الفصل السابع

الفصل السابع
استيقظت ندى بنشاط شديد يوم السبت المقرر فيه لقاءها بياسين لتقديم التقرير عن الايام السابقة و نشاط المجموعه الاجنبية داخل البلاد .
كانت ندى سعيدة جدا و مهتمة باناقتها و قررت ان تبهر ياسين باطلالتها اليوم فأختارت ردائ مكون من قطعتين تنورة فضفاضة ملونه بالوان زاهية يعلوها قميص وردى و حجاب ملون و بالاضافة الى نضارتها الطبيعية و السعادة المطلة من عينيها فكانت كالشمس المشرقة...
أخذت ندى حقيبتها بيدها وانطلقت مسرعه نحو موعدها الذى طال انتظارها له.

عندما وصلت ندى للمرة الثانية لمبنى المخبارات لم يكن الان شعورها مثل المرة الولى بل الان هى كلها ترقب وامل وسعادة و توق الى الوصول الى احلامهازينت شفهاها ابتسامة سعيدة اتسعت هذه الابتسامة عندما قام رجل الامن بتوصيلها الى الحجرة التى سبق لها الدخول اليها... أطلقت ضحكة خافتة فهذه الغرفة اصبخت احب الاماكن الى قلبها فهاهنا كان اللقاء الاول و الموعد الاول و الثانى و هنا بدأت احلامها بالتحقق و هنا تنوى الوصول الى قلبه.عندما اشار لها رجل الامن بالدخول الى الغرفة ادارت مقبض الباب بسعادة و اتسعت عيناها بالفرحة عندما وجدت ياسين جالسا خلف المكتب ينظر اليها بنظرة ملؤها العاطفة...
أتجهت ندى اليه مسرعه تلقى يدها بين يده فى سلام حار.. تلقى ياسين يدها بين يده بسرعه و سلم عليها و لم يلبث ان حاول استعادة جديته عندما اشار لها بالجلوس امامه جلست ندى وهى تتحدث بحماس شديد عن الانجازات التى قامت بها خلال الاسبوع المنصرم و كيف انها اصبحت ملاصقة لهم لكى تستطيع مراقبتهم جيدا....

اخذ ياسين ينظر الى ندى وهى تثرثر و تثرثر لم يتمالك نفسه منذ الصباح فهو يشتاق بشدة الى رؤيتها و كم كان يتمنى ان يأخها اليوم و يخرجا سويا لمكان هادئ يستطيع فيه ان يعبر عن مشاعره تجاهها إن قلبه يدق مثل اطبول منذ الصباح و اذدادت دقاته بالسعادة عندما راها فعندما ابلغوه من البوابه انها حضرت و هو ينتظرها .. ينتظر رؤيتها,و كم كانت كالشمس التى اشرقت على غيوم قلبه فأزاحتها جانبا و أدخلت رؤيتها السعادة على قلبه.
كم هى جميلة اليوم ورقيقة..........
ماذا أصابك أيها الرائد......... هل تسمعنى؟قالت ندى بتوجسياسين
أفاق من افكاره على صوتها المضطرب فنظر اليها و علت شفتيه ابتسامه هادئة ووهو يقول حسنا جدا هل يمكنك ان تكتبى ما حدث خلال الاسبوع الماضى فى تقرير
اتسعت عينا ندى و هى تقول بألم لا ليس ثانية لقد كنت اكتب كل ماحدوث و ها هى الاوراق و أشارت الى مجموعه من الاوراق معها ...
هذا جيد جداو لكن النظام هو النظام و للاسف الشديد سوف تكتبين ماحدث خلال الاسبوع الماضى كله ثم قام من مجلسه و هو يقول سأتركك الان و أعود لاحقا تكونين انهيت كتابة التقرير...

نظرت اليه ندى باحباط شديد لم يكن هذا ما توقعته و لا يقترب حتى منه ولكنه ما حدث وسوف تتعامل مع يحدث بجدية لن تنهزم اان,و اخذت الاوراق و بدأت بالكتابه بكل قوة وعزم.

دخل الر
اشد مصطفى مكتب ياسين و هو يستشيط غضبا و يقول بثورة انك عازم على ما قرررته و تنوى تنفبذه اليس كذلك؟نظر اليه ياسين ببرود وقال اعلم انك لا توافقنى و لكن انا مدرك لكل ما افعل و اعلم انه الصواب,واشار باصبع ليمنعه من الكلام و هو يقول ومهما قلت انت لن تغير من الامر شيئا......
أغلق مصطفى فمه بعد ان فتخه ليقول شيئاو اسكته ياسين.
حسنا... انت الوحيد الخاسر لقد وجدت الفتاة بعد اعوام كثيرة و لا اعتقد انك سوف تنجح بالعثور على أخرى لا فى القريب ولا البعيد حتى.
نحن لا نجد من يدق له القلب ببساطة ويسر,انت الخاسر..........ثم تركه و انصرف.

نظر ياسين فى أثر صديقه و هو يحدث نفسه اعلم انى انا الخاسر و لكن سانجح فى جعلها هى الرابحة لحياتها و سعادتها قبل ان تفقدهما معا بجوار فيبدو اننى قد كتبت على الوحدة.

انتهت ندى من كتابة التقرير و اخذت ترتب هندامها و تستعيد هدوئها و صفاء ذهنها و هى تحاول ان تعرف سبب جمود ياسين معها اليوم لقد كان لطيفا جدا المرة السابقة ويبدى اهتماما حقيقيا بها هى انثى وتعرف بغريزة الانثى عندم يبدى احدهم اهتماما بها فلم اليوم هذا ال........ لا اعرف


ليس برودا لانه هناك دفئ فى عينيه و لكن هناك شيئ أخر ششيئ مؤلم.
حسنا سأعرف حتما سأعرف.


عاد الرائد ياسين الى الحجرة التى بها ندى و دلف اليها و هو متجهم الوجه مما أقبض قلب الاخيرة؟
سألت ندى متوترة هل هناك شيء سيئ قد حدث لم انت متجهم هكذا؟
ذاب البرود و اتجهم قلييلا من على وجه ياسين و هو يحدثها بلطف وهدوء لا ليس هناك اى شيئ و لكن خان الوقت لكى تعدى الان الى حياتك القديمة قبل الدخول الى هذه الاوقات العصيبة....
ضاقت خدقتا ندى و هى تقول ماذا تعنى بحياتى القديمة ماالذى تقصده؟
اجب ياسين بهدوء اى قبل ان تأتى الى هنا خان الوقت لاسقاط كل هذه الفترة من حياتك و كأنها لم تكن.
كيف؟سألت ندى بارتياع...
اقترب ياسن من ندى قليلا و هو يقول عزيزتى انظرى انت لم تكونى قادرة على مداراة مشاعرك ابدا فانت نقية و صافيه يظهر عليك كل انفعالاتك و هذل لا يصلح لأعمال المخبارات لانه قد يفسد العمل كله و لكنك قمت بواجبك نحو وطنك عندما شككت فى شيئ ما و من هنا سنتولى نحن العمل و بالنسبة لك كما قلت سابقا انسى ما حدث كله اسقطيه من ذاكرتك و كانه لم يكنو و عودى الى حياتك و أصدقائك و معارضك الفنية.

ظهرت نظرة عدم فهم على وجه ندى و سؤال لم تستطع قوله قط.......
اخذت تنظر اليه فترة طويلة حتى تنحنح ياسين و هو يقول لها هل انت بخير؟
هزت رأسها بلا وهى تقول نعم انا بخير و لكن اشعر ببعض..... لا أعرف.........
نظرت ندى الى ارض الغرفة طويلا ثم رفعت رأسها اليه و هى تقول بخفوت هذا يعنى اننى لن أراك ثانية؟
من الافضل ان لا تريننى.... ثم أكمل فى سره لنى لا أجلب سوى الالم لمن حولى.

نظرت اليه بقوة و قالت و إن خرج صوتها ضعيفا و لكن انا اريد ان اراك..........
أرك ياسين محاولتها الرقيقة لاستمالته و لكن هو يريد ان يجنبها الالم بجواره.
نظر اليها بشفقة و حنية وهو يقول بخفوت الا تريدين ان تعودى لحياتك السابقة؟
لا لأريد أريد ان أكون مع....قطعت كلماتها و هى تكاد ان تشعق باكية.
كاد ياسين ان يتراجع عن قراره اما الالم الذى يراه يعلو محياها... و لكنه ربط على قلبه وهو يقول الان يمكنك الانصراف....
نظرت اليه بعينين دامعتين لا تكاد تصدق ان قصتها قد انتهت قبل ان تبدأ كيف هذا.... ولماذا هذا؟
قامت من مجلسها متثاقلة و كأنها تحمل هموم الدنيا على اكتافها و بدات بالمشى نحو الباب.... ثم مالبثت ان نظرت خلفها لترى نظرة الم على وجه ياسين اكدت لها ان هناك شيئا ما حدث ادى الى هذ الوضع. و لكنها لن تجعل كرامتها عرصة للاهانه اكثر من هذا...... رفعت رأسها عاليا و اتجهت نحو الباب بقوة وهى تقسم انها ان عبرته لن تعود ثانية........ و بالفعل عبرت الباب و انتهت القصة القصيرة جدا بدون اى اسبابز


شعر ياسين ان قلبه قد انفطر من رؤية عينيها الدامعتين و لكنه قد حسم أمره و هذا هو الوصع الافضل لكليهما.
مع خروج ندى من الباب شعر ياسين بخروج قلبه من بين اضلعه و حل مكانه جليد بالغ البروده.
جلس ياسين لم يتحرك من مكانه حتى دخل عليه الرائد مصطفى و هو يقول بحزن هل انت مستريح الان بعد ان ابعدتها؟؟
نظر اليه بشرود ثم قال... لا لست مستريحا ابدا....... و لكنه الصواب.
لم يعقب علي قوله.... و انما نظر اليه مطولا و هو صامت......... و الان ماذا ستفعل؟سأله مصطفى
لا أعلم انها كانت متألمه جدا و أخشى ان صيبها شيئ و هى وحدها.......
نظر اليه مصطفى باستغراب لقوله انت من ابعدها و انت من تقول هذا؟؟
قام ياسين فجأه من مقامه بسرعه و اتجه الى الباب فاسرع مصطفى خلفه قائلا الى اين انت ذاهب؟
رد عليه خلفها سأراقبها حتى تعود الى منزلها سالمة.
انتظرنى سأتى معك.




اتجهت ندى نحو موقف الحافلات و جلست تحت المظلة شاردة تفكر فيما حدث و تشعر بألم شديد فى قلبها و لا تستطيع ان تتنفس...لم تستطيع ندى ان تعود بمفردها الى منزلها فهى تشعر بالألم فاتصلت بصديقتها سارة حتى تقلها الى المنزل و ها هى تنتظرها الان.........

جلس ياسين ومصطفى بداخل سيارة الاخير يرقبان ندى و هى جالسة فى محطة الحافلات يظهر عليها الالم.
و فجأه نزلت من احدى السيارات الاجرة صديقتها سارة التى هرعت اليها و هالها الالم الواضح على وجهها و هى تقول ماذا اصابك ؟اريد ان اعود للمنزل قالت بخفوت شديد..
هل انت بخير؟سألت سارة صديقتها
نعم انا بخير قالت بلهجة لم تقنعها هى نفسها بأنها بخير......
امسكت سارة بمرفق ندى لتساعدها على الوقوف و اشارت الى احدى سيارات الاجرة لتقلهم الى المنزل....
و عادت ندى للمرة الثانية من هذا المكان بوجه غير الذى ذهبت به..
و لكن هذه المرة عادت بلالم و خيبة الأمل...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي