الفصل الرابع عقاب صغير

الفصل الرابع
عقاب صغير
لم يقتصر الأمر عليهم فقط، استفاق الجميع من الغرف المجاورة؛ حتى أن بعضهم خرج من الغرف لكي يروا ما الذي يحدث.
قال شاب فضولي من الغرفة المجاورة "يا رفاق، شيء ما يحدث في الغرفة 305 مجددا، لنذهب ونلقي نظرة. لابد من أن لينغ يون يتعرض للتنمر كالعادة"
رد عليه زميله "هذا الأحمق يتعرض للتنمر كل يوم، ما الجديد في ذلك". نبرة صوته تدل أنه ملل هذا السيناريو اليومي.
أفاق وي تيانجان أخيرًا من الصدمة، إذا لم يحصل الحادث أمامه لما صدق ذلك أبدا. من يصدق أن لينغ يون يركل الباب ويدخل. كان شائعًا عند الجميع أن لينغ جبانا و يسهل التنمر عليه. شاب في مقتبل العمر، ببشرة فاتحة، طوله يفوق1.8 متر ووزنه يزيد عن 100كلغ لا يستطيع التصدي لتنمر زملائه وحتى تلاميذ الصفوف الأخرى.
"أيها الخنزير السمين، عمل جيد. ما الذي حدث في الساعات القليلة الماضية؟ من أين أتتك كل هذه الجرأة لركل الباب؟" على الرغم مما رآه تيانجان من تحول في لينغ إلا انه لا يستطيع التوقف عن التنمر عليه.
في تلك اللحظة، أفاق غو يوان لونغ من صدمته أيضا و حاول الاتفاق مع وي تيانجان على الفور، أكمل قائلا "أيها الجبان، هل اعترفت لكاو شانشان البارحة و انتهى بك الأمر باللكم من قبل شخص آخر؟ هاهاها وأين نظارتك ومعطفك؟ لا تقل أنك حاولت الاقتراب منها وأخذت أشيائك كدليل بعد أن تم ضربك؟"
رغم أن غو يوان لينغ قال ذلك لإزعاج لينغ، إلا أن تيانجان من انزعج من كلامه وبدا يفور من الداخل؛ فقد لاحظ للتو أن لينغ حقًا نصف عار، هل حاول الاقتراب من محبوبتي حقا؟"
"بالإضافة إلى إيقاظنا جميعا، تجرأت على كسر الباب؟ اعتقد أن جسدك بدا يحكك، أليس كذلك؟ هل تريدني أن أبرحك ضربا؟" قال جيا منغ الذي يبلغ طوله 1.7 و نحيفا كحبة الفاصوليا إلا أن شخصيته سيئة؛ و هوايته المفضلة التنمر على لينغ.
ينام لينغ يون و جيا منغ على الأسرة السفلية بينما ينام الآخرون في الأسرة العلوية؛ كان ينام عن قصد في اتجاه نوم لينغ من أجل التنمر عليه.
"يا رفاق، لا يزال سرواله مبللا، هل يا ترى أنه بسبب رفض شانشان اعترافه بالحب حاول الانتحار بالقفز في النهر؟ سيكون خيرا مثيرا : تم رفض الفاشل رقم واحد في ثانوية كوينغ شو من قبل المع و أجمل فتاة في المدرسة".
كان شا غوكسينغ فوق سرير هانلين قبل أن يسمع كل ذلك، وضع نظاراته بهدوء بدون أي ردة فعل كما لو انه يعتقد أن الوضع لم يكن يستحق كل تلك الفوضى.
تجمع جميع التلاميذ أمام الغرفة 305 لمشاهدة ما الذي سيحصل.
نظر وي تيانجان إلى لينغ ليرى أن سروال لينغ بالفعل مبلل و بسبب معرفته الجيدة لشخصية لينغ فقد وجد أن احتمال حدوث ذلك وارد جدًا. وعند التفكير أن لينغ تحلى بالشجاعة للاعتراف بحبه يكاد رأسه ينفجر. أعمت الغيرة عين تيانجان، كيف لجبان مثله أن يتكلم مع محبوبته؟ الفتاة التي لا يستطيع هو بحد ذاته الاقتراب منها.
كان عليه أن يعلمه درسا قاسيا لكي لا يتمرد أكثر. تبادل كل من تيانغان و غوكسينغ و يوان لينغ الذين كانوا في الأسرة العلوية نظرات ساخرة تحمل إشارات؛ فهموا ما الذي عليهم فعله فورا.
قفز تشاي هانلين من سريره وسأل لينغ في قلق دون حتى أن يرتدي حذائه "لينغ يون، أين ذهبت بحق السماء؟ أين نظارتك و معطفك؟ لماذا سروالك مبلل؟ هل أنت بخير؟"
كان هانلين من منطقة ريفية و حالة عائلته المادية ليست ميسورة الحال، إلا انه استطاع دخول ثانوية كوينغ شو بمجهوده الخاص. كان من بين العشرة الأوائل دائما، غير انه لطالما تعرض للتنمر من طرف زملائه لقصر قامته و نحافته الكبيرة. لهذا فان هانلين يتعاطف مع لينغ لكونهما هدف سهلا للتنمر ويعانيان من نفس الألم.
بالنسبة لـ يون الذي وصل للتو إلى هذا العالم، فقد وجد أخيرًا شخصًا اهتم لأمره، نظر إليه وابتسم قائلا "أنا بخير" ثم استدار نحو تيانجان وقال ببرود "اخبرني، من أغلق الباب؟ هل أنت من فعلها؟"
قال تيانجان بغضب وهو ينزل من السرير العلوي "يا صاح، اعتقد انك صدقت نفسك، تجرأ الخنزير السمين على مخاطبتي بهذه الطريقة. استمع، أنا أخبرك ولمرة واحدة فقط؛ نعم أنا من أغلق الباب. ما الذي ستفعله بخصوص ذلك؟"
قبل أن تلمس رجله الأرض، شعر بيد تمسك رقبته وترفعه للأعلى وقبل أن يفهم ما الذي يحصل ألقاه لينغ يون مرميًا على الأرض.
لم يتوقع تيانجان أن يفعل لينغ ذلك. تأوه من الألم خاصة انه يرتدي سروالا قصير وكانت الأرضية باردة جدا. قبل أن يفكر تيانجان ما الذي سيفعله، رفع لينغ قدمه ووضعه حذاءه الملطخ بالطين مباشرة على صدره. لم يعر هتافات التلاميذ الذين كانوا في صدمة وصراخ تيانجان أي اهتمام و قال "ما الذي يمكنني فعله؟ سأدوس عليك، هذا ما سأفعله"
فتح الجميع أفواههم من الصدمة واتسعت عيونهم. أصيب كل من غو يوان لونغ و غوكسينغ بالشلل بعد أن كانوا ينوون الانضمام إلي تيانجان. فرك جيا منغ عينيه بشدة لا يصدق ما الذي حدث أمامه الآن، هل هو يحلم؟
كان لينغ جد سعيد وراض وهو يشاهد معاناة المتنمرين. على الرغم من بدانته إلا انه قد وُلد من جديد بعد استعادة طاقته الروحية.
بالإضافة إلى قصر نظره الذي شفي تماما، جميع أمراض جسمه الخفية بدأت بالشفاء تزامنا مع خط اليانغ هيل الذي تعافى بنسبة 70 بالمائة. بدون نسيان الطاقة الروحية التي امتصها من عشبة الشيشيو والتي جعلته قويا كالثور.
لا داعي للتذكير بان لينغ على معرفة جيدة بخطوط الطول ونقاط الوخز في جسم الإنسان لهذا لم يكن هناك أي شخص في ذلك المبنى يضاهي قوته. دهش هانلين عندما رأى تحول لينغ من خروف مطيع إلى وحش شرس ثم نظر إلى تيانجان الذي اعتاد على التفاخر وهو يكافح تحت أقدام لينغ بدون جدوى. شعر بالحزن لأجله فتمتم "لينغ يون..."
كان لدى لينغ يون انطباع جيد عن تشاي هانلين، لوح بيده قائلا "ابق خارج هذا. سيدفعون ثمن كل شيء اليوم"
بعد حصوله على عشبة شيشيو وتحسن مزاجه سابقا، خطط لينغ للعودة إلى النزل و قضاء ليلة نوم هانئة مع وضع كل شيء جانبا. إلا انه لم يكن يتوقع أن يستقبله باب مغلق. لازالوا يعتقدون أن لينغ جبانا؟ إذن هذا هو الوقت المناسب لإعادة ترتيب أفكارهم.
ألقى لينغ يون تيانجان على الأرض ثم صعد على صدره أمام الكثير من الناس. حاول تيانجان استخدام كلتا يديه لرفع قدم لينغ و الوقوف لكن بلا جدوى؛ سيشعر بالخجل إلى الأبد. كانت رجل لينغ كالمسمار المثبت على الأرض، مهما كافح تيانجان لم يستطع التحرك أبدا. ارتجف كل التلاميذ من المشهد، و بدأت دقات قلوبهم تتسارع.
إن القتال في الثانوية أمر عادي، لكن القدرة على تثبيت شخص على الأرض بقدم واحدة أمر غير عادي. منذ متى أصبح لينغ بهذه الشجاعة و القوة؟ راود هذا السؤال أذهان الجميع.
حاول تيانجان لآخر مرة "تبا، هذا السمين قد فقد عقله. جيا منغ، يون لونغ، تعالا و اضرباه، ما الذي تنتظرانه" صرخ وهو يطلب النجدة من صديقيه. غو يون لونغ شخص يخشى الأقوياء و يتنمر على الضعفاء، من الواضح انه شهد رفع لينغ لتيانجان الذي يزن على الأقل 60 كلغ وكيف ألقاه على الأرض. بالطبع لن يتصرف بغباء في هكذا موقف.
من الجهة الأخرى، جيا منغ الذي كان خلف لينغ قد امتلك القليل من الجرأة لذا تسلل خلفه ولكمه مباشرة على ظهره. كانت ضربة قوية غير أن لينغ استدار بهدوء و سخر منه. "أحب شيء على قلبي هو ضرب الناس عندما لا يتوقعون ذلك إطلاقًا. إلا أنه لا يمكنك توقع إيذائهم بهذه اللكمة الضعيفة. دعني أعلمك القتال بالطريقة الصحيحة"
صفعة قوية
صفعت يده وجه جيا منغ في اللحظة التي أنهى فيها كلامه، بدت كضوء الصباح في عتمة الليل الداكن؛ سمع صوتها من بعيد و في كل الأرجاء. على الرغم من انه لا يستطيع تذكر اسمه إلا انه يعرف مدى سوءه. لذلك عاقبه لينغ عقوبة شديدة حتى طارت أسنانه من فمه جراء الصفعة و بقيت آثارها على خده ثم انتفخ خده بطريقة خطيرة.
يا للهول، أصيب جيا منغ بشدة لدرجة انه قام بدورة كاملة قبل أن يتأوه من الألم. غطى وجهه و تراجع للخلف عدة خطوات إلى أن وصل إلى بقية التلاميذ عند المدخل. و كان شيء واحد في عينيه: الخوف.
هلع الجميع بعد تلك الصفعة المدوية. والشيء الأكيد أن لينغ يون قد تغير. لم يعد ذلك الفتى الجبان الذي سمح للجميع بالتنمر عليه. على الرغم من صعوبة تصديق ذلك إلا أن ما حدث أمامهم أجبرهم على التصديق. بقدم واحدة على وي تيانجان وصفعة لجيا منغ وتعابير وجهه التي تظهر بأنه لا يبذل مجهود كبير لفعل ذلك ارتعب الجميع. بل كان لينغ يبتسم بسخرية خفيفة و هو يقوم بكل ذلك وكأن ما يقوم به شيء بسيط مثل التنفس. من بين التلاميذ عند المدخل، هناك اثنان قاما بتخويف لينغ سابقا تحركوا بشكل سريع للخلف خوفا من أن يراهم لينغ.
"جو يوان لونغ، غوكسينغ، ماذا تنتظران؟ لا أدري ما الذي أصابه، لكن إذا لم نوقفه الآن سنواجه مشاكل كبيرة في المستقبل."
تيانجان المسكين لا يعي بعد أن لينغ يون قد تغير تماما. "مزعج" صعد لينغ يون بقوة اكبر برجله على صدر تيانجان فأصبح وجهه شاحبا على الفور؛ كان من المستحيل عليه أن ينطق بكلمة أخرى.
خفض لين غراسه ليرى وي تيانجان الذي كان على الأرض مستسلما. ثم رمق كل من يوان لونغ و شا غوكسينغ اللذان توقفا عند المدخل و هو يسخر منهما قائلا "يا رفاق، أظن أنكم تنمرتم علي بما فيه الكفاية خلال السنتين السابقتين، أليس كذلك؟ كنت سأطوي تلك الصفحة لو لم تتمادوا اليوم إلا أنكم تجرأتم و أغلقتم علي الباب و حاولتم منعي من الدخول. لو تغاضيت عن الأمر اليوم أيضا لرميتم القمامة فوق راسي في المستقبل، هاه؟
سمع الجميع كلام لينغ و بدؤوا بالفعل في التفكير في كلامه و اقتنعوا أخيرا أن ما فعله تيانجان و أصدقائه كان غير مقبول. مهما كان مدى ضعف لينغ ومهما كانت رغبتك في التنمر عليه إلا انه لا يمكنك منعه من المبيت في النزل ففي النهاية هو قد دفع للبقاء هناك أيضا. هذه شخصية لينغ يون، الذي يقاتل حتى الموت إذا داس شخص على كرامته. إنها الحياة، لو كان لينغ يون الأصلي من عاد الليلة فكان من المؤكد انه سيتوقف عن الطرق و يبقى في الخارج حتى الصباح. لم يكن يجرؤ حتى عن إزعاج أحد. لم يتساءل احد منهم قط عما إذا تبادلوا الأدوار وعوملوا على ذلك النحو بدلاً منه.
قاتل لينغ الليلة كقوة غير قابلة للصد ولا يستطيع أي احد إيقافها. بالطبع سيظن الآخرون أنهم سيقاتلون بنفس الطريقة أو أقوى لو كانوا مكانه. "تنهد قائلا: هذا كثير على تيانجان ...حتى الأرانب كانت ستنفعل إذا تعرضت للتخويف..." بدا الناس عند المدخل في الدفاع عن لينغ يون.
"هل انتهيتم من مشاهدة العرض؟ إذا انتهيتم ابتعدوا من وجهي، لا تنسوا إغلاق الباب؛ هيا." نظر لينغ يون ببرود نحو التلاميذ الفضوليين وأشار إلى جيا منغ.
ارتجف جيا منغ الذي لازال يمسك وجهه من أثار الصفعة وتراجع عائدًا إلى المدخل؛ لم يكن مستعدا للجولة الثانية.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي