الفصل الثاني

خيم الصمت حولهم ما أن تفوهت "شهد" بكلماتها الهوجاء، وتلاشت معالم السخرية من وجه "زياد" الفتاة الأخرى، التي إنتعض وجهها بإنزعاج واضح.

بينما عنفتها والدتها لإهانتها إياه، فمهما كان هو والفتاة التي أخبرتها والدتها بأنها أخته، وتدعى "سوزان" هما ضيفان بمنزلها، وإعتذرت منهما، ولم تهتم بإعتراض إبنتها، لكن "زياد" إبتسم بود نحوها، وسخر من إبنتها وبلاهتها.

فثارت عليه مجدداً، فعلق بسخرية، يبطنها المكر، حين نهرتها والدتها مجدداً.

- لا تقلقي خالتى، لقد بدأت أعتاد على جنونها، إنها معتادة على الخطأ والتطاول، وعدم الإعتذار.

تعجبت الوالدة من حديثه وكأنها على معرفة سابقة بإبنتها، فسألته، حينها أجابها بأنه إلتقى بها فى صباح اليوم، فشحب وجه "شهد" وهى تنظر إليه برعب، لكنه لم ينتبه، وقص لوالدتها ماحدث، وحين سألته والدتها متى كان هذا؟ أخبرها أنه بالصباح بالشارع المجاور.

صفعت "شهد" وجهها فى حين ظلت "ساره" تلوح بيدها ندماً على عدم سماع "شهد"  لنصحها بشأن إخبار والدتها بعودتها المبكرة إلى القرية، وقضاء يومها خارج المنزل.

البسمة الماكرة التي رماها بها ذلك المدعو "زياد" جعلتها تبتلع صوتها المزعج، وأى كلمه بلا فائده قد تهينه بها، فقد لاحظ من ملامح وجوهها ما يحدث، فقرر تأديب "شهد" ولم يبالى بما سيحدث معها، فقد أزعجته مرتان بيوم واحد، دون أن يعلم حتى من تكون؟!

تيقنت "شهد" من موتها الحتمي، حين هتفت والدتها بعدم تصديق، وهى تنظر لها بعيون متوعده.

- ماذا؟! اليوم؟!

حسنا لن أخبركم بما حدث لها، يكفي أنها سقطت في ظلام أفعالها الحمقاء، بينما عادت "ساره" إلى منزلها، يكاد الغضب يخنقها، لكنها أخفت ذلك ببراعة طوال الطريق إلى منزلها خلف بسمات ترسلها لكل من تلتقى به، إنها تجاهد؛ لتبدو الفتاة اللطيفة، الوديعة فى أعين أهل قريتها.

حاولت "ساره" أن تتصنع الطيبة، وتقلد "شهد" بأغلب تصرفاتها، ولكنها فشلت؛ لأن "شهد" عفويتها هى من تسيرها، ولا يمكن لساره تقليد هذا، فحاولت أن تظهر هادئة عاقلة لتجعل "شهد" كالبلهاء بجوارها.

كانت ساخطة بشده حين وصلت إلى منزلها، وحتى بعد أن تركت "شهد" تتلقى عقابها، لم يشفى هذا غيظها، وأخبرت والدتها بغضب عن "زياد" كم كان وسيماً، جذاباً، وبدأت تصف لها سيارته الفارهه، وثيابه الفاخره.

وأنه أفضل ألف مرة من أغلب شباب القرية البسطاء، ولكنه حتى لم ينظر نحوها، بينما تذكر "شهد" فوراً، متغاضية عن الموقف الذى إلتقيا به أول مرة، وأنه حتى لم يرها جيداً، بينما تشاجر مع "شهد" ومن الصعب نسيانه لوجهها حتى لو أراد ذلك، بعد الذعر الذى تسببت له فيه.

بينما كانت "شهد" تشعر بالذنب، والخوف مما قد تفعله والدتها، نعم هى تحبها، لكنها كانت قاسية عليها؛ لخوفها من أن يفسد الدلال إبنتها الوحيدة، ويتهمها الجميع، وعلى رأسهم عائلة زوجها بالإهمال فى تربية إبنتها الوحيده.

لم يمر الأمر مرور الكرام، ووالدتها لم تكتفى بشعورها بالذنب، لكن الغريب بالأمر أنها ظلت طوال ذاك اليوم صامتة، لا تجيب " شهد" ولا توجه لها أى حديث، حتى جعلتها تكاد تبكى ندماً، وظنت "شهد" أن هذا هو عقابها، ألا تتحدث معها، مما زاد من ألمها وندمها.

لكن بالصباح الباكر أيقظتها والدتها، لتلقى بوجهها لائحة بأعمال منزليه ستقوم بها، وأمرتها أن تنهيها اليوم، وتركتها، وغادرت المنزل دون أن تخبرها حتى إلى أين هى ذاهبه؟!

فركت "شهد" عيناها لتفيق، وتحاول إستيعاد ما قالته والدتها، ثم رفعت الورقة الملقاة على فراشها، وقد إتسعت عيناها بصدمه حين رأت كم المهام الموجودة بتلك اللائحة، فتنهدت بتعب مقدماً، ونهضت من فراشها تبحث عن طعام للفطور، وبعد أن أنهته.

وجدت أن هناك أعمال منزلية كثيرة متكدسة فوق رأسها، ولكنها ظنت أن بالصبر والعمل ستنتهى، لكن اللائحة طويلة، ومزعجه، وإنقضى اليوم وهى تركض هنا وهناك، تغسل، وتمسح، تلمع، وتنظف حتى حل المساء، فتوجهت إلى غرفتها بالكاد ترى أمامها، فسقطت على فراشها حتى بدون تغيير ثيابها.

شعرت برغبة ضعيفة في أن تدعو على المدعو "زياد" ولكن حتى لسانها لم يعد به أدنى طاقة تذكر، فتنهدت بتعب، وتذكرت كيف اوصلها هذا الخبيث إلى هذا الوضع السيء.

تذكرت ملامحه المبتسمة بخبث نحوها حين أومأ مؤكداً لوالدتها أنها كانت برفقة فتاة أخرى لا يذكرها جيداً، فقد كان منشغلاً بمن تصرخ به، وهى المخطئه، فتمتمت "شهد" بأسى.

-أتمنى لو يفرمك قطار سائقه أحول.

لكن والدتها قاطعت دعواتها المخيفه، بنظرة متعودة، وهى ترحب بعودتها الميمونه، فإلتقفت "شهد" أنفاسها بخوف، وحاولت أن تكذب كلمات "زياد" لكنه ببراءه مصطنعه، إدعى أنه لم يتقصد إيذائها، فعاتبته "شهد" لكنه علق بخبث.

-ليس ذنبي أنكِ تفعلين شيئاً خاطئ.

حين إعترضت بغضب، زوى جانب فمه بسخريه، وأخبرها أنه لا داعى للغضب مادامت ترى أنها على حق، وقرر أن يستأذن، وتمنى لهم الخير، لكنها تمتمت بسخط بأن لا خير سيأتى من وراءه، ودعت بأن يتوقف نموه! حينها سخر منها بأنه حتى لو كف جسده عن النمو فستظل هى قصيرة حمقاء.

ثم مال قريباً منها هامساً: ستكون أسعد ليله بحياتى هى هذه، وأنا أتخيل ما قد تعانيه من عقاب والدتكِ.

غادر فحاولت "ساره " الهرب ولكن "والدة شهد" أوقفتها بحده، فقد قررت معاقبتهما سويا، لكن "ساره " إعترضت فلا ذنب لها، كما أخبرتها أنها لم تستمع لها منذ البدايه، كما أخبرتها أن إبنتها من رفض إخبارها.

نظرت لها "شهد" بسخط تعاتبها، أنها باعتها هكذا، لكن "ساره " كانت قد قررت ألا تهتم، فهى ليست نداً لعاقب "والدة شهد" وإستأذنت لتغادر حتى لا تنال عقاب والدتها، حينها بدى على وجه "والدة شهد" الحزن، وابتسمت بإنكسار، وهى تؤكد لها أن والدتها قد أحسنت تربيتها.

كلماتها جعلت "شهد" تشعر بالذنب بينما غادرت "ساره " غير مبالية بها، والآن لا تعلم هل تسخط على صديقتها أيضا ام ماذا؟ لكنها بحالة لا تسمح لها بالتفكير حتى بالسخط عليها.

لم تدرى من آلام عظامها أى جزء فى جسدها يؤلمها أكثر، حتى انها نسيت أن والدتها ليست هنا، ولا تعلم أين هى، ولم تتناول طعاماً منذ الصباح، فقد أنهك العمل كل قواها، وتركيزها، فغفيت لا تدرى بما حولها، ولكن بعد عدة ساعات، عادت والدتها من زيارتها إلى إحدى صديقاتها.

وجدت المنزل يكاد يلمع من النظافة، والسكون الغريب، فتوجهت إلى غرفة "شهد" فوجدتها مسطحة بشكل مقلق، فإقتربت منها لتجد أن ثيابها مبتلة قليلاً، وحرارتها مرتفعه، فحاولت إيقاظها لكن بلا جدوى، فأسرعت مرتعبة تنادى أحد الجيران لنجدتها.

فالوقت قارب عن العاشرة، وبدأت الحركة تخف وتيرتها كثيراً فى القريه، والقليل من الشباب الصغار فقط من يتجولون بالخارج، وهى تنظر حولها كالتائهه، لا تعلم بمن تطلب العوز الآن، وللحظه تذكرت زوجها الراحل، وأهمية وجوده سابقاً، فزاد ذلك من آلمها.

لقد عاد "فهد" من سفرته التعليميه بعد أن حاز على شهادة تخرجه، فقرر زيارة عمه واسرته، وقد حثته والدته على تلك الزيارة مع وعد منها باللحاق به عدة، أيام برفقة والده، ولكنه حين وصل إلى القرية التى يقع بها منزل عائلة والده القديم الذى يسكنه عمه وزوجته وإبنتهما التى إشتاق لمشاغبتها.

ولما لا؟! وهى أخته الصغيره، فحين مرضت والدتها، توقفت عن إرضاعها وهى بسن صغير جداً، ولازالت بحاجة للرضاعه، وحينها كانت أخته "ملك" لاتزال رضيعه فأرضعتها والدته مع إبنة عمه "ساره" وهكذا أصبح لديه أخت أخرى.

لكنه لم يكن يعلم أن تلك المشاغبة الصغيرة تغيرت بصورة جذريه، فقد أصبحت حقود لئيمه، تنفث نيران غيرتها بلا تفكير فى من سواها، كما لم يعلم أن عمه ترك المنزل، بل وباعه أيضا، إلا حين وجد نفسه أمام رجلاً غريب يخطره بأنه صاحب المنزل، فحاول "فهد" إخفاء تفاجؤه.

ومن ثم سأله عن المالك السابق لصاحب المنزل، حينها أخبره بعنوانه، ووصف له الطريق، فإتضح  أنه إنتقل إلى القرية المجاوره، وعقب على مغادرته ساخراً، بأن السبب هو زوجته التى تسييره كيفما شاءت، وهى لم تعد تريد أن تحيا بمنزل قديم، لن تستطيع التباهى به.

وجعل إبنتها تتزوج من الصفوه، كان "فهد" ينصت له بضجر، فهو يعلم بصفات زوجة عمه المزعجه، كما يعلم بضعف شخصية عمه أمامها، ولكن الغريب بالأمر أنه باع منزل العائلة القديم دون أن يخطر والده، أوليس شريكه بالمنزل؟!

قرر أن يترك هذا الأمر جانباً بصوره مؤقته، فليصل إلى منزل عمه أولاً، ولكن هناك سيدة خرجت مهروله إلى وسط الطريق حتى كاد أن يصدمها لولا توقف باللحظة الأخيره، فنزل ليطمئن عليها، فوجدها تستغيث به لنجدة إبنتها، وتجذبه معها، والفزع يكسو ملامحها.

لقد ظن إبنتها فتاة صغيره حتى تجمد بأرضه أمام تلك الفاتنه، لم يكن يعانى يوماً من قلة النساء بحياته، ولكن تلك الفتاة رغم كونها نائمه جعلته يفقد إحساسه بالوقت إلا حين إرتفع صوت والدتها تصرخ به بأن يساعدها فى حمل الفتاة، فتوجه إلى فراشها، وحملها بين ذراعيه.

وكم أحس بشعور غامض، لكنه ممتع، ولم يكن يرغب بأن تبتعد عنه، ولكن ليس الأمر بيده، فحين وصل بها إلى سيارته، وضعها بجانب والدتها التى إلتقفتها بين ذراعيها والدموع تغرق وجهها حتى أنها لم تنتبه أنه رجل غريب لم تره من قبل، بينما إعتمد "فهد" على سؤال المارة عن طريق المشفى.

فتلك السيدة لم تكن تنتبه إلى الطريق، ولا يمكنه أن يسألها، وهى تحتضن إبنتها بذعر تام، وحين وصل أخيراً المشفى، وجدها تخرج من السيارة تتعثر بردائها، وتصرخ هنا وهناك؛ لياتى أحد بحمالة يحمل بها إبنتها إلى الداخل، فتقدم هو وحملها مجدداً، وطمئن السيدة بأنه معها.

وطلب منها راجياً أن تكف عن النواح، فأزعنت له يائسه، مما دفعه إلى التأفف، فلا داعى ليفقد صبره معها، وهى غريبة عنه بحالة مذريه، وبالداخل بعد أن دخل يحمل الفتاة ووقف بالإستقبال يطلب طبيب، أتت له موظفة الإستقبال سريعاً بممرض يدفع حماله متحركه، وضع "فهد" الفتاة عليها.

بعد أن دخلت الفتاة إلى غرفت الفحص، كانت والدتها  ترتجف خوفاً، فبدأ "فهد" يتحدث إليها بأمور عامه؛ لعلها تهدأ، لكنها بدلاً من هذا بدأت تتحدث عن إبنتها وهى تشعر بالندم أنها عاقبتها بهذه القسوه، واثقلت على عاتقها أعمال تأخذ ف العادة من يومين إلى ثلاثة أيام، وجعلتها تنفذها بلا هواده.

واحست بالبغض من نفسها لهذا الفعل الذى كادت أن تودي بحياة إبنتها الوحيدة به، وكل هذا؛ لأنها قضت وقتاً مع صديقتها، وظلت تعنف نفسها، وهو يحاول تهدئتها، وحين يأس سألها عن إبنتها، عن أشياء عنها تدفع تلك السيدة للإبتعاد عن التفكير بمرض إبنتها، فبدأت تقص له عن طفولة إبنتها.

ومشاكستها لوالدها الراحل، وشغبها الذى لا ينتهى، وقوتها الغريبة فى مواجهة أى شىء، ورغبتها هى كأم أن تزوجها من شاب جيد؛ لتطمئن عليها، فليس لها إخوة أو أخوال، كما ليس لديها من تطمئن عليها معه، هى تريدها أن تتزوج، لقد أنهت " شهد" دراستها، والآن حان وقت الزواج.

خطابها كُثُر، لكنها لا تريد أن تحيا بالقرية التى يسخر أهلها منها دوماً؛ لأنها إبنة "حسين" الرجل الذى أحياه الطعام، واماته، وبدأت تقص له طرائف من طفولة "شهد" وكل هذا، وهى تتلفظ بلفظ إبنتى طوال الوقت، ولم تخبره بإسمها مطلقاً، وهو لم ينتبه لهذا.

بعد قليل أتى الطبيب الإحتياطى، وبعد أن كانت السيده قد هدأت، وابتسمت لذكريات إبنتها، إنطلقت كالطلقة حين رأت الطبيب، والذعر يملأ ملامحها، وهى تسأله عن حالة إبنتها، فطمئنها بأنها ستكون بخير، ولكن لابد أن تبيت فى المشفى هذه اللليله، فقط للتأكد أنها بخير.

واثنى عليها بأنها أحسنت صنيعاً بإحضار إبنتها سريعاً، فقد كانت الحمى فى بدايتها، فعلى ما يبدو أنها كانت منهكة القوى؛ لأنها كانت فى بدايات المرض، والسبب يرجع إلى إبتلال ثيابها لفترة طويله، وقد ظلت بها دون تغييرها لمدة طويله، كما أنها لم تتناول الطعام لمدة طويله.

فزاد سخط الوالدة على نفسها؛ لأن الطبيب بحديثه هذا أكد لها ظنونها بأنها هى السبب فى مرض "شهد" فلاحظ الطبيب توترها المتزايد، وبعد أن كان ينتوى أن يتركها بجوار إبنتها، ولكن بحالتها تلك ستتسبب فى إزعاج لا سبب له، فمنعها من رؤيتها، فظلت تعنف نفسها حتى غلبها النوم.

لكن "فهد" لم ينم، واراد رؤيتها، وظنه الطبيب أحد أفراد عائلة "شهد" نظراً لتواجده منذ البداية مع والدتها، واتكالها عليه، ولاحظ أنه متماسك، رزين، على خلاف والدتها، فسمح له برؤيتها.

لم يكن يعلم "فهد" نفسه لما أراد رؤية تلك الفتاة المجهولة تماماً عنه، ولكنه فعل وانتهى الأمر، وجلس قبالتها يتأملها قليلاً، يحاول فهم ذاك الإحساس المضطرب الذى مر بخاطره حين رآها لاول مره منذ ما يقارب الساعتين، وتجدد الآن وهو يراها هكذا.

ولم يستطع أن يجبر نفسه على المغادرة حتى تسللت أضواء للنهار الأولى من بين ثنايا ستار النافذه، فخرج ليجد الوالدة لازالت نائمه، فجلس بجوارها حتى إستيقظت، وسمح لهما الطبيب بأخذ المريضة مع تديده عليهما بتكثيف العناية بها.

ظلت "شهد" صامتة منذ رأت "فهد" برفقة والدتها، صامتة لا تتفوه بشىء، عيناها تزدحم بالكثير من الإستفسارات، عن من يكون هذا الشخص الذى تراه لأول مره، ولما هو هنا؟! ومن أين تعرفه والدتها، ولما هو وسيم هكذا؟! لما تريد أن تظل ناظرة إليه هكذا؟! دون أن تشيح بوجهها عنه.

ولما لا يحاول هو حتى أن يخبرها من يكون، أو تخبرها والدتها، تلك التساؤلات بدأت ترهقها، فى حين كان هو صامتاً أيضاً رغم يقينه بما تريده إلا أنه لم ينبت ببنت شفه، وظل صامتاً، يتابعها من مرآة سيارته، ووالدتها تحتضنها بخوف، وبكاء، وتعتذر منها عن قسوتها معها.

ولو لم تكن "شهد" مشغولة الذهن بهذا الغريب لصعقت من الحنان المفرط المفاجىء لوالدتها نحوها ولأكدت لها أنها ليست السبب بل إهمال "شهد" نفسها، وأن الأمر لم يكن الأمر كل هذه الجلبه من والدتها، فهى من أهملت أثناء إستخدامها للمياه، فتبللت ثيابها بغزاره، واهملت تغييرها، واليوم كان الطقس بارداً.

لذا هى وحدها المخطئة، لكن من الأفضل لشهد ألا تتحدث الآن، فلتستمتع بحنان والدتها الذى لا يأتى سوى مرات قليلة فى العمر، وغالباً حينما تمرض "شهد" أو تتعرض للأذى، كما أنها فرصتها لتستمتع بتأمل  ذاك الغريب الغامض رغم أنها لم تهتم يوماً برجل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي