1111111111111

يا دكاترة، يا ممرضات، ساعدوني أرجوكم.
يهرول أحدهم من الخارج نحو الممرضات، يطلب المساعدة، ويستغيث بالأطباء، فهناك مريضة في حاجة ماسة للمساعدة، ليلتف حوله الحضور، ويقومون بالعمل على قدم وساق لأجل إسعافها.
- ما هو اسمها؟، هل هي زوجتك أم أختك؟
- لا أعرفها والله.
مشرفة الاستقبال في استنكار:
- وكيف ذلك؟، وذلك الصراخ والخوف في عينيك، هل من المعقول بأنك من آذيتها؟، ولأجل ذلك تُنكر معرفتك بها.
يهز رأسه في نفي قائلا:
- لا والله، فأنا لا أعرفها حتى، ولم يسبق أن رأيت ذلك الوجه من قبل كما أخبرتك، أنا متزوج الحمد لله، ولدي أطفالي الذين أحبهم كوالدتهم.
- إذن فهي حبيبتك، وتخشى أن يصل الأمر إلى زوجتك.
حوار طويل يدور بينه وبينها، فهي لا تُصدقه بالمرة، ليصدق ظنه، ويلقون باللوم ليه كالكثير من القصص المعتادة التي نسمع عنها، وسبحان الله أخذها إلى المستشفى التي فيها عائلتها، فهي تعتبر محمد رغم صغر سنه أبًا لها، ويحبها أبنائه وزوجته، جاءت من السفر بالأمس حين علم بسوء حالته، تأخرت الأخبار في الوصول إليها، وما أن علمت ذهبت إلى أخوته، تستعطفهم، فصلة الدم لا تهون، وإن لم يكن لأجله، ليكن في سبيل من رحلوا كما يقولون، فرغم اختلاف الأماكن يشعرون بهم.
في بيت إبراهيم
تنتقل السيدة منال بين الغرف بحثًا عنه، ينتابها القلق عليه، ويغزو قلبها شعور سيىء، وكأن خطب ما سينزل بهم، إبراهيم مُتغير هذه الأيام، وليس من عادته أن ينام خارجًا، بل أصبح يعود إلى البيت بالكاد، لترتعب والدته عليه، تخشى أن يكون هناك خطب ما، يُخفيه عنها، لتحمل الهاتف، وتتصل به، يتكرر رنين الهاتف في جيبه، يقطع عليه تلك اللحظة السعيدة، تهرب نور من عينيه، تُبدل اتجاه نظراتها، كي لا تتوه في سحرهما ثانية، يُخرج إبراهيم الهاتف من جيبه، وحين يرى اسمها، يتبدل حاله، وينتفض من مكانه، ثم يستأذن منها ويُغادر الغرفة مُسرعًا، فقد طرأ أمر عاجل كما أخبرها، لتشعر نور بالحزن الشديد، فقد قرأت الاسم، وتأخذها الأحداث إلى مواقف الماضي المرتبطة به، السيدة منال، توبخها بشدة قائلة:
- من تظنين نفسكِ كي ترفضين ابني؟، وتُعيدين إلينا كل ما أحضره لكِ، هل سرح خيالك بعيدًا وتناسيتِ مقامك، فتُرسلين إلينا بمخلفاتك، من الذي قد يرتدي شيئًا من بعدك؟
ترقرقت العبرات في عينيها، تحاول أن تتماسك أمامها، لتُكمل الأخرى عليها قائلة:
- أنتِ نكرة، فتاة لا قيمة لها، حتى العمل لم تفلحي فيه، ولا أعلم ما الشيء الذي جذب ابني إليكِ؟، وما الذي وجده فيكِ ليفضلك على كل من أردت أن يصبحن زوجات له.
آلمتها الكلمات أكثر، وكان وقعها قاسيًا عليها، ضربتها في مقتل، هناك اختلاف في المستوى بينهما، وبالحديث عن القيمة فكم كانت مجتهدة، لا تتوقف عن السعي بجد، ولكن عصفت الحياة بأحلامها، ولم تصل إلى شيء مما حلمت به، وحين عاد الأمل إلى قلبها من جديد، كانت الضربة القاضية، تمنته زوجًا، ولكن كيف يكون ذلك؟، وهو لا يشعر بمعاناتها، لا يراعي شعورها أو يحترم وجودها، فاتخذت القرار الأصعب، فما من فارق في كلتا الحالتين تعاني في جواره وبعيدًا عنه، سقطت أرضًا، وأخذت تبكي بحرقة، وتكالبت عليها الأحزان، تُذكرها بكل ما فقدته، لتأتي والدتها من الخارج، وتتشاجر مع السيدة منال قائلة:
- ما الذي فعلتيه بها؟، ألا يكفيكِ ظلم ابنك البَيِن لها، سبب لها الأذى وخدعها بكلامه المعسول.
السيدة منال في حدة:
- ابني أنا المخطئ، بالطبع معك حق، فقد أخطأ حين اختار ابنتك شريكةً له، ولكن الحمد لله الذي أظهر الحقيقة.
- الحقيقة، عن أي حقيقة تتحدثين؟
- أ تدعين البراءة علي؟، ولكن لا بأس، سأقولها أنا بدلًا عنكِ، فقد كنت أنتِ اليد المحركة التي جعلتها تتودد إلى ابني، وتوقعه في شباكها وخاصة أنها تكبره سنًا، ورغم اعتراضي الشديد على الأمر إلا أنه أخبرني بأنه يحبها، ولا يستطيع العيش دونها، فاضطررت إلى الموافقة على مضض.
تسمع السيدة سمية لكلماتها في غير تصديق، لا يمكنها استيعاب ما تتفوه به هذه السيدة، كيف أمكنها أن تظن بأن المال هو من دفع ابنتها للارتباط بولدها؟، ما هذه العقلية التي تحملها في رأسها؟، وهل فُقد النور في نظرها؛ فلا ترى وضع نور كيف أصبح بسببه؟، أم أن قلبها هو من أصابه العمى، ونفذت من رصيدها البصيرة، فتسير وقد أِغشي بصرها.
السيدة سمية في ألم:
- هل انتهيتِ أم ما زال هناك حديث آخر تحملينه في جعبتك؟، مع الآسف لا يمكنني الرد عليكِ لكوني في بيتي، ولكن جل ما سأقوله، حسبنا الله ونعم الوكيل.
غادرت السيدة منال في غضب، وصفقت الباب خلفها، لتبدأ السيدة سمية حديثها مع ابنتها قائلة في حزن مُغلف بالندم:
- هل رأيتِ يا نور الآن الحقيقة؟، هل أزيحت عن عينيك الغمامة التي أضللت طريقك، وجعلتك تختارينه، هل رأيتِ كيف أنه غير مناسب لكِ بالمرة؟، وأنني ووالديك كنا على صواب برفض هذه العلاقة منذ البداية.
أخذت تسترسل في الحديث من باب الفضفضة إلى ابنتها، ولكونه بدا لها كالتبكيت، تُذكرها بسوء اختيارها، ما كان يجب عليه حب من هو أصغر منها، فهذا النوع من العلاقات يحكم عليه الكثيرون بالفشل، جرى في العادات أن يكون هو الأكبر، ولكن صدقًا لا علاقة للأمر بالأعمار، فالحب لا يعرف حدود، وتَنكسر له كل القواعد، ورغم ذلك تقف في طريقه الكثير من التحديات، تُعرقل طريقه، ولكن لكوننا لا نستطيع مواجهتها نبحث عن شماعات لتعليق الخطأ عليها، فالحب جنة ونار، نور وظلام، حزن وفرح، يحمل كلا النقيضين، ورغم ذلك يظل كل طرف في احتياج للآخر، يبحث عنه في كل ركن أو اتجاه، وما أن يلتقي به، لا يُحسن استقباله، فيكون الفراق الذي هو نتاج إهمالنا، ولأن الاعتراف بالخطأ غير محبوب، يتشبث البعض بأي شيء يجعلهم على صواب، بدلًا من البحث عن الخلل الموجود.

- انساها يا إبراهيم، ما من فائدة يا بني، لقد ذهبت إلى بيتهم كي أحاول تصليح الأمور بينكم، ولكن قاموا بطردي من بيتهم، ولم يحترموا كوني ضيفة لديهم، أخبرتك يا بني بأنها لا تليق بك، وهذه العلاقة لن تفلح قط.
تعود السيدة منال إلى بيتها، والحقد يملأ قلبها، وشرار الغضب يتطاير من عينيها، فعقدت العزم على جعله يكرهها، تُسمم عقله بمختلف الأحداث التي لا أساس لها من الصحة، وتستزيد من الحديث قائلة:
- قالت لي لا أريده، وأرسلت له كل شيء أحضره لي، وألقت في وجهي فستان الخطبة الذي اشتريته لأجلها، لا تُريد لأي أمر أن يُذكرها بك.
إبراهيم في غضب شديد:
- ولمَّ ذهبتِ إليها؟، أنا بنفسي لم أطلب منها شيئًا، ولا تفسيرًا أو تحليلًا لما حدث، لا يهمني أن أعرف طالما هي من قررت.
تنفست السيدة منال الصعداء بعد سماع كلماته، إذن فالأمور ستسير وفق ما أرادت، ولن يعرف إبراهيم كذبها قط، فهو ذو شخصية عنيدة، وإن دخل العناد في الحب، أتى به عن بكرة أبيه، وكأنه لم يكن له وجود قط.
الحب غذاء القلوب، دونه لا تستطيع أن تنبض بسلام، وإن كانت في حضرته تزداد ضرباتها، إلا أنه كعلم النحو الذي يسمونه بالسهل الممتنع، تشعر أحيانًا بأنك تفهمه، وأحيانًا تجده غامضًا، فيصيبك بالحزن تارة والفرح تارة أخرى، تطهي السيدة كريمة الطعام بحب، تنتظر زوجها الحبيب كي يتناولان الطعام معا بعد عودته من العمل، قامت بإطعام صغارها وناموا بعد عمل واجباتهم، فهم في أعمار متقاربة، كريم في الصف الأول الابتدائي أكبرهم، ومحمد ومريم في الروضة معا، ينتاب قلبها القلق الشديد، فزوجها تأخر على غير عادته، لتستغيث بأخيه عمر في خوف قائلة:
- ساعدني يا عمر أرجوك، الوقت تأخر، وأخوك لم يعد بعد، ولا أعرف مكانه، فكما تعلم، قد انتهى دوامه منذ ساعتين وأكثر، وأخشى أن يكون مكروهًا ما قد أصابه، قلبي يُحدثني أنه ليس بخير.
- لا تقلقي يا زوجة أخي، قد يكون ذهب لإحضار أمر ما وش..
تُقاطعه قبل أن يُكمل قائلة:
- كان ليُخبرني.
انتقل القلق منها إليه، إلا أنه قال لها في هدوء:
- لعله خير إن شاء الله، سأذهب حالًا للبحث عنه، ولن أعود حتى أجده.
- الله ييسر طريقك، ويطمنا عليه.
ذهب عمر للبحث عن أخيه، يطوف في الشوارع هنا وهناك، جيئةً وذهابًا، وما من أثر له، وكأن الأرض قد انشقت وبلعته، ومكان عمله خالٍ وكأن الحياة تدب فيه نهارًا فقط، وتنعدم عن الوجود ليلًا.

في المستشفى
تنظر نور إلى شرفة غرفتها في حزن دفين، يطوقها الألم من كل اتجاه، بداية من حلمها الأول، فيعود بها الزمن إلى الوراء سنوات، كانت ثقيلة في مرورها، وصعبة للغاية في تجاوزها، تجلس والدتها في غرفتها داخل بيت العائلة، الذي اضطروا إلى تركه رغمًا عنهم، تُهون عليها قائلة:
- لعله خير يا حبيبتي، هذه إرادة الله ما لنا إلا الرضا.
نور من بين دموعها قائلة:
- ولكني لا أستحق هذا يا أمي، لطالما اجتهدت، ولم أؤل جهدًا كي ألتحق بتلك الجامعة التي أصبحت جزءًا مني، وبلغ مني الحلم مبلغه، حتى ظننت أنني حققته، لتُعصف أحلامي هكذا، وأجد نفسي أقع في الهاوية من منحدر عالٍ.
- هوني عليكِ يا ابنتي، فأنتِ ما زلت صغيرة، ولن تكون هذه أول معركة تخسرينها، ستُقابلين في حياتك الكثير من العقبات، وإن لم تكوني قوية، لن تكون في الجهة الآمنة، لا بأس من فقدان حلم واحد، طالما يمكننا بناء غيره، نحن من نبنيها، وطالما بداخلنا نفسٌ، علينا ألا نتوقف.

تحاول والدتها بث الأمل داخل قلبها؛ كي ترضى بما اختاره الله لها، لتبدأ معركة أخرى دخلت كلية لا تُحبها، تلتحق بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان، وهناك درست التغذية، ونفذ من خلالها النور إلى صدرها، يقضي على الظلام الذي استوطن داخلها، ما زال هناك فرصة كي تحقق مبتغاها، لطالما تمنت مساعدة المرضى، لتبدأ من جديد، تبني حلمًا، وتذاكر دروسها بجد، تستدرك كل ما فاتها، مر عامين من الجامعة، ولم تتقبلها حتى تلك المحاضرة التي التقت بها أجمل دكتورة قلبًا وقالبًا، تنثر عبيرها في الأرجاء، كالوردة المتفتحة توًا، فتجذب الفراشات كي تتشرب من رحيقها، وتزداد بهاءً وجمالًا.
- هل تعلمون يا طالباتي الأعزاء بأن مجال التغذية ذو شأن عظيم، وأن هناك الكثير من المرضى قد تتبدل حياتهم كليةً عند اتباع نظام غذائي سليم، يتغلبون عن المرض، ويهزمون مرض العصر ألا وهو السمنة المفرطة، التي دمرت حياة الكثيرين، وجعلتهم يعتزلون المجتمع.

أصابت كلماتها الهدف مباشرة، تحيي بداخلها ما سرقته الأيام، تذاكر ليل نهار، وتقضي ساعات طوالٍ بداخل المكتبة، تنتقل بين الكتب، وتتصفح مختلف الموضوعات، تريد أن تُصبح أخصائية تغذية متميزة، وأصبحت على علاقة طيبة مع تلك الدكتورة، تشكرها في لطف قائلة:
- لا أجد من عبارات الشكر ما يناسب لشكرك، فمهما أقول عنكِ لن أوفي حقك، أرسلك الله لي في الوقت المناسب، رسالة وصلتني عن طريقك، فعادت إلى الحياة التي ظننت بأنني خسرتها.
تربت على كتفها في حنان مُغلف بالحب قائلة:
- سعيدة بتقدمك يا نور، فأنتِ طالبة مجتهدة، ولا يوجد الكثيرات التي قد أقابلهن مثلك، ولأجل ذلك أوصيكِ ألا تتوقفي عن الأمل أبدًا، هو نور القلوب، ودونه لا نكون نحن.

حُفرت تلك الوصايا الغالية داخل لبها جيدًا، فنزلت نور للتدريب في أحد المراكز الخاصة بالتغذية، ولقبوها هناك بالدكتورة، فسعدت بشدة، تقول للسكرتيرة هناك في لطف:
- اعتبريني أختك، لا تقولي لي يا دكتورة، ونحن وحدنا، ما من داعٍ للألقاب أبدًا، وإن أردتِ أن أساعدك في المهام، سأكون مسرورة بشدة.
تتعامل مع الآخرين بقلبها الطيب، وفطرتها الجيدة التي لا مجال فيها للؤم أو الخداع أبدًا، ولكنها مع الآسف وقعت في وكر الذئاب، الذين استقطبهم لمعة عينها، يصرون على نزعها بشدة، تجلس قبالة أحد الأطباء في المركز، طلبها للحديث معها، فلَبت ندائه في لطف قائلة:
- أخبرتني السكرتيرة بأنك طلبتني.
- نعم، لقد فعلت، تفضلي بالجلوس يا دكتور نور.
- شكرا لحضرتك.
قالتها، وأعينها يشع منها بريق، يوحي بمدى سعادتها، يبلغ بها عنان السماء، فانتهز الفرصة قائلًا:
- لقد أخبرتك بأنك في البداية ستعملين كأخصائية جلسات ثم بعد ذلك سأقوم بعمل عيادة لكِ، وتعلمين كم الضغط الذي نتعرض له هذه الفترة، مما جعل زميلاتك في حاجة إليكِ، سيكون عليكِ الذهاب إلى المركز الآخر في الأيام المكتظة بالعملاء، وفي المركز هنا أيضًا، تنتقلين ما بين هنا وهناك.
استجابت لنور لطلبه دون تردد، ولم تعلم بأنها قد فتحت على نفسها بابًا، لا تعرف كيف ستُغلقه؟؛ لتبكي أمام المدير وهي تحمل ذراعيها في تعب قائلة:
- حرام عليكم هذا، لقد تعبت والله، لا أرتاح أبدًا، حتى خارت قواي، ولم أعد أقوى على العمل، لم يسبق لي أن تعرضت للاستغلال بهذا الشكل.
- لكونك بريئة، فالحياة خارج البيت لا ترحم أحدًا، وخاصة في بيئة العمل، إن رأوا منك اجتهادًا، لم يشكروك، بل أنهكوك حد الألم، فتغيب عن ناظريك مفهوم الراحة، وتنطفئ لمعة عينيك.

جلست نور في البيت، لم تستطع أن تُكمل بهذا الشكل، استغلوها بشكل سيئ، فلم تُغادرهم إلا وداخلها مختلف الجروح التي خلفت ندبات، يصعب محوها، تعقدت من جو العمل، ليطوقها شبح اليأس ثانية، وهذه المرة لم يكن نفاذ الأمل إلى قلبها بالأمر الهين، إلا أنه استطاع التسلل من خلال موهبتها، فهي ترسم منذ صغرها، لتنضم إلى جروبات عدة خاصة به، تتعلم أكثر وتغوص في الأساسيات، تتقن الفنيات أكثر، وتدرس عنه؛ لصقل موهبتها، ولكن حتى هنا استطاع الظلام الوصول إليها، رسالة من أحد مؤسسي جروب رسم هي بداخله:
"ممنوع الانضمام يا أساتذة لأكثر من مكان واحد، وأنت معنا هنا، وإلا قمت بإخراجك، ومن بينكن فتاة أعرفها جيدًا، لا تتوقف عن التعلم.
ينظرون إليها نظرة حقد، ضربتها في مقتل، يسيئون إليها كما فعل من سبقوهم في مجالها، فلا تعرف سبيلًا للحياة بين دراستها وموهبتها، فتضيق عليها الأركان بما رحبت، وينتهي بها المطاف عند الطبيب النفسي الذي شخصها بالاكتئاب، كل العلامات توحي بذلك، لتبدأ رحلة لم تتخيلها قط حتى في أسوأ كوابيسها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي