البارت الثاني

الاسطورة الاولى.
في ذات يوم أقام الزعيم" جيمس والتر" حفلة في قصره لأعضاء الحزب ورجال السياسة الكبراء في بريطانيا، الذي يعد من أكبر القصور واجملها، كانت حفلة رجالية للرجال فقط، اجتمع الجميع في غرفة كبيرة من غرف القصر معدة للاجتماعات فقط؛ وذلك لمناقشة بعض القرارات السياسية وأخذ اراء الجميع والتصويت عليها حتى توضع في حيز التنفيذ أو الرفض.


اختلف اثنان من رجال الحزب مع الزعيم في آرائهم وقاموا برفض القرارات التي اتخذها والتي مضمونها أن كل فرد من أفراد الحزب سيتبرع بمبلغ كبير من المال أو قطعة أرض من ممتلكاته تعادل هذا المبلغ؛ وذلك لخزينة الحزب جراء ما يقوم به الحزب من خدمات للاعضاء والبلاد.


قام السيد"لي هان" منتفضاً يعترض على قرار الزعيم ومعه السيد"تاو" أعلن رفضه التام، هم من أصول صينية ويعيشان في بريطانيا مع عائلاتهم، لكنهم لا يخافون في الحق لومة لائم ويعدوا من أشرف رجال الحزب الأوفياء لعملهم ولبلادهم وفي خدمة شعبهم.


قال السيد"لي هان" وهو في غضب شديد للزعيم:
-أنا ارفض هذا القرار رفضاً باتاً ايها الزعيم، نحن نعمل جاهدين من أجل مصالح الشعب والحزب معاً، لم نتخلى عن املاكنا لأجلك؟

أجابه الزعيم"جيمس" الذي كان يجلس على عرشه كملك من الملوك بهدوء تام وهو يشرب سيجاره البني يضع قدماً على الأخرى:

-من قال إنها لأجلي سيد هان؟ أنها لأجل الحزب والشعب الذي تقوم على خدمته، هل تتخلى عن الشعب سيد هان؟

-لا اتخلى عن شعبي ابداً ايها الزعيم، لكني لن أقبل بفرض قرارات أعلم جيداً إنها ليست لأجل الشعب وانما لأجل مصالح خاصة بأشخاص ما.

قال ذلك وهو ينظر إلى الزعيم واشاح بنظره إلى مستر ليو، ضحك مستر ليو بسخرية وقال بعدما رفع قدمه على الأخرى وهو يجلس جوار الزعيم ويمسك سيجاره البني في يده:

-اوو سيد هان هذه القرارات تسري علينا جميعاً انا أيضاً ساعطي الحزب كما يعطي الجميع، ولن يجرأ أحد على مخالفة قرار الزعيم، نحن جميعاً نعمل كيد واحدة، وفي نهاية الأمر ما أنتم عليه الآن من ثراء ومنازل وسيارات من خير أكتاف هذا الحزب وزعيمه، ام أنكم نسيتم كيف كنتم؟

قال ذلك بعدما اعتدل في جلسته ووقف يشير بإصبعه السبابة للسيد هان وللجميع، بينما كان يجلس الزعيم سعيدا بما يقوله داهيته مستر ليو والذي دائما ما كان يقلب الموازين إلى صالحهم في نهاية الأمر، أخفى الزعيم جيمس ابتسامته الساخر مدعياً بكلامه أنه لا يوافق على طريقة حديث مستر ليو؛ لأن كلهم سواء بالنسبة إليه وقال:

-لا لا مستر ليو لا أقبل طريقتك هذه في الحديث مع السيد هان والسيد تاو انهم مثلك في هذا الحزب ولديهم مكانتهم الخاصة، اجلس من فضلك لمناقشة الأوضاع بشكل افضل، اجلس سيد هان رجاءاً وانت سيد تاو.

قال السيد "تاو" هذا ليس مجلسي ايها الزعيم ولن يكون إلا بعد الرجوع عن هذه القرارات، هيا سيد هان لنرحل من هنا، لكن قبل رحيلي سأخبرك شيئاً مستر ليو، كيف لشخص لا يتحكم في ضعفة تجاه النساء أن يفكر في مصالح الحزب والشعب، انظر لنفسك أعتقد إن كان هذا الحزب سيدة جميلة لكنت ترقد تحت قدميها الآن وانت عارياً.


ضحك الجميع على إهانة السيد تاو لمستر ليو، وتقدم مستر ليو خطوة وهو شديد الغضب يشير إلى السيد تاو باصبعة السبابة:
-هاي انت الزم حدودك وإلا.

أمسك بيده الزعيم وقال بهدوء:
-أجلس مستر ليو رجاءاً، سيد هان سيد تاو لنستمتع الآن بالحفل ونناقش تلك القرارات لاحقاً، هيا يا سادة هل منكم أحد آخر يعترض ايضاً؟

قام السيد"تميم" يعلن رفضه، هو من أصول أفريقية ذو بشرة سمراء، رجل خلوق ولا يقبل الخطأ والمجاملات، قال بهدوء تام وهو يضع يديه في جيبه:

-أنا أيضاً اتضامن معهم وارفض هذا القرار، استمتعوا بحفلتكم أيها السادة.

خرج السيد هان والسيد تاو والسيد تميم ايضاً، كل منهم صعد إلى سيارتهم الفخمة التى يقف جانبها طاقم من الرجال زى البذلات السوداء لحراسته، واتجه كل منهم إلى منزله، جلس السيد ليو بجوار الزعيم وهو يميل إليه رأسه قليلاً ويتحدث إليه بصوت منخفض حتى لا يلفت الأنظار، وهو يضع سيجاره في فمه ويتحدث بجانب شفتيه قائلاً:

-ماذا سنفعل الآن؟ لقد خرب هولاء الحمقى كل ما خططنا له الآن.

امال عليه الزعيم يتحدث بنفس الطريقة:
-لا تقلق سنجد حلاً، لكن لا يمكننا خسارتهم الآن فهم من أهم أعضاء الحزب، هيا يا سادة لنستمتع بالحفل رجاءاً.

خرج الجميع من قاعة الاجتماعات إلى صالة القصر للاحتفال، انطفأت الاضواء الساطعة وبدأت تظهر اضاءات خافتة وضوء ساطع يسقط على ستار تخرج من خلفه سيدة جميلة، تمد قدمها المرشوقة ذات البشرة ناصعة البياض، تتقدم بخطوات راقصة مدللة، تملأ رائحة عطرها الزكي المكان، حتى أوقعت الجميع في غرام جمالها وأنوثتها عندما رفعت عيناها ونظرت إليهم بدلالها.


ها هو قلب مستر ليو ينبض من شدة الجمال الذي يراه، يتخيل كيف ستكون تلك المرأة وهي ترقص له منفرداً دون تلك الملابس التي تخفي ما يشتاق لرؤيته، بدأ ينظر بتمعن إلى كل جزء من جسدها على حده، للقدمين والخصر والثدي والشعر الاسود المسدول على الوجه الابيض الوردي، شفتاها الصغيرتين التي تشبه حبات الكرز الحمراء، عيناها التى تتزين بخطين من الرموش الطويلة شديدة السواد ولونها البني اللامع، أنفها المنحوت.


فحصها مستر ليو بكل دقة وقرر أن تكون المرة القادمة التي سترقص فيها تلك المرأة ستكون في مخدعة، أدنى برأسه إلى الزعيم قليلاً وقال:

-من هذه الساحرة أيها الزعيم؟

تعجب الزعيم من قوله ساحرة وقال:
-ساحرة؟!
-أجل إنها ساحرة؛ لأنها سحرتني بجمالها الخلاب وجسدها الذي يشبه لوحة رسمت بيد فنان ماهر.

ضحك الزعيم وقال وهو ينظر إليها:
-إنها" يانج يوي" صينية الأصل أتت إلى بريطانيا هي وصديقتيها، هاجرت الصين بعد فقدانها عائلتها جراء مرض معدي انتشر بينهم، كانت هي الناجية الوحيدة ولاسمها عامل في هذا الحظ لديها.


نظر إليه مستر ليو باستغراب متسائلاً:

-وما علاقة اسمها بالحظ؟
-لقد سميت هذه الفتاة "يانج يوي" تيمناً بإحدى جميلات الصين الاسطوريات، قيل أن "يانج يوي" الحقيقية كانت تستحي الزهور من جمالها وتقول الأسطورة عنها، بأنها حينما كانت تتأمل الزهور، "استحت من جمالها زهرة وطأطأت لها رأسها"، وقد عرفت "يانج يوى" بإتقانها الرقص والعزف، فشُغف بحبها الإمبراطور الذى كان محباً للموسيقى، حتى انغمس فى حبها وترك شئون السياسة والحكم.

انبهر مستر ليو بتلك الأسطورة والتي جعلته يصر أكثر للحصول على تلك الجوهرة الثمينة ويكتشف بنفسه أسرار وخفايا هذا الجمال، وقال:

-اوو سيدي يا لك من زعيم مثقف تملك كل تلك المعلومات عن راقصة في قصرك، لقد تفاجئت حقاً.

-بالطبع فانا لا ادع أي كان يدخل إلى قصري مستر ليو، ستتفاجأ أكثر عندما تتعرف على صديقتيها، لديهم ايضاً اسطورتهم الخاصة.

-حقا وأين هما؟
-لا ليس الآن اثبت جدارتك مع الاولى اولا حتى تحصل على الثانية والثالثة مستر ليو الوسيم، أليس هذا ما ينادونك به؟

ضحك مستر ليو وقال:
-حسناً أيها الزعيم سأجعلك فخورا بي.
ضحك الزعيم جيمس وقال:
-أتمنى ذلك، ولكن احذر لقد دمر هذا الجمال الاسطوري ممالك من قبل وأضعف ملوك عظماء.

ابتسم مستر ليو بسخرية وهو ينفخ دخان سيجاره في وجه الزعيم قائلاً:
-اكان احدهم يلقب بملك النساء مثلي؟ لا أعتقد ذلك أيها الزعيم كل ما كان لديهم من خبرة هي في الحروب فقط، أما النساء فهي خبرتي القصوى.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي