الفصل الخامس

للذئاب أوجه آخرى

بعد إنجاب سما طفلها الأول ضعف جسمها، وفقدت الكثير من الدماء بسبب الضعف الجسدي والنفسي، حينها شعرت سما أنها سوف تفقد الحياة بسبب المرض والحزن.

ولكن تغير ذلك الإحساس بعد إحضار طفلها إلى الغرفة، بعد الولادة مباشرة حتى تتعرف عليه، عندما قامت سما باحتضان رضيعها، ذلك الإحساس جعلها تكتسب طاقة وقوة رهيبة، وشعرت أنها تريد الحياة من أجل حماية طفلها الرضيع.

لذلك قررت أن تطلقت على ابنها اسم سعيد، لأنه الشيء الأول فى الحياة الذي جلب السعادة إلى قلبها، وأيضاً أرادت أن تراه يحيا حياةً ممتلأ بالحظ والسعادة طول حياته.

وكان سعيد سبب استرداد سما صحتها الجسدية والنفسية، حتى تبدأ سما الاستمرار فى حياة التي تملؤها الاضطهاد والمعاناة.

أصبح الجميع بعد الولادة يعامل سما بطريقة سيئة أكثر من قبل، ومن ضمنهم حماها الذي تغيرت شخصيته بعد إنجابها سعيد.

كان عماد الصاوي فى الماضي يدافع عنها ويعاملها جيدا، ولكنه بعد الولادة تغير فى الأسلوب، وتغيرت معاملته الجيدة وتحولت إلى معاملة سيئة، دون أن تدرك السبب فى ذلك.

ولكن كان الاسوأ حدث حين فتحت سما موضوع عودتها إلى العمل فى المؤسسة، حينها غضب حماها وقام على تهددها، واخبارها:
- أخبرتك من قبل بأن لا يوجد امرأة داخل عائلتي تمارس العمل.

سما:
- لم أعمل فى الشارع؛ وهى شركتي التي سوف إثرها من والدي فى المستقبل ويجب الحفاظ عليها.

عماد الصاوي:
- إن إرادتي الرجوع إلى العمل سوف أخذ منك سعيد وأطردك خارج العائلة.

سما:
- تريد أخذ ابني مني؟!

عماد الصاوي:
- ذلك الحل الوحيد اختاري من تريديه أكثر شيء بين الاثنين.

سما:
- لا تستطيع حرماني من طفلي.

عماد الصاوي:
- اختبرني!

سما:
- سوف أخرج من تلك العائلة المريضة وأخذ ابني معي وسوف ترى.

عماد الصاوي:
- حسنا لنرى من سوف يفوز فى النهاية.

بعد خلاف سما مع حماها عماد الصاوي خرجت من مكتبه تثور غضباً؛ لكن بعد معاناة ومناقشات كثيرة فقدت سما صبرها، وقررت أخبار والده صلاح الكردان عما يحدث معها فى ذلك المنزل.

بعدما مجادلة سما حماها، تواصلت أنها يجب أن تتخذ خطوة فى الهروب من تلك الأسرة مع ابنها بسلام، لذلك تواصلت إلى حل وهو طلب الطلاق من منير.

ذهبت سما إلى والدها وأخبرته أنها تريد الانفصال عن زوجها، ولكن عندما سمع والدها خبر طلاقها، لم يتحمل الصدمة، انخفض سكره فى الدم، وتم حجز وإدخاله فى المشفى.

كان والد سما يشعر منذ البداية أن ابنته الغالية تعاني فى صمت، ولم تستطيع أن تتحدث مع أحد عن معاناتها، حتى لا يقلق والدها ويتدخل فى مشاكلها.

ولكن صلاح الكردان رغم شكه وإحساسه، لم يستطيع أمتلك القوة حتى يسألها عن حياتها الزوجية، وراعى أبتعد ابنته عنه بعد الزواج.

رغم أن سما كانت تريد الطلاق، ولكنها كانت تشعر بالخوف والتوتر الشديد من ذلك القرار، وكانت تخاف إلا تستطيع الحفاظ على طفلها ويأخذ منها عماد الصاوي.

ولكنها كانت أيضا تقلق على والدها والمؤسسة، وكانت تشعر أن عماد الصاوي يخطط لأجل شيء سيء، سوف بجلب الخراب إلى والدها والمجموعة.

كانت الخطة الأصلية هي أن سما تتزوج من منير مقابل انقاذ المؤسسة، ولكن الأن عماد غرز أنيابه بثبات وسيطر على ممتلكات وشركات صلاح الكردان.

كانت خطة محكمه منذ البداية، عندما بدأت بالزواج، وبعد ذلك سيطر على معظم الأعضاء المساهمين، وبعض الموظفين داخل الشركة.

لذلك كانت سما تشعر بالخوف من طلبها الطلاق من ابنه، لأنها تعلم أنه الآن يسيطر على المؤسسة بنسبة ٦٠٪ وسوف تخسر كل شيء، إذا لم تفعل ذلك بدون وضع خطة محكمة، لأنها لا تريد الخسارة من طفلها أو المؤسسة.

بعد خروج صلاح والد سما المشفى، تركت سما طفلها مفردة فى منزل عماد الصاوي، وذهبت إلى منزل والدها حتى تعتني به خلال فترة مرضه، ومنعها عماد الصاوي من أخذ طفلها معها عند البقاء فى منزل والدها.

تركت سما طفله الذي يبلغ من العمر ست أشهر، أجبرت على الحرمان من طفلها الرضيع، حتى تعتني بوالدها المريض لمدة أسبوع، وفى ذلك الوقت استطاع عماد الصاوي أن يقوي علاقاته فى المؤسسة.

بعد مرور أسبوع أصبح صلاح جسدياً وصحياً أفضل، وعادت سما إلى منزل زوجها، حتى تحتضن طفلها الغالي التي اشتاقت له بشدة، ولكن بعد عودتها وجدت الجميع يعاملها بطريقة سيئة وبدون رحمة.

عندما دخلت سما الفيلا أوقفته والدة منير زوجة عماد الصاوي أخبرتها:
- حضرتك يا هانم شرفتي؟

سما:
- مرحبا يا أمي كيف حالك.

سناء:
- قد اخبرتك من قبل لا تناديني أمي، أنتِ فتاة تعيسة مشؤمة، تسببت فى موت أمك منذ ولادتك فلا تنحسني بلقب أمي.

سما:
- لماذا أنتِ هكذا لم تفعلين معي ذلك طول الوقت، وتعاملنني بطريقة سيئة، هل تعتقدين أن كلمة أمي كلمة سهلة عليها الخروج من شفتاى؟

سناء:
- حسنا لا تقوليها لا أريدها.

سما:
- لم تكرهني هكذا.

سناء:
- لأنك لا تناسبي ابني لقد كان سوف يتزوج من ابنة اختي ولكنك السبب الآن فى كسر قلب الفتاة المسكينة.

سما:
- هل تعتقدين أن ما حدث كان قراري؟ كل شيء حدث بسبب زوجك.

بعدما غضبت سما وواجهت حماتها بعصبية، وتركتها تتحدث بصوتها العالي دون اهتمام، وذهبت حتى تطمئن على ابنها.

واستمرت سناء فى التهليل والغضب تقول:
- بالفعل ماذا توقعت من فتاة ليس لديها أم حتى ترابها جيداً.

سمعت سما تلك الجملة، وكأنها خنجر يغزو داخل قلبها، والدموع تسيل على واجهها بشدة دون إدراك.

شذى الابنة الوحيدة لدى عماد الصاوي بين ثلاث رجال ذهبت إلى والدتها أخبرتها:
- أمي ماذا الذي يحدث هل اهانتك تلك المرأة الوقحة؟

سناء بغضب وعصبية تقول:
- لا أعلم لماذا والدك يتمسك بتلك المرأة الوقحة التي تعتقد أنها المرأة الوحيدة فى هذه الدنيا.

كانت سناء والدة منير ليست متعلمة، وأيضاً ابنتها شذى فاشلة فى التعليم، لذلك كانوا يشعرون بالغيرة وعقدة النقص والغل تجاه سما، بسبب أسلوبها الراقى وتعليمها العالي، وثقافتها الجيدة، وحديثها المهذب.

الذي لم تستطيع سناء وشذى التغلب عليها، فى مناقشة سواء كان لغة متقنة، أو تعبير لائق من أسلوبها الإنجليزي، ولغتها المختلطة باللغة الإنجليزية، كانوا يشعرون دائما فى جوارها بالأقلية والجهل، لذلك تم اضطهاد سما معنوياً، ومضايقات يومياً منذ البداية.

خلال الليل ذهبا الابن مدحت، البالغ من العمر الثامن عشر، الابن الأكبر إلى زكريا، الأخ الأكبر لعماد الصاوي، الذي كان يحب ويعشق شذى بجنون، إلى عمه عماد الصاوي، وأخبره عن تحركات سما الكردان خارج المنزل.

دائما كان مدحت يقوم على اضطهاد سما، وانتهاك حريتها وملاحقتهم دائماً، من أجل إراحة قلب حبيبة قلبه شذى ووالدتها، ومن أجل أخفق علاقة منير ابن عمه مع زوجته سما.

لذلك بعد مراقبة سما المستمرة دون كلل، ذهب مدحت إلى المنزل لأجل مقابلة عمه عماد، وأخباره عن كل شيء علم به فى هذا اليوم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي