البارت الرابع عشر

نقف على المقابر لتوديع الأجساد فقط لكن الأرواح تظل حولنا إلى الابد، هكذا نشعر عندما نودع شخصا تعلقت روحنا بروحه وليس فقط جسدنا بجسده، فالاجساد مهما طال عمرها متهالكة أما الأرواح تتلاقى حتى بعد الهلاك.

يقفن الثلاث زوجات على المقابر لتوديع ازواجهن، كانت نقطة فاصلة لهن بين الماضي والمستقبل، لم تتبدل شخصياتهم المرحه فقط وانما تبدلت حياتهم بقدر كبير.

بعد انتهاء العزاء وطقوس الدفن وقف الزعيم معه داهيته يواسي كل منهن على قبر زوجها ثم أخذ داهيته وانصرف، تقدمت كل منهن تجاه الأخرى يحتضنون بعضهن البعض متألمين بوجع الفراق، ياسين أنفسهن على مصيبتهن.
وعادت كل منهن إلى منزلها تلتمس حيطانه بحنان وتتذكر كم قضت اوقات ممتعه في كل ركن من أركان هذه المنازل الثلاث، كانوا كاخوة متحدين دائما بل كتوائم مختلفة في الشكل متشابهة في المبادئ والطباع، وبقيت الفتيات على عهدهن بعد الفراق.

قرات يوجين أن تجتمع ب اون سو وكارلا حتى يعلمون ماذا سيفعلون في شركات ازواجهم وأعمالهم التي بقيت معلقه منذ وفاتهم لأكثر من شهر، حيث كان يديروا المحامون بدلا عنهم حتى تستقر أوضاعهم النفسيه، اتصلت يوجين ب كارلا:
-مرحبا كارلا كيف انتي الآن؟
-وكيف سأكون بعد تميم يوجين كيف ساكون؟
- اعلم عزيزتي وأشعر بك فنحن تقاسي معا ونتذوق من نفس الكأس، لكن علينا التماسك لأجل اطفالنا فهم ما تبقا لنا منهم كارلا.
-اجل يوجين لديك الحق فيما تقولين اعمل مابوسعي حتى لتدارك الأمر لكني لا استطيع.
-عزيزي لا تبكي رجاءا لايمكنني التحمل ايضا، هيا قومي تعالى إلى هنا اريد التحدث معكي انتي و اون سو في أمر هام.
-ما الامر يوجين هل انتي بخير؟
-اجل اطمئني انا بخير فقط اريد التحدث معكم ساتصل ب اون سو حتى تأتي هي أيضاً.
-حسنا واخبريني بعدها.
-حسنا عزيزتي إلى اللقاء.
-الى اللقاء.

أغلقت الخط ورفعت الهاتف مرة أخرى تعاود الاتصال ب اون سو:
-مرحبا اون سو كيف حالك؟
بصوت متعب ومنهم للغاية تتحدث.
-انا بخير يوجين بخير.
-ما الامر هل انت مريضة لما يبدوا صوتك متعبا الى هذا الحد؟
-لا شيء اريد النوم فقط دعيني يوجين لا اريد التحدث.
-اون سو اخبريني ما الأمر؟ اون سو؟ اون سو؟ مرحبا هل تسمعينني؟

سمعت صوت صافرة اغلاق الخط فقامة لمعاودة الاتصال بكارلا واخبرتها أن تلحق بها إلى منزل اون سو لأنها ليست بخير، وبالفعل ذهبت إلى هناك كانت اون سو نائمه على فراشها عندما وصلوا إلى منزلها، لما تأكل منذ البارحه، دخلت يوجين وكارلا وصعدت إلى غرفتها فوجدوا وجهها شحبا يبدوا عليه المرض.
فقالت كارلا: اون سو ما الأمر؟ عزيزتي لقد قلقنا عليك كثيرا.
لم تجب عليهن فقط تنظر إلى صورة لى هان وتزرف عيناها دمعا كالمطر، فقالت يوجين تربت على كتفها بعدما جائت جوارها:
-اون سو انظري الي يا فتاة انت الان ليس بمفردك لقد كانت خسارتنا جميعا فادحة، لكن لايمكننا تجاهل أن هناك من مازال يحتاج الينا والى رعايتنا، نحن الآن ليس بمفردنا بل نحمل قطعة بداخلنا منهم، تحتاج إلى رعايتنا.
كارلا جلست جوارها من الجهت الأخرى واخذت الصورة من يدها وضعتها جانبا وقالت:
-يا حبيبتي قومي معنا قالت الخادمة انك لم تتناولي الطعام منذ البارحه، ما ذنب هذا الصغير الذي ينمو بداخلك؟
تبكي بقهر وتقول اون سو:
-وما ذنبي انا انا اخسره، لما حدث معنا هذا؟ لقد جلبوا هؤلاء الصغار الحظ السيء على حياتنا، لا اريد طفلا وليعد لي إليّ، لا اريد كارلا لا اريد يوجين، قلبي يولمني بشدة.

أخذنها بين احضانهن يهدؤن من حالتها وقالت كارلا:
-لا تقولي ذلك عزيزتي لقد عروضنا الله لهولاء الصغار حتى يبقا آثر لهم في الدنيا، ربما اراد الله ذلك لنا، الم يكن حلم لي وتميم وتاو أن يحظون بأطفال منا؟ ها نحن ذا لنحقق لهم امنيتهم وتجعلها رجالا أو بناتا يشبهون آبائهم في كل شيء.

قالت يوجين مبتسمة بلطف: هيا اون سو لنطعم اطفالنا ونعاني بهم إلى الابد، ونكون لهم أبا وأم، مازال لدينا الكثير للقيام به يا فتاة هيا، نحن ايضا جوعا ولم نتناول الفطور حتى الآن.

قامت معهن اون سوا وتناولت الفطور سويا وجلست في منزل اون سو يتبادلون الأحاديث في العمل والشركات وكيف سيديرون كل هذه الأمور حتى أتى المساء، وأصرت اون سوا أن يبقوا معها هذه الليلة ووافقن على ذلك، واقترحت يوجين أن كل ليلة يبقوا في منزل أحداهن حتى لا يتركن بعض ابدا او يتركن منازلهم فارغة.
وبقيت هكذا حياتهم متحدة في المنزل وفي العمل ايضا، حيث قمنا بإدارة الشركات والأموال الخاصة ب ازواجهن معا، حتى اقترح عليهن الزعيم أن كل واحدة منهن تحل محل زوجها كعضوة في الحزب، لا نعلم فيما يفكر الزعيم هذه المرة وما وراء هذا العرض.

~~~

أتى متر ليو منفعلا من اقتراح الزعيم بعدما أخبره أحد الاعضاء بالخبر، دفع الباب داخلا إليه بانفعال يضرب المكتب براحتيه قائلا:
-ماذا تفعل ايها الزعيم، هل تريد ان يزج بنا في السجن مدى الحياة ام ماذا؟
-لم تقول ذلك ليو؟ ما الامر؟
-لا تتحدث الي ببرود وأخبرني بما تفكر؟
لقد قتلنا أزواجهن وانت تجلبهن كبديلا لهم؟ كيف تفكر في ذلك ها تعتقد أنهم يختلفون عنهم كثيراً؟
-اهدأ ليو واجلس لنتحدث بالامر؟
-ماذا ستقول، استمع الي جيدا أن حدث شيء ما ستكون انت اول من ينزلق قدمه في الامر، لتكن على معرفة بذلك.
-قلت اجلس لنتحدث بالأمر انا لا تهدد سيد ليو، انا هنا الزعيم وانا من اعطي الأوامر وإقرار وليس انت.
-حقا؟! ولم لم تتصرف سابقا ايها الزعيم؟
-حسنا يا رجل قلت لك مرارا اهدأ واجلس لنتحدث بالأمر.

جلس واخيرا ينتظر ماذا سيقول الزعيم، فقال له:
-ليس الأمر كما تعتقد لقد عرضت عليهن الأمر ولم أتلقى منهن ردا حتى الآن، فقط فكرت في أن يبقين أمام أعيننا وتحت رعايتنا، ففي نهاية الأمر عن سيدات وهذه هى لعبتك المفضلة ليو.
نظر إليه باستغراب للمرة الأولى يجهل ما يجول في خاطري:
-ماذا تقصد بذلك؟! هن ليس كباقي النساء ايها الزعيم هن تربية هولاء الرجال لعدة سنوات الم تفكر بذلك؟
-اعلم ولكن لنقيهن أمامنا افضل من الا نراهم ونعلم كيف يفكرون وكيف تكون إدارتهم للأمور ومهما حدث فلن يكن كالرجال مستر ليو.
-لا من الممكن أن يكن اسوأ منهم ايها الزعيم، أنهن نساء الا تعلم ما معنى نساء؟! اي انك لا تأمن رد فعلهن ولا كيف سيتعاملن مع الأمر ابدا، دائما ما يخفين المفاجآت خلف رقتهن.
-اووو اعذرني لقد نسيت انك ملكهن وخير عالم بهن.
-يا إلهي مع من تتحدث سأذهب الان ورجاءا لا تتصرف بشيء دون أن تخبرني به اولا.
-وهل انا الزعيم ام انت؟
-قلت لك رجاءا ايها الزعيم.
-حسنا سافكر في الامر، لكن استعد في المساء حتى تتعرف عليهم لقد دعوتهم إلى العشاء.
-لم انهي كلمت ويقول إنه دعاهن على العشاء ايضا، بالك من زعيم ماكر.

خرج وهو يردد بصوت منخفض:
-لا اعلم كيف صرت زعيما لهذا الحزب ايها الاحمق، انت فقط تصلح أن تكون غبيا.

خرج بانفعال وإذا بها تسلبه تركيزه و انفعاله وتنسيقه ما كان يقوله عندما ظهرت أمامه في حديقة القصر تتأرجح على أرجوحة مزينة بالورود بين أغصان الاشجار، تزيدها بجمالها جمالاً وجاذبية، اتجه إليها ليتحقق من منهن تكون، فوجدها الأسطورة الثانية دياو تشان اقترب منها حتى لاحظت قدومه وبدأت بالتوقف عن التأرجح حتى وقف أمامها وقال:
-لم توقفتي دعيني اساعدك.
بدأ يقترب منها فنزلت من على ارجوحتها وقالت:
-ومن تكون انت؟
-انا ليو الا تعلمين من انا أيعقل ذلك؟ انا السيد ليوناردو ديالي، ينادونني بمستر ليو، ويمكنك مناداتي ليو.
نظرت إليه بتهكم وارفت تستعد للذهاب دون كلمه، وقف أمامها قائلاً:
-الى اين؟ الن تخبريني من انت؟
-ابتعد عن طريقي.
-لا لن افعل.
-قلت لك ابتعد عن طريقي.
-حاواي العادي أن اردت.
-حقا انت تريد أن تتأذى إذا.
-لك ذلك ايتها الجميلة.

فقامت بدفعه بيدها مرة تلو الأخرى وهو يصمد أمامها حتى قامت بدفعه بقوة فتغيرت قدمها وسقطت بين أحضانه تعتليه على العشب، في تلك اللحظة كانت تقف يانج يوي نافذة غرفتها تنظر اليهم، بينما انقلب مستر ليو ليعتليها ويضعها اسفله، ورفع عيناه بالصدفه ليرى إن كان هناك من يتبعهم فوجدها تقف خلف النافذة، وبدأ يلعب دوره باحترافية ليوقع بينهم، حيث بدأ يتغزل بها واقتطف قبلة منها بإجبار، وعندما ابتعدت عن النافذة، قامت الأخرى بدفعه من عليها وقامت تركض إلى الداخل، فوجدتها تقف أمامها، نظرت إليها وقالت:
-ما الامر ديو هل كنت تركضين ام ماذا؟
-اجل يانج كنت اركض بالحديقة.
-ولم تبدوا ملابسك متسخة هكذا؟
-لقد تغيرت قدمي أثناء الركض ووقعت، لهذا السبب سابدلها واتي اليك.

ذهبت لتبدأ ملابسها ونزلت يانج تبحث عنه في الحديقة، خرج من خلف شجرة يسحبها إليه يطوقها بزراعيه:
-كنت اعلم انك آتية، لقد رأيت ماذا يحدث بعينيك أليس ك….
لم يكمل كلمته وقامت ببترها بالتهام شفتيه بقبلة حارقة، حتى جعلته لم يستطع تركها وأخذها معه إلى كوخه المفضل، وكانت المرة الأولى التي تفعل بها هذا ولم تكن الاخيره، بين احضان الشجر والغاية يقع هذا الكوخ الذي شهد على الكثير من نزوات مستر ليو، لكن هذه النزوة ليست كغيرها ولن تمر مرور الكرام.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي