إحياء الموتى الفصل الثاني

كانت امال إلى جوار ابنتها التي تصرخ في ضعف وألم بينما تقوم الخادمة زينات بعملية التوليد ومساعدة فريدة كما جرت العادة في ذلك الزمان, خرج الطفل والذي كان حجمه لا يتلائم أبدا مع حجم انتفاخ بطن فريدة, خرج مخلوقا غريبا على هيئة البشر ولكنه أسود اللون غريب الهيئه مليء بزوائد غريبة في ظهره وهناك ما يشبه ذيل صغير في مؤخرة ظهره, أما عيناه التي فتحمها بمجرد خروجه كانت حمراء دامية, وضعته زينات في اشمئزاز وخوف على قطعة من القماش لتلفه بها في خوف, ولكن لم تكف فريدة عن الصراخ ولم يختفي انتفاخ بطنها بعد بل كان هناك حركة ظاهرة في بطنها استطاعت زينات وامال رؤيتها بوضوح.

زينات: يبدو أن هناك مخلوق آخر في بطنها يا سيدتي!
امال: رحماك يا الله

ما أن نطقت امال بلفظ الجلاله حتى تغير وجه فريدة وظهرت عليه الشراسة وكادت أن تعض يد أمها بأسنانها في غضب, وخرج الطفل الثاني والثالث وزينات تضعهم إلى جوار فريدة على الفراش وفي النهاية, أطلقت فريدة شهقة قوية ليخرج الطفل السابع, سبعة أجنة كانوا يتناحرون داخل هذا الجسد الرقيق لفتاة بريئة وقعت بلا ذنب في براثن الشيطان, كان الطفل الأخير بشريا, فتاة في غاية الجمال والبراءة هي الوحيدة التي خرجت متصلة بأمها بحبل سري, وضعتها زينات على صدر فريدة التي ابتسمت لها في حنان وضعف شديدين.

خرجت زينات لتحضر مزيدا من اللفافات والأغطية لهذا العدد من الأطفال, وخرجت امال لتخبر زوجها بانتهاء الولادة وما حدث فيها, عادت زينات حاملة الأغطية لتجد الفراش خاويا, سقطت الأغطية من يدها وأطلقت صرخة عالية هب على إثرها عبد العظيم وامال ليصعدا إلى غرفة فريدة ليجدوا الأخيرة في ركن الغرفة محتضنة الطفلة الصغيرة وهي تهذي بكلمات مختلطة.
امال: ماذا حدث يا بنيتي؟ أين ذهبوا جميعا؟
لم تستطع فريدة النطق ولكنها أشارت في رعب إلى طفلتها الصغيرة وسقطت فاقدة الوعي.

بعد ساعة من تلك الأحداث كانت زينات ترتدي كامل ملابسها وتتناول المولودة الشيطانية من امال وقد أحاطتها بأغطية ثقيلة ووشاح أسود وقد وقف زوجها إلى جوارها يحادث زينات عند باب المنزل.

عبد العظيم: ستذهبين الآن إلى ناجية العجوز إلى جوار ضريح سيدي المرسي أبا العباس وستتركين لها الطفلة وذلك المبلغ من المال الذي أعطيتك أياه, ستخبريها أنني من أرسلتك وهي ستفهم الباقي, إياكي أن يراكي أحد, ستكون الشوارع خالية من المارة بسبب الأمطار, السائس ينتظرك أمام باب المنزل في عربة الخيل كوني على حذر.

أنطلقت زينات بحملها لتغادر المنزل وتأكدت أنه لا يراها أحد تحت تلك الأمطار الغزيرة والريح العاتية, أستقلت العربة وقد أخفت الطفلة في طيات ملابسها واستظلت بغطاء العربة المسدل عليها ليحميها من الأمطار التي كانت تنهمر بقوة فوق رأسها وتحملها الرياح لتصفعها بقوة في العربة حتى أن الحصانان اللذان يجران العربة كانا يسيران بصعوبه شديدة, ولكن لسعات سوط السائس جعلتهما ينطلقان بسرعه بناء على طلب زينات بالإسراع.

ما أن خرجت العربه إلى طريق الكورنيش امام البحر حتى كانت الجياد تسير مع اتجاه الريح فانطلقت بسرعه جنونية حتى أن السائس فشل في السيطرة عليها, كانت العربة تتأرجح يمينا ويسارا تجذب الجياد حينا وتجرها الجياد حينا حسب اتجاه الريح العاصفة, كان البرق يضرب جميع الأنحاء والرعد يزأر خلفه وأمواج البحر تتلاطم بشدة حتى تصل إلى الطريق الخالي إلا من تلك العربة المنطلقة بأقصى سرعة وتلك المرأة التى تعبر الطريق عند المنحنى دون أن تستطيع رؤية أى شيء.

صعد عبد العظيم وامال ليطمئنوا على ابنتهم فريدة التي أفاقت في ضعف شديد لتبحث عن ابنتها ما أن دلف أبيها وأمها إلى الغرفة حتى سألتهم في ضعف شديد.
فريدة: أين طفلتي؟
أجاب الأب في اقتضاب: لا تشغلي بالك بها الآن ولنطمئن على صحتك اولا.
فريدة: أين طفلتي؟ ماذا فعلتم بها؟
امال: إهدأي يا بنيتي حتى تتعافي وسوف...
فريدة تقاطع حديثها: ماذا فعلتم؟ سوف يقتلني، سوف يقتلنا جميعا، إنه خلفكم يريد ان يراها

كانت تلك المرأه قد حضرت من القاهرة لزيارة أهل زوجها بالإسكندرية للمرة الأولى لتنقل لهم خبر وفاة زوجها التاجر الشاب الذي تزوجها منذ عام رغم رفض أسرته لها فقاطعه والده ومنع الأسرة من التواصل معه, فقررت زيارتهم على أمل الحصول على بعض المال ولكنها ضلت طريقها في هذا الجو العاصف, فوجيء قائد العربة بتلك المرأة تعبر الطريق عند ذلك المنعطف ولم يكن يستطيع رؤيتها بسبب المطر, جذب أعنة الخيل بشدة ليتفادى الاصطدام بالمرأة, حاولت الجياد بصعوبة الانصياغ لرغبة قائدها ولكنها انزلقت بشدة على الطريق مندفعة بثقل العربة التى اندفعت خلفها وكانت النتيجة الحتمية هي إنقلاب العربة.

طار السائس عاليا في الهواء وسقط تحت حوافر الجياد لتحطم عظام صدره ويلقى مصرعه في الحال, أما زينات فقد اندفعت خارج العربة وهي لا تزال متشبثة بالطفلة لتصطدم رأسها بسور حجرى وتسقط إلى جوارها الطفلة بين يديها, هرعت المرأة بسرعة وذعر لتفحص أمينة وهي تصرخ مستنجدة في الطريق الخالي.

دفعت زينات بالرضيعة إلى المرأة وحاولت الكلام ولكن لم تستطع فرفعت يدها لتشير إلى الضريح الذي كان في الشارع التالي ولكن سقطت يدها إلى جوارها وأسلمت روحها لله.

التفت عبد العظيم وامال في ذعر إلى خلفهم ليجدوا كتلة من النار على شكل مخلوق يشبة الانسان ولكن له قرنان عظيمان وذيل ناري وتتقد عيناه بغضب الجحيم كله.

تراجع الاثنان في خوف ورعب وفريدة تهتف بهما

فريدة: إعطوا له الطفلة كي يذهب بعيدا، أين هي؟ ماذا فعلتم بها؟
عبد العظيم: إنها ليست هنا، لقد أرسلناها إلى ناجية عند الضريح، إنها ليست معنا.

تفجرت آيات الغضب على وجه الشيطان عند ذكر اسم ناجية التي يعلم أنه لا يستطيع الوصول إليها واطلق صرخة رهيبة في وجه عبد العظيم وأسرته ألقت بهما إلى جوار ابنتهما وهو يصرخ بهما

الشيطان: لقد سلمتماها أبنائي أيها البشري, سأنتقم منكم جميعا, سأحرقكم جميعا.

وأشاح بعبائته النارية في غضب فاشتعلت النيران في جميع أنحاء الغرفة وزحفت سريعا إلي باقي المنزل بينما وقف هو في غضب وهو يراقب النيران التي أمسكت في جسد عبد العظيم وامال وفريدة, وظل يراقبهما وهما يصرخان ويشتعلان ويتحول المنزل إلى كتلة من اللهب لم تنجح الأمطار الغزيرة في إطفائه, ثم أشاح بعبائته مرة أخرى ليختفي من المنزل الذي صار حطاما.

لفظت زينات أنفاسها بين يدي المرأة الوحيدة في الطريق في تلك الساعة من الليل, حملت المرأة الرضيعه دون أن تدري ماذا تفعل بها, لم تمضي إلا عدة دقائق وظهرت عربة أخرى في الطريق ليتوقف إلى جوار المرأة تحت الأمطار الغزيرة و يتوجه من فوره إلى المرأة ليسألها عما حدث.

الرجل: هل أنتي بخير؟ أخبريني ماذا حدث؟
المرأه: لقد كان هذا السائس يسير بسرعة كالمجنون فانقلبت به العربة ولقى حتفه هو وتلك المرأه التي كانت تركب معه.
الرجل: لا حول ولا قوة إلا بالله، حمد لله على سلامتك أنتي وطفلك هذا.
المرأه: طفلي! لا، نعم الحمد لله كدنا نموت نحن الاثنان.
الرجل: هل أوصلك إلى أي مكان؟
المرأه: أنا أريد الذهاب إلى محطة القطار ولكني ضللت طريقي فأنا من ال... فأنا غريبة ولا أعرف الطريق.
بدأ القليل من المارة يتجمعون حول الحادث فاصطحب صاحب العربة المرأة والرضيعه ليقلهما إلى محطة القطار, و ما ان بلغت المرأة المحطة حتى حجزت تذكرة على أول قطار إلى القاهرة.

في صبيحة اليوم التالي كانت تلك المرأة واقفة أمام موظف تسجيل المواليد عند حي عابدين بالقاهرة تملي عليه بياناتها
المرأة: إسمي فايزة عدلي السيد، أنا الأم
الموظف: اسم الأب ومحل ميلاده؟
فايزة: المرحوم مجدي نجيب مظهر مواليد الأنفوشي الإسكندرية.
الموظف: اسم المولود؟
فايزة: المولودة ليلى، ليلى مجدي نجيب مظهر.

خرجت فايزة من مكتب تسجيل المواليد وهي تحمل رضيعتها لتركب العربة التي كانت تنتظرها إلى جوار المدخل وتنطلق العربة بجيادها تشيعها نظرات إمرأة عجوز ترتدي عباءة سوداء وغطاء رأس أخضر ثم تندمج وسط المارة وتذوب وسط الزحام.

و بدأت ليلى حياتها ومعها بدأ نسل جديد، نسل ملعون إلى قيام الساعة، نسل الشياطين في عالم البشر، ترى إلى أي من العالمين تنتمي ليلى؟!

ظلام دامس، شعلة نيران تنبثق فجأه في قلب الظلام، أصوات صراخ وبكاء أطفال من بعيد، تقترب النيران لتغطي المشهد بأكمله ومعها يقترب صوت البكاء، طفلة حديثة قد ولدت نائمة على صدر إمرأة رقيقة يبدو عليها آثار التعب والارهاق البالغين، تبدو كما لو كانت أمها ولكنها لا تشبه أمها على الإطلاق، هي لا تعرف من الأم وليست تعرف شكل الطفلة ولكنها تعرف انها هي، مخلوقات مخيفة صغيرة على الفراش إنهم ستة بأشكال شيطانية، إنها تعرفهم جيدا، لكن من هم هي لا تدري، المخلوقات تزحف نحوها في نهم تعتليها وهي تصرخ وتبكي، إنهم يدلفون إلى جسدها من أذنها اليسري، كيف يستطيعون ذلك إنها تشعر بهم داخل جسدها، داخل عقلها، تسمع أصواتهم داخل عقلها، أصوات متشابكة مزعجه رأسها تكاد تنفجر، هذا الكابوس المرعب لا ينتهي أبدا؟! هذه هي المرأة الغريبه تظهر مرة اخرى بلباسها الأسود وغطاء رأسها الأخضر، تنظر إليها بتمعن وتقترب منها، تمد يديها لتمسح على رأسها في حنان بيدها المعروقتين التى تملؤهما تجاعيد الزمن، ولكن ما أن مستها حتى صمت الضجيج في عقلها، وها هي يدها تتحول إلى يد بيضاء ناعمة تنبض بالشباب والجمال والرقه، لقد تحولت إلى شابة صغيرة جميلة ترتدي ملابس فاخرة وعلى رأسها تاج فضي مرصع بالجواهر، ما أجملها و لكن كيف تغيرت بهذا الشكل؟ ها هي تتحدث إلي، نعم أذكر هذا الموقف فهذا الحلم أو الكابوس يراودني دائما، وليس لدي اختيار يجب علي مشاهدته كاملا كل مره قبل أن أستيقظ، أنا أحفظه عن ظهر قلب وأحفظ حديثها كله، (صغيرتي، ماذا جنيتي لتحملي كل هذا الحمل الثقيل، جسدك الضئيل هذا يحمل مصير بني آدم جميعا، لكن لا تخافي، سوف أحميكي منهم وأخفيكي عن أعينهم، و سوف أحمي إخوتك وأعينك عليهم، أنا الأميرة ناجية ابنة ملك العمار، أذكري هذا الإسم جيدا)
ها هي تقترب مني برائحة عطرها الجميل الذي يشبه موسيقى ناعمه، تردد الآذان في أذني اليمنى والإقامة في اليسرى، تلك المخلوقات هدأت تماما في داخل عقلي أشعر بهم ينبضون في داخلي وأحس بحركتهم، ثم تكور كفيها و تنفخ فيهما وتقرأ تلك الآيات
(وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)
( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَك عَلَيْهِمْ سُلْطَان إِلَّا مَنْ اِتَّبَعَك مِنْ الْغَاوِينَ)
(وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ)
وتتكون بين كفيها فقاعة من نور تتعاظم شيئا فشيئا، ثم تشير إلى الفقاعه فتحيط بي، إنها تنحني على جبيني وتقبلني، أغمض عيناي أشعر بشفاها على جبيني، أفتح عيناي مرة أخرى لأجد نفسي مرة أخرى في ذلك الظلام، ما هذا الكائن الناري المرعب، إنه يبحث عني، إنه يريدني، لا يراني ولكنه يقترب، يقترب، يقترب، يقترب، لاااااه.

تفيق ليلى -ابنة الرابعة عشرة عاما- من كابوسها المرعب لتجد نفسها في فراشها تتصبب عرقا, باب غرفتها يفتح, هل هي أمها فايزة, لا هي لا تهتم لأمرها, إنه (فتحي) زوج امها ذلك الكائن المقزز يقترب منها ويجلس إلى جوارها على الفراش ويضع يديه على كتفيها في حنان وقلق مصطنع, كان يشعرها دائما بالتقزز والغثيان برائحة الخمر التى لا تفارقه وأسلوبه السوقي البذيء وتعمده لمسها بدون مناسبة.

فتحي: ماذا بك ياليلى هل حدث شيء ما؟!
نفضت ليلى كتفيها في ضيق لتبعد كفيه عنها وهي تجيب بنفاذ صبر
ليلى: لا شيء, مجرد كابوس وانتهى وسوف أعود للنوم ثانية.
فتحي: خيرا، خيرا، هل تريدينني أن أبقى إلى جوارك حتى تستغرقي في النوم؟
ليلى: لا يا زوج أمي، شكرا لك, لا تقلق أنا بخير, عد أنت إلى غرفتك حتى لا تفتقدك أمي إذا إستيقظت فجأه فتقوم بالبحث عنك.
فتحي: كما تشائي ياليلى, لكن إذا إحتاجتي إلى أى شيء فلتنادي فقط.
ليلى: شكرا شكرا، فقط أغلق الباب خلفك وأنت منصرف.

قام عباس في ضيق وانصرف عائدا إلى غرفته وقبل ان ينام على الفراش إلى جوار زوجته ارتفع صوت فايزة تسأله

فايزة: أين كنت في هذه الساعه؟
فتحي: لقد كنت أشرب كوبا من الماء ولكني سمعت صوت ابنتك تصرخ فاطمئننت عليها.
فايزة: ألم أقل لك من قبل أنه ليس لك شأن بها؟
فتحي: لقد كانت تصرخ فذهبت لأطمئن عليها فقط هل هذا خطأ؟
فايزة: يوما ما ستخرج عليك تلك الفتاة عفاريتها التي تحادثهم ليل نهار، غدا أول الشهر الجديد سأسافر إلى الإسكندرية لأخذ مصاريف الشهر من والد المرحوم زوجي السابق.
فتحي: نعم أطلبي منه أن يزيد المبلغ قليلا فأنا عاطل عن العمل منذ فترة وليس معي ما انفقه على حفيدته.
فايزة: المال الذي يرسله كل شهر لحفيدته هو الذي ينفق عليك وعلى الخمر التي تعب منها ليل نهار, اصمت الآن ودعني للنوم فسوف أستيقظ مبكرا.

جلست ليلى في فراشها تحادث نفسها كما اعتادت, كان حديثها مع نفسها مختلف عن الآخرين, لم تكن تدري هل تسمع ذلك الحديث بعقلها ام بأذنيها, لقد كفت جميع الفتيات عن مصادقتها او اللعب معها منذ زمن, صارت الأمهات تحذرن بناتهن من الاقتراب من ليلى, كانت كلما غادرت المنزل لقضاء حاجة لوالدتها أو زوج والدتها تراقبها الأعين, كانت تشعر بنظراتهم تخترقها, كانت تسمع همساتهم, حتى لو لم تتحرك شفاههم بها, كانت تسمع أفكارهم, حتى تلك المرأة اليونانية أو الجنود الإنجليز كانت تسمع أفكارهم وتفهمها, لم تكن تعرف هل ما تسمعه حقيقة أم انها هلاوس يخترعها عقلها ويصورها لها, لم تكن تعرف إن كانت كما يطلقون عليها وتسمعها من همسات أفكارهم, (ليلى الممسوسة) التى استحوذ عليها الجن والشياطين, شيئا واحدا كانت تدركه جيدا ومتأكدة من صحته إنها ليست مثلهم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي