الفصل السابع

خيط رفيع
بقلم: ريان عبد العزيز محمد إبراهيم
الفصل السابع

صباح يوم جديد أصبحو أبطالنا بنشاط جديد و صباح يوم مليئ بنفس التفاصيل اليومية التى تحدث كل يوم بس الشئ المميز و الذى كان مختلفآ عن كل الأيام تولدت مشاعر حب جديده داخل شهد و أصبح الحب يدق فى باب قلبها و كل تصرف جميل يصدر من هاشم كان يدخل مباشرة فى أوردة قلبها و تزداد مكانة هاشم عند شهد كل يوم
و فى هذا اليوم قررت شهد أن تسمع نصيحة والدتها الثانية ( أن تعامل الناس بالأحسن و تكون الأحسن حتى و لو واجهت إساءة )
بعد أن تناولت شهد الإفطار و تناولت اقراص الدواء الخاصه بى الحوامل و التى تحتوى على فايتمينات مفيدة للمراءة الحامل قررت أن تعد كيكة إسفنجية بالشوكلاته و تعد شاى و قهوة و تذهب إلى أسرة هاشم
و بالفعل قامت بإعداد أجمل كيكة و أرهب كيكة و ذهبت إليهم
و إستقبلتها هديل بفرحة واضحه أما والدة هاشم فواضح أنها غير سعيدة بمجيئها إليهم و لكن شهد عصرت على قلبها و تحملت مرارة النظرت و حاولت أن تظبط أعصابها و تتحكم فى مشاعرها و كانت تتحدث مع هديل و مرة تتحدث مع والدة هاشم بالرغم من ردودها الجاده لها
و بعد زمن طويل ذهبت إلى بيتها و هى عازمة أن تصلح علاقتها مع والدة زوجها
و بالفعل خلال أيام قليلة إكتسبت شهد حب والدة زوجها لها و بدأت والدة هاشم تميل إلى شهد و تحبها لأنها تحترمها ..
أما فى جانب آخر..
كانت سيدة جالسة فى غرفتها تتحدث بالهاتف مع بنت و قالت لها : يا بت دى فرصتك و أكسبيها لازم قبل سفرو دا تكونى شلتى رقمو و إتواصلتى معاهو و كسبتى قلبو إنتى ما عارفه ساي إنو الرجال ديل قلبهم رهيف و بحبو البهتم بيهم
فآجابته البنت قائلة : لكن هو ما شايفنى زاتو أدخل ليو بي ياتو طريقه
فقالت لها السيدة : أوريك خطتى دى ......الخ
بس إنتى لازم تلتزمى بيها و تكونى مصره إنك تحققيها
فقالت لها البنت : وووب على لقيتك خطيره يا مريم فظيعه و الله
من بكره ببدأ أنفذ الكلام القلتى لى بي الحرف الواحد
فضحكت مريم و قالت لها : يلا و رينا شطارتك يا حلوه
و أغلقت الهاتف
و قالت : يلا نشوف الحلوه العايزه تكسب قلب نسيبتها حا تخسر قلب زوجها

و جاءو إليها أبنائها التوائم و قالو لها : يا ماما عايزين نأكل جعانين
فقالت لهم : طيب بعمل ليكم اكل هسه دى
و ذهبت إلى المطبخ لتعد لهم طعامآ
أما فى جانب شهد كانت جالسة مع نسيبتها حاجة رقية و كانتا ترتشفان القهوة التى أعدتها شهد و كانت معهم هديل و كانو يتسامرون و يضحكون
فقالت لهم شهد : مالكم ما ناديتو مريم تجى تتنونس معانا
فقالت لها هديل : قالت ما قادره تعبانه لو قدرت بتجى
فقاطعتها حاجة رقية : معقولة المسافة الحته دى بتتبعها البيت فوق البيت يتبعها دى حركه ساي منها ما عايزه تجى
تدخلت شهد و حبت أن تلطف الجو و قالت لهم : خلوها على راحتها إحتمال يكون عندها حاجه عايزه تعملها ... المهم ما علينا أها يا خالتو رقية أحكى لينا كيف إتعرفتى بي عمو ممدوح عرفت من هاشم ماف قرابه بيناتكم
فقالت لها حاجه رقية : و الله يا بتى رجعتينى لى الزمن القديم كانت أيام و الله ما بتتنسي
عمك ممدوح دا كان ولد جيرانا و أنا كنت بنت واحده عند أبوى و أمى و عندى أخوانى الأكبر منى صالح و سالم و أنا كنت بقع أصغر واحده بينهم و كنت زى ما بقولو آخر العنقود سكر معقود أبوى كان مدلعنى شديد و بريدنى شديد سمانى رقية على أمو ربنا يرحمها و يرحمو .. أها فى زمنا داك كان البنت فى ضهر أمها محل ما ماشه تمش معاها أمى كانت بتمش لى الجيران الجنبنا و أنا كنت بمش معاها الحجل بى الرجل ههههه .. فى طلعاتى معاها كنت بمش لى ناس حاجه فاطمه و كانت عندها توائم بنات قدرى و كنت بمش ألعب معاهم و كان أخوهم الكبير اللهو عمك ممدوح كان الزمن داك شغال بقضى الخدمه فى الجيش المهم بعد مرور الزمن أتولدت علاقة محبة بينى و بين عمك ممدوح و اتولد إنسجام بيناتنا بس فى زمنا داك ما كان فى حاجه إسمها حب زى زمنكم دا و بنت و ولد يحبو بعض كانو بشوفوها حاجه معيبه و مشينة لى سمعة البنت يلا ممدوح وعدنى أول ما يخلص الخدمه فى الجيش بجى يتقدم لى بس نسينا انا و هو إنو نحن فى مجتمع مهتم بى التقاليد و الأعراف و إنو البنت لى ولد عمها و الولد لى بنت عمتو
إتخيلى بس ظهر ولد عمى و إتقدم لى أبوى و أبوى وافق طوالى من غير ما يشاورنى و أنا ما كان بإيدي أرفض ما إعترضت أبوي و لا صغرت ابوى قدام الناس زى بنات الزمن دا الواحده بكل قوة عين و جراءة ترفض و تدي رأيها بس أنا نهائى ما رفضت بس رفعت يدي لى ربنا و قولت ربنا يجعل لى الخير و يزيح منى الشر و ربنا إستجاب سبحان الله ..
بعد ما ممدوح عرف أصر يجى يقابل أبوى و يحكى ليو إنو عايزنى و إنى عايزاهو و يقنعو لى و إنو حاليآ مجبوره على العرسه دى بس أنا وقفت عمك ممدوح و قلت ليو خلى الايام تمش زى ما عايزه و الفيهو خير ربنا بكتبو و عمك مممدوح إعترض و قال لى إنتى ما عايزانى معناهو موافقه بي ولد عمك و كنتى بتغشى فينى
بس أنا رديت ليو : لو كنت بغش فيك ما كنت جيتك هسه و حكيت ليك بى الحصل
بعدها راجع نفسو و لقى نفسو غلطان إعتذر منى و أنا أقنعتو إنى بتصرف بس أنا ما عايزه أخرب وش أبوى قدام أعمامى و أكسر كلمة أبوى
و مرت الأيام و ولد عمى دا كان مغترب فى السعوديه جاي يكمل مراسم العرس و الزمن داك بجو المغتربين بى البحر بي السفينه الطيران ما كان متوفر كتير .. المهم جاء السودان و فى طريقو حصل ليو حادث فى شارع بورتسودان ما جاتو حاجه غير شوية رضوخ و كسور و بعدها جاء الحله بعدما رقدهو كم يوم فى المستشفى بس ناس زمان كانو بؤمنو بى الفال السمح و الفال الكعب إتخيل ولد عمى و اهلو رسلو لى أبوى إنو ما عايزنى لى ولدهم بسبب إنو ماف خيرة كويسة و بسببى حصل لى ولدهم كدا وحصلت مشاكل و نقاشات كتيره بس بعدها انتهت بإنو أنا ما من قسمة ولد عمى دا و ولد عمى دا لا شوفتى و لا شافنى هو زمان شافنى أنا صفيره كنت بس انا و لا بعرفو لو وقف جنبي و مرت الأيام و بعد فترة بسيطة ولد عمى إتزوج بنت من حلتنا و كان هو جاهز أصلا جايب معاهو شيلتو و حاجاتو بعد زواجهم فى الفتره دى ولد عمى دا إترفد من شغلو فى السعوديه بسبب إجازتو إنتهت و هو ما سافر طوالى و الكفيل خلاهو و حصلت ليو مشاكل ما ليها أول من آخر و بقى قاعد فى السودان هنا و كل عيلتو شايفين إنو مرتو دى كراعها نحس عليو و خيرتها ما كويسه ههههه إتخيلى بس ..
آجابتها شهد : و بعلى من ناس زمان كانو مبالغه ياخ
فقاطعتهم هديل أها أحكى يا إمى و اصلي الحصل شنو
فقالت لهم حاجه رقية : إيك الزمن جرا شديد يا بناتى و وقت صلاة العصر جاء أنا ماشه أصلى
فنظرت شهد إلى هاتفها و قالت لها : و الله صحى الزمن مشى بسرعه واى أنا ماشه أعمل الغداء و أصلى يلا يا خالتو رقيه بكره تواصلي لينا قصتكم
و خرجت منهم مسرعة و ذهبت إلى منزلها

فى صباح يوم جديد إستيقظو أبطالنا بنفس تفاصيل كل يوم بنشاط و حماس لليوم و فى هذا اليوم تكلم هاشم مع زوجته شهد قائلآ لها : خليك جاهزه بعدين المساء حجزت ليك مع دكتورة النساء و التوليد المتابعه معاها عشان نشوف و نتطمن على وضع البيبي و نتطمن عليك
فآجابته شهد قائلة : طيب إن شاء الله
و خرج هاشم من منزله ليذهب إلى عمله و قبل أن يصعد على سيارته إعترضت طريقه إبنة الجيران الذى كانو بى القرب منهم
و قالت له : السلام عليكم
فآجابها هاشم : و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته كيفك يا لدن
فآجابته لدن قائلة له : تمام الحمد لله كيف إنت .. كنت عايزه منك خدمه يا هاشم لو بتعرف ناس من الضباط الشغالين فى تجديد الجوازات عايزاك تتوسط لى عايزه أجدد جوازى عندهم
فقال لها هاشم : اى بعرف لى ناس طيب بشوفهم و بوريك يا لدن
فقالت له لدن : أنا برجع ليك فى تلفونك تدينى التفاصيل صح نفس رقمك الزمان شغال ؟
فقال لها هاشم :أيوا نفسو
و تودعان و صعد فى سيارته و هو يفكر إلى عامين إلى الوراء ...

فلاش باك ..

فى يوم من الأيام هاشم كان قادمآ من عمله فى وقت الظهيرة فرأى قدوم جيران آخرون بى المنزل الذى كان مقابلآ منزلهم و رأى العمال ينقلون أثاثهم و واقفة معهم فتاة جميلة بيضاء اللون ذات عيون عسليه و وجنة ظاهرة فى خدها الأيمن تظهر مع حركات وجهها و كان وجهها يوحى بالبراءة فأعجب هاشم بها من أول نظره
و مرت الأيام و توطدت علاقة أهل هاشم بى الجيران الجدد و أصبحو يزورونهم و من بعدها تعرف هاشم على لدن و أعجب بها و تمناها أن تكون زوجته و لكن لدن كانت تقضى به وقتآ و كانت لا تحبه و مرت الأيام و هاشم كل يوم يحب لدن أكثر و أكثر و بعدها قرر أن يتقدم لها و صارحهها بذلك و لكن لدن واجههته بى الرفض و إنها غير مستعده و صبر هاشم كثيرآ و بعدها تركته لدن لتنخطب لإبن خالتها و بعدها إنصدم هاشم بتصرف لدن و قرر أن ينساها و بعد فترة أقيم إحتفال لتكريم شادى أخ شهد و فى هذا اليوم أعجب بشهد و نسي لدن من اليوم الذى تركته فيه
(و لكن لدن فسخت خطوبتها من إبت خالتها و حنت بها الأيام إلى هاشم و وجدت نفسها تحبه و قررت أن تسترجعه لها )
و بعدها وصل هاشم إلى عمله و قرر أن يساعد لدن و لا يحرجها من باب إنها من أحد الجيران و أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بى سابع جار

أما فى جانب شهد بعد أن فطرت اعدت القهوة و الشاي و معهم فشار و ذهبت إلى بيت أهل زوجها و ألقت عليهم السلام
شهد قائلة لهم : السلام عليكم
فآجابوها : و عليكم السلام
و قالت لها أم هاشم :كيف أصبحتى يا بتى
و أجابت شهد قائلة : تمام الحمد لله كيف إنتو
فقالو لها :و الله تمام الحمد لله
فقالت لها هديل :كيف البيبي معاك ما يكون معذبك
فقالت لها شهد :لا الحمد لله لحدى هسه كويس معاى
فقالت لها أم هاشم :ربنا يحلك بى السلامه يا بتى
و بعدها تناولو القهوة و الشاى
و تحدثو و بعدها قالت هديل لوالدتها : أها يا أمى ما تميتى لينا حكايتك إنتى و أبوى أها الحصل ليكم شنو تانى .
فقالت حاجة رقية : أنا زاتى نسيت وقفت ليكم وين اليوم داك
فقالت لها شهد : وقفتى فى إنو ولد عمك إترفد من شغلو و أمورو بقت مجهجه بعد ما إتزوج البنت
فقالت لها حاجه رقيه : يلا بعدها ولد عمى طلق مرتو و إتخيلو جاء تانى و طلبنى من أبوى و شافنى و عجبتو شديد و قال يا ريت لو من زمن إتزوجت بنت عمى بس أبوى يعجبكم طوالى رفض و قال ليو بتى مخطوبه و عرسها قريب و ما عندنا بنات للعرس ههه
أنا إنصدمت من رد أبوى ليو إنى مخطوبه بس بعدها أبوى كلمنى و قال لى : أعفى لى يا بتى بى الخطوبه الفاتت من ولد عمك أنا ما شاورتك و لا عرفت رأيك و إنتى كمان ما وطيتى رأسي و رفضتى فى حين إنك عايزه ممدوح ولد الجيران و ممدوح جاء طلبك منى و حكى لى بأى حاجه و أنا وافقت و جيت أشوف رأيك إنتى أول و لو موافقه عشان نتم طوالى العرس
فقاطعتها هديل : أها وافقتى و له رفضتى يا أمى
فنظرت لها حاجة نظرة غيظ و لم تجبها
فقالت شهد ضاحكة : أكيد وافقت يا هديل لو رفضت كان إنتى هسه فى و له عمو ممدوح دا أبوك
فقالت لها هديل : أنا قلت إحتمال أمى تكون رفضت زى حركات المسلسلات الهنديه لأنو قصتهم دى تنفع مسلسل هندى و بعدين تانى طلبها و وافقت
أها واصلى يا أمى
فقالت لها حاجة رقية : يلا بعدها مرت الأيام و إتزوجت أبوك و الزمن داك أبوك يا دوبو كان شغال فى الجيش و على قدر حالو بس ربنا لما يكتب المقسوم بسهل أى شئ زواجنا كان أحسن زواج و ربنا ما قصر معانا و إتسهل لينا بى البسيط و صبرت و بعدها أبوك بدأ يترقى فى الشرطه لحدى ما وصل لى لواء و لو خيرونى تانى ما بختار غير ممدوح
فضحكت هديل و قالت : إشى على حركات و الله رميو و جوليت بس
فقالت لها شهد : ما شاء الله يا خالتى و الله ربنا يسعدكم و يديم المحبه بينكم .. بس ما وريتينا ناس عمك و ولدو الحصل ليهم شنو
فقالت لهم حاجه رقية : ولد عمى ندم ندامة عمرو إنو رفضنى و حاول يبدأ من الأول و يظبط أمورو من أول جديد و ربنا أكرمو و وفقو وقدر يسافر السعوديه تانى و إتزوج هناك فى السعوديه واحده سعوديه و قال تانى ما بجى السودان نهائى
ضحكت شهد و قالت : سبحان الله بس هو زاتو متشائم شديد لو كان ما متشائم ما كان دا كلو حصل ليو

فأنا بقول ليكم يا أعزائى القراء

الرضا بى المكتوب.. معدول أو مقلوب..
لو ترضى عليك ربك يرضى.. ربك رب قلوب..
مش بى الفرح بتقبل..و إن كان حزن بتزعل..
علشان ممكن فرحك شر و حزنك خير أيوب..
ربك دايماً عادل،،رزقك جايلك كامل..
و إن كنت اليوم انت السائل.. بكرة تكون مسئول..
ناقصك حاجة هتكمل.. بس على الله إتوكل..
أحوالك فى دقيقة تتبدل..مش بتدوم على طول..

و بعدها ذهبت شهد إلى منزله و أعدت وجبة الغداء و إنتظرت قدوم هاشم
و بعد وقت طويل آتى هاشم و تناولو وجبة الغداء و بعدها أذن المغرب فذهب إلى المسجد ليؤدى الصلاه و ادت شهد الصلاه فى منزلها و تجهزت ليذهبو إلى المستشفى

نلتقى فى الفصل القادم
و دمتم فى أمن و آمان
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي