غدر ولكن

emeeabdo`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-10ضع على الرف
  • 20.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

كن حذراً، فنصل الغدر حاد كالسيف، الغدر شيم اللئام، فإحذر من القريب قبل الغريب، فها هو "السيد عارف" الرجل الصالح، طيب المعشر، محب لكل من حوله، لكنه فى نظر بعض اللئام محل سخرية، فهو ضخم الجثة، عظيم البطن، يعشق الطعام، أكثر من عشقه للهواء.

لقد كان الطعام صديقه، وملجئه، فحين يحزن يأكل، حين يفرح يأكل، حين يحتفل يأكل، كان الطعام سبيل حياته، يمكنه حتى من خلال الرائحة فقط أن يفطن إذا ما كان الطعام قد نضج أم لا! كما يمكنه معرفة كل ما تتكون منه الوجبة التى أمامه، من دون رؤيته أو تذوقه!

ولهذا السبب حين إختار شريكة لحياته، إختار من ترضى معدته، وتتقبل هيئته عن طيب خاطر، وليس لأجل ماله، وهذا ما وجده في "فاطمه" السيدة اللطيفة، المحبة للحياة التي تتسم بالوقار، كما تتسم بالحنان، تلك الجارة التى إنتقلت إلى جوار منزل والديه مع عائلتها الكبيرة منذ سنوات بعيده.

وجدت به الحنان الذي إفتقدته بين أفراد أسرتها الكثيرين، الذين ألهتهم الدنيا بكثرتهم عن الإهتمام بها، وجدت به القلب المحب، والصبر للإنصات لها، وجدت به الزوج، والأخ، والصديق، وجدت كل ما تصبوا إليه.

ورغم جمالها، لم تهتم بسواه، فقد أتاها الأثرياء، وعلية القوم، وتشاجرت مع والديها؛ لأجله، فلا مال سيعطيها ما تريده، ولا حتى المكانة الإجتماعية العظيمه، لذا لم تهتم لما يقوله أى احد اى إن كان، ولم تبالي برأي عائلته التي نفرتها، وظنوها طامعة بماله.

لم يكن بغيض الشكل، كان وسيماً، ولكنه سمين بعض الشيء، وكل فتاة تراه تعلم أنه سيزداد سمنة مع الأيام، وهذا ما كان، ولكن "فاطمه" كانت سعيدة بهذا، فكلما إزداد تيقنها بأن طعامها لازال يمتعه، ويسعده.

طعامها الذي وجد به ملاذاً من كل ما يحبطه بالحياة، طعامها الذي غارت منه كافة النسوه، فبعد رفضهم لعارف، وهيئته، ندمن على هذا، فأزواجهن الذين تفاخروا بهم يوماً، كانوا إما مغرورين، فظين، تضاءل جنالهم مع الوقت، وبعضهم من اصبح أسمن من " عارف".

إكتشفوا أن "فاطمه" أحسنت الإختيار، فعارف لم يتغير معها مطلقاً، بل على العكس تماماً، إنه يزداد عشقاً لها كل يوم عن سابقه، فدفعتهن الغيرة لإيحاء سخريتهن القديمه، لينغصن على "فاطمه" راحة باله، لكنهم لم يكونوا يعلموا أنها أعقل من أن تنصت إليهن.

ولم يحترم أى من هؤلاء السخفاء شعورها، ولا شعور زوجها من سخريتهم هذه، هو كحالها لم يكن يهتم كثيراً، فبرأيه هم مجرد حفنة حمقى لا أكثر، يحكمون عليه من هيئته، بينما إبنته الصغيرة الوحيدة "شهد" هى من تتأثر بكل هذا.

لطالما أغضبها وصفهم لوالدها هكذا، ولكنه كان يستقبل سخريتهم بصدر رحب، ويردها لهم بالمرح، لكن " شهد" لم تكن تتحملها، لذا قررت أن تنتقل إلى مدينة أخرى، لكن والديها رفضا ترك منزلهما، وحياتهما، لأى سبب كان، حتى أتت نجدتها من القدر فقد كانت قريتهم لا تحوى مدرسة ثانويه.

ورغم أنها ساعات، وتعود كل يوم إلى منزلها، لكنها وجدت بالغرباء عن قريتها الأصدقاء الجيدين، وتفوقت وإنشغلت بدراستها لكى لا تلتقى أقاربها المزعجين، فقد كان والدها من عائلة ميسورة الحال، وإتهموا والدتها ذات الأصل البسيط أنها خدعته من خلال طهوها اللذيذ.

نفثوا حقهدن بها، متغاضين عن حقيقة كونهن كن غبيات متفاخرات، لا يرين حقيقة جوهر الأشياء.

لقد تربت إبنته سعيدة محبة لأسرتها، لا يزعجها عشق والدها للطعام، بل على العكس تماماً، كانت تعشقه هي الأخرى، لكنها كانت تختلف عنه في كون شرهه للطعام؛ يتسبب فى سمنته، حتى جعله الطعام كالفيل البشرى، فهى مهما تناولت من أطعمه لا يمكن لجسدها أن يسمن.

تمكن المرض من "عارف"، واصبح طريح الفراش، ولكنه رغم هذا لم يترك الطعام، فهو إدمانه، الهواء الذى يتنفسه لذا كانت تحذيرات الأطباء بلا فائدة ترجى معه.

ولهذا ظل مع عشقه حتى إنتهت حياته بعد أن أوصى أن يتصدقوا على روحه بتوزيع الأطعمة الشهية حول قبره؛ ليتلذذ روحه برائحة الطعام ورغم أن الجميع وجد هذا درباً من الجنون لكن "شهد" ووالدتها لم يهتما، وظلا كلما إستطاعتا مقدرة صنعت"شهد" طعام شهى بكمية كبيرة، ووزعته حول قبر والدها.

لقد كان ذلك أسعد وقت تمضيه بين أيامها، فهى تعشق الطعام، ولكنها تعشق أكثر أن تتلذذ بطهوه، وتتفنن فى نكهاته، حتى أصبح طهوها لا مثيل له، لكن كان هناك من يسخروا منها، ويشبهونها بوالدها، قائلين" بأنها ستكون الفيلة الثانية بالعائله".

لقد كان والد " شهد" رافضاً للزواج في شبابه، ولكن ذلك يرجع؛ لأن جميع أفراد عائلته طامعين، يسخرون منه، ولكن والدة "شهد" أحبته بصدق، وحين توفى وورثته، أصبحوا يحبونها فجأة، ويتملقونها، ويطلبون ود إبنتها مما جعل"شهد" تمقت رؤيتهم حتى.

كذلك أهل القرية الساخرون، فقد ترك لها والدها كنزاً من المال، كما ظنوا وحين إنفجرت بهم غاضبة ذات مره، وأخبرتهم كذباً أن والدها لم يترك لهما شىء، لكن لم يتركوها وشأنها، بل إزدادت سخريتهم لها.

فقد ظنوا أن "عارف" أنفق كل ماله بالطعام، ومن سيتزوج من إبنته لابد وأنه سيفلس بسبب إطعامه لها، بينما لم تصدق عائلة والدها هذا الحديث، وظنوها تبعدهم عن سبيلها؛ لتستمتع بالميراث وحدها.

تفوقت على جميع قريناتها بالقريه، أصرت أن تذهب إلى أبعد جامعة ممكنه؛ لكى ترتاح منه،م ورفضت والدتها الإنتقال معها، فأصبحت تضطر إلى العودة فى العطلة الصيفيه.

مرت الأيام، وأصبحت "شهد" أكثر جمالاً، وذكاءاً، وفكرت بإستغلال موهبتها فى الطهو، وعشقها للطعام الذى ورثته عن والدها بإنشاء مطعم، ولكن قريتهم الصغيرة لن تكن مناسبة لعمل كهذا، كما أن أهل قريتها سيعملون جاهدين على تدمير حلمها بسخريتهم من قدراتها.

بالإضافة إلى أنها لا تملك المال الكافى، فميراثها والدتها تصر أن تجعله لتجهيزها كعروس فقط، وترفض فكرة تمويل مشروعها؛ وهذا لأن لا أحد قد يعطي إبنتها فلساً إذا ما فشل المشروع ،وتبخر المال.

لهذا قررت أن تعمل بجد حتى تدخر مبلغاً كافياً، وتبدأ بالأمر، وهى لا تدرى أن سخرية من من بمثل عمرها بالقرية منها، هى لغيرتهن منها، وكلما إزدادت جمالاً، أُعجب بها الشباب.

ورغم السخرية من أبيها، ومنها، ولكنها كانت ذات خلق حميد، طيبة المعشر، فرغبت بها كل النساء زوجة لأبنائهن، لذا إزداد حقد الفتيات عليها، وأضمرن لها الضغينة، ولم تكن تعلم أن البسمة المحبة، خلفها حقد دفين فقد كانت حسنة النيه.

ولكن لها إبنة جارة مقربة منها، كانتا صديقتين، وكن دوماً معاً، تفضي "شهد" لها كل ما يختلج صدرها، وتنصت لها الأخرى بإهتمام، وبينما كانت "شهد" تعتبر صداقتهما مقدسة، لم تكن "ساره" هكذا.

ها قد أتت العطلة الصيفيه، ونالت "شهد" شهادتها الجامعية أخيراً، وقد إستقبلتها "ساره" بحفاوة زائفه فى محطة القطار، فرغم كل شيء ، فشهد من عائلة ثريه، وقد تصبح سبيلها في الزواج من شاب ثري.

كانتا تسيران فى الطريق الشبه خالى المؤدى إلى منزل "شهد" حين وقفت "شهد" فى منتصف الطريق، وظلت تدور بسعادة حول نفسها، فاردة ذراعيها، ترفع رأسها للسماء مغمضة العينين، بينما الأخرى تقف على رصيف الطريق، تتابع بقلق كلا الجهتين.

كانت "ساره" تحاول إقناعها بأن تعود للسير بهدوء معها على الرصيف، فقد تتسبب لنفسها بحادث، حينها سيطال "ساره" الأذى، فالسيدة "فاطمه" لا تعجبها صحبتها بإبنتها مطلقاً، وقد تتهمها بأنها من تسببت فى إيذاء إبنتها.

لكن "شهد" لا تهتم بل إبتسمت بإتساع، ووقفت تنظر لها، ثم هتفت بصوت يملؤه السعادة، والحماس.

- هل تعلمين حين أعود إلى المنزل، ماذا سأفعل؟ سأصرخ بأعلى صوتِ لدى، وأقول "يا قوم ها أنا قد عدت".

حركت "ساره" رأسها لكلا الجانبين بيأس، فتلك الفتاة بلا عقل، فماذا إذاً يميزها؛ ليتعلف بها الجميع! ولم تفهم أن براءة "شهد" وصفاء نيتها هما السبب.

- أنتِ مجنونة حقاً.

فجأة إتسعت عينا " ساره" بذعر، وتجمدت عن الحركه، فقد ظهرت سيارة من العدم فجأه، وتوقفت بحده على بعد إنش واحد من "شهد" التى تجمدت من الصدمة للحظه، لكنها كانت فقط لحظة واحده، ثم صرخت بغضب فى السائق الذى لم ينزل من سيارته بعد.

- أيها الأحمق! كيف أعطوك رخصة قياده من الأساس.

خرج شاب من السياره، وأقبل نحوها بوجه غاضب، تبين أكثر حين خلع نظارته الشمسيه، فنظراته كانت مخيفه، لكنها أبله من أن تنتبه لهذا، وظلت تنظر له بتحدى، وهمت لتوبخه مجدداً، لكنه قاطعها بحده.

- لم أكن أنا الغبي الذى يقف بمنتصف الطريق، يستقبل السيارات المسرعة بالأحضان.

- ماذا؟! أتريد القول أننى المخطئة الآن! أنت المخطئ هنا يا هذا.

رفع حاجبه مستنكراً: أتتحدثين عني أنا!

رفعت إصبعها تلوح له به محذرة إياه: إستمع إلى يا هذا، صوتك الغاضب لن يخيفنى، وإن ظننت أن إسراعك لإهتمامى  أولاً سيجدى نفعاً، فأنت أحمق.

قضب جبينه بإرتياب: يبدو لى أنكِ مختله، ولا وقت لدى لكِ.

إرتفع صوتها أكثر: ماذا؟! هل تظننى ألاحقك أم ماذا؟!

كاد أن يتحدث حين صدع صوت نسائي حاد من داخل السيارة يحثه على التوقف عن هذا اللهو، والعودة إلى السياره، لم ترى من بالداخل، ولم يخرج، ولكن صوتها جعلها لوهلة تصمت، ثم سريعاً إستعادت جنونها، ونظرت إلى أثر السيارة الذي إختفى سريعاً بأول منعطف في الطريق.

فهذا الشاب الذي لا تعلم من يكون، لم يبالى بهذيها، وانصت سريعاً إلى رفيقه، حيث إرتدى نظارته الشمسية، وحرك رأسه للجانبين بيأس من عقلها، ثم عاد إلى سيارته، وقادها مبتعداً، فعقبت خلفه بحده.

- مخطئ، وقليل التهذيب، كيف يغادر هكذا، وكأنه لم يفعل شئ؟!

ثم إستدارت تنظر إلى "ساره" فوجدتها تضع يديها بمنتصف خصرها، وتنظر إليها بحده، فسألتها بغباء.

- ما بكِ، لما تنظرين إلي هكذا؟!

زوت جانب فمها ساخره: فلتحمدي الله أن الأمر مر بسلام، هيا أمامى إلى المنزل قبل أن تأتين بكارثة أخرى.

رفعت كتفيها بلا مبالاه: وما ذنبي؟! هو من ...

قاطعتها بنفاذ صبر: كفاكِ عناداً، ستميتينى بأفعالكِ تلك، لو كان شاباً غيره لضربكِ.

عقدت ذراعيها على صدرها، وقضبت جبينها معترضه: ماذا؟! لماذا؟!

- أنتِ تقفين هكذا وكأنك ملكة البلاد، توبخينه، وأنتِ المخطئه!

- ماذا؟!

- نعم ، فأنتِ تقفين بمنتصف الطريق بدلاً من السير على الرصيف.

ثم طرقت بقدمها على الأرض، وتابعت معنفة إياها: هذا الرصيف ليس للزينة أيتها الحمقاء!

تأففت بضجر: لا تبدئى، لقد كان الطريق خاوياً، ثم لما  لم يطلق زموراً قوياً لينبهنى؟!

- يا إلهى، هل يعنى خلو الطريق أن نسير بمنتصفه، أتعلمين سننام به أفضل، وننتظر حتى تأتى شاحنة وتدعسنا.

حين عادت إلى المنزل في المساء، وجدته خالياً فأحست "شهد" بالقلق، وتسائلت أين والدتها؟! هل هاجرت دون أن تخبرها أم ماذا؟! فحاولت "ساره" تهدئة قلقها، وأخبرتها أن تبحث بهدوء أولاً، فلا داعى للقلق، فلطالما كانت القرية أمان.

لكن السيدة "فاطمه" لم تعتاد إهمال باب منزلها هكذا، لكن "ساره" حثتها على التقدم وإكتشاف الحقيقه، برغم أنها نفسها لم تتقدم إنش واحد، بل تراجعت للخلف وقد بدى عليها الإرتباك.

حيث بحثت خلفها بيدها عن الباب، فإذا ما فاجئهما أى خطر، ركضت مسرعة إلى منزلها، دون أن تهتم بما قد يحدث لشهد!

وما كادت "شهد" أن تخطو خطوتين حتى إصطدمت بصدر عريض لرجل خرج لتوه من غرفة الضيوف، فصرخت، وتراجعت إلى الخلف خطوتين، ورفعت نظرها لتتفاجئ بأنه نفسه من كاد يصدمها بسيارته بالصباح، فصاحت معنفة إياه.

- هل هذا أنت أيها الأحمق، أتمنى أن يقف نموك كما أوقفت قلبىي رعباً.

رفع حاجبيه مندهشاً: ما هذا؟! أنتِ؟! يا إلهى، هل تقفين بكل مكان بهذه القريه تصرخين كالبلهاء هكذا؟!

- أنت الأبله الوحيد هنا، ماذا تفعل هنا بمنزلى، نعم أنت لص، مؤكد، ولهذا باب المنزل شبه مفتوح!

أدارت رأسها نحو صديقتها التي توقفت عن محاولة الهرب: هاتفي الشرطة فوراً يا ساره، لن أترك هذا اللص إلا وهو مكبل بالحديد.

إنقضت عليه تمسكه من قميصه بحده، فدفعها عنه بضيق، وإتهمها بالجنون، حينها صدع صوت والدتها من خلفه، تتسائل بتعجب عما يحدث هنا، فتركته "شهد" وركضت نحوها تنظر إليها بقلق، تسألها إن كانت بخير، أم أن هذا اللص آذاها؟ فشهقت والدتها بذهول.

لم تنتبه "شهد" لخروج فتاة من الغرفة، بل
عادت تمسك في من تظنه لصاً حتى لا يهرب، فصرخت والدتها بها بغضب، تستنكر أفعالها الهوجاء، وتأمرها بأن تتركه، فإعترضت "شهد".

- طيبتكِ هذه يا أمي ستجعل أمثال هذا لا ينالون عقابهم، إنه لص، وقليل التهذيب أيضاً، ولابد أن يسجن.

صفعت والدتها جبهتها بيأس، وصاحت بها تعنفها، لأنها لازالت بلهاء كما هى، نعم متفوقة لكنها بلهاء، وبدلاً من أن تصبح أكثر تعقلاً، عادت أكثر حماقه، وهددتها بجديه إذا لم تترك هذا الشاب، فحذائها الذى سيطرق رأس "شهد" هو من سيلقن " شهد" درساً قاسياً، فتركته مرغمه.

هندم ملابسه، ونظر الى والدتها، وسألها عمن تكون هذه المختله، فأجابته بضيق أنها إبنتها، رمق " شهد" بجانب عيناه، ثم أومأ بأسى يؤكد لها أنه يشفق عليها؛ لأن لديها فتاة مثلها، فصرخت به " شهد" تعترض، وسألت والدتها عن هوية هذا الشاب، فزوت والدتها جانب فمها بسخريه.

- واخيراً تذكرتِ أن تسألى أيتها البلهاء، إنه "زياد" والده يكون إبن عم والدك رحمه الله.

- أوه ، أيعنى هذا أنه ليس لصاً.

حينها صدرت قهقهة ساخرة من الخلف جعلتها ترفع رأسها نحو الصوت، ففوجئت بفتاة فقدت أي معنى للخجل، فثيابها تكشف أكثر مما تخفي، ووجهها يختفي بين ألوان عديدة من الزينة الراقيه.

إنها تبدو مدللة فاسدة في نظر "شهد" التي لم تكن تحتاج إلى موقف معها لتدرك هذا، فالفتاة صورة حية للفسق، ظلت "شهد" مذهولة من تلك الفتاة، كيف سمحت والدتها لهذه الفتاة أن تدخل المنزل من الأساس؟!

حين توقفت الفتاة عن الضحك بصورة صاخبة أكثر من اللازم، إستعادت "شهد" يقظتها، ونظرت إلى والدتها، وهى تشير نحو "زياد" بإنزعاج واضح.

- هل تعنين أن هذا الشاب أحد أقارب والدى؟ حسنا لم أذهب بعيداً بتصورى له كلص، فهيئته تؤكد ذلك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي