11111111111111111

ـ سأنزل للعب مع صديقي حسن يا أمي.
استأذن يوسف من والدته, كي يذهب للعب مع صديقه, فطلبت منه إحضار بعض الأشياء لها أولًا, يحمل يوسف المشتريات فوق بعضها, فلم تتضح أمامه الرؤية أثناء عبوره للطريق, لتدفعه إحدى السيارات أرضًا, وتطيح بكل شيء, وتتخضب الأرض من تحته بلون الدماء.
ـ ابني يوووووسف!
سقطت السيدة سعاد مغشيًا عليها عند وصول الخبر إليها, ولم تقو قدمي الشيخ أحمد على حمله, ليجد أخيه محمد رغم ظروفه الصحية, يقف جانبه, ويشدد على يديه, ليثبت, سيكون ابنه بخير, وهو سيظل معه, لن يتخل عنه, لتعلو نظرات الندم عيني زوجته, ولم يكن حاله بأقل منها, فقد نجحت في الضغط عليه, ليصمت, والآن قد حدث ما يخافونه, لم يعد هناك ما يدفعه للانصياع معها, والسكوت عن الحق الذي له اتجاه واحد, عرفه الشيخ أحمد جيدًا, ليدع كل شيء خلفه, ويذهب إلى أخيه إبراهيم, الذي لم يُحرك ساكنًا, ولم يقف جواره في محنته كما فعل مع محمد, ليقول له الشيخ أحمد في استنكار:
ـ أ لهذه الدرجة إخوانك لا يفرقون معك؟, أصيب ابني في حادث, وكان من المتوقع أن تكون أنت جواري, وليس محمدًا وخاصةً بعد تخلي عنه, ولكنه أثبت لي أن العلاقات لا تهون, والدم لا يصبح ماءً أبدًا, وإن كنت أراه الآن لديك.
إبراهيم في حدة:
ـ وما دخلي أنا يا شيخ أحمد؟, إن كان ابنك مريض أو مات ح....
زجره الشيخ أحمد, يُقاطعه في عنف قائلًا:
ـ لا أدري حقًا أي نوع من الإخوة أنت, إلا أنني صُدمت, وكانت خيبتي فيك كبيرة, ليرتد إلي الآن ذلك الشعور الذي جعلت أخي محمد يُكابده, هو وأبنائه, وكاد العشم أن يضربه في مقتل, فلولا العشم يا أخي, لما جئت إليك, والآن بعد سماع تلك الكلمات منك, فاسمع مني ما سأقوله جيدًا.
صمت الشيخ أحمد لبرهة, وكأنه يلتقط أنفاسه, أو يبحث عن أي شيء, يعطيه القوة, ليواصل حديثه قائلًا:
ـ بعد اليوم لن أكون في صف فتحي أبدًا, سأقف لنصرة الحق, وأنفض الغبار عن ضميري الذي كاد أن يموت, لولا ذلك الحادث الذي أصاب ابني, لتُزال الغشاوة عن عيني, ولا أفكر في نفسي, فابني الذي خشيت عليه, أين هو الآن؟, ووحده الله يعلم إن كان سينجو؟
صفق الشيخ أحمد الباب خلفه, لم يعد يطيق البقاء في ذلك المكان أكثر, خذله أخيه, بل طعنة بسكين غير حاد, فعظم الشعور بالألم, كمن يُحاول ذبح دجاجة, ولم يسن حد السكين جيدًا, فأخذت تتعذب مع كل حركة يفعلها, وأصبح في رقابه معاناتها, فالخذلان يؤلم, والعشم قد يقتل, وليس هناك أقسى من رؤية نفسك صغيرًا أمام من أحببتهم, فأنت لم تعن شيئًا في نظرهم, وتتكرر القصص, وإن اختلف أبطالها, ولم تسر الأحداث بنفس الشكل, كان هناك أحدهم يُفكر في الفتاة التي أحبها بشدة, وحتى الآن لم يُصارحها أو يشعر لمرة بأنه نفس الإحساس لديها.
ـ لقد تعبت معكِ يا نور, ولم أعد أعلم ما هي الطريقة التي تساعدني على وصالك؟, فأنتِ لا تعطيني فرصة, فأشتاق إليكِ وأنتِ أمامي أكثر مما يحدث في غيابك, لم أعد كما كنت في السابق, فقد غيرني حبك.
ينظر الأستاذ وائل إلى الصورة التي أمامه, ويتحدث معه, فقد استطاع تصوير نور خلسةً, كي يملي عينيه بها, فهي لا تُفارق خياله لحظة, ويتأمل صورتها ليحفر معالمه داخله جيدًا, يدور محور حياته حولها, وسرح به الخيال بعيدًا, ليقطع عليه الحلم ذلك الرنين, فأجاب في حدة قائلًا:
ـ نعم.
صوت أنثوي رقيق, يسأله في لطف:
ـ هل هذا هو رقم الأستاذ وائل؟
فيجيبها, وقد تغيرت نبرته قائلًا:
ـ نعم, هذا أنا, فمن تكونين أنتِ؟
فشهقت, وهي تقول له في غير تصديق:
ـ هل من المعقول بأنك لا تتذكرني أم أن فتاة مثلي سريعة النسيان بالنسبة إليك؟
ما زال وائل لا يعرفها, فلم يعرف بم يُجبها؟, وساد الصمت لبرهة, لتفتتح الحديث ثانية بصوتها الأنثوي الناعم, وهي تصطنع الدلال عليه, قائلة:
ـ أنا هي تلك الفتاة التي قمت بإيصالها إلى المستشفى.
فضرب وائل رأسه بيديه, وهو يعتذر منها قائلًا:
ـ اعذريني فأنا لم أتخيل بأنك قد تتصلي بي؟
هي في لؤم:
ـ أ لهذه الدرجة أزعجك اتصالي؟
وائل في لطف:
ـ لا والله, فقد أسعدني اتصالك بشدة.
طال بينهما الحديث, ليُنهي معها المكالمة, وقد اتفقا على موعد, وهو يقول لها:
ـ إلى اللقاء حتى نلتقي عزيزتي مي.
أتقنت صنع الخطة, وحددت هدفها جيدًا, تسير بخطوات مدروسة, لتُقبل والدتها وجنتيها في فخر قائلة:
ـ هذه هي ابنتي الغالية, فأنا لن أقف أشاهد في صمت كما فعلت المرة الماضية.
ـ ولكن يا أمي, هذه المرة يبدو بأن الأمر لن يكون سهلًا أبدًا كما بالسابق, فقد استطعتِ تسميم عقل إبراهيم ضد نور, والآن قد التم الشمل, لم يعد هناك ما يُفرق بينهما.
السيدة منال في استنكار:
ـ وأين ذهبنا نحن؟, فكما فهمت منك مدير هذه المخلوقة يكن لها الحب, وهي لا تحبه, فمن هنا يمكننا عمل شباك لهما معًا, فيصطدم إبراهيم بالحقيقة, ليكرهها إلى الأبد.

تضحك هي وابنتها في خبث, فدهاء النساء مصيبة, وخاصةً إن تعلق الأمر بالغيرة من امرأة أخرى, كانت مي تُغار من نور بشدة, رغم اختلاف الطبقات بينهما, إلا أنها دائمًا تجدها راضية بالقليل الذي بين يديها, وهي التي تمتلك كل شيء, لا تقنع بسهولة, لتتوعدها في دهاء قائلة:
ـ لن تكوني يومًا زوجة أخي يا نور, فأنا أكرهك بشدة.
ـ الشعور واحد لدي يا ابنتي, فقد كدت أفقد ابني بسببها, وما أسوأه من حال ذلك الذي أوصلته إليه.
الأم وابنتها اتفقوا عليها, وكأن الابنة تصبح نسخة مصغرة من والدتها, ترث عنها كل الخصال حتى السيئة منها, ولكن أن تتعرض هي أيضًا لنفس الدهاء, ذلك الأمر الذي بدا غريبًا, فوالدة نور لديها من تُغار منها, تتربص بها في كل خطوة, وفي السابق دبرت لها مختلف الحيل, لتُزعزع استقرار بيتها, فتأخذنا الأحداث إلى بيت العائلة الفسيح, وبالأخص في غرفة تلك الأفعى, التي بثت سمومها في كل ركن, ولم تجلب إلى هناك سوى الدمار معها, يقول لها زوجها في لطف:
ـ ماذا أعدت لنا أميرتي اليوم من طعام؟
عادت إلى بيته بعد عناء يوم طويل, فهو يعمل في تجارة المواشي, ويطوف البلاد بحثًا عن الأسواق, ويتناهي إلى الأذان كلام سييء عنه, فهو شخص سليط اللسان, يهابه الكثيرون رغم أنه جبان, عديم الشخصية في بيته, وتلعب به زوجته كيف تشاء, فتُجيبه في حدة:
ـ لم أستطع طهو شيء, فلماذا لم تحضر طعامًا جاهزًا في طريقك من الخارج؟
كانت طوال اليوم تُفكر في محمد, لا يفارق لبها ولو لثانية واحدة, وكادت أن تُخطئ, وتناديه باسمه, ولكن لحسن حظها, لم ينتبه لتلك الحروف التي ليس لها علاقة باسمه, يُهدأها في حب قائلة:
ـ حاضر يا حبيبتي, لا تُتعبي نفسك, سأذهب الآن, فأرجوك لا تنزعجي مني.
تشعر بالاشمئزاز منه, يزداد بغضها له يومًا تلو الآخر, ولم تعد تحتمل أكثر العيش معه, فلم تبال به, ووضعت رأسها على الوسادة, تستسلم للنوم الذي يجعلها تراه في أحلامها, ويصور لها عقلها الباطن الحياة التي أرادت أن تعيشها, فتشهد أحداث جميلة, لا صلة لها بواقعها أبدًا, إلا أنها تستمد منها القوة, لتُكمل ما تفعله, ما زال لديها أمل, ويأخذها العشم بعيدًا بأن ما ترجوه سوف يكون, يأتي فتحي من الخارج, فيجدها تبتسم, وهي نائمة, يقترب منها, ويقبلها, فتنادي اسم الآخر, مما يجعله يُصدم, ويوقظها في حدة قائلًا:
ـ محمد من هذا الذي ذكرتي اسمه؟, وتحلمين به في منامك.
ارتعبت, وانتفضت من مكانها, لا تجد من الكلمات ما يُسعفها, لتدافع عن نفسها أمامه, لتتدعي البكاء, وهي تقول له في لؤم:
ـ حرام عليك أن تظن بي السوء, فذلك الاسم سيكون لصغيرنا.
هو في استنكار:
ـ عن أي صغير تتحدثين؟
فتضع يديه على بطنها, وهي تشير إلى مكانه, ليطير فتحي فرحًا, لا يستوعب عقله كل هذه السعادة, ليقول لها في غير تصديق:
ـ غير معقول, فمتى حدث ذلك؟
تجيبه في دلال قائلة:
ـ لا أصدق يا حبيبي بأنك لا تتذكر تلك الليلة.
لم يُجادلها فتحي, فهو يسير خلف تلك الكلمات التي تخرج من فاهها دون أدني تفكير حتى, يلغي شخصيته أمامها, لا يعرف للتسلط طريق, وهو معها, يبطش في خلق الله دون رحمة, وتأتي أفعالها لتنتقم منه, فيسألها في حزن قائلًا:
ـ ولم أسميته محمدًا؟, ألا تعلمين بأنني لا أحب ذلك الشخص, فكيف أعطي ابني اسمه؟
هي في ثقة:
ـ لأجل ذلك؟
فتحي في استنكار:
ـ وكيف يكون ذلك؟, هل تتعمدين إغاظتي؟
تهز رأسها في نفي, وتُجيبه قائلة:
ـ بالطبع لا, ولكن لأجل صالحك.
يَصعب عليه الفهم, فتُوضح له قائلة:
ـ لقد شاع في الأرجاء بانك تكره أخيك, وقمت بطرده, فإن أسمينا ابننا على اسمه, لن يُصدق أحد أي مما يسمعه.
تتحدث معه في

جرأة ليست بغريبة عليها، تقتل القتيل وتسير في جنازته، سممت عقل الأخ على أخيه، واليوم تُريد أن يكون ابنها على اسم الشخص الذي أحبته حقًا، لا الذي ربطت اسمها باسمه.
قلب آخر يُفكر، ولكن دون عذاب، فقد اتصل الشعور، وعادت المياة إلى مجاريها بعد كشف سوء الفهم عنهما، يقول لها في لطف عبر الهاتف:
-لمَّ تأخرت أميرتي في الإجابة على اتصالي؟
-كنت مشغولة يا إبراهيم، مهام العمل لا تنتهي.
إبراهيم في لوم:
ـ لا أعرف سبب إصرارك على ذلك العمل الذي يُنهكك كليةً, ويأخذك مني.
نور في حزن:
ـ أنت تعلم ظروفي يا إبراهيم, وما من داعٍ للحديث في ذلك الموضوع.
يؤلمها التذكر, فقد عايرتها والدته من قبل, وألقت على مسامعها أقسى الكلمات, لم ترحمها, واقع أليم تجرعت من مراره هي وعائلتها, وجاءت حادثة ابن عمها يوسف, لتقلب الموازين كليةً, تغلق المكالمة مع إبراهيم بعد قراءة الرسالة التي أرسلتها فريدة, فشاهدها الأستاذ وائل, وهي تركض إلى الخارج مسرعة, لحق بها في قلق, وعرض توصيلها إلى المستشفى, كانت خائفة للغاية, ويبدو عليها الفزع, فلم تسمح حالتها الجدال معه, ليستشاط إبراهيم غضبًا عند رؤيتهما سويًا, يحدجها بنظرة نارية, وهو يجز على أسنانه قائلًا:

ـ ما الذي جاء بذلك الشخص إلى هنا؟, ولم أحضرتيه معك؟
تشهق نور بقوة من البكاء, فرغم انقطاع العلاقات بين الكبار, لم يُزلزل استقرارها شيئًا بين الصغار, ورغم صغر سن يوسف, كان خير رجل, نضج قبل أوانه, لم يكف عن الذهاب إلى المستشفى خلسةً, للاطمئنان على أحوال عمه، ويساند بناته، ليكن لهم أخًا، ويعوضهم عن ذلك الشعور الذي افتقدونه، ليؤكد لهم بأن الرجولة لا تقف عند سن، وأن الأمر في النهاية ليس سوى اختيار، والرجل الحقيقي من تصنعه المواقف، وتستدعيه الظروف

تبكي نور بحرقة هي وأخواتها على يوسف، ابن العم اللطيف الذي عوضهم عن عدم وجود أخ لهم، يقف جوارهم ويطمأنهم، فيردون إليه الجميل، ويساندون زوجة عمهم (سعاد)، فما يلبث زوجها أن ينظر لها في حزن، ولسانه يقطر ألمًا وهو يقول:
-أرأيت يا سعاد ما حدث حين لم نقف إلى جانب الحق؟، أ لم يوهمك الشيطان بأن ذلك في صالح ابننا؟، اليوم هل كان بإمكاننا أن ندفع عنه الضرر؟، ومن الذي يقف جوارك الآن؟
تؤلمها كلمات الشيخ أحمد، يُزيح الغشاوة عن عينيها، ويجعلها ترى الحقيقة التي غفلت عنها، فاليوم يوم الأحداث المؤلمة، تقف الفتيات جوارها اللواتي لطالما تحدثت عنهن بالسوء، ولم تحن عليهن أبدًا، عاملتهم بقسوة كالآخرين، وأغلقت الباب بعنف في وجوههم، لتعتذر منهم من بين دموعها قائلة:
-سامحوني يا بناتي أرجوكم، أعلم بأنني في السابق قد أساءت إليكم، ولم تجدوا مني يومًا حنانًا أو رحمةً.
تربت نور على كتفها، وتقول لها من بين دموعها:
-لا تقولي ذلك يا زوجة عمي، فنحن عائلة واحدة، والخلافات أمر طبيعي في العلاقات، ولكن يجب علينا ألا نعطيها حجمًا أكبر، ولأجل ذلك ما من داعٍ أبدًا للاعتذار منا.
تنظر لها السيدة سعاد في امتنان مغلف بالندم، فهذه هي نور التي لم تتحدث عنها بشكل جيد، وأساءت إليها، ووقفت أمام عمهم كي لا يساعدهم في كل مرة.
-سيكون يوسف بخير، لا تقلقي يا زوجة عمي.
قالت تلك العبارة فريدة في ثقة، تطبطب على فؤادها بكلماتها الطيبة، تعطيها أملًا، الله قريب مجيب، وسيُعيد يوسف إليهم، وحينها ستجتمع العائلة من جديد، ولن يفترقا أبدًا.
ترتمي السيدة سعاد في أحضانهم، وتستسلم لموجة الحزن بين يديهم، لن تجد هناك من هي في حنانهم، وجاءت والدتهم لتُريها كيف يكون الترابط، وصلة الرحم التي هي عون المرء، وجيشه القوي في مواجهة الأزمات، كاليد الواحدة يقفوا معًا، ويهونوا على بعضهم تلك الشدة.
-لو كان يوسف مستيقظًا الآن، لفرح كثيرًا، فلطالما تمنى ذلك أخي يوسف، فهو يحبنا بشدة.
ببراءة الأطفال خرجت تلك الكلمات من ثغر هدى، الطفلة الرقيقة التي كانوا يسمونها بفاكهة العائلة، يحنو عليها يوسف دومًا، ويُحضر لها مختلف أنواع الحلوى، تتذكر آخر حديث جمعهم، وتنقله إليهم:
-لقد أخبرني يوسف بأنه في يوم من الأيام سيساعدنا على العودة إلى البيت الكبير، وسنعيش فيه معًا في سعادة، ولن يكون فيه أي مشاكل بعد خروج الأفعى منه.
توجهت إليها نظراتهم في تساؤل، فمن تكون الأفعى التي يقصدها يوسف؟، إلا أن الإجابة ما لبثت أن وصلت إليهم، فتلك السيدة لا تحمل من خصال البشر شيئًا، الشر الذي استوطن داخلها حري به أن يكون لوحش ماجن، لا يعرف للرحمة سبيلًا أبدًا كحالها، أتت على الصغير والكبير، ولم تهتز فيها شعرة أو يوقفها شيء عند حدها، ألمت الصغير قبل الكبير، وعانى الجميع منذ حضورها.
جاء العم قدري مسرعًا إلى المشفى، فأطرقت السيدة سعاد رأسها إلى الأسفل في خجل، هذا الرجل أيضًا كان له نصيب من الكلمات القاسية، ألقيت على مسامعه دون رحمة، ولم يشهد سعادة أبدًا منذ مجيئه إليهم، وكأن الذنب كان ذنبه، يُحمل نفسه فوق طاقتها، ليقول لهم في آسف:
-سامحوني يا أبنائي الأعزاء، أعلم بأني قد أخطأت في حقكم كثيرًا.
الشيخ أحمد في استنكار:
-لا تقل ذلك يا عم قدري، بل نحن من يجب علينا الاعتذار منك، وجدت منا سوء فهم ومعاملة لا تستحقها أبدًا، فسامحونا أرجوك.
العم قدري في حزن:
-وكيف أسامح نفسي وأنا السبب؟، دخلت هذه الحية البيت بسببي، فما لبثت أن بثت سمومها، ودمرت البيت عن بكرة أبيه، لم ينج من شرها أحد.
الأستاذ محمد مواسيًا:
-وما ذنبك يا أبي؟، كيف كان بإمكانك أن تقلع ذلك الجذر؟، فهي لم تر منك سوى الخير، لتكون ضربتها لنا الضربة القاضية، ماتت أمي كمدًا، ودمرت شمل العائلة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي