الفصل الرابع الحفل

الفصل الرابع الحفل

جلست ندى وصديقتها داخل إحدى الموصلات العامة متجهتان إلى مكان الحفل جلستا الفتاتان صامتتان طال الطريق حتى لاح من بعيد مكان الحفل فصرخت ندى فجأه.... أريد النزول هنا من فضلك بسرعه.
نظرت صديقتها إليها مستغربةق لماذا تريد أن تنزل قبل مكان الحفل؟ و لم تعطها ندى الفرصة لتسألها حيث قالت لها بسرعه سأراك هناك.و ترجلت على الفور خارج المواصلة العامة التى أستأنفت طريقها بسرعه شديدة..



ادارت صديقة ندى عينيها داخل قاعة المعرض فرأت الكثير من زملائهم قد وصلوا بالفعل...
تسائلت الفتاة بينها و بين نفسها عن السبب القهرى الذى نزلت بسببه ندى من الحافلة قبل وصلها إلى المكان المحدد؟و قبل ان تتمادى فى التساؤل لاحت لها ندى من بعيد خلف الباب الزجاجى و هى تخرج أو تدخل شيئا ما لحقيبتها بإهتمام...... ذهبت إليها صديقتها بسرعة تنوى أن تفتح لها الباب قبل ان تصطدم به و لكن اعترض طريقها شخص طويل القامة و هو ينوى الخروج من الباب و يتحدث بإهتمام فى هاتفه...
لم تستطع صديقة ندى ان تمنع الاصطدام بين صديقتها و هذا الشخص.

لم تعلم ندى بالضبط من أين أتت الضربة هل هى من مرفق هذا الشخص ام من الباب ام من هاتفه.... و لكنها تعلم جيدا أن الالم فى أنفها شديد و لا يحتمل و أن عينيها قد بدأ أنهمار الدموع منهما.


هل انت بخير أنستى؟ سألها الشخص بإهتمام و هو يغلق هاتفه و يحاول ان يتبين مدى إصابتهتا.
أشاؤت ندى ببيدها إشارة مبهمة لم يفهم منها شيئا سوى انها لا تستطيع التحدث.
لم يجد هذا الشخص بدا من ان يديرها إليه ليتأكد بنفسه من مدى إصابتها.....
دفعت ندى يديه بعيدا عنها بقوة و هى تقول لا تلمسنى...... أنا بخير و لكن صوتها الباكى لم يفلح فى جعله يتركها و يذهب بعيدا عنها..... كنت أحاول أن اساعدك لا أكثر.
رفعت ندى إليه بصرها و نظرت إليه لاول مرة عازمة على أن تنهره بشدة و لكن الكلمات أحتبست فى حلقها و هى ترى أمامها رجل طويل القامة عريض المنكبين يبدو أثر جسده الرياضى واضحا جدا من تحت حلته الفاخرة.

هل أنت بخير؟ لماذا توقفت عن الحديث؟ هل تشعرين بشيء فى رأسك؟ قد يكون ارتجاج فى الرأس.....
هزت رأسها نافية و هى لازلت تنظر إليه و صلت صديقتها إليها فجذبتها من مرفقها و هى تقول دعينى أرى ما أصابك.......
لم تجيبها ندى ولكن أدارت رأسها تبحث عن الرجل الذى كان يحدثها منذ لحظة.....فلم تجد له أى أثرفأعادت رأسها الى صديقتها و عينيها مليئة بالدموع و قالت هل رأيت الشخص الذى كان يحدثنى منذ لحظة؟

اجابتها صديقتها و هى تتفحص أنفها..... تقصدين الشخص الذى صدمك؟ نظرت لها ندى بإستنكار و كأنها تدفع عنه تهمة الاصطدام بها.....
أكملت صديقتها قائلة... لا لم أراه جيدا فقد كنت اشعر بالهلع عندم رأيتك تصتدمين به و بالباب ايضا.... كم انت محظوظة عزيزتى. ثم أخذتها من يدها متجهه إلى حمام السيدات لتغسل ندى وجهها و تعيد ترتيب نفسها.


لم يشعر الرائد ياسين بمثل ماشعر به منذ لحظات... لقد كان يتابع خط سير وصول السفير الاجنبى إلى القاعه و عندما كان خارجا للاستعداد لاستقبال الموكب كان يتحدث فى الهاتف بإهتمام و تركيز شديد عن ترتيبات تأمين الموكب فلم يلاحظ الفتاة الصغيرة التى صتدم بها لقد كانت صغيرة جدا حتى ظن ان تكون فى السادسة عشر من عمرها و لكن عندما نظرت إليه تلك النظرة الناريه علم انها ليست صغيرة و لكنها احد المشاركين بالمعرض.

ضحك ضحكة صغيرة هازئة عندما تذكر كيف ان قلبه دقاته ازدادت عندما ادارها إليه ليرى مدى إصابتها لقد أسرته عيناها الواسعتين المليئتان بالغضب و الدموع لقد حمد الله على وصول تلك الفتاة التى أخذتها من بين ذراعيه فهو لم يكن يعلم كيف يستطيع ان يتركها و يذهب؟

وصل الرائد ياسين الى المكان المعد لاستقبال الموكب فنحى جانبا كل الافكار التى انتابته عن تلك الفتاة و أخذ يركز فى عمله.



لماذا ترجلت من الحافلة بهذه السرعه؟ وأين ذهبت؟ وماذا حدث لك؟ أطلقت صديقة ندى تلك الأسئلة إليها و هى تعيد ترتيب حجابها.
أجابت ندى بهدوء ساحكى لك كل شيء و لكن أولا اصدقنى القول ألم تر من صدمنى حقا؟هل كنت أحلم؟
لا لم تكونى تحلمين بالطبع فأثار الصدمة لاتزال واضحة على وجهك... ولكن لم أر وجهه فقد كنت مشغولة بما حدث لك و سبب نزولك من الحافلة فلم أدقق فى ملامح هو شخص طويل فقط هزت كتفيها و هى تكمل هذا كل ما ـأتذكره.
و الأن أجيبينى بالله عليك ماذا حدث لتنزى بهذه السرعه و أين ذهبت؟
اجابت ندى لا شيء مهم ثم عادت بذاكرتها إلى الورء حيث كانت تنظر من شباك الحافلة و هى شاردة فى الحفل و جدتها و ما أصابها و جارهم و أمه العنيدة و فجأه لمحت عند أحد صناديق القمامة الكبيرة رجل يبحث بداخلها عن شيء ما و بجانبه فتاة صغيرة جدا لم تعلم ندى لمذا اثار هذا المشهد شفقتها ربما لان الفتاة الصغيرة لم تكن تشبه المتسولين و لكن تشعر ان لها سلوك لا يتشابه مع المتسولين مما دفعها ان تنزل من الحافلة لكى تعطبها شيئا من االصدقة.

و عندما وصلت إليهم و جدت الرجل يرفع رأسه عن الصندوق فأجفل من وجود ندى بجانب الفتاة الصغيرة
بادرت ندى الرجل قائلة السلام عليكم.
رد الرجل بإنكسار و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
كنت أريد ان أعطى هذه الطفلة الجميلة هدية و لكنى لا أحمل معى هديا فأرجوك تقبل منى هذا المبلغ البسيط لها......
قال الرجل بإنكسار سيدتى نحن لسنا متسولين و لكنى رأيت هذا الفندق يلقى الكثير من بقايا الطعام الفاخر فى القمامة فأردت فقط ان نتذوق منه..
كادت ندى ان تبكى لحالهم و حمدت الله كثيرا على نعمه عليها.
و فجأة قال الرجل بلهجة ملؤها الترجى.. لو تريدين مسعادتنا بحق ساعدينى فى الحصول على وظيفة ما أى وظيفة...... لقد كنت حارس أمن ثم تم تسريحى بسبب كثرة العمالة...... انا يمكننى العمل فى أى شيء
فكرت ندى قليلا ثم أعطته عنوان عملها و طلبت منه الحضور بعد الغد لتكون قد بحثت له عن وظيفة ما بالشركة.تهللت اسارير الرجل بالسعادة الطاغية و هو يدعوا لها بتحقيق احلامها و امنياتها و ان يسعدها الله كما ادخلت السعادة على قلبه و اسرته كلها.تأثرت ندى بشدة من سعادة الرجل و دعواته لها ترجته ان يقبل منها هذا المبلغ البسيط حتى يستطيع الحصول على عمل.
فقط هذا ما حدث ......انطاقت ندى تقهقه بصوت عال و هى تقول و للمفارقات اللطيفة قبل ان اصطتدم بالباب كنت قد اكتشفت انى اعطيت كل ما لدى من مال لهذا الرجل و أبنته و هذا يعنى اننى مفلسة تماما و انك منذ هذة اللحظة مسؤلة عنى ماديا حتى نعود إلى المنزل.
نظرت إليها صديقتها باستخفاف و هى تقول ياليت يا عزيزتى و لكنى مفلسة أكثر منك.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي