البارت الثامن

عم الصمت المكان وتجولت نظراتهم إلى بعضهم البعض ثم تحدثت باستغراب يانج يوي قائلة:
-ماذا تقصدين دياو تشان؟!
اجابتها بتلاعب ولئم تقول:
-لا اقصد شيئاً يانج هكذا تقول الاوراق، انها كاذبة.

ضحكت يانج يوي باستهتار تريد التهرب مما يقال، تحدثت قائلة:
-دعك من هذا هيا اسحبي ورقة لنعلم ماهو حظك ديو.

تلتقط يانج يوي انفاسها وتردد في ذهنها وهي تدعي الابتسامه:
-لقد نجوت باعجوبة يا إلهي، اتمنى انهم لم يروني ولم تلاحظ دياو تشان شيئاً.

جلسوا يلعبون ويمرحون مع بعضهم البعض.

~~~
سقط مسدسه من بين يديه عندما سمع صوتها تنادي، نزل يلتقطه ويضعه خلف ظهره في حزامه ثم خرج إليها:

-عزيزتي كيف أنت الآن؟
ترفع رأسها قليلاً إلى أعلى تستند على وسادتها خلف ظهرها، مبتسمة بلطف:

-أنا بخير عزيزي أطمئن.
-حسناً سأخرج لبعض الوقت واعود لن أتأخر.
-الى أين ستذهب هكذا وتتركني فجأة؟ ما الامر؟
-لا شيء فقط تذكرت شيئاً هاما في العمل عليّ إنجازه.

قامت معتدلة باستغراب قائلة:
-ما هذا الامر الهام لي؟ ما الامر لم يبدوا عليك التوتر؟

اردف ناسياً أنه يضع خلف ظهره مسدسه؛ ليتهرب من مواجهتها يردد بتوتر:
-لا شيء عزيزتي فقط.
التفت وهي تقف خلفه، ثم عاد ينظر إليها فوجدها تحمل سلاحه بين يديها وهي في صدمة، بدأ يتقلقل في حديثه يحاول تبرير موقفه:

-عزيزتي هذاااا.
بترت حديثه قائلة بغضب وانفعال:
-ماذا لي هان؟! ماذا هناك اخبرني ارجوك؟

أمسك بكتفيها بلطف يهدأ من روعها:
-اهدأي اون سو ليس الامر كما تعتقدين، اقسم لك، تعلمين اني اضعه دائماً عندما اخرج بعد وقت الدوام، تعالي اجلسي هنا.

جالسها على مخدعهم يطمئنها:
-لا تقلقي لن أتأخر سانهي عملي واعود على الفور.
-لا لن اسمح لك بالذهاب، يمكنك تأجيل هذا العمل اليوم.

ضحك قائلاً:
-حسناً لن اذهب أعطني السلاح.
-لا لن أعطيك إياه ساضعه بيدي في مكانه.
-حسناً سيدتي لك ذلك، كما تشائين.

قامت تضع السلاح في خزنته بغرفة مكتبه ثم عادت تحتضنه بشدة:

-احبك كثيراً.
اختطف قبلة من شفتيها بلطف قائلاً:

-وأنا ايضا احبك، هيا حضري نفسك سنذهب للعشاء مع وتميم وصديقتيك ايضاً.
-حقا؟! هل هناك مناسبة انا لا اعرفها؟
-لا فقط قررنا أن نجتمع على العشاء، لقد مر وقت طويل منذ أن اجتمعنا آخر مرة، هيا، أم أنك متعبة؟ إن كنت متعبة سأتصل بهم واعتذر منهم عن الحضور.

فكرت بضع ثوان وقالت:
-لا لا لنذهب ارجوك اريد استنشاق بعض الهواء النقي، ساتحضر على الفور.
-حسناً وانا ايضاً.

~~~

عم الظلام السماء وأتى الليل وحل المساء، تخرج من باب القصر الخلفي بحذائها ذي الكعب المرتفع، يدق على الارض دقة تلو الاخرى كدقات الطبول المتناسقة، تترقب المكان حولها بتوتر وخوف من أن يراها احدهم، رفعت قدميها واحدة تلو الاخرى؛ لتخلع حذائها حتى لا تصدر صوتاً يلفت الانظار.

وجدته واقفاً يستند على سيارته بثقة، يمسك مفاتيحه في يده يتلاعب بها، رفع تلك القبعة التي دائما ما يخفي تحتها وجهه الوسيم بضربة من انامله، اعتدل واقفا يستقبلها وهي تركض ببطء، فرد زراعيه يضمها:
-مرحباً ايتها الجميلة، لقد طال انتظاري يا فتاة.
تلاشت زراعيه واتجهت إلى باب السيارة مسرعة:
-هيا هيا اذهب بسرعة قبل أن يرانا احد، هيا ارجوك.

وضع زراعيه جانبا باستغراب، ثم اتجه إلى سيارته وصعد:
-حسناً لك ذلك، ما الامر لا تقلقي هكذا.
-اخشى أن يرانا أحد، لن يرأف بي الزعيم إن علم بالامر.
-اذا ما الذي أتى بك إن كنت خائفة منه هكذا؟!

نظرت إليه بغضب وانفعال، تفتح باب السيارة لتخرج:
-حقا؟! لديك حق أنا المخطأة في قدومي إليك.

أمسك بزراعها يجذبها للداخل:
-ماذا تفعلين أنا أمزح معك، لا اريدك أن تخافي شيئاً وانت برفقتي، فهمتي ذلك؟

أومئت برأسها مبتسمة ثم عادت تعتدل في جلستها وانطلق بالسيارة الي الغابة، حيث يقع في رقعة مميزة منها ذاك الكوخ الصغير الذي يعد بالنسبة إليه كالقصر الملكي، وهو ما يطلق عليه عرين الاسد الذي يصطاد به فرائسه بمهارة فائقة.


فتح الباب ودخلت إلى الكوخ تتجول نظراتها بكل انحاء المكان وهي تخلع معطفها وتلقي به على الكرسي:
-هل هذا منزلك مستر ليو؟! ظننت أنك تعيش في مكان أفضل من هذا.

يضع يداه في جيبه واقفاً وينتزع قبعته بالاخرى ويمسك بها:
-ما به هذا المكان الا يعجبك منزلي المتواضع؟
-ليس الامر كذلك لكن هيئتك تدل على أنك…

بتر حديثها قائلاً:
-رجل غني أليس كذلك؟ أو انني أملك قصراً او بالاحرى منزلاً كبيراً، بالطبع عزيزتي أنا كذلك لكني جابتك إلى المكان المفضل لدي، هذا المكان لايدخله احد غيري ولا يعلم بمكانه احد غيري، والآن اصبحت أنت الثانية التي تعلم به.

يتمشى بخطوات هادئة في المكان كأنه لم يدخله منذ زمن وفي حقيقة الامر تخطى عدد زياراته له مئات المرات، يحاول الدخول الي قلبها بتلك الكلمات المزيفة التي بقيت كرسالة مسجلة يرددها لكل فتاة يأتي بها الى هنا:

-هذا المكان هو زكرى والداي يا كريس، لقد تركوه لي وعشت به حتى أصبحت ما أنا عليه الآن، لم تدخله إمرأة قط سوى امي وانت الآن.

بدأت تنزرف دموعه المزيفة؛ حتى يحصل على شفقتها وحنانها ويُميل قلبها إليه، ضمته بشدة قائلة:
-اوووه يا إلهي يا لك من شخص حنون وجميل، لا يبدوا عليك هذه الرقة وهذه المبادئ والاخلاق السامية، لا تلك ارجوك انا هنا بجانبك.

رفع رأسه من على كتفها ينظر إليها:
-حسناً لكني ابكي فرحا وسعادة أن الإله استجاب لدعواتي وحصلت على فتاة مثلك كما كانت تقول أمي في وصيتها.

-حقا؟! وماذا كانت تقول أمك؟

-كنت تقول لي ليو اقسم لي أنك لن تُدخِل هذا المنزل اي فتاة كانت الا الفتاة التي تجدها مناسبة لتصبح أماً لابنائك، وتثق بها وتقع في غرامها من النظرة الاولى، ولكن.

تسائلت متعجبة:
-ولكن ماذا؟!
التفت باكيا يعطيها ظهره، وقفت أمامه تمسك بكتفيه:
-رجاءا اخبرني ما الامر؟
-لقد أخبرتني أمي أنه يجب أن تثق بك تلك الفتاة ايضا ثقة عمياء وتفعل كل ما تطلبه منها دون تردد، وإن لم تفعل لك ذلك هذا يعني أنها لا تصلح لتكون زوجة لك.
-حسناً إنه كلام جميل، لكن ما الذي ابكاك في الامر؟
-انتي كريس، انت من ابكاني.

نظرت باستغراب متعجبة لقوله:
-أنا؟! لم؟!
-لا أعلم حتى الآن إن كنت ستثقين بي أم لا، ولا اعلم ايضاً إن كنت تلك الفتاة التي وصفتها امي أم لا، بالنسبة لي لقد وقعت في غرامك من النظرة الاولى؛ لذلك جلبتك الى هنا.

اقبلت عليه تضمه إليها برفق متنهدة:
-ولم لا افعل؟ لقد جلبتني إلى منزل والديك الخاص، كيف لي الا أثق بك؟ بالطبع سأفعل وسأفعل كل ما تطلبه.

أمسك بكتفيها برفق ينظر إليها بحب:
-حقا؟ تفعلين ما أطلبه منك كريس؟
-بالطبع سأفعل، أطلب ما تشاء.
-أنزعي ملابسك.

نظرت إليه متجمدة كالصنم الذي لا ينطق ولا يسمع، صدمتها جرائته بالرغم من انها تعلم ماذا يريد، وما على كريستين سوى النظر إليه بشرود، بتر شرودها:
-ارأيتي؟ ألم أقل لك أنك لا تثقين بي؟

أفاقت من شرودها مبتسمة قائلة:
-لالالا ليس الأمر كذلك، لقد تفاجأت فقط لم أكن اتوقع أنك ستطلب مني هذا الأمر بهذه السرعة.

اردف يدعي الحزن والغضب منها قائلاً بصوت حزين وبائس:
-حسناً كريس أنا لا اجبرك على شيء كنت اعلم ذلك، لديك حق، لا يمكنك الوثوق بي بهذه السرعة، اعلم أني سيء الحظ وااا.

عاد ينظر إليها فصدم مما رآه، توقف لسانه عن النطق كأنه أبكم، اقشعر بدنه حماسة وفرحا وهو لا يظهر ذلك، يردد في ذهنه قائلاً وهو يعض على شفته السفلى:
-ها أنت ذا ايها الاسد لقد استسلمت فريستك بسهولة، ما عليك سوى انت تلتهمها بمتعة واريحية، واااااا.

يردد في ذهنه تلك الكلمات وهو يدور حولها وتلامس أنامله كتفها برقة ثم عنقها من الخلف ثم كتفها الآخر وعنقها من الأمام، وتوقف ينظر إلى جسدها العاري كليا بكل دقة وتمعن رقعة رقعة كأنه خياط ماهر يفحص قطعة من القماش بكل تفاصيلها، ولگ أن تتخيل ما فعله الأسد في فريسته بعد أن قدمت نفسها إليه كاللوزة المبشرة على طبق من ذهب.

ثم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي