الفصل الثاني

لاحظت الام صمت محمد ونظرت اليه بدهشه وقالت:

- ايه يا محمد مالك يابني
وأخذت تنادي مره اخري . . محمد


انتبه محمد لنداء والدته و قال :

- ها ! انتي بتكلميني يا ماما

الام: لأ يا محمد ده انت مش معانا خالص
مالك يا حبيبي فيه حاجه مزعلاك ؟


رد محمد قائلا:

- ابدا يا ماما مفيش حاجه .


نظرت اليه والدته بقلق وقالت:


- ليه هو انا مش عرفاك يابني اما تكون زعلان لو فيه حاجه شغلاك قولي عليها


قولتلك يا ماما مفيش حاجه انا بس مصدع من البحر

قالت والدته :
ماشي يابني ربنا يروق بالكم ويسعدكم يا رب




وبعد بضعه ايام وهما يتناولون وجبه الغداء اجتمت الام مع أولادها واخذوا يتبادلون الحديث عن احتياجاتهم من اثاث لمنزل الزوجيه قالت لهم الام:


- شوفوا بقى يا ولاد احنا عايزين نتفق على يوم ناخد فيه سمر وداليا ونروح نختار العفش عشان نفرح بيكم بقي

رد عليها أولادها وقالوا:

- ماشي يا ماما احنا هنتفق مع عريسنا على يوم نكون كلنا جاهزين ومفيش ورانا حاجه وانت تيجي معانا برده وأم سمر وام داليا


وجاء ذلك اليوم واستعدت والدتهم للذهاب معهم لشراء اثاث المنزل الجديد


اعتذرت داليا عن الذهاب معهم بحجه المرض وذهب محمد وسمر ووالده كلآ منهما ودخلوا معرض للموبيليا وأثناء تجولهم فيه توقفت سمر فجأه وقالت:

- انا مش هكمل في المعرض ده

الحاجات دي مش عجباني يللا نروح معرض تاني يكون أغلى من ده

نظرت ليها والدتها بغضب:

ليه يا سمر والمعرض ده ماله ما فيه حاجات حلوه اهه
هو لازم يعني نروح معرض ويدفع فيه ضعف تمنه

رد محمد قائلا:

سبيها يا طنط تختار الي هي عيزاه المهم تبقى مبسوطه

والده سمر:

لأ يابني انا عندي ولاد زيك بالظبط ومرضاش انها تحملك فوق طاقتك

خجلت سمر من كلام والدتها وقالت لها: خلاص يا ماما يللا نختار باقي العفش ثم ذهبوا الي المنزل وكانت سمر غير مقتنعه بنصف الاثاث


وبعد بضعه ايام جاء دور احمد وداليا في اختيار الاثاث

وعرضت عليهم والده احمد الشراء من المعرض الذي سبق لهم شراء اثاث محمد منه ونفرت منه داليا عندما رأته وقالت:

انا مش عاجبني حاجه في المعرض ده تعالوا نشوف معرض تاني

ردت والده احمد وقالت:

ومالوا المعرض ده يا بنتي ما احنا جايبين عفش محمد وسمر منه وكلها حاجات جميله وزي الفل

التفت احمد إليها وقال بهدوء :

عادي يا ماما الي داليا عيزاه

ثم توجهوا الي المعرض الذي أشارت اليه داليا وعندما رأوا الأثاث وجدوه باهظ الثمن وعندما علمت الده احمد بثمنه

اشمئزت جدا وقالت بغضب:

الأسعار هنا غاليه عليك اوي يابني انت هتلاحق على ايه ولا ايه ارحم نفسك شويه واعمل حاجه للزمن

رد احمد قائلا:

معلش يا ماما انا معايا فلوس تشتري الحاجات دي وانا مش عايز ازعل داليا عشان العفش ده عاجبها

ردت الام:

خلاص يابني طالما مبسوطين انا عايزه ايه اكتر من كده

وذهب محمد لزياره سمر وعندما علمت سمر بإسم المعرضالذي تم شراء الأثاث منه لداليا واحمد غضبت جدا وقالت بعنف:

مش معنا ياسي محمد اشتريتوا عفش ست داليا من المعرض ده وأما انا جيت اقولك نروح نشتري من موافقتش


رد احمد قائلا:

انا وماما مشتريناش حاجه احمد هو الي اشتري

ردت عليه قائله:

علشان أحمد بيحب داليا ومش بيرفض ليها طلب وبيسمع كلامها في كل حاجه حتى في الخطوبه عملها حفله في مركب على النيل ثم انهمرت بالبكاء

حاول محمد تهدئتها وقال لها:
والله وانا كمان بحبك يا حبيبتي نفسي احققلك كل الي تطلبيه بس انا ظروفي غير أحمد اخويا


تدخلت والده سمر في الحديث وقالت:

جري ايه يا بت يا سمر انتي مكبره الموضوع ليه ما انتي برده جالك حاجات حلوه وبعدين كل واحد يمد لحافه على قد رجليه

وبعد مرور قليل من الوقت فاتحهم محمد في موضوع تحديد موعد الزفاف وقال لهم:

احنا عايزين نفرح بقى ونعمل الفرح بسرعه ونختار قاعه كبيره علشان اعما فيها فرحي انا واحمد اخويا

ردت والده سمر بفرحه وقالت:

ماشي يابني اختار القاعه الي تحبها واحنا معاكم في اي مكان تختاروه

عاد محمد الي المنزل وأخبر والدته بما حدث

فرحت والدته بشده وقالت:

كده معدش فاضل غير أحمد يعرف داليا ويحدد معاها الميعاد

رد محمد قائلا:
ماشي يا ماما اما يرجع من الشغل نقوله


وفي اليوم التالي ذهب احمد الي منزل داليا لكي يخبرهم بموعد الزفاف وحينما اخبرهم ان فرح اخوه محمد أيضا سيكون معه في نفس القاعه غضبت داليا بشده من هذا الخبر وقالت:

انا اسفه يا احمد معلش انا مش هينفع اعمل فرحي مع سمر في يوم واحد انا عايزه فرحي يبقى لوحدي منفصل هي مش شيله وهتتشال مره واحده



رد احمد عليها بغضب شديد واحمر وجهه من شده الغضب وقال:

يعني ايه مش موافقه ان فرحي يتعمل مع اخويا في يوم واحد

احنا من اول يوم ارتبطنا ببعض متفقين على الكلام ده انتي عايزانى اطلع صغير قدام أمي واخويا ولا ايه

دي لو ماما سمعت الكلام ده هتزعل اوي لأنها كان نفسها من زمان تفرح بيا انا واخويا في ليله واحده



وكانت داليا مصممه على ما قالته لأحمد وحدثت مشاجره كبيره بينهم بشأن هذا الموضوع


خرج احمد من منزل داليا غاضبا واخذ يفكر كيف يحكي لوالده هذا الحديث

وعندما عاد الي المنزل ودخل على والدته لاحظت والدته على وجهه التغيير وسألته :


ايه يا احمد مالك شكلك كده زعلان من حاجه

ثم اقتربت منه وقالت:

انت رحت لداليا ولا ايه؟
أجاب احمد:

ايوه يا ماما رحت

الام:فيه حاجه حصلت بينكم؟

احمد:بصراحه يا ماما احنا اتخانق نا مع بعض بسبب موضوع الفرح

نظرت اليه والدته باستغراب وقالت:

ليه يابني ايه الي حصل
رد احمد بخجل وقال:

والله يا ماما مفيش اي حاجه حصلت كل ده علشان عرفت ان فرحي انا ومحمد هيبقوا مع بعض في يوم واحد ولقيتها انفعلت

ومصممه ان فرحنا يبقى منفصل في يوم تاني

ردت الام بغضب:

نعم نعم ليه يعني هي اتفاجئت ولا ايه ما هما عارفين الموضوع ده من زمان ومعترضوش

والست والدتها كانت فين وهي بتقول الكلام ده؟

اجابتها احمد:
والدتها كانت موجوده وقاعده معانا بس متكلمتش ولا قالت حاجه

ردت والدته بصوت مرتفع وقالت:

ده تهريج ده ولا ايه ما احنا متفقين على الكلام ده من الاول والكلام كان قدام امها

بقولك ايه يا احمد هات التليفون ده كده اما اكلم امها واحط النقط على الحروف ولو وافقوا كان بها ولو موافق ش يبقى خلاص كل واحد من طريق وهما الخسرانين

احضر لها احمد الهاتف وبدأت في الاتصال بوالديه داليا وقالت:

السلام عليكم يا ام داليا

والده داليا:
وعليكم السلام يا حبيبتي انتي عامله ايه


ردت والده احمد وقالت:
الحمد لله يا حبيبتي

بقولك ايه ام داليا

خير يا حبيبتي

والده احمد:
احنا اما جينا اتقدمنا لداليا خبيبنا عليكم حاجه مش كل الأمور كانت واضحه قدامكم

والده داليا:

ليه يا حبيبتي ايه الي حصل

والده احمد:
طب ليه داليا جايه دلوقتي تقول انا عايزه فرحي لوحدي

شوفي يا ام داليا احنا مش معقول هنعمل كل شويه فرح ونجيب معازيم مرتين ونكلف الفرح اكل وشرب كل شويه

احنا مفيش معانا فلوس لكل ده بس قلت احنا لسه على البر وميرضينيش تبقوا مجهزين كل حاجه والناس تقول ان عريسها سابها قبل الفرح بأيام

والده داليا:

لأ يا حبيبتي مفيش كلا من ده الفرح هيتعمل زي ما انتم عايزين سيبك منها هما العيال هيمشوا كلامهم علينا ولا ايه

ثم انهت والده احمد المكالمه وقالت لاحمد:

شفت يا احمد اتعدلوا ازاي اما عرفت اننا ممكن نسيبها

رد احمد علي والدته قائلا:
ده انتي جامده اوي يا ماما


ردت والدته بثقه:

طبعا يا واد اومال انت مفكر ايه اصل الموضوع موضوع أصول مش موضوع جامده ولا مش جامده احنا اتفقنا وخلصنا لزمته ايه بقى العوج ده

وبعد بضعه ايام قرر احمد ومحمد عمل الزفاف في نادي رياضي كبير حتى يضم اكبر عدد من المعازيم


وقرروا أيضا ان يكون مكان الكوافير واحد يجمع فيه سمر وداليا


وعندما علمت سمر بهذا الخبر كان لها رأي آخر وقالت لمحمد:

محمد٠٠انا مش عايزه اروح الكوافير ده
رد محمد بتعجب:

ليه بس يا سمر ماله الكوافير ده

أجابت سمر:
فيه واحده صاحبتي قالتلي على كوافير بتشكر فيه جامد وبتقول انا حلو اوي

رد محمد قائلا:
والكوافير ده برده ماما بتقول انه كوافير كبير ومشهور وبعدين ماما الي اختارته انتي عايزانى ازعلها

ارتفع صوت سمر واستمر الشجار بينهم وكلا من الاخر مصمم على رأيه ومن شده الشجار سمع والد سمر صوتهم المرتفع ودخل قائلا:

ايه يا ولاد فيه ايه صوتكم جايب لآخر الشارع

ردت سمر على والدهاوقالت:

يابابا كل شويه محمد يقول ماما قالت ماما عايزه ماما قررت وهوفين ملوش رأي


وايه يعني مش هي امه لازم يسمع كلامها ويطيعها ويبرها


ردت سمر على والدها وقالت:

انا مقولتش انه ميسمعش كلامها ويطيعها ويجبرها انا بقول انه لازم يكون ليه رأي


صمت احمد قليلا ثم رد قائلا:

وحكايه الكوافير مقولتليش عليها ليه تحبي تقولي لعمي ولا اقوله انا

رد الاب قائلا:

مالها حكايه الكوافير دي متقولوا يا ولاد

رد محمد قائلا:
مفيش يا عمي انت عارف ان فرحي انا واحمد في نفس القاعه فعشان كده ماما اختارت كوافير يكون قريب من النادي الرياضي الي فيه الفرح ونخرج كلنا مع بعض من نفس الكوافير وفي وقت واحد ايه رايك في الكلام ده يا عمي؟


والد سمر:
وايه المشكله يابني

قال احمد:

سمر بقى مش عاجبها الكلام ده وعايزه كوافير لوحدها

ردت سمر بانفعال:
انا على فكره مقولتش كده انا بقول فيه كوافير تاني

رد والدها بعصبيه شديده:

بس اخرسي مش عايز اسمع صوتك خالص ومحمد عنده حق وكلام الست والدته هو الي هيمشي احنا هنهرج ولا ايه

بص يا محمد احنا هنعمل كل الي قالت عليه والدتك وربنا ييسر ان شاء الله

وتم الاتفاق على الكوافير من الطرفين

وبعد مرور بضعه ايام جاء يوم الزفاف

ذهبت سمر الي الكوافير بصحبه اصدقاؤها واقاربها وعندما دخلت الي الكوافير رحبت بها مصففه الشعر وسألتها