الفصل الثالث ضربة باب عنيفة

الفصل الثالث
ضربة باب عنيفة
تمدد لينغ بجسده السمين على الأرض, وخز العشب الناعم جسده مما جعله يشعر بالحَكة لكنه لم يعر كل ذلك أي اهتمام فقد كان جل تركيزه على عشبة الشيشيو. بعدما تخطى لينغ مرحلة الاهتمام بالكنوز في عالمه الحقيقي وجد نفسه يكاد يبكي من الفرحة عند إيجاد عشبة الشيشيو. آخر ما توقع أن يجده في هذا العالم منعدم الطاقة الروحية هو عشب روحي مثل هذا. انتعش لينغ فور امتصاصه للطاقة من عشبة الشيشيو، من دون أن يعدها فهو يعرف أنها عشبة في شكل سبع نباتات فردية ولكل نبات 7 أوراق دائمًا ما تكون معا وهي تعتمد على ضوء الشمس لتنمو. عندما تكتسي كل ورقة سبعة بقع من اللون البني المائل إلى الصفرة فهي تعتبر ناضجة تماما، و من له المعرفة الكافية في الكيمياء سيستطيع تحويل العشبة إلى كبسولة تشيشيو.
من حسن الحظ فان لينغ خبير في تحضير الأدوية لكونه خبير كيميائي. عرف انه يستطيع تحضير 49 كبسولة شيشيو من عشبة شيشيو الناضجة تماما. لكي يفعل ذلك سيحتاج على الأقل أن يكون في مرحلة تشي الأولى لكن هذا صعب مع حالة جسده الفيزيائية الحالية. تأكد لينغ أن فكرة تحضير الدواء المستخلص من العشبة لم تكن إلا حلم بعيد خاصة أن النباتات السبعة لعشبة شيشيو لاتزال في مرحلة النمو وسيستغرقها ما يقارب شهرين حتى تنضج بالكامل.
الطاقة المنبعثة من عشبة شيشيو الناضجة تماما ستكون أقوى بخمس إلى سبع مرات إلا أن هذا فقط صالح لمدة سبعة أيام، إن لم تزرع ستذبل بعد سبعة أيام. عندما تفقد العشبة قوتها وتذبل سيصبح شأنها شأن أي عشبة أخرى ذابلة.
مع ذلك، لم تكن تلك مشكلة بالنسبة للينغ. كمية كبيرة من الطاقة الروحية قد تبددت بالفعل في الغلاف الجوي حتى الآن، حتى مع وجود كمية قليلة إلا أن ذلك كان مفيدا جدا للينغ يون الذي كان يخطط لتقوية جسده و لياقته البدنية. تعافى لينغ سريعا من الضعف الشديد بعد حادث السيارة. احمرت وجنتيه وملئ جسده بالطاقة.
قدرة ذاك الجسد البدين في تخزين الطاقة ضعيفة جدًا، لذا فقد خزن لينغ قدر المستطاع من الطاقة الروحية. بعد نصف ساعة من الزمن جلس لينغ وهو يحدق في العشبة بينما كان جل تفكيره في كيفية تدريب ذلك الجسم وتعزيز قوته؛ عليه أن يصل إلى المرحلة القصوى قبل أن تنضج عشبة شيشيو تماما. عاهد لينغ نفسه، وهو يداعب أوراق عشبة شيشيو كما لو أنه مولود جديد، بأنه سيصل إلى المرحلة 9 من التقوية الجسدية في غضون شهرين. هذه الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها حماية نفسه من المجهول الذي دمر خط يانغ هيل الميريديان الخاص به.
بخصوص ذلك، لينغ لديه خطة للعلاج. كل ما عليه هو الوصول إلى مرحلة تشي الأولى عن طريق امتصاص الطاقة الروحية من عشبة شيشيو عندما تنضج. ثم سيترتب عليه أن يتناول عدد قليل من حبات الشيشيو بالتزامن مع تقنية علاج مقدسة. بعدها سيكون خط الزوال الخاص به جيدا كالسابق.
بما أن جسده امتلئ ولم يعد قادرًا على امتصاص المزيد من الطاقة، وقف جانبا و خاطب عشبة شيشيو "يا عزيزتي، لن ترافقيني الليلة، لكني سأضرب لك موعدا غدا حين انهي طاقتي الروحية". من يراه في ذلك الوضع سيظن أنه يودع حبيبته.
شعر لينغ بالتغيير الذي طرأ على جسده، أصبح أقوى مرتين مما كان عليه من قبل؛ عند حادث السيارة.
مشى بعيدا وهو ناصبًا رأسه نحو السماء "هذا هو مقدار قوة شخص عادي في 18 من عمره؟"
سار لينغ لمئات الأمتار على طول النهر إلى أن رأى جسرًا صغيرًا يؤدي إلى الطريق الرئيسي، كان الطريق على بعد دقائق من المدرسة الثانوية. سرعان ما وصل لين إلى المدرسة فإذا به يجد باب مدرسة كوينغ شيو مغلق. لم يكن ينوي الدخول من هناك، لذلك سار إلى الأمام. نظر إلى الأمام فوجد ملعبًا رياضيَا واسعَا، كان هادئا وخاليا تماما؛ أنه المكان المثالي لتسلق الحائط والدخول.
شعر بخيبة أمل بعد أن تذكر لينغ يون الضعيف وهو يسقط بشكل مريع بعد تسلق الجدار قبل أيام. تسلق الجدار واتجه نحو مرقد الشباب. وجد لينغ المدخل الرئيسي لمرقد الشباب مغلقا أيضا لذلك تحتم عليه الذهاب إلى البوابة الحديدية وقفز إلى الداخل.
*ضجيج
نام حارس مرقد الشباب منذ زمن ولم يكن ليعير الضجيج انتباه حتى لو كان مستيقظا. كان شائعا في المدرسة الثانوية تسلق التلاميذ البوابة للخروج و الدخول في الليل، حتى عند البنات. بعد الدخول نظر لين إلى المرقد لاحظ ضوء خفيف من عدة غرف، علم أن التلاميذ يدرسون بجد من اجل امتحان القبول في الجامعة.
تذكر حياته في عالمه الحقيقي حين توجب عليه الخضوع لتدريب مكثف من اجل الصعود من القسم الخارجي إلى الداخلي؛ تنهد بقوة.
"يبدو أن كل العوالم متشابهة" توقف عن التفكير للحظة وامتلأت عيناه بالعزم و الإصرار، دخل لينغ من الباب الجانبي الذي لم يغلق أبدا. صعد الدرج إلى الطابق الثالث. انتشر ضجيج الشخير في كل زاوية من الطابق، مشى لينغ نحو الغرفة 305، دفع الباب برفق لكن الباب لم يفتح وبدا انه مغلقا من الداخل، عبس لينغ وطرق الباب مجددًا إلا أنه بقي مغلقًا. ثار غضب لينغ وبدأ يطرق الباب بقوة اكبر.
استيقظ صبي داخل الغرفة من صوت الباب حتى انه جلس في مكانه وهو يعلم أن الطارق هو لينغ يون، أراد فتح الباب له إلا انه تردد في فعل ذلك. اسم الفتى تشاي هانلين.
بالأمس، قرر زعيم غرفة 305 وي تيانجان تلقين لينغ درسا. قرروا إغلاق الباب وعدم السماح له بالدخول. وافق ثلاثة من زملائه في الغرفة فهم يحتقرونه مسبقا؛ لا يستطيعون الانتظار لرؤيته يحرج نفسه. الوحيد الذي استنكر الفكرة هو تشاي هانلين وقد علق قائلا "اعتقد أن هذا ليس لطيفا، نحن زملاء في الفصل و امتحان القبول في الجامعة قريب جدا...أليس كذلك؟"
نظر وي تيانجان إلى هانلين باستخفاف وقال" هذا التافه الغبي سيجتاز امتحان قبول الجامعة؟ عدم فشله المحتم سيفرحني"
انضم غو يوان لونغ، الذي كان نائما على السرير فوق سرير لينغ، إلى موجة الاستخفاف قائلا "هانلين، هل فقدت عقلك؟ يعتبر لينغ من بين آخر ثلاثة تلاميذ في القسم في التحصيل الدراسي كما أن امتحان القبول في الجامعة بعد شهرين فقط، ما الذي تتوقعه منه؟
تبادل التلاميذ الأربعة النظرات و فهمو ما الذي سيحصل الآن. أراد هانلين الدفاع عن لينغ يون لكنه يعلم أن كلامهم يحمل بعض الحقيقة؛ امتحان القبول الجامعي حقا بعد شهرين و لينغ يحتاج إلى معجزة من اجل الالتحاق بأي جامعة. كان وي تيانجان سعيدًا للغاية من تعقيب غو يوان ثم أضاف "بعد انتهاء درس اليوم، تبع لينغ يون السمين كاو شانشان، من أين أتته الجرأة لمخاطبة حسناء الثانوية والاعتراف لها بحبه؟ من أين أتته الجرأة بوجهه القبيح ذاك؟ يجب أن يلقي نظرة على نفسه في المرآة"
يعرف الجميع أن كاو شانشان من بين الثلاث جميلات في الثانوية ومعظم تلاميذ يحبونها من بينهم تلاميذ الصف 12.
خطر شيئا ما في تفكير تشاي هانلين، كان يعلم أن لينغ قد أغضب تيانغان من خلال اقترابه من شانشان؛ محبوبة تيانغان.
كانت عائلة وي تيانغان ميسورة الحال و كان من بين الخمسة الأوائل في صفه؛ اشتهرت ثانوية كوينغ شي بتخرج تلاميذ نوابغ، لذا ظن أن حظوظه اكبر من أي شخص في مغازلة الحسناء. أراد أن يكتب لها رسالة اعتراف بالحب منذ زمن طويل إلا أنه خاف من عدم توافق حالة العائلتين الاجتماعية.
"تشاي هانلين ، أعلم أنك تشفق على هذا الخنزير السمين الذي لا حول له ولا قوة. ومع ذلك ، سيتم إغلاق هذا الباب الليلة. إذا قمت بفتح الباب له، فلا تقل أنني لم أحذرك، قد اعذر من انذر!" مع تهديد وي تيانجان ، وحماس زملائه الثلاثة الآخرون، عرف تشاي هانلين أنه لا جدوى من تحديهم. حافظ على هدوئه وتنهد من أجل لينغ يون ثم عاد إلى سريره واستمر في القراءة. كان لينغ يون ضعيفًا جدًا! استمر صوت دقات الباب في الارتفاع. استيقظ وي تيانجان وغو يوان لونغ لعلو الصوت. علم الجميع أن لينغ يون من يطرق الباب بالخارج. ومع ذلك، جلسوا جميعًا على سريرهم ونظروا إلى الباب بدون أي ردة فعل. مع ذلك، شعر وي تيانجان بالحيرة أيضًا، بناءً على شخصية لينغ يون الجبانة، إذا طرق الباب ولم يرد أحد بعد فترة طويلة، فإنه يفضل البقاء خارج باب الغرفة بدلاً من الطرق مرة أخرى. لماذا لم يكن هناك ما يشير إلى استسلامه هذه المرة؟ شعر تشاي هانلين بأن الطرق على الباب يعلو كما لو كان يطرق قلبه مباشرة. لم يعد قادرًا على تحمله وكان على وشك النزول من سريره.
"أفتح الباب إن كنت جريئا بالقدر الكافي؟!" هدد وي تيانجان الذي كان فوق السرير العلوي تشاي هانلين.
"تبا! إنه منتصف الليل ، توقف عن الطرق!" كما تم إيقاظ التلاميذ من الغرف المقابلة وهم يشتكون من هذه الضوضاء. كان لينغ يون يعلم أن زملائه في الغرفة مستيقظين، لكنهم أبقوا الباب مغلقًا عن قصد. مزاجه الجيد بعد الحصول على عشبة شيشيو دمر تماما. وقد استشاط غضبا "أراكم يا رفاق معتادون على التنمر هكذا ، هاه..." سخر لينغ يون من نفسه وتوقف عن الطرق، لكنه تراجع بثلاث خطوات بدلاً من ذلك. أخذ نفسا عميقا، واندفع نحو الباب ثم ركله برجله اليمنى.
* ضجيج
بركلة واحدة، انفتح الباب "من أغلق الباب ؟!" ذهب لينغ يون مباشرة إلى داخل الغرفة بطريقة مرعبة ومخيفة. جالت عيناه عبر الغرفة ،وأخيراً، وجد وي تيانجان الذي كان جالسًا على السرير العلوي!
على الرغم من أنه لم يستطع تذكر أسماءهم، إلا أن لينغ يون شعر بوضوح أن عدوه اللدود هو الرقيق من يجلس على السرير العلوي بوجه مليء بالازدراء! ساد الصمت الغرفة في ذهول كل من وي تيانجان، غو يوان لونغ، والبقية، بما في ذلك تشاي هانلين، من تصرف لينغ يون غير الطبيعي!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي