباتى كلهم رشحتهم ليو و فترت منو كل مره يقول لى دى ما أم أولادى فى النهايه خليتو
ضحكت شهد و قالت لها : و الله لكن يا شادي الله يفك ساجورك دا
و تونسو كثيرآ و جاءت إليهم والدتهم صفية حاملة معها القهوة و معها بخور عربي و مكسرات و كانت الجو جميل مع الحديث و الونسه أصبح أكثر جمال و بهجه
و أمضت شهد وقتآ جميلآ مع أسرتها و آتى المساء و رن هاتفها و كان المتصل هاشم فقال لها :يا شهد أنا بره يلا أطلعى عشان نمش
فقالت له شهد : طيب طالعه ثوانى بس
و قفلت الهاتف
فإرتدت عباءتها و ذهبت تودع والدتها و أختها و أبيها
فقالت لها و الدتها : هاشم جاء و له شنو
فقالت لها شهد :أى جاء يلا انا طالعه بعد كدا
فقال لها أبيها : دقيقه النمش أحنسو يشرب معانا الشاى جهزو سريع

فقالت له شهد : ما أظن يا ابوى يقعد بكون جاء تعبان
و ذهب والد شهد إلى هاشم و أقنعه أن يأتى و يتناول معهم الشاى و بعد إصرار من والد شهد محمد وافق هاشم و دخل معه
و قامت شهد و أختها بإعداد الشاي بى الحليب و البسكويت المنزلى الذى خبزته والدة شهد

و سلمو عليه و تجمعو ليتناولو الشاى و كانو مجتمعين و سعيدين و فرحين و هاشم أعجب بأسرة شهد الجميله و المترابطه
فقال والد شهد محمد إلى هاشم :أها يا ولدى الشغل معاك كيف
فقال له هاشم : و الله الحمد لله ماشى الحال الإسبوع الجاي مسافر مأمورية
فقال له والد شهد : ربنا يوفقك إن شاء الله و يسهل عليك
فقال له هاشم : آممين يا رب تسلم يا حاج
فقاطعتهم شمس : يا حاج وين نحن من الدعوات السمحه دى
فضحك هاشم على حديث شمس
فقال لها والدها محمد : معقوله أنساكم من الدعاء أنا فى كل وقت صلاة بدعى ليكم ربنا يتقبل إن شاء الله
فآجابو كلهم بصوت واحد : آمممين يا رب
فقال هاشم : ما شاء الله البسكويت دا رهيب شديد جبتو من وين
فقالت له والدة شهد : عملتو انا يا ولدى
فقال لها هاشم : تسلم يدك يا خالة صراحة فى منتهى الرهابة و أنا أقول شهد دى طالعه لى منو عرفت خلاص طالعه ليك ما شاء الله
فقالت له والدة شهد : الله يسلمك يا ولدى بالعافية ليك ان شاء الله .. شهد دى من زمان بتحب شغل المطبخ عكس شمس فاشله شديد فى شغل المطبخ بعدين شكلو برجعوها بي جردل خبيزها
فقالت لها شمس : أمى براحه على ما تنشرى غسيلى و تفضحينى
فضحكو جميعهم
و قال لها هاشم : بعدين راجلك تأكلى دليفرى بس أصلو ما مشكله
قولى ليو بونسك بس
فضحك الجميع على كلمات هاشم

و أمضو وقتآ طويلآ جميلآ و بعدها قرر هاشم بأن يذهبو
و إستأذنو و ذهبو إلى منزلهم و كان الوقت متأخرآ و ذهبو بعدها مباشرة إلى الخلود إلى النوم
و نترك أبطالنا يتنامون
و نتلقى فى الفصل القادم
و دمتم سالمين
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي