قلب رجل و 99 أنثى البارت الثالث

*"قلب رجل و99 أنثى" "البارت الثالث"*
الموقف عصيب خاصة على جويرية التي كانت تراقبهم في صمت، كانت تنتظر أن تحدث معجزة ويستطيع والدها أن يتحرر من قيوده ويخبرهم أنه بخير ولم يُقتل منذ عدة دقائق،

كان عقلها يأبى تصديق ما حدث توا، كانت تظن أنه سيتحرر بطريقة ما ويأخذهم بعيدا عن تلك القرية اللعينة، ولكن ذلك لم يكن سوى شيء من أحلام اليقظة، لم تنتبه سوى عندما اقترب الجلاد من عائشة وحاول أن يبعدها عن صادق،

لم تمر سوى ثوانٍ صادق أخبر عائشة خلالها أنه ما زال يحبها ولن يكف عن عشقه لها وأنه سينتظرها في الحياة الأخرى الأبدية، كانت كلمات قليلة ولكنها كانت كلمات الوداع لمدى الحياة،

شعرت عائشة بآخر أنفاسه فقد لفحت أطراف أصابعها التي ما زالت ممسكه بوجهه، لقد شعرت بآخر نفس ذرفه،

ضمت عائشة حاجبيها وقالت:
_أهذا كل شيء!! هل حُرمت منك بين ليلة وضحاها؟! تبدّل حالنا فجأة من عائلة سعيدة إلى حفنة من الرماد، لقد احترق قلبي يا صادق، هل انتهى كل شيء الآن!!! ألن أعود إلى المنزل وأجدك بانتظاري هناك؟! لمَ سمحت لهم بفعل ذلك؟!.

إرتفع صوت عائشة وصارت تصرخ وتقول:
_هذا ليس ما وعدتني به، أنت تعلم أنني لا أقوى على مجابهة الحياة بدونك، كيف استطعت أن تتركني؟! أجب سؤالي كيف، كيف استطعت أن تتركني!!،
كان جثمان صادق ساكنا بلا حُراك،

كانت الدماء ما زالت تتدفق من صدره، كانت رأسه محنية في الأرض بعدما كانت لا تنحني أبدا.
مرت أشهر العدة سريعا، ولم تنتبه عائشة لذلك سوى حينما أُرسلت لها برقية بأنه يتوجب عليها الزواج.

*باك*

شهقت عائشة عندما أصابها السهم بقوة، فتحت عينيها كي تنظر إلى جويرية التي تناثرت عليها دماء والدتها الدافئة، خفق فؤاد جويرية بهلع لقد سبق لها وخسرت والدها والآن والدتها لم يتبق لها أحد أصبحت بلا عائلة.

ظلت حويرية بجانب والدتها تحتضن قدميها بينما كانت الدماء تسيل من فوقها وقد تلطخت ملابسها به، لم تستطع جويرية أن تعود إلى البيت، فماذا ستفعل هناك بمفردها؟! كانت تتمنى أن تجدهم بانتظارها فور عودتها ولكنها تعلم جيدا أن ذلك لم ولن يحدث.

ظلت جويرية بجانب جثة والدتها تذرف الدمع في صمت، لحين أن أتت الخالة شمس لقد كانت من الصديقات المقربة لدى عائشة، ربتت الخالة شمس على كتف جويرية وقالت بحنو:
_هلا تأتي معي يا صغيرتي!؟ هيا بنا لآخذكِ إلى البيت،

لم ترد جويرية ولم يكن بمقدورها فعل ذلك، ساعدتها الخالة على النهوض وقبل أن تختفيا وسط الزحام توقفت لبرهة ورمقت الحاكم بنظرة ثاقبة ومن ثَم ذهبت.

*بعد مرور خمس سنوات*

في يوم من الأيام في الصباح الباكر، كان هناك شاب يبلغ من العمر حوالي ثمانية عشر عاما، كان يتسلل إلى بيت جويرية، إستطاع الدخول بسهولة، كان البيت هاديء وكأنه فارغ لا يوجد به أحد، نظر في الأرجاء لم يجد سوى طاولة صنعت من الخشب،

نظر إلى الأوراق الرابضة عليها وكاد أن يلتقطها لولا أن سبق يده سلاح أبيض غُرس في الورقة ومن ثَم الطاولة، نظر الشاب خلفه فوجد جويرية تنظر إليه وتمسك في يدها ثلاث أسلحة بيضاء تشبه تلك التي القت بها منذ قليل،

لم يكترث ذلك الشاب بالأسلحة البيضاء التي من السهل جدا أن تلقي جويرية بأحدها حتى تخترق قلبه، لم يكن يهتم لذلك، كان فقط يمتّع عينيه بالنظر إلى الفتاة الأجمل على الإطلاق، لم تكن جويرية فتاة عادية بل كانت كحورية البحر لا يعتريها خلل،

كانت ناصعة البياض بينما كان شعرها شديد السواد، بالإضافة إلى عينيها الحادتين كسكين حامية تفتق القلوب العاشقة، كان اللون الجوري يحتل وجنتيها وشفاهها، بالكاد سيقع في عشقها كل من يراها،

كانت تستمتع بالخفة حيث أنها تنتقل من مكان إلى أخر بكل سهولة وبالرغم من ذلك إلا أنها تتمتع بالأنوثة التي لم تتمتع بها الفتيات اللواتي في نفس عمرها.
ظل الشاب يحدق بجويرية ولم يمل من ذلك أبدا،

فقالت جويرية على مضض:
_بشار!! هلا توقفت عن التحديق بي؟!.
فقال بشار وهو لا يزال ينظر إليها:
_ ليس لي من الأمر بشيء، أنتِ تُذهبين العقل والروح أما قلبي فليس لي عليه سلطة ما بيدي حيلة،

ضحكت جويرية وقالت بجدية بعدما اختفت ضحكتها:
_إن لم تكن صديقي المقرب لكنت قمت بشق عنقك في الحال دون أن يرف لي جفن، لماذا جئت تتسلل إلى بيتي ما الأمر الهام الذي تريد إخباري به ولا يمكنك الإنتظار حتى نلتقي في الخارج؟!.

انتفض بشار عندما تذكر الأمر الذي دعاه إلى بيتها وقال في وجس:
_صديقتكِ حليمة لقد أتمت السابعة عشر من عمرها قبل يومين وقد أرسلوا لها برقية الزواج، إنها بحاجة لسماعدتنا،

تذكرت جويرية الفتاة التي سمعت والدها يقص حكايتها على مسمع أمها وفي الصباح حينها قُتلت برفقة والدها، هذا ما أخبرتها إياه والدتها، كان هناك سر عجيب خلف عودتها إلى القرية ثانية ولكن لم يعرفه أحد حتى الآن،

انتبهت من شرودها على صوت بشار وهو يقول:
_ماذا سنفعل الآن؟!.
فقالت جويرية بحماس:
_لنضع خطة محكمة ونخلص حليمة من قبضة الأشرار.
انتظر بشار أمام المنزل بينما ارتدت جويرية الرداء الذي صنعته خصيصا كي ترتديه عند الخروج من البيت،

كان عبارة عن ثوب فضفاض لونه أسود كان يصل طوله إلى آخر قديمها قدميها، بعدما ارتدت ذلك الثوب لملمت شعرها الحريري وأخفته في ظهرها كي لا يظهر ويراه أحد ومن ثَم ارتدت شيئا يغطي وجهها بالكامل ما عدا عينيها.

بعدما انتهت خرجت من البيت والتقت ببشار الذي كان ينتظرها، كادا أن يتحركا باتجاه منزل حليمة صديقتهما ولكنهما توقفا حينما رأوا الحلادون ينصبوا جزع نخلة في الساحة، شعرت جويرية حينها بالهلع بل وسرت قشعريرة في جسدها حتى أنها شعرت بالدوار،

لاحظ بشار أنها لا تبدو بخير فأخذ بها وجلعها تجلس تحت ظل شجرة كي تستريح، كانت الساحة أمامهم مباشرةً على بُعد بضعة أمتار قليلة، أمسكت جويرية بالثرى من تحتها وصارت تغلق عليه قبضتها بقوة،

كانت أنفاسها تتسارع بشدة لأنها تذكرت ما حدث قبل أعوام، شعرت بضيق التنفس حتى اغرورقت عيناها وقامت بنزع البيشة التي على وجهها، صارت تتنفس بصوت يكاد مسموع،

ربت بشار على كتف جويرية وقال:
_لنذهب من هنا، لا تنسي أنه لدينا مهمة صعبة علينا تدبر كل الأمور وأخذ الإحتياطات اللازمة،
نظرت له جويرية ونهضت من مكانها بمساعدته،

كادوا أن يغادروا لولا أن سيطر على مسامعهم صياح إمرأة تقول بنبرة باكية راجية:
_دعوني وشأني،
توقفت جويرية ونظرت نحو تلك المرأة تخيلت أنها والدتها، لم تتهاون ولم تتأنى للحظة وقامت بإخراج سلاح أبيض كان بحوذتها وصوّبت نحو أحد الجلادين الذين ينسكون بالمرأة فأصابته في ظهره بقوة لدرجة أنه سقط أرضا،

نظر بشار بهلع لما فعلت جويرية فأخذ البيشة خاصتها من على الأرض وجذبها بعيدا عن الساحة، وذهب بها إلى منزل حليمة صديقتهما.
بعدما دلفا إلى بيت حليمة،

تحدث بشار بغضب شديد موجها حديثه لجويرية قائلا:
_هل جننتِ؟! لماذا فعلتِ ذلك ما الذي دهاكِ فجأة؟!،
نظرت إليه حليمة وقالت في تساؤل:
_ما الذي حدث؟! ماءا فعلت جويرية يا بشار؟!،
وجّه بشار حديثه لحليمة بينما كان ينظر إلى جويرية:
_كادت أن تقتل أحد الجلادين إن لم تكن قد قتلته بالفعل،

شهقت حليمة بفزع وقالت:
_ماذا؟! كيف حدث ذلك؟!،
لم تكن جويرية في حالة تسمح لها بالجواب على أسئلتهم، أشارت لهم بيدها أنها متعبة جدا، ذهبت إلى غرفة حليمة كي تستريح قليلا، وخرجت إليهم بعد مرور بعض الوقت،

نظر إليها بشار وقال متلهفا:
_أأنتِ بخير!؟،
تبسمت جويرية وقالت بحزن امتزج مع نبرة صوتها:
_بخير لا تقلق.
جلسوا جميعا على الأرضوقد صنعوا دائرة بجلستهم حول بعضهم البعض،

قالت جويرية بعد تفكير دام لأكثر من نصف ساعة:
_غدا ستذهبي إلى الشيخ المختص بتزويج الفتيات، ستخبريه أنكِ على إستعداد تام للزواج.
حدقا حليمة وبشار في وجه جويرية،

صاحت حليمة قائلة:
_أنظر إليها لقد جُنت، لقد أرسلت ورائكما كي تساعدانني في الهرب من هنا والنفاد من زيجة لا يعلم بها إلا الله وهي تريد مني أن أذهب بقدمي إلى حيث الرجل الذي سيقوم بإعداد كل ترتيبات زفافي، أليس هناك حلا أسوء من هذا؟!،

قال بشار بينما كان يطيل النظر إلى جويرية:
_إنتظري يا حليمة، ربما هي محقة،
صاحت حليمة في وجهيهما ونهضت وقالت بعدما ثارت ثورتها:
_لقد جنتتما بلا شك، إن كانت هذه مزحة فأود إخباركما أنها ليست مضحكة أبدا،

إنها ليست مزحة من الأساس ماذا بكما أنتما الإثنين؟! لقد وضعت ثقتي في الله ثم فيكما هل ستخذلانني!؟ لم يعد هناك متسع من الوقت وسيرسلون إلي غدا كي أعطهم موافقتي على الزواج، لا أريد أن أتزوج من رجل لم يسبق لي معرفته أو حتى رؤيته ولو بمحض الصدفة،

أنا فقط أريد أن تساعدونني على الفرار من القرية ليس إلا أرجوكم،
اغرورقت عينا حليمة وصمتت لأن البكاء احتل على نبرة صوتها فلم تستطع أن تستمر في الحديث،

نظرت جويرية لأعلى وأمسكت بيد حليمة وقالت:
_سنساعدك يا عزيزتي ولن نتخلى عنكِ أبدا، إجلسي حتى أشرح لكم الخطة التي لدي، فقط انتظري حتى أنتهي ومن ثَم أخبريني بقرارك وإن لم تعحبك خطتي هذه فلنفكر في خطة أخرى أكثر إحكاما.

جلست حليمة وجففت ما ذرفته من دموع، تبسمت جويرية وقالت بجدية:
_بعد قليل ستذهبين إلى الشيخ المختص بتزويج الإناث، يتخبريه أنك موافقة على الزواج حينها سيظن أن الأمر سهلا،

بعدما تعودين من عنده سأكون قمت بحياكة ثوب يشبه ثوبي لأجلك، وسننتظر حتى يجن علينا الليل ويصبح الظلام دامس حينها فقط سنخرج ونتجه إلى خارج القرية، سأعد لكِ أيضا بعض الطعام والشراب وبعض العملات المعدينة من المؤكد أنكِ ستحتاجينها،

أريد منكِ فور خروجك من القرية تركضي بأقصى سرعة لديكِ، هنا في هذه القرية سرعان ما تنتشر الأخبار لذلك لا أريد أن يعثروا عليكِ، ما أقصده بالتحديد أريدكِ أن تكوني قد ابتعدتِ عن القرية كثيرا حينما يكتشفوا عدم تواجدك هل فهمتما؟! ما رأيكما إذاً،

نظرا إليها بشار وحليمة وقد بدا على وجوههم أن الخطة أعجبتهم كثيرا وسيقومون بتنفيزها في هذه الليلة.
الإنتقام لا يوضع في الأفئدة عبثاً، فلكل فعل رد فعل أقوى وأشرس، يُخلق شعور الإنتقام بداخل الإنسان صغيرا، ومن ثَم يتزايد مع مرور الوقت،

لقد صدقت مقولة «اتقِ شر الحليم إذا غضب» هذا يُفسر أن الإنسان الطالح الفاسد يتوقع منه الجميع كل ما يخطر على أفئدتهم وما لا يخطر، أما ذاك الصالح فيتحول نتيجة كل الفساد الذي تعرض له.

قضت جويرية ما يقارب إلى ثلاث ساعات ونصف وهي تقوم بحياكة الثوب والبيشة من أجل صديقتها حليمة، وما إن انتهت قامت بالذهاب إلى منزل حليمة وأعطتها الثوب كي ترتديه وترى ما إن كان مناسب أم لا،

وكانت قد أحضرت جويرية بحوذتها حقيبة قماشية بالية بها بعض الطعام والفاكهة وسُرة العملات المعدنية وضعت أيضا سلاح أبيض حتى تتمكن حليمة من الدفاع عن نفسها إن تعرضت للهجوم من أي شخص مجهول أو غير ذلك.

كان الثوب الذي صنعته جويرية مناسبا جدا لحليمة وكذلك البيشة، جلست حليمة برفقة جويرية يتبادلان أطراف الحديث إلى أن أتى بشار وانضم إليهم،
قبل منتصف الليل بما يقارب إلى نص ساعة، كانوا يجلسون جميعا في ملل شديد،

كان الوقت يمر ببطء شديد خاصة بالنسبة إلى حليمة، قال بشار وهو يفكر:
_نحن نفعل الصواب أليس كذلك؟!.
نظرت إليه جويرية وقد ضمت حاجبيها بدهشة قائلة:
_ماذا تقصد؟! هل أنت خائف؟!،

قال بشار سريعا:
_لا، بالطبع لا، ولكنني أخشى أن يكون ما نفعله ما هو سوى تمرد نهايته الموت.
تنهدت جويرية وقالت:
_قانون بلدتنا ظالم وحاكمنا الذي وضع ذلك القانون أكثر ضراوة من قانونه،

إن كان ما نفعله تمرد فهذا شرف كبير لنا بأن نحارب الشر، إن ما يحدث في قريتنا منذ سنوات بعيدة ما هو إلا ظاهرة فاسدة علينا محاربتها، علينا أن نغير كل ذلك كي ننعم بحياة أفضل، وإن لم نستطع ذلك فليس أمامنا سوى خيار آخر وهو التخلص من الحاكم وإلى الأبد،

شهقت حليمة بخوف شديد بينما أطال بشار النظر إلى عيني جويرية وصُعق عندما رأى الجدية تملأ بريق عينيها، قالت حليمة بنفاذ صبر:
_لا بد وأنكِ ترحبين بالموت على جذع النخلة في ساحة القرية،

لم أرى في حياتي شخصا يخاطر مثلك ألا تخافين يا جويرية؟! ألا تخشين الموت؟!،

نظرت جويرية نحو حليمة وقالت بابتسامة يملؤها الحزن:
_لقد أخذ الموت عائلتي بأكملها لمن سأعيش؟! هل تسمين هذه حياة التي نعيشها؟! إن كانت كذلك فأنا أرحب جدا بالموت أظن أنه سيكون أكثر رفقا بنا عما نجابه في هذه القرية اللعينة.

اغرورقت عينا حليمة وقالت وهي تربت على وجنتي جويرية:
_ولكنني لا أريد أن يصيبكِ أي مكروه، إعتنِ بنفسك لأجلي.
قامت جويرية باحتضان حليمة وقالت وهي تحاول أن تخفي دموعها:
_لا تلقِ بالا لشيء غدا ستتغير حياتك بالكامل، وكذلك حياتنا جميعا،

ولكني أوصيكِ أمرا جدي لنفسك زوج صالح أفضل أن يكون وسيما حتى تنجبي أطفال يرثون منه الوسامة.
ابتعدت حليمة عن جويرية وقالت بغضب مصطنع:
_أوليست وسامتي تكفي لذلك؟!.

ضحكا جميعا وقال بشار فجأة وهو يسارع نحوهم من ناحية من باب البيت:
_هيا لقد أصبحت القرية خالية من المارة هيا كي لا نتأخر.

خرجوا جميعا من بيت حليمة، وقبل أن يتحركوا من أمامه وقفت حليمة تتأمله بعينين دامعتين وقالت وهي ترتشف دموعها بقهر:
_لقد فقدت والديْ منذ أن كنت في سن الخامسة، لقد أمضيت سنوات عمري الإثني عشر بدونهما،

للأمس كنت أعيش بذكراهم التي حُفرت في ذاكرتي بعناية ولكن الأن أصبحت أفكر في مستقبل مجهول،
قبل أن تكمل حليمة حديثها أتى صوت رخيم من خلفهم يقول:
_ماذا تفعلون هنا؟!
#صغيرة_الكُتَّاب
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي