إحياء الموتى الفصل الخامس عشر

لا اعرف من اين ابدأ فأنت لن تصدق كلمة مما سأقول انا متأكدة من ذلك.
هل تصدق قصص الاشباح والمنازل المسكونة لا اعتقد انك تصدق بها لكن اقسم لك ان هذا المنزل مسكون بالاشباح والبحيرة كذلك فمنذ وصولنا الى هذا المكان شعرنا بذلك

فـ فى اول يوم لنا هنا ذهبت الى البحيرة وكان ذلك قبل الغروب بقليل على ان اعود بعد دقائق لكن يبدوا انني غفوت هناك قرب البحيرة ولا اعرف كيف حدث هذا وعندما استيقظت او انتبهت كان الليل قد حل وقتها اعتقدت ان الوقت ما زال مبكرا وانا في طريقي الى البيت سمعت صوت طفل يقول لي "امي اين انتي؟" بعدها بدأت كل متاعبنا.

روت الام قصتها كاملة لرجل الشرطة الذي لم يكن يصدق حرفا مما قالت لكنه لم يعترض على كلمة مما قالت خاصة ان اقوالها جاءت مطابقة لاقوال فريدة وامجد.

المفتش: قصة غريبة ويصعب تصديقها لكن اريد ان اسألك سؤال هل رايتي المرأة المجهولة التي رأها كل من فريدة وامجد وكاميليا
الأم: لا لم اراها مطلقا لكن زوجي فعل، الم يخبرك بهذا لقد رأها عدة مرات تخرج من غرف الاطفال في الليل.
المفتش: كيف كان شكلها الم يصفها لك وهل يعتقد حقا بأنها شبح؟
الأم: قال انها ترتدي ثوب قديم لونه رمادي دائما يراها به وتربط شعرها وهو يعتقد انها شبح بالتأكيد لأنها لا تلتفت اليه مطلقا شاهدها تخرج من غرفة الى اخرى دون ان تنظر اليه على الرغم من انه يقف على مقربة منها!
المفتش: كم مرة رأها وماذا كانت تفعل؟
الأم: يراها كل يوم تقريبا خارجة من غرفة الفتاتين متجهة الى غرفة الاولاد وبعد دقائق تخرج وتتجه الى خارج المنزل.
المفتش: ايعرف ما الذي كانت تفعله في غرف اطفالكم والى اين تذهب بعدما تخرج من منزلكم؟
الأم: لا يعرف فأنا سألته عدة مرات وأكد لي ذلك

في هذه اللحظة دخل الاب الى المنزل فأدرك من نظرات المفتش ان زوجته اعترفت بكل شيء فحاول التهرب بحجة انه عائد مرة اخرى الى البحيرة وانه جاء ليلقى نظرة على زوجته ويطمئن عليها لكن المفتش استوقفه قبل ان يغادر قائلا

المفتش: لا انتظر قبل ان تذهب اريدك ان تخبرني بكل شيء حول السيدة المجهولة التي رأيتها هنا عدة مرات؟
الأب: لا اعرف عما تتحدث حضرة المفتش اي سيدة تقصد؟
المفتش: انت تعرف جيدا اي سيدة اقصد فكلانا يعرف انك ذهبت الى القرية واعرف جيدا ما الذي حدث معك هناك فلست اول شخص يحدث معه هذا لقد سمعت قصص كثيرة مثل قصتك هذه عن القرية المهجورة والأن دعك منها وقل لي لما لم تخبرني بأمر تلك السيدة والتي من الممكن ان تكون السبب في اختفاء كريم وكاميليا، من الافضل ان تتصل بمحامي لأنى سأوجه اتهام لك سيدي بسبب اخفاء معلومات مهمة ومن يعلم ربما يكون لك يد في الجريمة او انك تعرف المذنب الحقيقي وتتستر عليه.
الأب: لا داعي لطلب محامي فأنا محامي وكذلك زوجتي اعرف انها تخلت عن حذرها ربما بسبب حزنها على الاطفال اما انا فلن ازيد كلمة واحدة عما قلته سابقا وبخصوص تلك السيدة التي تتحدث عنها فبالتأكيد هي ليست سوى تخيلات.
المفتش: انت مُصر على اقوالك هذه! ايها الشرطي احضر لي امجد من عند البحيرة وانتي فريدة تعالي اريدك ان تنظري الى هذه المجموعة من صور الاطفال وترين اذا ما كنتي تعرفين احد منهم او رأيته من قبل.
فريدة: حسنا يا اللهي انها صور قديمة جدا لا اعتقد اني اعرف اي من هؤلاء الاطفال لكن انتظر تلك الفتاة انا اعرفها جيدا انها نفسها التي رأيتها في غرفتي انها هي، انا متأكدة من ذلك!
المفتش: والأن عليكي ان تلقي نظرة انتي ايضا سيدتي ربما تتعرفين الى وجه احدهم؟
الأم: موافقة.

استغرقت الأم عدة دقائق وهي تنظر الى الصور قبل ان تتوقف عند واحدة منهم كانت صورة لصبي في السابعة تقريبا اسمر البشرة عندما رأته صرخت قائلة انا اعرف هذا الصبى جيدا.
المفتش: هذا اين رأيته؟
الأم: انه الصبي نفسه الذي اخبرتك عنه والذي كان يأتي كل ليلة الى غرفتي واعتقدت وقتها انه كريم.
المفتش: لكن امجد قال لي انك لم تري ملامحه ابدا لأنه يظهر في الظلام!
الأم: اجل انه يفعل ذلك دائما لكن في اخر ليلة جاء الى غرفتي فيها اضأت المصباح الذي بجانبي وصحيح انه اختفى على الفور ولم يظهر بعدها، لكني استطعت ان أراه للحظات ولم انسى شكله ابدا بملابسه المبتلة التي كان يقطر الماء منها على السجادة وهذا ما جعلني ادرك ان الامر لم يكن محض اوهام فانا تحسست مكانه بنفسي فوجدته مبتلا اذكر ايضا اني رأيت شيئا اكثر غرابة من تواجده بغرفتي، كان هناك حبل يلتف حول قدميه
المفتش: حبل حول قدميه!
الأم: لا اذكر جيدا ما اذا كان مربوط حول قدميه ام قدم واحدة وفي الطرف الاخر من الحبل هنالك حجر كبير لا اعرف كيف استطاع المشي به ربما كان يجره خلفه وهذا يفسر الاصوات التي كنت اسمعها من حين الى الاخر.
المفتش: اي اصوات واين سمعتيها؟
الأم: اصوات اشبه بصوت شيء ثقيل يُجر على الارض سمعته في المنزل عدة مرات بالتحديد عندما اكون في المطبخ فيأتي الصوت من الطابق الثاني.
المفتش: من اي غرفة بالتحديد يأتي الصوت؟
الأم: لست متأكدة ولكن اظنه من تلك الغرفة المغلقة بجوار غرف الاطفال.
المفتش: مغلقة منذ متى؟
الأم: منذ ان اتينا الى هذا المنزل وهي على هذا الحال وبما اننا لا نملك مفتاحها لم نستطع الدخول الى هناك ابدا.
المفتش: اريد رؤية هذه الغرفة.
فجأة صاح الأب بغضب قائلا: اخبرناك اننا لا نملك مفتاحها بالاضافة الى انه قد تم تحذيرنا من دخولها.
عندها سأله المفتش بسخرية: ومن حذركم؟ سكان القرية المهجورة!
الأب: لا داعي للسخرية مَن حذرنا مِن دخولها كان المالك الذي استأجرنا منه المكان وقال ان بها اشياء قديمة يخشى عليها من التلف لانها ارث عائلي هذا كل ما في الامر.
المفتش: هذا غير مهم سنقوم بفتح هذه الغرفة حتى ولو بالقوة فلقد وقعت جريمة في هذا المكان واختفى طفلين ومن واجبنا البحث في كل مكان.
الأب: انت لا تملك الاذن لتفتيش المكان.

تجاهل المفتش كلام الأب وطلب من رجاله البحث عن مفتاح الغرفة في كل ارجاء المنزل وتفتيش افراد العائلة الواحد تلو الاخر وحقائبهم وحاجياتهم لو لزم الامر ربما يكون احدهم يملكه اما اذا لم يجدوه فعليهم فتح باب الغرفة بالقوة.

في الوقت نفسه اقتربت منه فريدة واخبرته بأن الفتاة التي رأتها كان هناك حبل حول احدى قدميها لكنها ليست متأكدة مما اذا كان فى نهاية الحبل حجر ام لا.

فجأة وقبل ان تقتحم الشرطة تلك الغرفة المهجورة جاء احد الرجال راكضا الى مفتش الشرطة طالبا منه ان يحضر فورا الى البحيرة لأن هناك ما يجب ان يراه.

الشرطي: سيدي يجب ان تأتي معي بسرعة الى البحيرة هناك ادلة جديدة تشير الى وجود جريمة ما خلف كل هذه الهياكل العظمية.
المفتش: حسنا سأتي معك على ان اعود بعد قليل لفتح هذه الغرفة هيا بنا.

ذهب المفتش الى البحيرة ورافقه كل من فريدة وامها اما الأب فرفض العودة الى هناك بحجة انه تعب ويريد ان يستريح لدقائق لكن المفتش ارتاب في امره فطلب من رجاله مراقبته جيدا، وهناك قرب البحيرة كانت الكثير من المفاجئات بأنتظاره!

خاطب المفتش رجال الانقاذ والتحقيقات قائلا

المفتش: ها اخبروني ما الجديد؟
الشرطي: سيدي لقد عسرنا في قاع البحيرة على مجموعة كبيرة من الاحجار مربوط حول كل واحد منهم حبل من الواضح ان طرفه الاخر كان مربوط حول شيء ما وفي الغالب كان هذا الشىء جثة طفل كما ان كل حجر منهم مكتوب عليه اسم وتاريخين بالتأكيد واحد منهم يشير الى تاريخ الميلاد والاخر يشير الى تاريخ الوفاة.
المفتش: وهل عرفتم اي معلومات مسجلة لدينا عن هذه الاسماء واصحابها؟
الشرطي: حتى الان لا سيدي، لكننا نحاول.

اقترب المفتش من فريدة وامها سألهم عن صديقة كاميليا قائلا

المفتش: الم تخبركم كاميليا عن اسم صديقتها من قبل؟
الأم وفريدة: لا لم تفعل.

بعد العثور على هذه الادلة الجديدة ازداد ارتياب المفتش في تلك الاسرة وسلوك بعض افرادها فلا يوجد لديه اي تفسير عن كيفية معرفة الأم وابنتها بقصة الاحجار والحبال وغيرها وتسائل بينه وبين نفسه هل للاشباح يد في هذه القضية ام ان هذه العائلة اختلقت كل هذه الاكاذيب لتتستر على المجرم الحقيقي، لكنه لم يصرح بتلك الافكار وقال مخاطبا الأم وابناءها بسخريه وتهكم

المفتش: حسنا انا عائد الان الى المنزل للتحقيق في امر الغرفة المهجورة التي تصدر منها تلك الاصوات المجهولة.

وصل المفتش المنزل برفقة العائلة وامر رجاله بتفتيش المنزل جيدا بحثا عن مفتاح الغرفة المغلقة وبعد دقائق من البحث عثر على المفتاح وكان من بين اغراض الوالد وعند مواجهته به انكر واصر على انه لم يكن يعرف بوجوده
كل هذا كان بالنسبة للشرطة ادلة تشير بأصابع الاتهام الى الأب فلا يوجد تفسير اخر لما يفعله غير ان له يد في الجريمة او انه يعرف اكثر مما يدعي، وهناك بداخل الغرفة كانت المفاجئة!

المفتش: اخبرتموني منذ قليل ان الغرفة مهجورة اليس كذلك؟ اذا بم تفسرون نظافتها هكذا وعدم وجود اثر للاتربة على الاثاث؟

وبالبحث والتدقيق عثر المفتش على مجموعة من الاشياء التي زادت من حيرته وارتيابه!

المفتش: الم يتعرف احدكم على هذا الثوب؟
صرخ كل من فريدة وامجد في وقت واحد: انه الثوب نفسه الذي كانت ترتديه تلك المرأة الغريبة.

نظر المفتش الى الوالد وسأله

المفتش: هل رأيت هذا الثوب من قبل؟ وكما يبدوا فإن احدهم قد ارتدى هذا الثوب قبل وقت قصير ونحن سنقوم بمسحه في المختبر ربما وجدنا به شيء ما يدلنا على هوية من ارتداه والأن قبل ان نكتشف الحقيقة بانفسنا هل يريد احدكم اضافة معلومات اخرى او ربما اعترافات؟

كانت نظرات المفتش وكلماته موجهة تجاه الوالد الذي شعر بدوره انه في مـأزق وأن الشكوك بدأت تحوم حوله فبادر قائلا

الأب: انا لدي اعتراف سيدي لم اكن انوي قوله لأنني اعتقدت بأنها تفاهات ومحض اوهام ليس اكثر، اجل رأيت تلك السيددة التي يتحدث عنها الأولاد عدة مرات وبما انها تظهر وتختفي في الليل ولا تصدر اي صوت وكما ترى فإن ثوبها قديم لذلك ظننت انها شبح لامرأة سكنت هنا في الماضي.
المفتش: بما انها لا تصدر صوت كما تدعي كيف تعلم بوجودها وكيف تفسر استيقاظك من النوم في الوقت الذي تظهر فيه هي بالتحديد؟
الأب: انا من عادتي ان استيقظ في هذا الوقت من الليل لتناول الدواء وتفقد الأولاد.
المفتش: هذا غريب اذا تلك السيدة المجهولة لا تخشاك ابدا فهي تتعمد المجيء الى منزلكم في الوقت الذي تستيقظ فيه انت، وهل عرفت الى اين تذهب او ماذا تفعل في غرف الأولاد؟
الأب: لا اعرف، فكلما رأيتها شعرت بأنني غير قادر على الحركة فأقف في مكاني اراقب فقط دخولها وخروجها من غرفة الى اخرى دون ان تنظر الي ولو حتى مرة واحدة وكأنها لا تراني، انها شبح سيدي عليك تصديقي.

ذهل المفتش من التغير المفاجىء في اقوال الأب كيف يتغير موقفه من انكار كل شيء الى قول الحقيقة كاملة وهل هي فعلا الحقيقة ام انه اعترف بهذه السخافات ليبعد انتباهنا عن الحقائق والأدلة التي تشير اليه بأصابع الاتهام.

المفتش: حسنا شكرا لتعاونكم، اعلمكم بأن التحقيقات ستأخذ عدة ايام لذلك سأغادر الأن وسأعود لاحقا لكن سيبقى هنا بعض من رجال الشرطة.

قبل مغادرة المفتش جاءه اتصال هاتفي من المعامل الخاصة بالشرطة ومكتب التحقيقات اعلموه فيه بأنهم وجدوا خصلات شعر على الثوب لذلك مطلوب جمع عينات من افراد العائلة لمقارنتها مع الخصل التي وجدوها.

وفي الغابة اوشك الغواصين على الانتهاء من عملهم دون ان يعثروا على اثر لكاميليا وكريم وكانت الأم تتابع عملهم خطوة خطوة وتراقبهم ومع مرور كل هذا الوقت دون العثور على أولادها لم تكن تعرف ما اذا كان هذا شيء يبشر بكونهم لايزالان على قيد الحياة ام يزيد من يأسها!

خرج رجال الغوص كلهم من البحيرة مأكدين على عدم عثورهم على اي شيء ولو حتى دليل بسيط وهموا بمغادرة المكان لكنها الحت عليهم في طلبها بمواصلة البحث وتحت ضغط الحاحها وافق البعض على النزول مرة اخرى بينما غادر البقية لأنهم متأكدين من عدم وجود اي من الطفلين في قاع البحيرة.

هذه المرة حالفهم الحظ وبالفعل خرج احدهم من الماء وهو يحمل بين ذراعيه جثة طفلة صغيرة وعرفتها الأم على الفور
اصبح الأمر حقيقة اذا ماتت كاميليا وبالتأكيد مات كريم ايضا صرخت الأم عندما رأت ابنتها الصغيرة جثة هامدة وهناك حبل حول قدمها "من فعل ذلك؟" قالت محدثة جثة ابنتها
بعد عدة دقائق اخرى من البحث عثر غواص اخر على جثة كريم واخرجوا ايضا احجارا كبيرة كتب عليها اسماء كل من كريم وكاميليا وتاريخ ميلادهم وكذلك تاريخ الوفاة،
هذا دليل اخر على ان من قام باغراق الطفلين فرد من العائلة لانه عرف تاريخ ميلادهما!
اخذت الشرطة الادلة والجثتين والهياكل العظمية التي عثر عليها الى المشرحة لأستكمال التحقيق ووضع افراد الاسرة كلهم تحت المراقبة لحين العثور على ادلة جديدة تنفي عنهم التهم او تثبتها وبعد عدة ايام ظهرت نتيجة تحليل العينات التي اخذت من الأم وابنتها فريدة والتي تمت مقارنتها بخصلات الشعر الموجودة على الثوب وكانت النتيجة صادمة!

مفتش الشرطة مخاطبا افراد الاسرة كلهم: الأن نحن على علم بأنكم جميعا كذبتم علينا وأدليتم بأقوال كاذبة لتضليل العدالة عن الجاني الحقيقي والذي اثبتت التحاليل والأدلة انه فرد منكم.
لا اعرف كيف امتلك كل هذه القسوة لقتل طفلين إن الفاعل مجرم يستحق الاعدام على فعلته هذه، هذا اذا لم يكن مريض ولم يكن بوعيه عندما ارتكب الجريمة وهذا على الأغلب ما حدث وبشهادتكم انتم.
قاطعه الوالد قائلا

الأب: كل ما تقوله كذب وانت بنفسك رأيت عدد الهياكل العظمية القديمة التي تعود كلها لأطفال ربما يكون قاتلهم هو من قام بقتل طفلي او شبحه ربما.
المفتش: توقف عن هذا الهراء عن اي اشباح تتحدث؟ هذه الهياكل تخص اطفالا ماتوا قبل سنين طويلة لم تكن انت وزوجتك قد ولدتم، ومن بين كل هؤلاء الاطفال لم يكن سوى اربعة اطفال ماتوا قتلا و هم كاميليا وكريم والطفلة التي ادعيتم انكم رأيتموها وذلك الطفل الاسمر الذي رأته زوجتك في غرفتها او بالاحرى ادعت رؤيته فبالتأكيد عرفتم بموضوع هؤلاء الأولاد جميعا واختلقتم قصصكم هذه بناء على معرفتكم المسبقة بأوصاف الطفلين وما حدث لهما, اكنتم تريدون منا ان نصدق كلامكم الفارغ هذا عن الاشباح وغيرها؟
الأم: اذا كانوا ماتوا بطريقة عادية دون ان يتم قتلهم عمدا عبر اغراقهم في المياه فلما القيت جثثهم هناك اذا ولماذا ربطت ارجلهم بتلك الاحجار؟
المفتش: سأجيبك، وقتها انتشر بين الاطفال مرض معدي حصد ارواح الكثيرين وبما ان القرية منعزلة كان الجهل مسيطرا على سكانها الذين اعتقدوا ان الطفل الذي يموت بهذا المرض اذا دفن في الارض فإنه يعود مرة اخرى للحياة في الليل لقتل بقية الاطفال لذلك كانت تلجأ العائلة الى القاء جثة طفلها في الماء وربطها بحجر كتب عليه الاسم وتاريخ الميلاد والوفاة لابقاء الجثة في القاع وكتعريف ايضا عن صاحب الجثة اي بمثابة شاهد قبر.
الأم: وماذا عن الفتاة والصبى كيف ماتا هل نحن ايضا من قام بقتلهم؟
المفتش: بالتأكيد لا لكن جريمة قتلهم مشابهة تماما لجريمة قتل كاميليا وكريم, كلا الطفلين مرض مرضا شديدا وخوفا من انتقال المرض الى بقية اشقائهم قامت عائلة كل واحد منهم بالقاءه حيا في المياه لم ينتظروا حتى ليموتوا جراء المرض وانتم سمعتم بالتأكيد عن قصة السيدة التي اغرقت طفلتها في البحيرة وعلى هذا اختلقتم قصة تلك المرأة المجهولة التي تأتي في الليل وتدخل غرف اطفالكم, قصة جيدة تصلح لفيلم من افلام الرعب لكن للاسف لا تصلح ابدا كدليل في القضية لذلك اقترح عليكم الاعتراف بما تعرفون قبل ان القي القبض على المتهم بناء على ما وجدنا من ادلة دامغة لا تدع مجال للشك؟
الأب: قبل ان تتهم اي منا, بما تفسر رؤيتي لسكان القرية المهجورة حتى انهم هم من اخبروني بقصة المرأة التي قتلت طفلتها في الماضي؟
المفتش: ليس مطلوب مني ان افسر لك هذا, اخبرني انت هل كان معك من يشهد على كلامك هذا بالتأكيد لا, اذا ما الذي يجعلنا نصدقك, سيدى كلانا على علم بأنك تعرف القاتل وتختلق كل هذه الاكاذيب لتبعده عن الشبهات ولم تكن انت وحدك من اختلق القصص وانا اعتقد انكم اتفقتم جميعا على اختلاقها لحماية شخص واحد او ربما خوفا عليه من ان يصاب بالجنون ولم تتوقعوا ابدا ان يصل الامر الى هذا الحد ويبلغ المرض بهذا الشخص الذي اتفقتم وكذبتم من اجل حمايته لدرجة يقوم فيها بقتل طفلين يحبهما كثيرا, هلا اخبرتني الان من تكون تلك السيدة المجهولة التي ترتدي الثوب الرمادي ولا داعي للكذب فإن لم تعترف بنفسك سأقول انا من تكون هي.

اندفع الزوج دون ان يشعر انه ما كان يجب ان يقول هذا الكلام امام الشخص الذي كذب من اجله هو والجميع وقال

الأب: لا يا سيدي ارجوك انها مريضة وربما تمرض اكثر ما اذا عرفت بالحقيقة, فكيف سنفسر لها ارتكابها الجريمة دون ان تشعر بذلك او تذكرها حتى ارجوك توقف هذا يكفىي

قالت له زوجته التي اصابها كلام زوجها بالصدمة :

الأم: عزيزي من تقصد! توقف عن قول هذا الكلام انت تثبت التهمة على احدنا وهذا غير معقول ليس من بيننا شخص قادر على ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة، الا يكفينا اننا خسرنا طفلين منذ وقت قصير ارجوك سيدي المفتش الا تكفينا مصيبتنا تريد ان تتهم احدنا بالقتل ايضا ابحث عن القاتل الحقيقي خارجا ارجوك فهو ليس واحدا منا ابدا اقسم لك.
المفتش: لا املك خيارا اخر سأتحدث بناء على الأدلة التي وجدناها، ان خصلات الشعر التي وجدناها على الثوب الرمادي تعود اليك انتي سيدتي، وزوجك يعلم هذا جيدا اخبريني الأن لما فعلتي ذلك؟
الأم: أنا! لا توقف عن اتهامي بقتل اطفالي واسألهم! لقد رأت فريدة شبح الطفلة وتلك السيدة التي تدعي انها انا كما ان امجد رأها ايضا وزوجي وجميعهم رأوا مجموعة الاطفال عند البحيرة كانوا اشباح.

قالت هذا ثم نظرت الى اسرتها تطلب منهم ان يوافقوا على كلامها لكنهم لم يفعلوا كانوا جميعا يبكون فهم يعرفون الحقيقة كلها والشرطة عرفت اذا كيف يستمرون فى التمسك بقصتهم, ادركت الأم من نظرات عائلتها ان ما قاله المفتش ليس محض ادعاء فسقطت على اثر الصدمة فاقدة الوعى و بعد قليل

فريدة: امي، امي
امجد: امي افيقي
فريدة: امي استيقظي، هل انتي بخير؟ ما الذي اصابك؟

كانت الأم تردد بضع كلمات بصوت خافت "لا لم يحدث هذا لصغاري, لا لم يموتا ليتنا لم نأتى الى هنا
, لست بقاتلة"

صرخت فريدة بأمها قائلة: امي لا تفعلي هذا توقفي ارجوك, امي انتي تخيفينني!

فأستردت الأم وعيها على صوت ابنتها وفتحت عيناها ونظرت حولها لتجد نفسها مستلقية على المقعد الخلفي في السيارة وبجوارها ابنتها.

فريدة: ما الذي اصابك امي؟ لقد نمتي طوال الطريق، هل انتي بخير؟ هل تشعرين بالتوعك؟ هل انتي مريضة؟
الأم: لا لست مريضة, انا قاتلة, امك مجرمة؟

قالت فريدة وهي متعجبة من كلام امها: واضح انك رأيتي حلما مرعبا, هل رأيتي نفسك قاتلة ومجرمة في حلمك؟
الأم: عن اي حلم تتحدثين؟
فريدة: اي حلم! لا اعرف فأنتي من كنتي نائمة وانتي من رأى الكابوس وانت من عليه اخبرانا اي حلم رأيتى فكلنا سمع تلك الكلمات التي كنتي ترددينها عدة مرات "كاميليا كريم البحيرة, ماتا, غرقا, انا قاتلة".
الأم: لا اعرف من اين لك بقسوة القلب هذه يافريدة اهذا وقت مناسب للمزاح!

رد امجد من المقعد الامامي

امجد: اجل انه الوقت المناسب للمزاح، اه يا امي لو تعرفين مقدار ساعدتي.

قاطعته امه وهي غير مصدقة من اين له بكل هذه القسوة اهو سعيد بموت شقيقيه!

الأم: لما انت قاسي هكذا بني هل انت سعيد بغرق شقيقيك واتهام امك بأرتكاب جريمة قتل؟
امجد: اجل سعيد بغرقهما, لكن لم اكن اريد ابدا ان تغرقي انتي ايضا لكنا استمتعنا اكثر وانتي تشاركينا بعض القصص المرعبة او تكتفي بسماعها فأنا وبابا وفريدة نعرف قصص كثيرة مخيفة عن الاشباح.
الأم: ما الذي تقوله! اين نحن؟ انا لا افهم شيء! نحن على الطريق يا امي اليس هذا واضح فنحن في السيارة ويبدوا انك كنتي غارقة في نوم عميق.
الأم: ليس انا من غرق انهما كاميليا وكريم!
فريدة: اجل غرقا ونحن متأكدين من ذلك وهذا سبب سعادتنا اليست الرحلة ممتعة اكثر بدون سماع صراخهما طوال الوقت حتى انتي استطعتي ان تغرقي في النوم الم اقل.
الأم: ما الذي تقوليه يا فريدة! اسعيدة انتي ايضا بغرق شقيقيك! يا اللهي لن استغرب الامر ابدا ما اذا اخبرني احدهم بأنك وامجد من قاما بإغراقهما، لكن المفتش قال انا المتهمة, لماذا انا هنا في سيارتنا بدلا من ان اكون في سيارة الشرطة!
فريدة: اقسم لك ماما انهما غرقا وحدهما، لقد غرقت كاميليا بعدك مباشرة وبعدها بدقائق غرق كريم، ارفعي رأسك قليلا وسترين بنفسك كيف ينامان حتى ان الغباء واضح عليهما اثناء النوم.
الأم: اذا انتما تقصدان انهما غرقا في النوم وانا ايضا! لكن اين نحن؟
فريدة: نحن في السيارة وفي طريقنا الى منزل البحيرة الذي سنقضي فيه اجازتنا وقد اوشكنا على الوصول واستغرقتي انتي في النوم طوال الطريق وايقظتك عندما بدأتي تتكلمين وانتي نائمة لأنه كان واضح جدا انك تعانين من كابوس مزعج هذا كل ما في الامر, لو كنت استيقظت قبل قليل لكنتي سمعتي تلك القصة المخيفة التي رواها امجد عن المنزل الذي نحن في طريقنا اليه!
الأم: قصة مرعبة!
فريدة: اجل انه يسمى منزل بحيرة الموت وهناك اشباح تسكن البحيرة القريبة منه كما ان هناك شبح طفلة صغيرة يسكن المنزل ايضا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي