الفصل الرابع

كادت سمر تحترق من الغيره ، ، و أخذت تنظر لما تفعله داليا
وادركت سمر ان داليا تفعل كل هذا بقصد اثارتها . .


و همست سمر في اذن زوجها محمد بصوت منخفض وقالت له :

- هي مرات اخوك دي مفيش عندها كسوف ولا حياء ؟ ؟ قاعده تأكل اخوك في بقه كده قدامنا عادي !

- طب تعمل حساب حتى لمامتك .

رد عليها محمد قائلا :
- سيبك منها دي بتستفزك .


ضحكت سمر بصوت مرتفع ، و نجحت في استفزاز داليا
ثم همست داليا لزوجها احمد قائله :


- بتضحك على ايه الهبله دي ؟ ؟

رد احمد بهدوء و حكمه قائلاً :
- سيبك منها دي بتحاول تستفزك دي مش طبيعيه ابدا .

ضحكت داليا بصوت مرتفع وقالت :

- عندك حق يا احمد يا حبيبي .

لاحظت الام عدم الانسجام بين سمر وداليا ، ، ثم وقفت فجأه وقالت :

- شوفوا يا بنات انتوا الاتنين بناتي ، و مفيش واحده عندي اغلى من التانيه والكلام الي قولته لسمر قولته لداليا و عشان كده
ننسى الي فات ، ، و نعمل حساب للنعمه الي قدامنا بس نخلص الاكل و نكمل كلامنا . .

وبعد الانتهاء من تناول الطعام جلست الام ، ، وتحدثت معهم
وقامت بمصالحتهم على بعضهم البعض وتصفيه النفوس بينهم . .


و تعاهدوا بأن لا يتسبب أحدهم في افتعال المشاكل . .

ثم قام كلا منهما بتنظيف المنزل بعد الانتهاء من الطعام .




استبشرت الام خيرا وظنت ان كل شيء أصبح على ما يرام ، ، واطمئن قلبها بأن المنزل بعد الآن سوف يكون هادئا .


ثم اصطحب كلا منهما زوجته بعدما ودعوا والدتهم وأخذت تدعي لهم بصلاح الحال .

وعندما انفرد احمد بزوجته داليا تحدث معها وقال لها :

- كويس انك اتصالحتي مع سمر .
ردت سمر بسخريه قائله :

- نعم لأ اتصالحنا ايه سيبك من الكلام ده انا عملت كده بس ، عشان خاطر مامتك عزمتنا انما انا اصلا مش بحبها .

رد احمد قائلا :

- يعني مش هتكلميها ؟

اجابته داليا ببرود قائله :

- لأ هكلمها بس ازيك ازيك وخلصنا .

قال أحمد بترجي :
- بس مش عايزين مشاكل .

ردت داليا قائله :

- انا مش هعمل مشاكل بس خرج نفسك انت من الموضوع ده .



وعندما جلس محمد مع زوجته سمر أخذوا يتحدثون
ويستعيدوا الزكريات الجميله التي ربطتهم ببعض


وقال محمد :
- أخيراً يا سمر يا حبيبتي بقينا تحت سقف واحد انا وانتي .



ردت سمر قائله :

- اه يا حبيبي الحمد لله ان ربنا كتبنا لبعض .

- انت طيب قوي وحنين ولو لفيت الدنيا دي مش هلاقي زيك



ثم تنهد محمد وقال :

- وانا كمان مش هلاقي أجمل منك ولا ارق منك .

- انتي الي خليتي الحياه ليها طعم والله ، اكتر حاجه فرحتني النهارده انك اتصالحتي انتي وداليا والأمور بقت تمام .


اجابته سمر :

- والله يا حبيبي انا مش بكره حد ومبحبش المشاكل


ثم امسك محمد يدها بحنان وقال :

- طبعا يا حبيبتي انا عارف انك طيبه وقلبك ابيض


ثم ردت سمر بتنبيه و حده وقالت :

- بس خلي بالك بردو انا مبحبش حد يتنطط عليا او يحرجني مش بسكت مش بسيب حقي .

رد محمد :

- ايوه يا حبيبتي حقك بس طول ما هي كويسه معاكي ، انتي كمان عامليها بالمثل .


ومرت تلك الليله والجميع اتجه الي فراشه لينام .


وفي صباح اليوم التالي نادت سمر على زوجها محمد وقالت له ووجهها يظهر عليه الفرح والسرور :



- محمد ، محمد

رد قائلا :
- نعم يا حبيبتي

قالت سمر:
ايه رايك انزل اجيب ماما من تحت عشان تتغدى معانا النهارده ؟ ؟

رد محمد بحماس :

- والله فكره يا حبيبتي برافو عليكي .

وقالت له سمر:


- خلي بالك انت من البوتاجاز وهنزل اجيبها واجي .


ثم نزلت سمر مسرعه لتستضيف والده زوجها لتناول الغداء معهم وحين عرضت عليها الامر رفضت الام وقالت :

معلش يا سمر خليها مره تانيه انتوا لسه عرايس ومينفعش
اجي اعكر عليكم صفوكم دلوقتي وابقى عزول بينكم


وكانت سمر مصممه على اصطحاب والده محمد معها
وفعلا لبت الأم ندائها وذهبت معها لتناول الغداء


استقبل محمد والدته بفرحه عارمه ثم قال لها:

اهلا وسهلا يا ماما ربنا يبارك لنا في عمرك يا رب

والله سمر هي صاحبه الفكره دي

اجابته والدته بابتسامه وقالت:

سمر اصيله ومن بيت أصول وربنا هيك مها ان شاء الله
ربنا يوسع عليكم يا ولاد ويبارك فيكم

وذهبوا لتناول وجبه الغداء وتبادلوا الحديث سويا وسط الضحك والفكاهه ونوادر وذكريات من طفوله محمد


وبعد قضاء يوم جميل قاموا بوداع الام الي باب الشقه واثناء
الحديث معها سمعت داليا حديثهم وتوجهت الي باب شقتها ثم نظرت من العين السحريه

وعندما وجدت والده زوجها تخرج َمن شقتهم اشتعلت الغيره في قلبها وكادت تقتلها ببطء

وأخذت تحدث نفسها وتقول في داخلها:

يا ترى ماما كانت بتعمل ايه عند سمر اكيد كانت جيباها حاجه او بعطيها هديه مثلا او زياره
انا لازم اعرف هي كانت عندهم بتعمل ايه ولو مجتش عندنا النهارده ولا بكره  يبقى هي كده بتفرق في المعامله





ثو اخذت تفكر كيف تكتشف السر وراء هذه الزياره

لا تستطيع التركيز في اي شيء دون أن تعلم السبب
كانت شديده الغيره من سمر وكانت تريد جذب الجميع لها


وحدها والاهتمام بها أيضا عند رؤيتها لوالده زوجها في شقه

سمر تملكها الشعور بأن سمر حازت على محبه والده احمد
و محاوله التقرب منها قدر الإمكان وكانت تدور بداخلها


اسئله كثيره تريد اجابتها ولكن دون أن تسأل احد حتى لا يلاحظ احد غيرتها الشديده


وقررت داليا ان تعلم بطريقتها الخاصه وقالت في نفسها:


انا لازم اعرف حماتي كانت بتعمل ايه عند الي اسمها سمر دي
ويا ترى اعطتها ايه من ورانا واستخسرته فينا



وفعلا قامت بزياره والده احمد واستقبلتها ورحبت بها بسرور وقالت لها:


ازيك يا داليا٠٠عامله ايه يا حبيبتي

اتفضلي يا بنتي

ردت داليا قائله:
الحمد لله يا ماما بخير انتي عامله ايه وازي صحتك

ردت الام قائله:
الحمد لله يا بنتي كله تمام




وكانت داليا تحمل طبق من الحلوى في يدها ثم قدمته لوالده احمد وقالت:


انا قلت يا ماما انزل اقعد معاكي شويه وادوقك الحلويات الي
عملتها بإيدي بس يا رب تعجبك


ردت الام قائله :
تسلم ايدك يا حبيبتي يا ترى احمد عامل معاكي ايه لو زعلك بس قوليلي وشوفي انا هعملك فيه ايه






ردت داليا قائله:
احمد ده قلبي بصراحه عمره ما زعلني يا ريت كل الناس ذي احمد



وجلست داليا وهي حائره وأخذت تفكر كيف تعرف السر وراء
ذهاب والده احمد لاخيه ووسوس لها الشيطان بأن تبحث في ارجاء المكان على اي شيء تعثر عليه ويكون في نفس الوقت
موجود داخل شقه سمر

حتى تعرف من خلاله ان كانت والده احمد اهدت سمر من نفس الشيء ام لا


وأخذت تفكر في حجه تدخل بها الحجرات حتى تبحث علي

اي شيء
وبعد تفكير عميق نهضت داليا من على كرسيها وقالت:

انا هقوم يا ماما انضف الشقه واضبطها

ردت الام قائله:
لأ يا بنتي انا نضفتها من بدري بقوم الصبح  انضفها واعمل الي ورايا كله٠٠٠تسلميلي يا حبيبتي



ثم صمتت داليا قليلا وهي تفكر بمكر كيف تصل إلى الحقيقه

ثم سألت داليا والده احمد بمكر وقالت لها:



ماما٠٠هو شاحن الفون بتاعك فين اصل الفون بتاعي هيفصل
والشاحن بتاعي فوق
وانا مش عايزه اطلع دلوقتي كنت عايزه اقعد معاكي شويه
ونقعد نتكلم مع بعض




ردت الام قائله:
اه يا بنتي الشاحن موجود هنا شوفيه كده في الفيشه الي جمب
الترابيزه ولو ملقتيهوش ادخلي شوفيه في الاوضه جوه




استغلت داليا انشغال والده احمد في الصلاه وأخذت تبحث
في ارجاء الحجره عن أي شيء تصل به إلى أي معلومه
عن سبب وجود والده زوجها عند سمر



وظلت تبحث في مكان وعندما نظرت أسفل السرير وجدت

شنطه كبيره بها زيت وسكر وارز ومكرونه



ثم نهضت بسرعه وصاحت بصوت مرتفع وهي تقول:

خلاص يا ماما لقيت الشاحن





ثم عاودت الجلوس مع والده زوجها وأخذت تتحدث معها قليلا



ثم غادرت داليا المكان بعد الاستئذان بالذهاب
توجهت داليا الي شقتها بعد أن يأست من معرفه اي شيء


ولكنها أوشكت على الانهيار بسبب الغيره القاتله




انتظرت داليا احمد حتى عاد من العمل وكان وجهها يملؤه الغضب ولَكنها كانت تحاول إخفاء هذه الملامح



وعندما حضر احمد وجد داليا شارده ولم تنتبه إليه

نظر إليها احمد باندهاش و قال:



داليا   يا داليا

انتبهت داليا الي احمد. قالت:

ها٠٠انت بتكلمني يا احمد بتقول حاجه


رد احمد قائلا:

نعم بقول حاجه.   لا ده انتي مش معايا خالص

باين الموضوع كبير


ثم اخذت تتنهد وتقول:


امبارح امك كانت عند سمر يا ترى انت متعرفش ليه؟


رد احمد قائلا:

لأ معرفش ليه طب وفيها ايه يعني اما تروح عند محمد وسمر
ايه المشكله في كده حصل حاجه:



ردت سمر قائله:


لأ محصلش حاجه بس واضح ان سمر واكله عقل مامتك
ومامتك ست طيبه تلاقيها ضحكه على عقلها بكلمتين




رد احمد قائلا:

بس ماما مش ساذجه للدرجه دي تلاقيها طلعت تطمئن على محمد أو تعطيهم حاجه




نظرت اليه دالياوقالت:



ايوه هي بتعطيهم حاجه اخيرا وصلت للي انا بفكر فيه



اجابتها احمد:

طب. ايه يعني لما تعطيهم حاجه





ردت داليا قائله:
ايوه كده بتفرق في المعامله





أجاب احمد:

بس ماما عمرها ما فرقت في المعامله بيني وبين محمد


ردت داليا بعصبيه:

انا مقولتش انها بتفرق بينك وبين اخوك في المعامله
انما هي بتفرق بيني. بين سمر لأننا مش ولادها زيكم





انا خايفه البت دي تسيطر على مامتك وتخليها تفضلهم علينا

على العموم متحكيش حاجه قدام مامتك


اخذت داليا تخطط وتدبر وتختلق اي سبب لتقوم بزياره سمر

ثم خطر على عاتقها فكره وهي ان تقوم بعمل بعض الحلوى وتقديمها لسمر حتى تتمكن من دخول شقتها



ذهبت داليا الي سمر ومعها طبق الحلوي

وعندما فتحت سمر الباب اندهشت حين رأت داليا

استقبلت سمر داليا بترحيب وطبعا لا تعلم بما يدور في ذهن داليا من مكر ولا تعلم أن الغرض من الزياره هو اخذ اي كلام

منها لمعرفه ما يدور بداخلها


ثم قدمت لها واجب الترحيب وقالت لها سمر:

اهلا وسهلاً نورتيني يا حبيبتي

ردت عليها داليا قائله:
الله يخليكي يا حبيبتي


انا لقيت نفسي زهقانه ومش لقيه حاجه اعملها قلت اجي افعد معاكي شويه ونسلي بعض



ردت سمر قائله :
والله خير ما عملتي يا داليا انا قعده لوحدي من الصبح .
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي