الفصل الخامس

- وانتي عارفه ان محمد بتأخر في الشغل

استأذنت سمر من دينا لتحضر لها العصير
وأخذت داليا تلتفت يمينا ويسارا في ارجاء المكان املا في رؤيه اي شيء . .


وبعد قليل أحضرت سمر العصير ، ، وجلست ثم اخذت تتحدث مع داليا وتطمئن على احوالها ثم سألتها داليا قائله :



- محمد عامل معاكي ايه يا سمر ؟

أجابت سمر :

- الحمد لله محمد طيب والله .

ردت داليا قائله :

- اه هما طيبين ومحترمين هو واحمد .

ً

ثم توجهت سمر الي المطبخ وبعد دقائق دخلت داليا ورائها ، ،
وكاد الفضول يقتلها لمعرفه اي شيء .


وعندما نظرت في ارجاء المطبخ فوجئت بنفس الحقائب التي
وجدتها عند والده زوجها ، ، وترددت ان تسأل سمر عن الذي
يوجد بداخل هذه هذه الحقائب


وفعلاً لم تتردد وسألتها داليا :
- هو ايه يا سمر الأكياس دي ؟

- وسيباها على الأرض كده ليه ؟



ردت سمر قائله :

- اه دي أكياس رز وسكر ومكرونه ، ، خزين الشهر .

- تأكدت داليا من ظنونها بعدما رأت بعينها نفس الأشياء التي
وجدتها من قبل عند والده زوجها
هي نفس الاشياء التي توجد عند سمر



وطبعا تأكدت بأن والده زوجها هي التي قدمت هده الأشياء لسمر في شقتها


اشتعلت نار الغيره في قلب داليا بعدما ظنت ان والده زوجها
تفضل سمر عليها وتحبها اكثر منها

وعندما عاد زوجها من عمله وجدها متوتره جدا وتعبيرات وجهها

لم تكن طبيعيه

لاحظ احمد التغيير في وجه زوجته واندهش قائلا:
مالك يا حبيبتي شكلك بيقول ان فيه حاجه




اجابته سمر بعصبيه وانفعال:

شفت الي انا حسبته لقيته ٠٠مامتك بتفضل اخوك محمد ومراته علينا


رد احمد قائلا:

ليه ايه الي حصل يخليكي تقولي كده

ردت داليا قائله:

اما كنت عند مامتك لقيت عندها أكياس فيها رز وسكر ومكرونه

وأما كنت عند سمر في شقتها لقيت نفس الأكياس عندها ونفس

الحاجات الي في الأكياس

على فكره ماما جيبالي كل حاجه عندي بس انا متضايقه عشان

احنا برده زيهم وانت ابنها زي ما محمد ابنها بالضيط ومينفعش
تفرق في المعامله بينكم

نظر احمد الي أسفل وتملكه الشعور بالخجل ولم يستطيع ان
يجد كلاما يرد به على زوجته داليا لأنه يدرك بأن لها الحق
فيماقالته له


ثم رد احمد علي زوجته بعد قليل من الصمت:

خلاص اقفلي الموضوع ده٠٠دي حاجه بسيطه
ومحمد ظروفه الماديه مش زي ظروفي



ردت داليا بعنف قائله:
يعني ايه اقفله انت ابنها زي ماهو ابنها

وانا مرات ابنها زي ما الست سمر مرات أبنها بالضبط



انفعل احمد عليها قائلا:

انا قلت خلاص مش عاوز اسمع كلمه تاني في الموضوع ده
ولا عايز ماما تعرف حاجه عنه نهائي





وبعد مرور اسبوع على الزفاف توجه احمد ومحمد الي عملهم صباحا
وترك كلا منهما زوجته تمارس حياتها اليوميه في المنزل


أسرعت سمر لاسفل متوجهه الي شقه والده زوجها بعد انتهائها
من تنظيف شقتها



دخلت سمر والقت التحيه على والده محمد

فرحت والده محمد بمجيئها ورحبت بها


ثم جلست سمر تتحدث مع والده محمد وبعد قليل بدأت في
تنظيف المنزل دون أن يطلب منها زوجها

وذلك بناءاً على رغبه والدتها وتوصيتها لها

حيث طلبت منها مساعده والده زوجها في الأعمال المنزليه
بغرض ان ينفعها ذلك حينما تكبر في يوم من الايام ويتزوج

ابناؤها ويتكرر معها نفس الموقف

كانت والده سمر تحثها على مراعاه والده زوجها لأنها كانت طيبه

وكانت تشجعها على ذلك وتقول لها:

يا بنتي اما حماتك تدعيلك دعوه حلوه دي بالدنيا وما فيها والي
انتي بتعملي ليها دلوقتي بكره ولادك هيعملوه فيكي

وصدقيني الشغل عمره ما بيتعب كفايه رضا حماتك عليكي





عرضت الام على سمر تناول وجبه الغداء معها

وافقت سمر بسرور وبعد تناول الغداء طرق الباب



فتحت سمر الباب فوجدت احمد امامها

رحب بها احمد وقال:
ازيك يا سمر اخبارك ايه


ردت سمر قائله:
ازيك يا استاذ احمد


قال لها احمد:

لأ استاذ ايه بلاش استاذ دي احنا اخوات

ثم سالها:اومال ماما فين


سمعت الام صوت احمد ونادت عليه قائله:

تعالي يا حبيبي ادخل

دخل احمد علي والدته وقبل يدها وسألتها عن صحتها
قالت له والدته:


ازيك يابني٠٠عامل ايه يا حبيبي وازي داليا

رد احمد قائلا:
الحمد لله يا ماما


سألته الام:
انت جاي تتغدي


رد احمد:
ايوه يا ماما٠٠تعالي معايا يللا فوق عشان نتغدى سوا


قالت له الام:

لأ يابني اتغدى انت بالهنا والشفا
انا كلت لقمه مع سمر دلوقتي٠٠انت عارف ان اخوك محمد بيرجع من شغله متأخر وهي اكلت معايا لقمه خفيفه كده على اما يرجه
من شغله




صعد احمد الي أعلى متوجها الي شقته لتناول وجبه الغداء

وعندما عاد محمد من عمله ذهي الي والدته ليطمئن عليها
واخبرته والدته بما فعلته لها زوجته سمر ومشاركتها لها في

الأعمال المنزليه وشعر من كلام والدته بالارتياح لسمر ووجد
سرورا يملأ عينيها حين تتحدث عنها وقالت لمحمد:


والله يابني سمر مراتك دي ونعم بها طيبه اوي ومفيش على لسانها غير نعم وحاضر ومش مخلياني محتاجه حاجه


بصراحه عوضتني عن حرماني من خلفه البنات واعتبرها بنتي بالضبط


رد محمد بابتسامه:
والله يا ماما هي معايا طيبه برده وعمرها ما زعلتني واهم

حاجه انها بتحبك خالص وانا مبسوط انكم منسجمين مع بعض



ذهب محمد الي شقته وهو سعيدا بكلام والدته عن زوجته سمر
ورضاها عنها



ثم جلس يستريح واخذ ينادي عليها بلهفه:

سمر٠٠سمر انتي فين يا حبيبتي

ردت سمر قائله:
انت جيت يا حبيبي انا هنا في المطبخ
ثواني ويكون الغدا جاهز على السفره




رد محمد قائلا:

ماشي يا حبيبتي براحتك
ثم اتجه الي المطبخ واقترب منها وقال:




تعرفي يا سمر؟
انا النهارده في منتهى السعاده

ردت سمر بدهشه قائله:

خير يا حبيبي ايه الي مفرحك اوي كده

اجابها محمد:
انا عديت على ماما دلوقتي وانا راجع من الشغل وعرفت منها

انك كنتي عندها وانك كنتي بتساعديها في شغل البيت
ولقيتها فرحانه جدا ومبسوطه منك وكانت بتدعيلك


- بصراحه يا سمر انتي طيبه اوي وكل يوم بيزيد حبي ليكي .






وبعد بضعه ايام مثلما اعتاد احمد ان يمر على والدته عند عودته من عمله للاطمئنان عليها ، ، وحين طرق الباب وجد سمر امامه

كالعاده بعد إلقاء السلام عليها دخل مسرعا الي والدته وعندما جلس معها واطمئن على صحتها سألها احمد :







- ماما داليا مش بتنزل هنا ولا ايه ؟


أجابت الام قائله :

- لأ يابني مش بتنزل خالص سمر الي بتنزل ربنا يبارك لها .


- وانت عارفني يابني مش بحب اقول لحد انزل او متنزلش
لأن ده من تربيتها واصلها الطيب .



شعر احمد من كلام والدته بغضبها من زوجته داليا ، فقرر ان يصارحها بزعل زوجته منها


همس احمد لوالده بصوت منخفض وقال لها :

- ماما ، انا عايز اتكلم معاكي في موضوع لوحدنا ، بس من غير سمر ماتحس .






ثم اصطحبته الام الي غرفتها واغلقت باب الغرفه ، ، وجلست على فراشها وقالت له بلهفه :




خير يا احمد فيه ايه ؟ ؟

رد احمد قائلا :

- شوفي يا ماما انا هتكلم معاكي بصراحه .


ردت الام وهي قلقه :

- قول يابني انا ربيتكم على الصراحه .
رد احمد قائلا :



- بصراحه يا ماما داليا زعلانه منك اوي عشان بتفضلي سمر عليها . .


ردت الام بدهشه وقالت :
- انا يابني ؟
- فضلتها عليها ازاي بقي ؟



رد احمد قائلا :

- من كام يوم داليا سمعتك وانتي خارجه من شقه سمر
وغير كده صممت احمد
قاطعت والدته حديثه وقالت :

- ايه تاني قول عشان اعرف ارد عليك





رد احمد قائلا :

- داليا عرفت انك أعطيتني لسمر شنطه فيها سكر ورز ومكروه وحاجات من دي يعني .



ردت الام بتعجب :

- وهي داليا عرفت ازاي بقى سمر الي قالتلها يعني ؟

اجابها احمد :
- لأ سمر مقالتش حاجه هي عرفت لوحدها ، ، عشان شافت الشنطه دي عندك وأما طلعت عند سمر شافت نفس الشنطه وفيها نفس الحاجات ، ، فعرفت انك بتفرقي بينهم وحكتلي على الي حصل . .




صمتت الام قليلا ثم قالت :

- اه بقى هي قالتلك كده .
- على فكره بقى بقى مراتك دي مش كويسه


ولم تخبره الام بأن زوجته قصدت تفتيش حجرتها والبحث تحت سريرها حتى لا تفتعل مشكله بين احمد وزوجته .

ثم سألها احمد :
- ليه يا ماما بتقولي عليها مش كويسه ؟

اجابته والدته :
- عشان قبل ما تظن السوء كده كانت تيجي وتسألني ، ، لو فيه حاجه مزعلاها مني كانت تعرفني .


- انا طلعت شقه محمد وسمر علشان هي نزلت ، و مسكت فيا اوي علشان اطلع اتغدى معاهم .
- اما موضوع الشنطه يا حبيبي دي كانت حاجات جابتهالي ام سمر هديه قبل الفرح وجابت لبنتها من نفس المحل ، ، ولو مش مصدقني اسأل سمر . .


اه
رد احمد قائلا :

- واسألها ليه يا ماما هو انا بكذبك .

ردت الام بغضب :
- لأ بس عشان تطمن ست الحسن والجمال . .

رد احمد قائلا :

- ماما عشان خاطري بلاش زعل ، هي افتكرت انك بتفضلي سمر عليها .


ردت الام قائله :
- انا عمري فضلت حد منكم على التاني يابني .




قال احمد :

- انا عارف يا ماما والله انا قلتلها كده والله .




ردت الام قائله :

- خلاص معرفهاش اني عرفت حاجه انا مش عايزه مشاكل بينكم انتوا لسه عرايس ، ، الناس تقول عليكوا ايه ؟


خرج احمد من الغرفه بصحبه والدته ثم توجهوا نحو سمر

نظرت الام لسمر وقالت :
- خلصتي يا بنتي ؟

أجابت سمر:
- ايوه يا ماما خلصت .


قالت الام :

- الله يباركلك يا بنتي انا كنت لسه بحكي لأحمد ، على حلاوه اكلك يوم ما عزمتني عندكم على الغدا .



ردت سمر قائله :

- الله يخليكي يا َماما كان يوم جميل والله ، ، وانا ومحمد كنا مبسوطين خالص .


اكملت الام حديثها وقالت :

وكمان مش هنسي الي امك عملته

الله يا احمد كانت جايبه سكر ورز ومكرونه وحاجات تانيه كتير



ردت سمر قائله:

دي حاجه بسيطه يا ماما
وبعدين ماما قالت شنطه لحماتك وشنطه ليكي

وطبعاً المقصود من هذا الحديث ان تثبت الام لأحمد الحقيقه وتسمعه هذا الكلام من فم سمر نفسها




نظر احمد الي أسفل خجلا من كلام والدته لم يعد يستطيع

النظر الى وجهها من الخجل


ثم رد احمد قائلا :

- الله يباركلك انتي والحاجه والدتك اشكريه جدا على الواجب ده ويتردلها ان شاء الله في الافراح .




ثم استأذن احمد من والدته ليعاود الذهاب إلى عمله

وقالت له والدته :
يتبع .

َ
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي