إحياء الموتى الفصل الثالث

نعم إنها مختلفة عنهم, تلك الأصوات في عقلها التي تحادثها دوما كانت تقول لها (نحن) و (هم), حتى أنها كانت تخطيء في الحديث مع أمها ومع الآخرين أحيانا وتتحدث عن نفسها بصيغة الجمع, كانت في حيرة من أمرها, لم يكن يروح عنها إلا القراءة, كانت تقرأ بنهم شديد كل ما يقع بين يديها, كانت تنفق مصروفها على شراء الكتب, كانت تبحث بين طيات صفحاتها عن الإجابة بحثت بجد واجتهاد عن كل الكتب التي تتحدث عن الجن والشياطين والأرواح, في أول كل شهر كانت تذهب إلى مكتبة في ألحي الذي تقيم فيه في وسط القاهرة لكي تشتري كتابا جديدا تقرأه بتمعن عدة مرات حتى يحين الشهر التالي، وأخيرا إستغرقت ليلى في النوم مرة أخرى لتوقظها فايزة مبكرا وتخبرها أنها ستسافر إلى الإسكندرية.

عند الظهيرة ارتدت ملابسها للذهاب إلى المكتبة كعادتها في اول أيام الشهر الجديد, كان فتحي قد استيقظ لتوه وقابلها قبل أن تخرج وأخبرها أن بعض أصدقائه سوف يأتون لزيارته, أدركت حينها ليلى أن فتحي يستغل غياب أمها لدعوة أصدقائه إلى المنزل ليحتسون الخمر وبدأ الحديث داخل عقل ليلى, بدأت الأصوات المتعددة في داخلها تنطلق لتهمس في عقلها بتلك الهمسات وهي تسير في الطريق إلى المكتبه

صوت: كم أبغض ذلك الرجل هو وأصدقائه.
صوت آخر: وماذا سنفعل له نحن مجبرين عليه فهو زوج فايزة.
صوت أنثوي: إني أبغض فايزة تلك أيضا, لا أعرف كيف قد تكون هذه المرأة أم لنا؟؟
ليلى: لا يجوز لي التحدث عنها بهذه الطريقة فهي أمي حتى لو كانت تصرفاتها خاطئه.
صوت: أنتي تخدعين نفسك وتخدعيننا, لقد سمعنا أفكارها من قبل وهي تعترف بأنها ليست أمنا وأنها أخذتك من إمرأة ماتت في حادث ما.
صوت أنثوي: لقد أنكرت فايزة ذلك عندما واجهناها.
ليلى: أنا لا أصدق تلك الأفكار التي أسمعها, هي فقط هلاوس كما قالت لي فايزة ولا أصدق أنكم موجودون أصلا إنما هو عقلي الذي يختلق كل هذا.
صوت غاضب: الآن أصبحنا نحن أيضا خيالات وهلاوس يختلقها عقلك!
صوت أنثوي: لا تقولي ذلك مجددا ياليلى لقد أخبرتك أن ذلك يحزنني جدا.
ليلى: كنت أغيظكم فقط لأنكم تعيدون نفس هذا الحديث مرات ومرات, لن أقول ذلك مرة أخرى فأنا أحبكم جميعا واعرف صوت كل واحد منكم, انتم المعين الوحيد لي في هذه الحياة, أما بالنسبة لعديلة فهي أمي وليس لدينا خيار آخر.
صوت: أستمري إذا في خداع نفسك ما دمتي ترتاحي إلى ذلك.
ليلى: فلتصمتوا إذن فقد وصلنا إلى المكتبة ولا أريد ذلك الشجار الذي حدث المرة السابقة أن يتكرر مرة أخرى كاد رأسي ان ينفجر, أنا من سيختار الكتاب هذه المرة إنه دوري أرجو أن تتذكروا ذلك جيدا.

دلفت ليلى إلى المكتبة وألقت التحية على العم مصطفى صاحب المكتبة كان رجلا طيبا في العقد الخامس من عمره وكان دوما يرحب بها وينتظرها كل شهر ويوجهها إلى الكتب التي تحبها, كان العم مصطفى منشغلا مع بعض الزبائن, فرحب بليلى وطلب منها الصعود لتشاهد الكتب في الطابق العلوي من المكتبه حتى ينتهي ويتفرغ لها.

صعدت ليلى إلى الدور العلوي وأخذت تتأمل الكتب المرصوصه على الأرفف ومقسمه طبقا للموضوعات والمؤلفين كانت ليلى تتنفس بين تلك الكتب ومواضيعها المتعددة, وبينما هي تسير بين الأرفف إذا هي تتفاجأ بوجود فتاة في مثل عمرها تتأمل الكتب أيضا فألقت عليها ليلى التحية فالتفتت إليها الفتاة متفاجئة وهي تنظر إليها في دهشه.

ليلى: عذرا، هل أفزعتك؟
الفتاة: لا إطلاقا, ولكني، ولكني كنت منشغلة بمشاهدة تلك الكتب ولم أنتبه لحضورك.

ابتسمت ليلى وهي تجيبها في ود.

ليلى: أنا أيضا أنغمس وسط تلك الكتب ولا أشعر بشيء مما حولي ولا أشعر حتى بمرور الوقت, في زيارتي الأخيرة سرحت كثيرا بين الكتب وتأخرت عن المنزل وعنفتني أمي بشدة.

تبادل الفتاتان الضحك والمزاح, كانت فتاة لطيفة جدا وقد ألفتها ليلى على الفور, فقد كانت محرومة من التقرب للفتيات في عمرها بسبب ما يشاع عنها كانت الفتاة اسمها شادية وكانت ابنة العم مصطفى صاحب المكتبة وأخبرت ليلى أنها تحب مساعدة والدها في المكتبة من حين لآخر.

شادية: و أي نوع من الكتب تفضلين؟
ليلى: أحب قراءة الكتب التي تتحدث عن عالم الجن والشياطين والأرواح, أجدها ممتعه جدا.
شادية: أنا أيضا أجدها ممتعه, إنها في ذلك القسم في آخر الأرفف، هيا بنا لتختاري منها.

وتوجهت الفتاتان في مرح إلى القسم الخاص بذلك النوع من الكتب.

ليلى: لقد اشتريت نسخا من معظم تلك الكتب في ذلك القسم من قبل فأنا آشتري كتابا كل شهر واحيانا كتابين.
شادية: لقد تسلم أبي مجموعه جديدة من الكتب بالأمس وفيها كتاب شيق جدا عن إلتباس الجن في جسد الإنسان.
ليلى: حقا! إنني أبحث عن هذا الموضوع بالتحديد.
شادية: أطلبيه إذا من أبى وأخبريه إنه من ضمن الكتب التي جاءت إلى المكتبه أمس في الصندوق الكبير في الطابق السفلي.

نزلت ليلى إلى الطابق السفلي لتجد عم مصطفى يودع زبائنه ويلتفت إليها باسما وهو يقول

عم رشاد: هل تأخرت عليكي ياصغيرتي؟ عذرا فقد كنت منشغلا مع بعض الزبائن.
ليلى: لا إطلاقا يا عم رشاد فأنا أحب البقاء بين الكتب.
عم رشاد: وهل إخترتي كتابا جديدا ام تنتظريني كي أساعدك في الاختيار؟
ليلى: لا ولكني أريد أن أرى ذلك الكتاب الجديد الذي يتحدث عن إلتباس الجن والذي جاء إلى المكتبه بالأمس.

نظر إليها عم رشاد في دهشه شديدة..

عم رشاد: وكيف عرفتي أنني استلمت كتبا بالأمس لقد كان ذلك في وقت متأخر من الليل حتى إني لم أقم حتى الآن بفرز الكتب الجديدة! أين وجدتي ذلك الكتاب؟
ليلى: لا لم أجده, إنه في الصندوق الكبير الذي جاء بالأمس ياعم رشاد.
نظر إليها عم رشاد في ذهول: وكيف عرفتي ذلك أنا لم أفتح الصندوق حتى الآن ولا أعرف ما هي الكتب التي في داخله, إنك تتصرفين بغرابة اليوم يا بنيتي.
ليلى: إذا هلا فتحته وبحثت لي عن ذلك الكتاب حتى لا أتأخر عن المنزل كالمرة السابقة.

نظر إليها عم رشاد في شك وحيرة ولكنه قام في فضول ليفتح الصندوق الذي مازال مغلقا وملفوفا بالحبال كما استلمه بالأمس,
فتح عم رشاد الصندوق وبدأ يخرج الكتب بلهفة ومع ثالث كتاب يخرجه وجد الكتاب الذي تتحدث عنه ليلى فنظر إليها بذهول قائلا.

عم رشاد: ليلى يا صغيرتي, أصدقيني القول, كيف علمتي بوجود ذلك الكتاب في الصندوق وانا أول من يفتحه أمامك الآن؟!
ليلى: لقد أخبرتني بذلك إبنتك شادية الآن وأنا في الطابق العلوى وطلبت مني أن أسئلك عنه.

سقط الكتاب من يد عم رشاد وسقط هو أيضا على أقرب مقعد إليه ودموعه تنهمر من عينيه في حزن ودهشة

عم رشاد: وأين رأيتي شادية يا بنيتي, لماذا تقولين ذلك يا ليلى؟
ليلى: هل قلت شيئا خطأ يا عم رشاد, لقد كنت أحادثها و أنا في الطابق العلوي ريثما تنتهي من انشغالك مع زبائنك وهي اخبرتني بذلك, فلتصعد معي وتسألها بنفسك.

جذبت ليلى عم رشاد من يده لتصعد به إلى الطابق العلوي وهو يسير خلفها كالمخدر ولازالت الدموع تنهمر من عينيه حتى صعد معها وذهبت به إلى حيث ابنته واقفه بين الكتب وهي تنظر إليه في حزن.

ليلى: شادية إخبري والدك عن الكتاب الذي أخبرتيني عنه فهو لا يصدقني.
عم رشاد: مع من تتحدثين يا بنيتي؟!

نظرت إليه ليلى في حيرة شديدة.

ليلى: مع شادية، أليست شادية هي ابنتك الواقفه أمامنا الآن؟
عم رشاد: هل ترينها ياليلى؟ صفيها لي.
ليلى: إنها في مثل عمرى ومثل طولي تقريبا, وتعقد شعرها البني على شكل ضفيرتين طويلتين, وعيونها بنية اللون وتشبهك قليلا يا عم رشاد.
عم رشاد: ماذا ترتدي يا بنيتي؟
ليلى: فستان أخضر اللون.
شادية: إخبريه أنه الفستان الذي أشتراه لي في عيد مولدى الأخير.
ليلى: إنها تقول إنه الذي إشتريته لها في عيد مولدها الأخير, ألا تسمعها يا عم رشاد؟

إنهار عم رشاد في بكاء متواصل حتى أنه جلس على الأرض إلى جوار كتبه.

شادية: أطلبي منه التوقف عن البكاء يا ليلى فأنا لا أتحمل رؤية دموعه.
ليلى: تطلب منك التوقف عن البكاء ياعم رشاد فدموعك تؤلمها، الم تراها؟!
عم رشاد: لا يابنيتي, لا أسمعها ولا أراها, فابنتي الحبيبة شادية قد لقت ربها منذ عام بعد إصابتها بحمى شديدة عجز الأطباء عن علاجها يابنيتي.

نظرت ليلى في ذهول إلى شادية ومدت يدها نحوها في توجس, فرفعت شادية يدها تجاه نجاة لتلقي كفاهما ولكن عبرت يد ليلى عبر كف شادية فسحبت نجاة يدها في فزع.

عم رشاد: هل هي تسمعني ياليلى؟!
ليلى: نعم يا عم رشاد تسمعك و تراك.
عم رشاد: شادية يابنيتي الحبيبة, لقد أصبحت الحياه من بعدك بلا طعم ولا معنى ولا ألوان, أنا وأمك نجلس كل يوم نتأمل أغراضك ونشتم رائحتك في فراشك وملابسك, إننا نفتقدك بشدة ياحبيبتي.
ليلى: إنها تقول أنها تحبكم حبا شديدا وأنها تراكم في كل يوم وتتمنى لو تخبركم بذلك وتطلب منك أن تقبل يد امها وجبينها و تخبرك ألا تخاف عليها لأنها في مكان جميل وانها ستظل دوما إلى جواركم.

بكى عم رشاد في تأثر شديد وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة امتنان لليلى التي ربتت على كتفه في ود و
هي تقول

ليلى: سأنصرف الآن ياعم رشاد وسأعود قريبا لأنقل الحديث بينكما.
عم رشاد: بارك الله فيكي يابنيتي وحفظك من كل سوء.

نزلت ليلى إلى الطابق السفلي وتأهبت لمغادرة المكتبة حينما سمعت عم رشاد يناديها وهو يهبط الدرج في عجالة ليلحق بها

عم رشاد: خذى الكتاب الذي أردتيه يابنيتي, هو هدية لك, واحضري وقتما شئتي وخذي كل ما تشائين من كتب مجانا, ويعلم الله ما سببتيه لي من راحة وطمأنينة قلب, بارك الله فيكي يابنيتي.

لم تستطع نجاة الرد على عم رشاد بل ابتسمت في حياء وغادرت المكتبه وهي تركض عائدة إلى المنزل وقد اعترتها مشاعر متضاربة.

ماذا يحدث لي؟ ماذا أكون؟ لماذا أنا مختلفة عن الجميع؟ هل أستطيع رؤية أرواح الموتى؟ هل أنا ملبوسة بالجن والشياطين كما يقولون؟ هل أنا شيطانة ام جنية أم إنسية؟ أين هي الحقيقة؟

عادت ليلى إلى المنزل ودلفت إليه لتجد ما توقعته, لقد كان فتحي ورفاقه الثلاثة حسين وعبدالله وياسر يحتسون الخمر وقد تعالت أصواتهم بالضحك والغناء وقد لعبت الخمر برؤوسهم وقد تكومت الزجاجات الفارغة إلى جوارهم, لم تعرهم أي اهتمام ودلفت إلى غرفتها في ضيق.

ياسر: لقد فرغت تلك الزجاجة يافتحي أحضر لنا زجاجة غيرها.
فتحي: لقد كانت تلك الأخيرة فليذهب أحدكم لشراء المزيد من الخمر.
حسن: لقد دعوتنا لنشرب سويا أنت من يذهب للشراء.
فتحي: كيف سأنزل أنا وأترككم هنا في المنزل وحدكم.
عبدالله: كفاكم شجارا، فلنقترع وليذهب من تقع عليه القرعه.

وبعد محاولات عديدة للتركيز في الاقتراع وقعت القرعه على فتحي فقام مترنحا ليغادر المنزل لشراء المزيد من زجاجات الخمر بعدما جمع بعض المال من رفاقه.

كانت ليلى جالسة في غرفتها تفكر فيما حدث في المكتبة وتتناقش بصوت مسموع مع تلك الأصوات في داخلها, كانت ردود أفعالهم مختلفة هذه المرة فجميعهم يشعر بالدهشة وكان النقاش عقلانيا هادئا هذه المرة, و لكنه كذلك بالنسبة إلى ليلى, فهي لم تكن تعرف أن تلك المناقشات عندما تكون وحيدة كانت تلك الأصوات تغادر حدود عقلها لتشمل حنجرتها, نعم فقط كان النقاش بصوت مسموع مختلف لكل فرد من أفراد النقاش, أما بالنسبة لليلى فقد كانت تسمع الأصوات في جميع الأحوال.
صوت أنثوي: هل أنتي خائفة ياليلى؟
ليلى: لا لست خائفه ولكني أشعر بالغرابة, فأن أتحدث معكم وأسمعكم من داخل عقلي شيء اما أن ارى وأسمع شخص ميت بالفعل فهذا شيء مختلف تماما.
صوت: لقد شعرت بشيء غريب في تلك الفتاة بمجرد ان قابلناها فنحن لم نستطع سماع أفكارها مثل الآخرين عندما أردنا ذلك.
ليلى: هذا صحيح لقد لاحظت أننا نسمع صوت الأفكار عندما نريد ذلك فقط وليس طيلة الوقت.
صوت أنثوى: إن أفكار الناس سيئة معظم الوقت أنا أبغض سماعها حقا.
صوت: أما أنا فأحب ان أعرف فيما يفكر من امامي حتى أتقي شره.

وبينما هذا الحوار دائرا إذا بباب غرفة ليلى يفتح عنوه ويظهر من خلفه ياسر صديق فتحي قائلا

ياسر: لماذا لا تأتين لتجلسي معنا ياليلى ألسنا ضيوفا عندكم؟
ليلى: ما الذي أتى بك إلى هنا؟ وكيف تفتح غرفتي بهذا الشكل؟
ياسر: أنا صديق والدك فتحي هل أنتي خائفة مني؟

وبدأ ياسر بدخول الغرفة والسير باتجاه ليلى التي اكتظت رأسها بالأصوات تطالبها بالهروب من ذلك السكير..

ليلى: لا لست خائفة, ولكن غادر غرفتي حالا وإلا سوف أنادي زوج امي ليخرجك بالقوة

أطلق ياسر ضحكة ساخرة واستمر في الاقتراب منها بهدوء, فصرخت نجاة مستنجدة

ليلى: عم فتحي، عم فتحي
ياسر: أصرخي كما تشائين فلن يسمعك, إن فتحي قد نزل لشراء المزيد من الخمر, ولا أظنه سيعرف الطريق ليعود إلى المنزل وهو تحت تأثير ما تجرعه من خمر, أنتي لي وحدي الآن ولن يستطيع احدهم إنقاذك.

قفزت ليلى من على فراشها وراوغت ياسر الذي كاد ان يسقط أرضا تحت تأثير الخمر, غادرت ليلة الغرفة لتصطدم بحسن وعبدالله اللذان كانا قادمان إلى الغرفة على إثر صراخها, فلحق بها ياسر قائلا

ياسر: إمسكوا بتلك الفتاه, سأقوم الآن بإخراج الجن الذي يتلبسها.

وبالفعل أمسك كلا منهما بليلى بأحد ذراعي ليلى واقترب منها ياسر وعينيه تنظران إليها في جنون وهي تصرخ مستنجدة, وما أن اقترب منها ياسر حتى رفسته بقدمها ما بين ساقيه بقوة فتراجع ساقطا على الأرض في ألم, ليقوم مرة أخرى في غضب شديد ويصفع ليلى على وجهها صفعة شديدة وهو يصرخ في غضب

ياسر: هل تضربينني أيتها الحقيرة؟!

كان صراخ الأصوات في داخلها يكاد يفجر رأس ليلى ولكن بعد هذه الصفعه لم تشعر ليلى إلا بظلام يكتنف رأسها كأنها ذهبت إلى غيبوبة عميقه, ورأت ستة أشخاص غريبي الشكل يقتربون منها ويلتفون حولها في قلق, تذكرت ليلى الكابوس الذي يراودها والستة مخلوقات الذين دلفوا إلى جسدها, كانوا يشبهونهم إلى حد كبير, كانت أجسادهم سوداء وعيونهم حمراء وملامحهم ما بين البشر والشياطين ولكنها ميزت فيهم إثنان من الإناث وأربعه من الذكور.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي