البارت10

( سامحيني....! )
الصدمة و الصمت ملأ المكان تماماً جميهم لا يصدقون ما يحدث الأن هي فعلاً أُصيبت ، هي على الارض ، هي تنزف بغزارة ، أما هو فقد سُحِب الدم من عروقه ولم يعد حوله هواء ابداً فهذه المرّة ليست خدعة .
الشرطة قامت باعتقال عز و اخذه ، ريان ينظر حوله بضياع اقترب منها و احتضنها
الشرطي : اهدأ سيدي اتصلنا بالاسعاف
آدم بصراخ : رياااااااان إن انتظرنا الاسعاف ستموت هنا هيّا سيارتي بالخارج هيااااا
انتفض ريان كالذي سعق بكهرباء رفعها عن الارض و بدأ يركض بها نحو السيارة كانت قد بدأت تفقد وعيها
ريان : آدم قُد انت انا لا اقدر
ادم : حااضر هي بنا
جلس ريان بالمقعد الخلفي و معه نارة التي وضعها برفق و بدأ يضغط على جرحها محاولاً ايقاف النزيف أو التخفيف منه
ريان : نارة نارة افتحي عينيك ارجوك
نارة بصوت متقطع : لاا تفلت يدي
ريان : انا هنا انا هنا و لكن ارجوك ابقى مستيقظه
نارة بضعف اكبر : ريااان..........وفقدت وعيها
ريان : نارة نارة اسمعيني نارة لا لا لا ابقي مستيقظه و صرخ : ادم بسررررعة
دعس ادم على البنزين اكثر حتى وصل اول مستشفى بطريقهم نزل رياان و هو محتضن نارة
ادم : احتاج طبيب طبيب
ريان : حاالة اسعااااف ارجووكم اين الطبيب ارجوكم
اقترب منه مجموعة من الممرضين ومعهم سرير متحرك و ضعها برفق و اخذوها نحو غرفة الاسعاف
الطبيب : ما الامر ؟
ريان : اصيبت بطلق ناري
الطبيب : انها تخسر الكثير من الدم بلّغو عن حاجتنا الى وحدات من الدم هيا
ريان بقلق : ستكون بخير صحيح ؟
الطبيب : لا استطيع الحكم الان ارجوك ابقى بالخارج انت تعوقنا ،
اقترب ادم و سحب ريان للخارج الذي جلس على الارض وهو ينظر ليديه بفراغ شديد فهما مغطتان بدمها لا يصدق و لا يستوعب ابدا ان هذا الدم حقا منها ينظر بفراغ كبير وهو لا بتوقف عن الدعاء ، فكرة الخسارة مجدداً مروعة جدا انها تتألم الان بالداخل وهي خارطت لاجله هو ، كان يفترض ان يحميها ولكنها هي الان بغرفة العمليات وهو من وافق على دخولها ، حاول ادم التخفيف عنه قليلاً ولكن ماذا يقول ؟ وبماذا يسنده مجددا ؟ فهو الذي شاهد صديقه ترك المدينة كلها لمجرد انها ليست فيها لم يحضر ذلك العزا المزيف لانه لا يقدر على فكرة موتها حتى لو كانت تمثيل ، فكيف يتحمل الان وهو يراها فعلاً تصارع الموت ،.

مرت ساعات طويلة وهي بغرفة العمليات وهو قلبه يحترق وكلما زاد وقت انتظاره زادت معاناته ، خرج الطبيب من العمليات اخيراً وكان التعب واضح جدا على وجهه اقترب منه ريان ولسانه عاجز حتى عن السؤال يخشى الاجابة و لا يستطيع منع نفسه من الاطمئنان عليها
ادم : حضرة الطبيب كيف اصبحت حالتها الان ؟
الطبيب بتعب : مستقرة الى الان ولكن
ريان مقاطعا : ولكن ماذا ؟
الطبيب بحزن : للاسف خسرنا الجنين ، عندما وصلت كانت نازفه كثيرا الامر الذي تسبب بموت الجنين ، تعازيّ لكم
ريان بصدمة : اي جنين ؟
الطبيب : السيدة كانت ببدايات حمل و اظن حتى هي لا تعلم بأمر العمل وهو عاده بالشهور الثلاثة الاول يكون الحمل غير مستقرا ومع اصابتها تسبب بموت الجنين اما بالنسبة لسيدة نارة استقرت حالتها ولكن القلب توقف معنا مرة بالعمليات لمدة 25 ثانية لذلك يجب ان ننتظر ان تستيقظ حتى نعرف مدى تأثير ذلك عليها ولكنها تعتبر مده بسيطة و نادر ما تسبب ضرراً ، اتمنى لها الشفاء العاجل و تعزي مجددا
ريان : ألا استطيع رؤيتها ؟
الطبيب : سأسمح لك برؤيتها ولكن بالبداية يجب ان تغير ملابسك و ايضا لا يمكنك رؤيتها لوقت طويل اتفقنا
ريان : حسنا
الطبيب : عن اذنك
وضع ادم يده على كتف ريان : تعازي لك يا اخي ولكن الحمدلله انك لم تخسرها هي ايضا
ريان : شكرا لك ، عليّ الذهاب للاغتسال
دخل للحمام كي يستحم كان صعب عليه للغاية التخلص من اثار الدم ، كيف سينقل لها خبر موت ابنهما الذي لم يولد من الاصل كيف سيتحمل رؤيتها بهذه الحالة وللمرة الثالثة بحياته يبكي يبكي على الحالة التي هي بها و على الالم الذي شعرت به ، يبكي على ابنه او ابنته التي لم يراه ولم يلعب معه مرة واحدة ، حتى يبكي على نفسه و كم سيكون سعيداً فقط لتفكيره بأنه يوماً سيرزق باطفال منها ولكن هذا الحلم تحول لكابوس حتى قبل ان يعيش جماله للحظات ، بعد ساعة تقريباً انتهى و ارتدى ملابس نظيفة و ذهب لرؤيتها بعد ان تعقم و دخل لها العناية المركّزة وعندما ظن انه وصل لقمة الالم سخرة منه الحياة بوجود قمة اعلى ، مظهرها المُرهق و الكثير من الاجهزة حولها وجهها الجميل الذي اصبح شاحبا للغاية مظهرها كان بمثابة خنجر زرع بقلبه اقترب منها احتضن يدها و بقي يتأملها بهدوء حتى بعد قليل من الوقت خرج صوته متقطعا : انناا اسسف كان يجب ان احميكما ولكنني فشلت بذلك جداا سامحيني ارجوكِ ....
بقى يردد عبارة السماح منها على الرغم من انه شريكها بالالم فخسارته تعادلها و ربما اكثر منها .
اتت الممرضة بعد فترة بسيطة : سيدي ارجوك يكفي هي بحاجة للراحة
ريان : متى ستستيقظ ؟
الممرضة : لا اعلم بتحديد هيا يجب ان تخرج
نظر لها نظره اخيره قبل ان يغادر وهمس : انا هنا ولكن سأكون بالخارج حتى لا ازعجك
خرج ريان و طلب من ادم المغادرة و انه من سيبقى معها الليلة اصر ادم عليه بأن يبقى معه و لكنه رفض ذلك و انه بحاجة للبقاء وحده ، كانت ليلة طويلة جدا عليه و صعبة للغاية
(في صباح اليوم التالي )
ريان للطبيب بعد ان انتهى من الفحص : أهي بخير ؟
الطبيب : اجل هي كذلك
ريان : لماذا لم تستيقظ بعد ؟
الطبيب : لا بأس بذلك فعمليتها لم تكن سهلة
ريان : شكرا لك حضرة الطبيب
الطبيب : العفو اتمنى لها الشفاء العاجل
جلس ريان بقربها يتأملها بهدوء مر وقت طويل و لا يعلم كيف لم يعشر و لكنه اخذ غفوة صغيرة وهو يجلس بجانها فه منذ يومين لم ينم ابدا ، بعد ساعة تقريبا بدأت نارة تفتح عيونها بتعب شديد والرؤية امامها مازالت مشوشة للغاية اغمضت عينها و فتحتها مراراً كي تتضح الرؤية امامها ، ابتسمت
عندما اتضحت الرؤية لها كان هو اول ما رأت ، وشعرت بأن الوضعية التي هو بها غير مريحة فحاولت تعديلها و لكنه استيقظ على اثر حركتها شعر بسعادة العالم كله عندما كانت قد استيقظت و تبتسم له
نارة بابتسامة : انا اسفة انني ازعجتك ولكنني كنت احاول جعل نومك اكثر راحة
ريان : لا بأس ابدا المهم انك استيقظت أانت بخير ؟ أهنالك ما يؤلمك ؟
نارة : كلا انا بخير
ريان : حسنا ولكن يجب ان اخبر الطبيب انك استيقظت انتظري ،
جاء الطبيب و اطمأن انها بخير و ان توقف القلب بالعملية لم يؤثر عليها و طمأنهما و خرج .
ريان : لا اعلم ولكنني شعرت انني رأيتك تبتسمين وانت فاقده للوعي
نارة : بالحقيقة كنت احلم بشي
ريان : ما هو ؟
نارة بحيرة : لا اعلم تماماً و لكن كان موقف تعرضت له منذ اربع سنوات
ريان : ماذا كان ؟
نارة : قبل اربع سنوات تعرضت لحادث سيارة كنت اقود بسرعة كبيرة لدرجة فقدت السيطرة على السيارة تماماً و بدأت سيارتي بأخراج دخان سبب لي الدوار ولم اقدر على الخروج من السيارة مهما حاولت و بدأت افقد الوعي ولكن عندها اخرجني احدهم من السيارة لا اعرف من كان ابداً فقد كانت
الرؤية مشوشة بسبب الدخان و لكن ما اعرفه انه انقذ حياتي حرفياً لان حسب ما اخبروني ان السيارة بعدها انفجرت ولولا انني مخرجت منها كان من الممكن ان اموت داخلها الكل ظن انني من خرج من السيارة و لكنني متأكد ان هنالك من اخرجني
ريان : كانت الحادثة بالشتاء كنت تقودين بجنون كبير لم اعلم لماذا وقتها كنتِ هكذا تقودين ولكنني تبعتك فقدتك مراراً ولكن بالنهاية و جدتك عند اول تقاطع بعد المقابر لماذا كنت هناك بذلك الوقت ؟
نارة : كان انت
ريان : اجل كنت اراقبك منذ اسبوع عندها و لم اكن استوعب شيئاً من الفوضى و الغموض الذي حولك ابدا كنت فقد اتبعك
نارة : كان يوم عيد ميلاد كنت اشعر بألم كبير لانني تمنيت وجود والدي معي وقتها و لذلك زرت قبرهما و عندما خرجت كان الالم و الشوق ورغبة بالانتقام يتملكانني بشكل كبير لذلك لم اركز ابدا و انا اقود سيارتي
ريان : لم اعتقد انك شعرتي بي وقتها لانك كنت غائبة عن الوعي
نارة : لم ارك وقتها ولكن كان مجرد احساس فقط ولم اخبر احدا به ظننت انهم سيصفونني بالمجنونة ،
ضحك ريان : كلا كنت هناك حقاً وانا من اخرجك ، القصة هي أن قدمك كانت عالقة و اظن انها انجحرت عندما اخرجتها
نارة : صحيح ....
قاطع حديثهما صوت الطبيبة التي دخلت
نارة باستغراب : لقد كان الطبيب هنا منذ قليل أهنالك شي ؟
الطبيبة : اعرف انه كان هنا هو الطبيب المسؤول عن الجراحة التي حضعتي لها من اخراج الرصاصة اما انا طبيبة نسائية تعازيّ لك سيدة نارة ولكن لا تقلقي فرصة الحمل مجدداً كبيرة لان الرحم لم يتأذى ،
نارة مصدومة لا تستوعب شيئا : تعازيك على ماذا ؟ نظرها بين ريان و الطبيبة الذين خيْم عليهما الصمت صرخت بهما : ما الامر ؟ تكلما
ريان بتردد : نارة اسمعيني ...
نارة : تكلم ؟
نظر ريان للطبيبة و كأنه يترجاها ان تفعل هي الطبيبة بعمليه : سيدة نارة اعتذر منك ظننتك اصبحتي تعرفين حضرتك كنت حامل قبل الحادثة ولكن
نارة بدموع : ولكن ماذا ؟
الطبيبة : عندما اتيتي كنت قد نزفتي كثيرا الامر الذي تسبب بموت الجنين صدقيني حاولت كثيرا انقاذه ولكن للاسف كان قد تأخر الوقت اعلم ان الامر صعب ولكن بالاصل الحمل باشهره الثلاثة الاولى لا يكون مستقرا وهذا الذي صعب علينا انقاذ الجنين اكثر اعتذر منك مجددا
سأترككما الان وحدكم و سأمر للاطمئنان عليك لاحقا بالشفاء
نارة بصدمة : رياان ههل هذا الكلام صحيح ؟
ريان لايعرف ما يقول : نارة اسمعيني
نارة بصوت مرتفع : اجبني (و بصوت يختنق بالبكاء) قل انها تكذب ؟ قل انها مخطئة بمريضة اخر ؟ ارجوك قل شيئاً
ريان : ما قالته صحيح لقد كنت حامل و الحادثة تسببت بخسارتك للجنين (ارتفع صوت بكاءها كأنها كانت ستكذب الكل فقد لو هو انكر ) ريان بحنان اهدئي ارجوكِ المهم انك بخير و لم تتأذي
نارة ببكاء: لقد خسرته يا ريان حتى قبل ان افرح بوجوده
احتضنها : نارة ارجوك انت خرجتي من مدة قصيرة من العملية صعب ، ارجوكِ من اجلي انا لا اتحمل انني خسرته و ايضا اراك تتأذين اهدئي من اجلي
***********************************************
(بعد اسبوع )
مر اسبوع فيه تم محاكمة عز الذي اعترف بكل جرائمة بوجود كل تلك الادلة ضده ، نارة فيه تحسنت جدا و تقريبا تجاوزت هي و ريان خسارتهما لطفلهما
ريان : اخيرا سنعود لمنزلنا
نارة : اجل انتهاء هذا الكابوس اخيرا
ريان : نارة ؟
نارة : نعم
ريان : غدا سينفذون حكم الاعدام بعز و ايضا تمت محاكمته و اعادة النظر بقضية والديك و تبرئته من جريمة الانتحار و قتل امك ايضا
نارة : تعلم شعوري بهذه اللحظة مختلط بشكل غريب من ناحية اخيرا استطعت ان اثبت براءة والدي ومن ناحية لا اصدق ان هذا الكابوس انتهى اخيراً
ريان بتوتر : نارة ؟
نارة : اجل
ريان : كنت اريد أن .....
دخل ادم و ماريانا فجأة ، صمت ريان و كأن شجاعته قبل برغبته باخبارها الحقيقة تبخرت .
ادم : الحمدلله على سلامتك تفضل ريان هذه مفاتيح سيارتك و قال بهمس : كل شيء جاهز
ريان : اشكرك
ماريانا : الحمدلله على سلامتك عزيزتي اخيرا سينتهي هذا الكابوس
نارة : سلمتما شكرا لكما .
ريان وقد حمل حقيبتهما : هيا بنا حبيبتي
خرجا سويا و ركبا سيارة ريان
نارة بأستغراب : هذا ليس طريق المنزل ؟
ريان : اعلم
نارة : الى اين ؟
ريان وقد امسك يدها و قبلها : مفاجأة لحبيبتي التي لا املك اغلى منها ابدا
نارة : احبك جدا تعلم ؟
ريان : تذكري دائما ان ريان يحبك اكثر مما انت تحبين ريان ، حتى
وصلا الى ميناء و نزل ريان و فتح لها باب السيارة ومد لها يده
ريان : تسمحين لي ؟
نارة بأبتسامة : طبعاً و امسكت يده سارا معاً وهو ممسك بيدها
ريان : هناك ... واشار ليخت جميل مزين بطريقة بسيطة ولكنها جذابه للغاية
صعد ريان لليخت و امسك يدها ليساعدها بالصعود
ريان بعشق : أتقبلين ان تكوني شريكتي بكل رحلاتي ؟ أتقبلين ان تكوني جزءاً لا يتجزأ من حياتي او بالاحرى كل حياتي ؟ أتقبلين ان تكوني انتِ مصدر النور و السعادة لحياتي دائماً ؟ اتقبلين ان تكوني عمراً جميلاً داخل عمري ؟
نارة بسعادة بالغة حتى ادمعة عيونها : طبعا طبعا انا لا اصدق انت اكثر مما استحق يا ريان بكثير
احتضنها ريان : بل انتِ التي اكثر مما استحق احبك بجنون احبك بكل تمرد يا متمردة قلبي
نارة : وانا احبك لآخر انفاسي يا ريان احبك و كأنني لم ألتقي بأحد بحياتي سواك احبك بقدر النور الذي دخل حياتي المظلمة معك انت احبك بقدر الامان الذي لم اعشه الا معك احبك جدا
قضيا يوما رائعاً سوياً وهم يتجولان بالبحر كانت واقفه تتأمل البحر بعيون لامعة مليئة بالحب احتضنها من الخلف بهدوء
ريان : سعيدة ؟
نارة : جدا
ريان : ولكننا لم ننتهي بعد...!
نارة : ماذا ايضا ؟
ريان : انظر للسماء
وبدات مجموعة من الالعاب النارية الرائعة و كذلك الموسيقى الرائعة
ريان : تسمحين لي ؟
نارة : طبعا
وبدأ بالرقص بسعادة و حرية على الاغنية
************************************************
(في صباح اليوم التالي )
اصرت نارة على ريان الذهاب لرؤية تنفيذ الحكم بعز وهو وافق بالنهاية، ولانه أُعتبر مجرم بحق الدولة قررت الدولة جعل تنفيذ الحكم فيه علنيا .
الشرطي : السيدة نارة يوسف اليوسفي (بعد موتها المزيف احضر لها ريان هوية جديدة باسمها الحقيقي الكامل )
وقفت نارة بأستغراب الشرطي : السجين طلب التحدث لك كأُمنية اخيرة أتوافقين ؟
نظرة نارة لريان الذي رفض ولكنها وافقت بأن عليها ذلك
سارت نارة بتثاقل كبير لا تعلم لماذا ،
دخلت عليه استغربت جدا حالة الابتسامة التي كان بها
عز : تظنين انك ربحتني صحيح ؟
نارة : أطلبت مقابلتي لتتفوه بالسخافات ؟ انا و انت لم نكن نلعب انا كنت اخذ حق والدي الذي خنته و امي التي حرمتني منها
عز : انت خسرتي يا نارة خسارة عمرك إسأليني لماذا ؟
صمتت ولم تتفوه بكلمة
وقف عز وقال بسخرية : لانك لم تعفي الحقيقة الكاملة يوم انت تعرفين ما تريدين انت ان تعرفي
نارة : ماذا تقصد ؟
عز : ياسر اقنعته بقتل امك و مساعدتي لان امك قبل سنوات صدمت زوجته ميرا بسيارتها و ايضا زورت شهادة وفاة لابنه وطبعا هذا حصل فعلا ولكن امك لم تقتل ابن ياسر انما ارادت حمايته منّي عندما زورت شهادة موته و ارساله لبريطانيا
تشبه قصة تعرفينها صحيح ؟ (بخبث ) ذلك الطفل هو ريان يا نارة يكون حفيدي و انت تكونين زوجته و طبعا ياسر هو من طلب من ريان مراقبتك لانه ببساطة عرف انه ظلم امك ولكنني قتلته ايضا قبل ان يعتذر منك
نارة ضحكت بسخرية : هذه اسخف قصة اسمعها بحياتي كلها
عز : ربما ولكنك تعلمين انها الحقيقة يا زوجة حفيدي او فكري كيف كسب ريان ايفا بسهولة ببساطة لانها اخته وانت تعاونتي مع احفادي ابناء قاتل امك كي تنتقمي مني لا وااو احسنتي فعلا
نارة : انت تكذب
عز : لو كنا بالوضع الطبيعي كنت سأكد لك انني اكذب ولكنني بعد دقائق سأصعد على منصة الاعدام لا غاية لي بالكذب الان فق. اردت اخبارك انك خسرتي يا نارة بأنتقامك مني خسرتي نفسك و تزوجتي ابن الرجل الذي قتل امك و ساعدني على قتل والدك ايضا ،
نهض من مكانه و طرق الباب انا جاهز الان قيده الشرطي و غطى رأسه ليكون جاهزا للاعدام و اخذه و خرجت نارة ايضا وصلت ووقفة لجانب ريان وهي بلا لون حرفياً كل الاحداث تمر برأسها بسرعة كبيرة و الاحداث تترابط برأسها الحقيقة كانت طيلة الوقت امامها ولكنها لم ترغب برؤيتها يوما
صعد عز لمنصة الاعدام و تم شنقه حتى الموت ، هو من مات و لكن هي من فارقة روحها جسدها بعد ان عرفت ان عالمها الوردي مجرد كذبة و ان احلامها بالحياة السعيدة انهارت اغمى عليها مع اخر نفس خرج من عز عاش طيلة حياته يأذي و الان مات بعد ان نشر سمّه بالمنطقة
امسكها ريان قبل ان تقع على الارض و ضرب على وجهها برفق
ريان : نارة نارة أانت بخير نارة ؟!
استيقظت بمكان غريب عليها المستشفى ؟ اغمضت عيناها بالالم هل يخاف انها تأذت الان وهو احرق روحها بالكذب ؟
ريان : أانت بخير ؟
نظرت حولها نارة : ايمكنكم تركنا وحدنا رجاءا ؟
خرج ادم و ماريانا و ايفا
نارة : ايفا انت ابقي رجاءاً
استغرب الجميع طلبها و لكن نفذوه
نارة نظرة لريان و ايفا : متى كنتما تنويان اخباري ؟
ريان باستغراب : نخبرك ماذا ؟
وهنا انفجرت نارة : معك حق تخبرني بماذا تخبرني انك كاذب تخبرني ان عالمي و احلامي التي بنيتها معك ما هي الا سخافة مني تخبرني انكما اخوه
انصدم كل من ايفا و ريان و اكملت : اذاً صحيح انت خدعتني يا ريان انت خنتني لا اصدق بانك استطعت الكذب علي طيلة هذه الفترة كيف تفعل هذا بي ؟
ريان : صدقيني ليس كما تظنين انا بالبداية لم اكن اعرف انك ابنتهما
نارة : لا تطلب مني تصديقك يا ريان مجدداً انت كذبت علي بأسمك و بحياتك و بهويتك وربما بحبك ايضا
ريان : كلا يا نارة ارجوك اياك ان تشككي بحبي لك انت تعلمين انه الحقيقة الاكبر بحياتي ارجوك ...
نارة بألالم : اريد الانفصال عنك يا ريان طلقني !
ايفا : نارة اهدئي انت مصدومة الان ولا.....
نارة : هذا قراري النهائي يا ايفا و ارجوك لا تتدخلي
ريان : لن افعل يا نارة لن تحلمي بذلك لن افعل ، انت تحتاجين لبعض الوقت حسناً سأعطيك ولكن لا تطلبي موتي و موتك ايضا انت تحبينني و انا اعلم ذلك كما انا احبك ايضا
نارة ببكاء : اخرج و دعني و شأني اخرج
خرج ريان و معه ايفا حاول ادم سؤاله ما الخطب و لكنه الان بعالمه الخاص اكمل السير دون ان ينتبه لنداء احد وهي كانت تبكي بألم و قهر كبير
في المساء عاد ريان للمستشفى و اراد الدخول عندها وقف امام باب غرفتها لا يجرأ على الدخول يخاف جدا ان تكون مازالت مصرة على قرارها اخذ نفسا عميقا و فتح باب الغرفة ولكنه صدمة من انها ليست موجودة من الاصل اتصل على خدم المنزل سريعاً
ريان : سلمى نارة اتت للمنزل ؟
سلمى : اجل و اخذت اخوايها
ريان : منذ متى ؟
سلمى : منذ تقريباً ساعتين
اغلق ريان الخط وهو يركض للبحث عنها وكل ذكرياتهما الجميلة سوياً تخطر بباله من اول لحظة رآها ، من اول تسارع بنبضات قلبه بسببها ، من اول ابتسامة ابتسمها بسببها ، لزواجهم ، لكل حضن جمعهما لا لا لا يمكنها ان تذهب و تتركه لا يمكن .
بقي يقود دون هدف يبحث بكل مكان هاتفها مغلق ولا يستطيع تحديد موقها ذهب لكثير من الاماكن التي كانت تقصدها ولكنه لم يجدها ابداً
مرت الايام و الاسابيع وهو يبحث عنها دون جدوا حتى بدأ يفقد الامل بأيجادها
(بعد ستة اشهر )
كان ريان بمنزله وحده تماماً فقد صرف كل الخدم و الحرس فه احضرهم لاجلها و الان بدونها لا معنى لوجودهم و حالته سيئة للغاية فهو قد سجن نفسه بين اشيائها و ذكرياتها فبعد ان رحلت لم يعد يغادر المنزل الا نادر جدا و لا يستقبل به احدا و كأنه يحاول الحفاظ عليه كما تركته هي
كانت ملامحه مرهقة جدا و الشعر على وجه قد اصبح طويلا لا يصدق ان ك السعادة التي بعالمه انهارت تماما بسبب انه لم يمتلك الجراءة لاخبارها ، حتى ايفا لم تستطع اخراجه من حالته تلك ابدا لا احد يقدر سواها هي
رن هاتفه باللحاح كبير على غير العادة انزعج منه جدا ومهما فصل المكالمة يعيد الاتصال و البنهاية استسلم و اجاب
ادم : ان كنت مازالت تريد استرجاعها تعال بسرعة
انتفض من مكانه : تتكلم حقا أانت واثق وجدها ؟
ادم : ريان لاقني ب**** انها فرصتك الوحيدة صدقني حتى تسترجعها او ستفقدها للابد
ريان : فقد مسافة الطريق
وصل ريان لطريق قريبة من المطار و اغلق الطريق بسيارته و بعد نصف ساعة وصلت بسيارتها نزلت لترا من الذي يغلق الطريق كانت مختلفة جدا عادت النظرة البارده لعيونها مجددا وكانها توقفت عن الحب ليست نارة التي كانت الفترة الماضية مع ريان ابدا بارده خاليه من المشاعر
نارة بغضب : من الاحمق الذي اغلق الطريق ؟
ريان : ذات الاحمق الذي خسرك ولكنه تعلّم الان و لن يسمح بذلك مجددا
نارة ذات النظرة الباردة : اسمعني جيدا لا وقت لدي للاكاذيب افتح الطريق علي الحاق بطائرتي
ريان : لن يحصل لا مزيد من الكذب اقسم لك ولكنني لن اسمح لك بالذهاب يا نارة ابدا
اقتربت منه بغضب و دفعته : من تظن نفسك لتمنعني ؟ ها من ؟
ريان : انا لا شي انا فقط احبك
نارة : كاذب
ريان : انت تعلمين انها الحقيقة يا نارة مهما انكرتي
نارة : انا لا اعلم شيئا سوا انني اكرهك جدا و انك ابن القاتل الذي حرمني من اهلي كل ما اعرفه انك خدعتني و اننا لسنا سواء اعداء
ريان باستنكار : ألم تتعبي من الانتقام ارجوك يكفي
نارة : ان لم تبتعد الان لا تلمني على ما سأفعله
ريان : الانتقام يا نارة لا ينتهي الّا بطريقه واحدة فقد من اثنين اما بالحب او بالموت وان لم تكوني ترغبين بحبي اذا اقتليني و اخرج سلاحه و اقترب منها و أمد يده لها خذيه بما انك لم تقدري على الانتقام من والدي على جريمته اذا انتقمي مني و انهي هذا الامر
اخذت نارة السلاح منه و جهزته و صوبته نحوه نارة : ان لم تبتعد من طريق اقتلك يا ريان
ابتعد للخلف قليلا و وفتح يديه ، المفاتيح بالسيارة اقتليني يا نارة و انهي هذا الانتقام و بعدها اكملي طريقك ولكن عدا عن ذلك لن تذهبي لمكان
نارة بحيرة كبيرة من تخدع هي بالفعل تحبه بجنون و تعلم وواثقة انه يحبها جدا ولكن هنالك غصة تمنعها من العيش معه ستة اشهر لم تقدر فيها على ترك المدينة ابدا ولم تقدر على العودة له ، اغمضت عيناها و اطلقت النار عليه صرخ من الالم و نظر لجرح كتفه بلا مبالاة
اقترب منها مجددا ولم تعد بينهما بخطوة واحد فقط
ريان : والان اخدعي نفسك ايضا انك اخطأتني وليس انك لم تقدري على قتلي لانك تحبيني و تعلمين انني احبك ولكنني سأكمل معك هذا الجنون لنهايته فأنا بالستة الاشهر الماضية لم اكن اعيش ابداً ، انا كنت على ذكرياتي معك فقط لذلك ان اصررتي على الذهاب اقتليني اريحيني من غذابي
بدأت الدموع تتجمع بعينيها
امسك السلاح من يدها ووضعه على رأسه : ان لم تكوني بحياتي فلا قيمة لها اطلقي علي صرخ بها بصوت عالي اقتليني هيا انهي هذا الانتقام
رمت السلاح من يدها بعيدا : لا اقدر لا اقدر على قتلك انت كاللعنة لا اقدر على قتلك و التخلص منك و لا اقدر على مسامحتك لا اقدر لانني احبك و ضربت على قلبها اكرهه لانه يحبك انت اكرهه لانه يضعفني الان اكرهه جدا و انهارت من البكاء
احتضنها : نحن ملعونان ببعضنا يا نارة اعرف انني اذيتك كثيرا ولكن صدقيني لم اقصد اقسم انه بغير قصد مني ارجوك سامحيني ارجوك
نارة : انا اكرهك يا ريان و اكره نفسي جدا لانني لا اتوقف عن حبك انا ...اناا اسامحك يا ريان اسامحك
(بعد سنة من الان )
ميرا: اهدأ يا بني ستكون بخير ارجوك
ريان وهو يمشط الطريق من التوتر : لا اقدر يا امي لا اقدر
ميرا : ستكون بخير ارجوك فهي ليست اول امرأة تلد بالعالم اهدأ قليلا
خرج الطبيبة اخيرا : مبارك سيد ريان لقد رزقت بفتاة رائعة الجمال
ريان بعفوية : و نارة أهي بخير ؟
الطبيبة : اجل هي كذلك
ميرا : ايمكنننا رؤيتها ؟
الطبيبة : طبعا ولكن فقد انتظرا حتى يتم نقلها لغرفتها
دخل ريان و ميرا و ايفا و ميرال و يوسف و ادم و ماريانا الذان تزوجا منذ فترة
اقترب ريان منها و قبّل رأسها بحنان : الحمدلله على سلامتك عزيزتي
نارة : سلمت ، مبارك لنا
ميرا : انها جميلة للغاية يا ريان تعال احملها
اقترب ريان وهو يرتجف اخذ ابنته بحضنه و نظر لها بأبتسامة و اقترب من نارة و اعطاها لها
نارة : يا حبيبت قلبي انظر ريان كم هي جميلة و صغيرة
ريان : انها رائعة حقا
ادم : ماذا ستسميانها ؟
نظر ريان و نارة لبعضهما و ضحكا لانهما لم يتفقا على الاسم مهما حاولا
نظر ريان لصغيرة و ابتسم : نارة ما رايك بفجر ؟
ابتسمت نارة للاسم فلطالما كان الفجر رمزا للامل لهما منذ طفولتهما : انا موافقة
ادم و ماريانا : مباركا عليكما فجر
ميرا : مبارك عليكما صغيراي
ابتسمت نارة لها : شكرا لك امي (لطالما نادتها نارة بخالتي ولكنها للمرة الاولى تناديها بأمي وهي بذلك تقصد انتهاء الماضي بكل مافيه)
ادمعت عينا ميرا لها : يا روح امك انت و احضنتها .
-النهاية -
#كأس_من_الالم
#waten
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي