الفصل التاسع

جلست الام لتناول وجبه الغداء برفقتها داليا و سمر و قالت لهم الام :

- يللا يا بنات ، ، مدو ايديكم .


و عندما تذوقت الام الطعام تغيرت ملامح وجهها ثم قالت بدهشه و غضب :

- ايه ده يا سمر ده ! ! انتي طبخ ملح حرام عليكي معقوله كده ؟



ثم تذوقت سمر الطعام و قالت :

- ايه ده ! ازاي الاكل مالح كده ؟


ردت داليا قائله :
- انتي نسيتي و زودتي ملح يا سمر و لا ايه ؟ ؟




ردت سمر قائله :

- لأ والله ما حطيت ملح كتير كده ، ، اكيد فيه حاجه غلط .



سألت سمر والده زوجها و قالت :
- انتي حطيتي ملح بعد اما انا حطيت يا ماما ؟ ؟



ردت الام قائله :

- انا مدخلتش المطبخ خالص ، ، و محدش دخل غيرك عشان نقول حط مكانك .

قالت سمر :
- اه صحيح محدش دخل المطبخ غيري ، اومال الملح الزياده ده جه منين ؟ ؟


انفعلت الام و قالت :

- لو مش عايزه تعمليلي حاجه قوليلي يا ستي و انا بعد كده مش هطلب منك تنزلي او تطلعي ، ، انما تبوظي الاكل بالشكل ده ! ! حرام عليكي والله . .

ردت سمر قائله :
- ايه يا ماما الي انتي بتقوليه ده  ؟ ! والله ما قصدي اي حاجه من دي انا بردو مش عايزه اعملك حاجه ؟ ؟


ردت داليا بمكر :

- خلاص تلاقيها حطت مرتين انا هطلع اجيب الاكل بتاعي من فوق انا طبخه من بدري ، ، عشان الضغط بتاعك يا ماما


ردت سمر بانكسار قائله :

- اطلع يا ماما اجيبلك اي حاجه من فوق تاكليها ؟ ؟

ردت الام بغضب و انفعال شديد :

- مش عايزه منك حاجه خالص ، ، راجل يترد عليه بس لما يرجع بس . .



تأثرت سمر من كلام والده زوجها ، ، و ذهبت شقتها و هي حزينه لما حدث و من شماته داليا فيها ، ، جلست داليا مع والده زوجها و قالت :

- معلش يا ماما ، ، مش عايزين منها حاجه ، ، دي مكاره وخبيثه دي بتعمل كده عشان متتطلبيش منها حاجه ، د جمبك في اي وقت . .



ردت الام متسائله :
- هو انا طلبت منها حاجه يابنتي ؟ ؟ صحيح اللي تحسبه موسى ، ، يطلع فرعون . .


ردت داليا قائله :

- متزعليش مني كله من محمد ، ، أصله مدلعها اوي ومش بيشد عليها علشان طيب . .


ردت الأم :
- بس اما يرجع بس من الشغل ، ، هشوف حل معاه و هخليه يشد عليها . .


و بعد ذلك عاد محمد من العمل و دخل لوالدته ليطمئن عليها وقال لها:

- ازيك يا ماما ؟ عامله ايه يا حبيبتي ؟

ردت الام بغضب :
- الحمد لله كويسه .

سألها محمد :

- مالك يا حبيبتي في اي حاجه مزعلاكي ؟ ؟
ردت الأم قائله :


- بصراحه يا محمد انا زعلانه اوي من مراتك .


رد محمد بدهشه و قال :
- ليه يا ست الكل ؟ ؟ دي سمر بتحبك اوي و مش بتقدر تبعد عنك لحظه واحده و بتعتبرك امها التانيه .


ردت الام بعصبيه :
- بس عشان انت طيبتك دي هي الي هتضيعك .

هي كانت الأول بس كويسه ، ، لكن دلوقتي ظهرت على حقيقتها معايا .



ثم قالت الام بحده و غضب :

- سمر هانم نزلت النهارده و كانت داليا مش في البيت ، ، و قالتلي عايزه حاجه يا ماما اعملها لك ؟ ؟ قولتها مفيش غير الاكل هو الي هيتعمل و دخلت طبخت الأكل ، ، ادخل كده دوق الاكل و شوف عامل ازاي !



تذوق احمد الاكل و جده مالحا جدا فغضب بشده و تعاطف مع والدته و قال لها :

- معلش يا ماما ، ، هشوف الموضوع ده



ردت والدته قائله :

بص يا محمد ، ، بس متتخانقش معاها و تعمل مشكله كبيره بسببي فاهم يا محمد ؟



رد محمد قائلا :
- متقلقش يا ماما ، ، انا هتصرف .

دخل محمد شقته بدون أن يتحدث مع زوجته و دخل الي حجرته و قام بتغيير ملابسه .

قامت سمر بتحضير الطعام و وضعه على السفره ، ، و اخذ احمد يأكل و بعد لحظات قال بغضب :
- ما انتي بتعرفي تعملي اكل حلو اهو !




ردت سمر بحزن :
- والله يا محمد انا ما حطيت ملح كتير ، ، مش عارفه الاكل بقى مالح كده ازاي ..


رد محمد قائلا :
- حد تاني كان غيرك انتي وماما في الشقه ؟ داليا مثلا او حد من الجيران ؟ ؟


ردت سمر قائله :

- بصراحه ربنا لأ داليا رجعت متأخر و كانت بره البيت خالص .


رد محمد قائلا :
طيب يبقي انتي كده كذابه و بوشين ، ، وش قدامنا كويس و وش من ورانا و مش عايزه تخدمي امي و لا تساعديها في اي حاجه



ردت سمر قائله :
- انت بتقول ايه يا محمد ؟ ؟ انا بوشين انا كده ؟ ؟ و كمان خبيثه !


رد محمد قائلا :

- ايوه انا دوقت الاكل و طلع ان محدش نسى و حط مرتين ، ، دي مقصوده يا هانم ، ، انتي عارفه لو كانت داليا موجوده كنت اقول ممكن تكون هي انما ربنا كشفك . .


انهمرت سمر في البكاء و لم تصدق ما تسمعه من زوجها كانت
تشعر كأنها في حلم مخيف .


ردت سمر على كلام محمد و قالت :

- دي أخرتها يا محمد ؟ الله يسامحك انا مظلومه علي فكره ، ، وربنا موجود . .


رد محمد بسخريه :
- ايوه انا عارف .


ردت سمر بحزن شديد قائله :


- محمد بلاش تتكلم معايا بالطريقه دي بدل ما اسيبلك البيت وامشي . .

رد محمد قائلا :
- انا مبتهددش ، ، عايزه تمشي امشي .



ثم دخلت سمر حجرتها و هي تبكي من عنف محمد معها
و أخذت تحدث والدتها على الهاتف و قالت :


- ايوه يا ماما ، ، ابعتي حد ياخدني من هنا .


ردت الام بذعر :

- ايه مالك ؟ ؟ في ايه يابنتي ؟

ردت سمر :
- اتخانقت انا و محمد و مش هقعد في البيت ده تاني . .
و أخذت تقص على والدتها كل ما حدث .



ردت والدتها قائله :
- طب اهدي يا حبيبتي كده و استعيذي كده بالله من الشيطان الرجيم ، ، تلاقي جوزك زعلان و مخنوق عشان والدته معلش يا سمر لازم نفوت يا حبيبتي عشان البيوت متتخربش . .




ردت سمر بانفعال و قالت :
- يا ماما انا بقوله هسيبلك البيت ، ، بيقولي و ايه يعني سبيه ! !



ردت الأم قائله :
- معلش هو ميقدرش يستغنى عندك ، ، و هو طيب و غلبان
اوعي تسيبي بيتك ده ابدا . .

دخلت سمر حجرتها و أخذت تبكي و مر اليوم بدون أن يتحدث محمد مع سمر عندما عاد من عمله اعتذر لها محمد و صالحها و قال لها :

- معلش يا حبيبتي سامحيني انا زودتها امبارح ، بس انا صعبت عليا ماما لأنها مريضه . .


ردت سمر قائله :


- و الله العظيم يا محمد ما حطيت ملح كتير كده ، ، او جايز نسيت ، ، الله اعلم بس مش مقصوده


قال محمد :
- طب ممكن تصالحي تنزلي تصالحي ماما علشان خاطري ؟


ردت سمر قائله :
- مش دلوقتي يا محمد ، ، نفسيتي مش كويسه لما اهدي شويا و تكون هي كمان نفسيتها ارتاحت .


رد محمد قائلا :
- خلاص براحتك .


و بعد مرور يومان دخل احمد علي والدته و قال لها :

- ازيك يا ماما ، ، صحتك عامله ايه ؟ ؟


ردت الام :
- الحمد لله يا حبيبي . .




قال احمد :
- مش علاء ابن خالتي اتصل بيا ، و عايزين اشوفله شقه في منطقتنا هنا .



ردت الام قائله :
- مش هو كان بيدور علي شقه في المنطقه عندهم . .




رد احمد :
- هو بيقول دور كتير و مفيش شقه عجبته هناك و عايز يشوف شقه قريبه مننا . .


ردت الام :
- خلاص يا احمد شوفله شقه عشان خاطر خالتك الله يرحمها . .




بحث احمد عن شقه لعلاء ابن خالته قريبه من منزلهم ، ، و عندما
أخبر احمد والدته فرحت كثيرا ، ، قام علاء بزياره خالته و عبر له عن فرحته بأنه ستكون شقته قريبه منها و قال لها :

- انا مبسوط اوي اني هكون جمبك يا خالتي ، ، انتي بدل امي الله يرحمها .


ردت الام قائله :

- وانا كمان يا حبيب خالتك مبسوطه اوي والله لو احتاجت اي حاجه انا هبقا جمبك متتكسفش ، ، قولي انت هتتجوز امتي

قال علاء :

- والله الشقه جديده و متشطبه كويس ، ، يعني كده خلاص الفرح ممكن يكون في خلال شهر ان شاء الله .

اجابته قائله :


- و انت زي احمد و محمد ، ، متشيلش هم اي حاجه


و بعد مرور بضعه ايام ذهبت سمر عند والده زوجها لكي تصالحها ، ، و صرحت لها بأنها لم تقصد ما حدث في ذلك اليوم و اعتذرت لها . .



قبلت الأم اعتذارها و سامحتها و أصبح كل شيء على ما يرام
و قالت لها الام :
- محصلش حاجه يا حبيبتي ، ، انتي بردو زي بنتي



و كانت داليا تجلس وسمعت هذا الحوار و غضبت بشده لهذا الصلح ، ، و لم تتمنى إتمام هذا الصلح ابدت حتي اخذت تفكر و تدبر مكيده جديده لتدمر بها العلاقه بين سمر و حماتها ، ، وجاء يوم زفاف علاء ابن خاله احمد و محمد و ذهب الجميع الي حفل الزفاف . .

و تعرفت سمر و داليا على عروسه علاء و كانت تسمى ( نرمين ) و تقربت داليا الي نرمين جدا لأنها كانت تشبهها في الشر ، ، والخبث و التسلط .

و بعد مرور يومان اصطحبت الام ابناؤها احمد و محمد وزوجاتهم داليا و سمر وذهبوا جميعا لزياره علاء ابن خالتهم و تهنئته بزفافه .

ثم اخذت داليا تتحدث مع نرمين زوجه علاء على انفراد و تضمن حديثها كلاما سيئ عن سمر ، ، و أخذت داليا تحذرها منها
حتى تبتعد عنها و لا تقرب منها . .

بينهما كان الجميع وقتها مشغول في الحديث ولم ينتبه احد
الي حديث داليا ونرمين

نظرت الام الي علاء و قالت له :

- شوف يا علاء يابني ، ، انت عارف معزتك عندي قد ايه وربنا يعلم اني بعتبرك زي أحمد و محمد بالضبط .


فعلشان كده انا عايزه نرمين تيجي في وقت فراغها وأما انت

تكون في شغلك وتقعد معايا انا وداليا وسمر

وفعلاً بدأت نرمين تتردد على منزل والده احمد وكانت تجلس
دائماً منفرده بداليا وكانوا يتهامسوا سويا بصوت منخفض
وكانوا يتبادلون الضحك بصوت عالي ، و أثناء ذلك كانوا ينظرون لسمر نظرات مريبه و كانت سمر تتجاهلهم وتتجنبهم وتحاول عدم الانتباه اليهم ، ، و ذات يوم ذهبت سمر لتعطي الدواء لوالده زوجها و فجأه فقدت سمر الوعي ووقعت على الأرض مغشياً عليها .




ذعرت والده زوجها من المشهد وأخذت تنادي عليها وتحاول افاقتها ثم استمرت في النداء دون جدوي


فتحت الام باب شقتها و أخذت تصرخ و تستنجد باي شخص سمعت داليا صراخ الام ، ، و نزلت مسرعه الي اسفل و عندما دخلت الشقه سألت داليا الأم و قالت :


- فيه ايه يا ماما ؟ ؟ بتصرخي على الباب كده ليه ؟ ؟ ايه اللي حصل ؟


قالت الام :
- اتصلي بالاسعاف بسرعه سمر وقعت و مش بتتكلم ، ، اتصلت داليا بزوجها احمد و طلبت منه أن يحضر الطبيب معه .




و بعد فحص الطبيب لسمر سألته الام قائله :
- خير يا دكتور طمني عليها .


أجاب الطبيب :

- مفيش حاجه خطيره ، ، ده مدام سمر حامل جديد و علشان جسمها ضعيف اغمي عليها ، ، و انا هكتبلها على شويه مقويات بس تاخدها و هتبقا احسن ، ، مبروك يا حاجه .




ردت الام بفرحه قائله :


- سمر حامل ؟ ؟ الف حمد و شكر ليك يا رب ، أخيراً هبقي جده !



حزنت داليا بشده من سماع خبر حمل سمر .

وأخذت تفكر و تقول في نفسها :

- ايه ده سمر حامل قبلي انا ! يعني كده مكانتها هتزيد في البيت والكل يتمنى رضاها٠٠



نادت الام داليا و قالت :

- يا داليا ، ، يا داليا اعملي حاجه للدكتور يشًربها يا بنتي.


ردت داليا قائله :
- حاضر يا ماما . .


ذهبت داليا الي المطبخ لتحضير العصير للدكتور و أخذت تبكي
و الغيظ و الحقد يملأ قلبها ثم مسحت دموعها ، ، و ذهبت لتقديم العصير للدكتو بعد ذلك شكر احمد و والدته الدكتور علي اهتمامه و قاموا بتوصيله الي باب
يتبع . .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي