البارت السادس عشر

عندما يسعى الشخص جاهدا للحصول على ما يريد يحصل عليه بالفعل وان كانت الطرق المستخدمة غير مشروعة، لكن يبقا هناك عواقب دائما للخطأ، وتكون العاقبة على حسب مدى سوء الخطأ الواقع، وما تسبب به من ضرر للآخرين؛ لذلك ستكون عاقبة الأسد وخيمة عندما يحاول التهرب من مسؤولياته.


بعدما حصل ملك النساء على فريسته الاولى عمل جاهداً للحصول على الثانية، وحصل عليها بالفعل، أما الثالثة فكانت صعبة المنال بعض الشيء؛ لأنها كانت الاقوى من بينهن، ولكن كل قوي يوجد دائما من هو اقوى منه وكل صلب يمكن كسره.

في ساعة متأخرة من الليل بعدما أنهى الملك حديثه مع الزعيم استعدادا لخطتهم التالية للسيطرة على السيدات الثلاث كما كانوا يريدون السيطرة على أزواجهن، لكن ليس ثأر النساء كثأر الرجال، وليس كيدهن ككيد غيرهن، فعندما تضع الأنثى الثأر في رأسها تستخدم كل الأساليب الممكنة وتتحول إلى افعى لديها قدرة غير مسبوقة على التغير والتلون والتخفي أيضا إن لزم الامر، إلى أن تأتي اللحظة المناسبة للالتفاف حول فريستها ومحاوطتها بشكل كامل والتخلص منها بما تراه مناسبا لها، تارة بالسم وتارة بالبلع وتارة بتقطيع جميع اجزاء الجسد وتكسير عظامه ضغطاً.

بينما كان يدندن الأسد فرحا بما حصل عليه وهو يتجه إلى سيارته خارج القصر، ظهرت فجأة خلفه دياو تشان:
-ماذا تريد؟
التفت بتعجب ينظر إليها:
-ماذا اريد؟!
-اجل ماذا تريد؟ رأيتك مرارا وتكرارا تلتف حولهما، تارة يانج وتارة وانغ؛ لذلك اخبرني ماذا تريد؟
-اوه وهل يعنيك الأمر ايتها الجميلة؟
-لن اسمح لك بالاقتراب منهما مهما حدث.
-وهل انت واصية عليهما ام تغارين منهما؟
-لن اجيب على هذا الحديث التافه من شخص تافه، لن أحذرك مرة أخرى.
اردفت تغادر فاوقفها بكلمات محسوبة يعلم أنها القاضية:
-الا تريدين معرفة ماذا اريد؟ هل ستغادرين قبل أن أخبرك بالأمر؟
-لا يعنيني فقط ابتعد عنهن.
-لا استطيع فعل ذلك إلا اذا؟
-الا إذا ماذا؟

اقترب منها إلى حد قريب حيث كانت أنفاسها تختلط مع أنفاسه، يطوقها بزراعيه ويضمها إليه بشدة، تحاول الإفلات من قبضته لكنه يسيطر عليها كليا بلمساته لنقاط ضعف محسوسة في جسدها، تتسارع أنفاسها بين المقاومة والضعف، وبين اللهفة ورغبة الابتعاد، وبين نيران الشهوة التي اضرمت في جسديهما دفعة واحدة وبين عقل يحارب جاهدا للتغلب على مشاعر الجسد والسيطرة عليه:
-انتِ من اريد، اريدكِ بشدة، اريدكِ حد الموت والجنون، اقتربت منهما للحصول عليكِ، للبقاء قربكِ ولو لثانية واحدة مثل الآن، فقط اريدكِ انتِ.
-ابتعد عني.
-دعي نفسكِ تفعل ما تريد رجاءا دعيها تتحرر.
-قلت لك ابتعد عني.
-لا استطيع ولن افعل.
-دعني ارحل.

بعدما أضعف قوتها وسلب منها رغبة الانتقام والابتعاد والمقاومة، تركها بكل سهولة وقال:
-حسنا ها أنتِ ذا، لكِ ما تريدين، وانا سأظل منتظرا وان انتظرت إلى نهاية عمري، او أن ترأفي بي وترحمي جسدي وقلبي وعقلي من تلك النار التي تتجول بينهم وتأتي معي الآن.

مد يده إليها ولم تستطع المقاومة، لم تمسك بيده بل انقضت عليه كأنثى الأسد تلتهم فريستها بشراهة ورغبة، وأخذها إلى مقره المعتاد عرين الاسد لخوض تجربة أخرى وبداية مرحلة جديدة من مراحل رحلة الموت.


شهد الكوخ الذي يقع في غابة بين الأشجار الكثيفة نزوات عدة، لكنها كانت من اقوى نزواته واشرسها وأكثرها لذة انهن الاساطير الثلاث، وبالطبع أيضا ليس كباقي النزوات فعندما تجتمع الاساطير لابد من وجود كارثة أسطورية.

بعدما حصل على ثلاثتهم، وشهد على ذلك رجل الغابة واستقرت الأمور وحصل على جائزته من الزعيم، بدأ الزعيم يستغل الأمر اكثر، بعدما كان يحترم عهدهن في الحفاظ على عذريتهن، انقلب الأمر بعدما علم بما حدث بينهن وبين مستر ليو، وعندما كانت تعترض احداهن يخبرها بطريقة غير مباشرة أنه يعلم بفعلتها، خضعن للامر كالعادة ولكن عندما علموا بحملهن في آن واحد انقلبت الدنيا رأسا على عقب، وظهرت حقيقتهن أمام بعضهن البعض.

بدأت علامات الحمل وآثاره الجانبية تظهر على يانج، ولاحظت ذلك دياو ووانغ، لم يتجرأن على سؤالها خوفا مما سيأتي بعد ذلك، ولكن في يوم ما تجرأت وانغ من شدة خوفها مما تعانيه وما تمر به على اخبارهما، دفعت الباب باكية تدخل غرفة دياو، بينما كانت تجلس على فراشها شاردة فيما تعانيه، اعتلت في جلستها عندما رأت حالتها وقالت:
-ما الأمر وانغ ماذا بكِ؟
اقتربت منها ترتمي بين أحضانها بقوة، تبكي بقهر ندما على فعلتها:
-انا اعتذر دياو اعتذر حقا لم أكن أريد حدوث هذا، لم استطع منع نفسي، سامحيني رجاءا.
امسكت بكتفيها تدفعها إلى الخلف بقوة متعجبة:
-ما الأمر أخبريني؟ ماذا فعلتِ؟
-انااااا انااااا.
-هيا تحدثي وانغ؟
-لقد قمت نكث العهد لقد فقدتها دياو فقدتها، انا حقا آسفة.
التزمت دياو الصمت لبعض الوقت، شردت قليلاً، لن تستطيع لومها، كيف لها أن تفعل ذلك وقد أصابها ما اصابها، وشربت من نفس الكأس، استوقفت شرودها خاطرة طرأت لها فتسائلت بفضول:
-من هو؟ أخبريني من هو وانغ؟
-انه مستر ليو.
كانت تلك هي الصدمة الكبرى، امسكت بيدها تشهدها إلى الخارج تتجه إلى غرفة يانج، قرعت الباب بسرعة ثم قامت بفتحه وقالت:
-يانج لقد نكثت وانغ العهد مع السيد ليو، هل لديك علم بذلك.
وقفت يانج بتوتر شديد وغضب:
-ماذا تقولين دياو؟! كيف ذلك وانغ؟
بترت حديثها والزمتهما الصمت بصدمة مما قالت:
-وانا أيضا لقد فعلت نفس الشيء، ومع ذات الشخص.

وقفت يانج ضاحكة بسخرية تضرب كفا على كف لا تستوعب ما حدث لهن ثم قالت:
-لقد وقعن في فخ رجل واحد، أيعقل ذلك؟! لقد وقعنا نحن الثلاث في عشق رجل واحد؟! لقد فعلت مثلكن أيضا لكن ليس هذا ما يهم في الامر، لقد بدأ هذا العار ينمو بداخلي يوما بعد يوم، انا احمل طفلا في احشائي ولا اعلم ماذا افعل الآن، ماذا ستفعل الآن.

انهرن من البكاء على حالتهن، وما أودى بهن إلى هذا الحال، قامت ديو بضمهما قائلة:
-لست وحدك يانج انا ايضا احمل طفلا داخلي.
وكررت وانغ:
-وانا أيضا كذلك.

بعد بكاء دام لفترة وصمت دام لفترة اخرى، وشرود دام لأخرى، قالت دياو:
-لا لسنا نحن من يفعل بنا هذا، لقد لعب بثلاثتنا واوقع بيننا، لن ارتاح حتى آخذ بثأري وانتقم منه، علينا أن نستمع قوتنا ونفكر جيدا ماذا ستفعل.
بصوت هادئ ومجهد قالت يانج:
-ماذا يمكننا أن نفعل في حالتنا هذه، هل نسيت اننا لسنا بمفردنا الان.
-نحن علينا الرحيل.
اعتدلت وانغ قائلة:
-ماذا تقولين دياو والى أين سترحل بحالتنا هذه؟
-سنرحل إلى أي مكان بعيد عن هنا، حتى نضع اطفالنا ومتمكن من الانتقام، علينا الاختفاء لفترة من الزمن.
قالت يانج بجدية:
-دياو لديها حق علينا الرحيل من هنا، يكفي لقد اكتفينا وسئمت الامر، هيا لنرحل من هنا.

قاموا بحزم أمتعتهم وغادروا القصر بهدوء في ساعة متأخرة من الليل لم يراهم أحد ولكن كان هناك من يترقبهم عن بعد ويسعى خلفهم إلى أن علم بمكان مكوثهم، ثم عاد إدراجه إلى حيث أتى.

لقد مرت عدة شهور ولم يعلم أحد عن مكان الجميلات الثلاث ولا ماذا حدث لهن، لم يتركن خلفهم سوى رسالة قصيرة، يكتب فيها "عذراً لقد اكتفينا زلا وعزمنا الرحيل"
ومنذ ذلك الحين لم يجدها الزعيم في البلدة بأكملها، ساءت أعماله بعد مغادرتهن وحاول استخدام الثلاث زوجات للقيام بمهامهن في إقناع الرجال بما يريد ولكن ليس كل النساء متشابهات، وعندما حاول اجبارهن قامو بالتخطيط لقتله والتخلص منه بزكاء ودهاء لا مثيل له.

بل وجعلنه يتناول السم بيده وهو في رضاء تام.

قمن بدعوته على العشاء بحجة الاتفاق على ما يريد الزعيم وتلبية طلباته بشروط خاصه، وقاموا باستدراجه وتمثيل الدلال عليه حتى استسلم لهن، بعد ما شرب كمية كبيرة من المسكرات والكحول، وضعت له كارلا السم في اخر كأس شربها وخرج إلى سيارته يستند على الحوائط والجدران حتى أمسك به السائق وأخذه إلى قصره، ثم إلى غرفته التى رقد فيها رقدته الاخير والتي لمي يقم منها بعدها، ثم انتقل الزعيم إلى مرقده الأخير بعدما ثبت أنه مات جراء تناول جرعة زائدة من المخدرات والكحول، استلم بعد ذلك قيادة الحزب السيد ليو وقام بجميع شؤونه إلى أن دقت ساعته وتوقفت ساعة الزمن.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي