الفصل السادس غضب حسناء المدرسة

الفصل السادس
"غضب حسناء المدرسة"
مع بزوغ فجر يوم جديد، انفجرت أخبار وقصص لينغ يون عبر كامل أرجاء ثانوية كوينغ شو، وشاعت أحداث الليلة الماضية.
"هل سمعت، يبدو أن لينغ يون من الفصل 12 قسم 6 قد عاد متأخرًا ليلة البارحة، سمعت أنه تغير بشكل جذري وقد لقن وي تيانجان درسًا في غرفته"
"بالطبع سمعت بذلك، لقد رأيته عند عودتي وهو يمسك خديه في طريقه ألى المستشفى. أعتقد أنه سيعالج أسنانه فقد بدت خدوده منتفخة للغاية…"
"لا أصدق ما حدث، طبقاً لمظهر وبدانة ذلك الخنزير السمين ترى من أين يمكنه الحصول على تلك القوة والجرأة، وذلك بدون أن ننسى أنه لم يحاول الانتقام رغم كل التنمر الذي تلقاه لأكثر من ثلاث سنوات…"
"هاهاها، لا تسأل عبثا سؤالك جاء في محله! هل تعلم أن ذلك الغبي اعترف البارحة بمشاعره لأجمل فتاة في ثانوية؛ أقصد الجميلة تشاو شانشان. سأخبرك أمرًا ولكن عدني بأن لا تخبر أحدًا؛ لقد كان لينغ يون نصف عاري عند عودته إلى الغرفة ليلة البارحة!"
"حسنا، لا يمكن الجزم بأي شيء. ربما بعد اعترافه لشانشان ومضايقتها لها، شعر بأنه قد دمر كل شيء وسيتم التنمر عليه عاجلا أو آجلًا، و لذلك تصرف لينغ بتلك الطريقة ليلة البارحة….
". عند فقدان الأمل، يصبح المرء مجانين."

هبت أخبار الليلة الماضية كمثل رياح عتية لفت كل ركن بالمدرسة منذ الصباح الباكر، هذا بالإضافة إلى خيال تلاميذ الثانوية الكبير والذي جعل الحادثة أكثر سخافة. بدلت الشائعات حادثة البارحة بحيث لم يعد التعرف عليها ممكنًا.

اعترف هذا التافه لينغ يوني بحبه لشانشان حسناء الثانوية، وقد رفضته. و هذا ما تسبب في ردة فعله الوحشية تلك، لا نعرف ما الذي حصل بعد ذلك ولكن عند عودته إلى نزل الثانوية أبرح زملائه الذين تنمروا عليه سابقا ضرباً. في اقتضاب، كان لينغ يطارد فريسة صعبة المنال وبعيدة جدًا. ربما كان هذا هو الاستنتاج الذي أرضى الخيال الجامح وفضول تلاميذ الثانوية. في النهاية، كانت هذه هي النسخة التي حظيت بأكبر قدر من التأييد بين التلاميذ.
السنة 12 القسم 6
حمل وي تيانجان دفتر نصوص إنجليزي في يده، ربما نظرته توحي بأنه ينظر إلى الدفتر ولكنه كان شارد الذهن في شيء آخر، ومن حين لأخر تشوب قسماته لمحة من القسوة تنبع من زوايا شفتيه.
لينغ يون! أنا لا اعلم مصدر قوتك هذه، ولا أعرف كيف أهزمك بعد، ولكنني اعرف أن اثنين من اكبر المتنمرين والمتسلطين في الثانوية قد أعلنوا مسبقا حبهم لشانشان. لنرى كيف سوف تواجههم بعد أن ينتشر الخبر.
كانت أفكاره تأخذه هنا وهناك بينما هو راضي عما يدور في مخيلته ويتمنى أن يرى لينغ يون يتعرض التنمر والضرب المبرح من طرف أولئك المتنمرين؛ كل ذلك وهو يئن من الألم الذي لم يتوقف قط.
حسنا، ماذا لو كنت تجيد القتال! نتائجك المدرسية أصبحت منخفضة فأنت الأخير في القسم ولن تستطيع اجتياز امتحان القبول من أجل الجامعة وينتهي بك المطاف كعامل بسيط دون أي مستوى.
كانت ثقة وي تيانجان بنفسه قوية جدًا وسرعان ما بدأ بالإعجاب بنفسه و هو يفكر.
استحقت شانشان لقب أجمل فتاة في تاريخ الثانوية عن جدارة، بغض النظر عما إن ما كان ذلك بسبب خلفية عائلتها أو جمالها الخارجي أو نتائجها الدراسية، لطالما كانت مثالية.
على الرغم من ذلك، وجهها الجميل ذاك كان ذا تعابير باردة كئيبة كمثل تمثال نصفي، وجسدها المتوهج في ذلك البنطال الأنيق جعلها تبدو كالأسد الصغير الغاضب لا تعرف إن ما كان بإمكانها التحمل أكثر.
في ذلك الحين، زميلتها في مقعد الدراسة زانغ لين الملقبة بالثرثارة لم تستسلم وظلت تحاول مع شانشان من أجل تجاذب أطراف الحديث.
زانغ لين جميلة أيضا وملفتة وقد كانت ستصنف كجميلة الثانوية لو كانت محيطة ببنات عاديات الجمال، إلا أنه عند مقارنتها مع شانشان فإن جمالها يصبح اكثر من عادي.
"زانغ، هل فعل لينغ يون شيئًا لك حقا!؟"
"لم أرى ذلك الأحمق ليلة البارحة، كم مرة علي أن أقول ذلك؟ " نظرت شانشان إلى زانغ نظرة غضب ممزوجة بالإحراج وهي تكاد أن تنفجر من داخلها.
"لكنني رأيت لينغ يلحقك البارحة بعد انتهاء صفوف المدرسة؛ لم تكن المسافة بينكما أنتما الاثنان أكثر من ثلاثين متر…"
ركزت زانغ لين كما لو كانت تريد أن تجمع أدلة أو تلميحات من إجابة شانشان.
"يا لجرأتك! حسنا سأعترف أنه حقا لم يكن بعيدا عني ولكنه كان على بُعد مئات الأمتار آخذً منعطفا آخر ومشى في الطريق المعاكس لطريقي ليذهب كل منا إلى بيته. يمكنك الذهاب إلى والدي وطرح نفس السؤال عليها اذا لم تصدقي. هل انت رياضية الان؟" شانشان ان كانت على وشك تفقد عقلها.
رغم ذلك، أول شيء لاحظته شانشان عند عودتها إلى المدرسة هو طريقة زملائها في الحكم عليها والتهامس فيما بينهم عنها. أجزاء الأخبار التي سمعتها هنا و هناك جعلتها في حالة غضب شديد. عند وصولها أخيرا إلى القسم لاحظت شانشان أن نظرة زملاءها إليها قد تغيرت، كادت أن تجن. أرادت أن تشنق لينغ يون وتقطعه إلى أجزاء صغيرة.
"هل يمكن أن ذاك الغبي لينغ استخدم هذا الأسلوب من أجل إخبارك بحبه؟" كانت زانغ قادرة على أن تصبح مراسلة ناجحة و لكن بمَ انها لا تملك الشجاعة الكافية لمخاطبة شانشان مباشرة فقد همست بذلك بنفسها.
شردت شانشان للحظة بعد أن سمعت ذلك. صحيح! هذا ممكن جدًا. "حسنا! سأجد فرصة لإخباره اليوم، سوف أقبل خنزيرًا على أن أقبله. هذا الغبي الأحمق! أنه حقا احمق! الخنزير أذكى منه!"
قالت زانغ بلا مبالاة "هل تتوقعين مجيئه اليوم؟ أظن لا داعي لقول أنه حتى الأساتذة قد فقدوا الأمل منه بعد أن تخلى عن امتحان القبول النهائي للجامعة. يبدو أنه فقد عقله، لهذا أتى البارحة من أجل الدرس وتصرف بتلك الطريقة. ستكون معجزة إذا ظهر اليوم!"
الشخص الذي بدأ كل شيء، رجل الحدث، الأحمق الذي لا يرقى لمستوى خنزير في نظر شاوشان، قد استفاق للتو من سباته. لقد أنقذه جوع بطنه وقرقرة أمعائه الخاوية، لم يستطع لينغ إلا أن يهز رأسه ويبتسم بمرارة عندما تذكر أنه أجبر نفسه على الصيام ولم يتناول الطعام. بعد أن تم نفيه إلى الأرض فهو يعتبر بشريا. رغم فكرة انقاص الوزن إلا أنه يتوجب عليه أن يأكل من اجل العلاج أيضا. "يجب أن اشتري بعض الطعام، يا للهول …" صعق لينغ بعد أن تذكر أنه أعطى معطفه بكامل إرادته إلى منغان ليلة البارحة.
"لو كان هناك حقيبة تخزين أو أداة سحرية في مكان ما…لكان ذلك رائعا" تمتم لينغ يون " من الصعب أن تكون شخصًا صالحا هذه الأيام، المرة الوحيدة التي قمت فيها بعمل صالح انتهى لي المطاف بتجويع نفسي…"
فرك لينغ يون بطنه الجائع و صك على أسنانه ندما وهو يتوعد ألا يكون شخصًا صالحًا مرة أخرى بينما يفكر في طريقة لمليء بطنه.
"لمَ لا استدين من أختي الصغيرة بعض المال؟" وفقا للمعلومات المخزنة في ذاكرته فهو يملك أختا غير شقيقة والتي كانت في نفس السنة الدراسية معه؛ السنة 12. كانت تدعى نينغ لينغ يو وحسب مظهرها كانت من بين اجمل ثلاث حسناوات في الثانوية. خطرت على باله صورتها، جميلة مع ساقان طويلتان و جسم رشيق، عينان لامعتان و ربطة شعر كذيل الحصان، انبهر لينغ من مظهرها الخاطف للأنفاس.
لطالما كانت نينغ لينغ يو خائبة الأمل فيه بعد أن توقعت المزيد منه، وكلما تقدما في سنوات الدراسة ساءت انطباعاتها عنه وإلى أن وصلا إلى السنة 12، ورغم انهما في نفس الثانوية إلا أنها لا يلتقيان إلا مرة خلال أشهر. حتى لو تصادفا وأراد لينغ أن يقترب منها من أجل الحديث فكل ما يتلقاه هو وجه بارد متبلد مليء بخيبة أمل كبيرة.
فهم لينغ يون العلاقة بين الأخوين وعلم أن نينغ لينغ يو لم تكن تستخف بلينغ أبدًا، بل كانت تعامله بتلك الطريقة لكي تحفزه ألا يكون ضعيفًا ويكون رجلًا قويًا. هز لينغ رأسه و هو يتمتم "انسى الأمر! سأبحث في الأرجاء، ماذا لو وجدت بعض المال؟ كل الكنوز تكتشف بهذه الطريقة!"
بحث في الأعلى والأسفل، نقب في الأدراج والرفوف، يبدو أن الحظ حليفه هذه المرة فقد وجد ورقة نقدية بقيمة 100 دولار داخل كتاب فوق رأسه. يبدو أن هذا الشاب ماهرا في إخفاء المال إلا أنه تعيس الحظ لأنه لم يملك الوقت لإنفاقه. "حسنا، حان الوقت لمليء هذه المعدة".
بعد أن قام بتحضير كل شيء، خرج لينغ يون بهدوء متجها إلى مطعم المدرسة. لم يهتم بالتلاميذ الذين يتهامسون من وراءها طالما أنهم لم يزعجوه. كان على يقين أن خبر ضربه لوي تيانجان انتشر كالنار في الهشيم؛ لكنه لم ينزعج من ذلك وفكر أنه اذا كان الناس لا يتحدثون عن القوي فلابد أنه لم يكن قويًا كفاية. قرر لينغ الحفاظ على المستوى المنخفض من استعماله للطاقة فهو يعلم أن ما يحدث له الآن بسبب التباهي الزائد في عالم الزراعة؛ تذكر لينغ أن تلك المأساة التي تطارده بلا نهاية وحتى تم تدميره بشكل لا يمكن إصلاحه. اشتدت عضلات وجهه ورفع راسه إلى السماء الزرقاء الصافية.
حسنا! ملف شخصي منخفض المستوى، يجب أن ابقى بعيدا عن الأنظار.
كان من السهل انفاق المال في ذلك الوقت، فقد انفق لينغ 30 دولار من أصل 100 دولار وهو إجمالي المبلغ الذي يملكه. وذلك يعود بالأساس إلى توعية الأكل الذي استهلكه. رغم ضعف جسد لينغ يون العجوز إلا أن له شهية كبيرة، مقارنة بلينغ السمين والذي يأكل اكثر من الشخص العادي لهذا فكمية الطعام الذي يحتاجها الآن اكبر بكثير من السابق. "يجب أن اصبح غنيا، وإلا لن أستطيع حقا مواكبة شهيتي. لا يجب أن أضيع جسدي وأنا أحاول القيام بتمارين القوة! خطر هذا في ذهن لينغ وهو عائد إلى النزل بعد شرائه لوجبته. لم يقلق لينغ أبدًا بموضوع كسب المال.
رغم أنه غير قادر بعد عن النظر إلى داخل جسمه والاستفادة من الطاقة الروحية إلا أنه كان قادرًا على علاج الأمراض العادية بمهاراته الطبية الفائقة ومعرفته بخطوط الطول ونقاط الوخز بالإبر في جسم الإنسان وهذا فقط طالما أن لديه الإبر الفضية، سيكون قادرا على استخلاص الأدوية وإلقاء تعويذات عند بلوغه مرحلة تشي الأولى. كان على يقين أن اكتساب المال في هذا العالم هو أمر بالغ السهولة.
بعد أن انتهى من وجبته، نزل السلالم؛ لكن هذه المرة ركض باتجاه ساحة المدرسة.

تم إلغاء دروس التربية البدنية منذ فترة طويلة لان جميع تلاميذ الصف 12 منهمكين في التحضير لامتحان القبول الجامعي الذي لم يتبقى له إلا شهرين من الزمن. القليل من الفصول مثل الصف 10 و 11 لاتزال لديهم حصة التربية البدنية في الثانوية.
بالطبع كان لكل ثانوية فريقها الرياضي ومن الطبيعي أن يخضعوا لتدريب قاسي تحت إشراف مدربيهم تحت أشعة الشمس الحارقة. أنه المكان المنشود من أجل لينغ.
"أنت! سمعت أن الجميع يريد أن يخوض شجار معك بعد الفوضى التي أحدثتها مؤخرًا، ألم يكن من الطبيعي أن تبحث عن مكان ما للاختباء، ما الذي تفعله هنا؟"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي