الفصل الثامن

نعمة.كملى يا حبيبتى

افكار وعنيها فيها دموع.جاله تليفون
ورد عليه
وبعدين قعد معايا
على.بقولك ايه يا ماما
عايز اخد رأيك فى موضوع

افكار.خير يا حبيبى

على.التليفون اللى جالى دلوقتى ده
فيه عرض كبير اوى

افكار.ماشاء الله يا على
انت تستاهل يابنى كل خير
بكرة تبقى احسن مهندس فى البلد كلها

علي بحيرة.بس انا مش عارف العرض الكبير ده هيناسبنى ولا لاء

افكار بأستغراب.ليه ميناسبكش يعنى
هو مين اشطر منك علشان يناسبه

علي.لاء يا ماما مش علشان الشغل
بس هى المدة هتكون طويلة شوية
والمنطقة اللى هعيش فيها
مش عارف ليه مش حاسس بأمان من وجودى فيها

افكار.ازاى يعنى
ما هو انت علطول متعود على الاماكن اللى فيها صحرا
وبتحس فيها بالراحة اكتر من الزحمة والمدينة على كلامك

علي.هقولك يا ماما
المنطقة اللى هيكون فيها المشروع
بسمع عنها انها فيها حوادث غامضة كتير

افكار بقلق.ياساتر يارب
لاء يابنى خلاص بلاش منها

علي.والله يا ماما انا مش خايف
انا ربنا معايا
بس مش عارف ليه لما سمعت اسم المنطقة حسيت ان قلبى اتقبض

افكار.لاء يا حبيبى
يبقى مالهاش لازمة
مدام انت قلبك مش مرتاح
يبقى ارفض
واكيد ربنا هينور بصيرتك

علي بأبتسامة.ربنا يخليكي ليا يا ست الكل
ميحرمنيش ابدا من ارائك

افكار.حبيبى يا علي هو انا ليا غيرك فى الدنيا يا قلب امك
امتى بقى يا علوش ربنا يفرحنى بيك وتتجوز وتملى عليا البيت انت ومراتك وعيالك

علي.لما ربنا يأذن يا امي

افكار بتكمل كلامها مع نعمة ورويدا

افكار.من بعد اليوم ده مرتحناش
لا انا ولا ابنى

نعمة.ليه

افكار.معرفش يا نعمة ياختى
الحال اتغير كله
ابنى بقى علطول سرحان
فترة الاجازة بتاعته مفاتش منها اربع خمس ايام
قضاهم سرحان
وطول الليل اسمعه بيتكلم بصوت واطى
ادخل اوضته الاقيه نايم
لحد اليوم اللى بلغنى فيه
اسواء قرار اخده فى حياته

علي.ماما
بقولك ايه
انا قررت اسافر المأمورية اللى قولتلك عليها

افكار.اللى انت كنت مش مرتاحلها

علي.اه هى

افكار.ليه يابنى
انت مش قولت ليك حق انك ترفض او تقبل
غيرت رأيك ليه

علي.اصل لقيت ان الاسباب اللى عندى مش مقنعة للدرجة اللى تخلينى ارفض مشروع كبير زى ده
وهيكون سبب نقلة ليا فى شغلى وفى مستوايا المادى كمان
افكار.ايوة يا علي يا بنى
انا معنديش مشكلة فى انك توافق او ترفض
لكن لو على المستوى المادى
احنا الحمد لله مستورين وظروفنا حلوة
عربيتك معاك
وشقتك مش ناقصها غير العروسة
وشقتى اهى يرمح فيها الخيل
غير البيت اللى ابوك سايبهولك
يعنى ماديا مش ناقصك حاجة
اما شغلك فأنت بسم الله ماشاء الله
فى سنتين بالظبط
بقيت من احسن المهندسين فى مجالك
يعنى مش مشروع هو اللى هيعملك اسم او هو اللى هيغنيك

قام على من على الكرسى اللى كان قاعد عليه
وفضل رايح جاى قصاد مامته اللى قاعدة بصاله بأستغراب

افكار.فيك ايه يا علي
انت مالك يابنى متغير الاجازة دى
سرحان وعلطول بتفكر كده
وحاساك تايه
فى ايه

علي.مش عارف يا ماما
انا نفسى مش عارف مالي
لكن انا فعلا مقتنع انى مش متظبط
بس كل تفكيرى الكام يوم اللى فاتوا دول انى اقبل المشروع المعروض عليا
برغم انى من جوايا مش عايز
لكن حاسس انى هصحى من نومى اخد شنطتى
واروح على الموقع حتى لو لواحدى
افكار بخوف.انت هتقلقنى ليه يابنى
ما بلاش منه المشروع ده يا علي

علي.لاء يا ماما
انا هروح
هيكون فى ايه يعني
اكيد قلقى ده بسبب انى راجع من ضغط شغل
وكنت لسه مرتحتش
مش معقول يعنى هحكم على شغلى من احساسى
ده شغل
ومستقبل

افكار.اللى انت شايفه صح يابنى اعمله
بس امانة عليك يا علي
بلاش تخوفنى عليك يابنى
ولو فيه اى حاجة حسيت ان فيها خطر
يبقى بلاش منها
وهات شنطتك وارجعلى علطول

علي بابتسامة.حاضر يا ماما متخافيش
دعواتك بس
وكل حاجة هتبقى تمام

كانت افكار بتتكلم بجدية وحزن مع نعمة ورودى
وده خلاهم يحترموا جديتها وحزنها ويسمعوها بأهتمام
لكن هما كانوا مش متوقعين ايه اللى ممكن يسمعوه

افكار.لحد كده يا نعمة الدنيا كانت عادية
تفسير تصرفات ابنى الكام يوم دول اعتبرتهم ضغط الشغل
وحيرته فى قبول مشروع مهم او رفضه
فكرة انه بيقعد فترات لواحده طويلة فى الصحراء بتخليه مش بيتأقلم بسهولة على الدوشة
يعنى كنت بقنع نفسى بكل ده

لحد ما جه اليوم اللى حضر شنطته فيه واتوكل على الله
سافر على الموقع اللى هيبداء فيه مشروع شغله الجديد

رودى بأهتمام.طيب ايه اللى حصل يا طنط

افكار.اللى حصل المفروض تسمعيه منه هو يا رويدا لو عندك استعداد
انا عارفة يمكن اللى يحكيه يبقى بعيد عن العقل والمنطق والعلم بتاعك او بتاعه هو كمان
لكن انا واثقة ومتأكدة ان كل حرف ابنى بيقولوا حقيقي
لكن انا شايفة من الاحسن تسمعى اللى حصل منه شخصيا
وصدقينى
انتى هتقتنعى بيه جدا
بس ادى نفسك فرصة

نعمة.طيب ليه بنتى بالذات يا افكار
انتى مشوفتيهاش من سنين السنين
كانت لسه عيلة بضفاير

افكار.هتصدقينى فى اللى هقوله يا نعمة

نعمة بأستغراب.قولى

افكار.والله ياختى حلمت بيكي انتى وبنتك وابنى
ماتزعليش مني انا كنت ناسياكى اصلا
انتى عارفة السن
والمشاكل
والضغوط بتنسى
وانا فعلا كنت نسيت الشغل واللى فيه
لكن معرفش ليه انتى وبنتك وابنى جيتولى فى نفس الحلم
عشمت نفسى ان يمكن دى تكون علامة
ويمكن ربنا هيجعلكم سبب ان ابنى يرجع لحياته وطبيعته

رودى.ليه يا طنط هو مش طبيعي ولا ايه

افكار.لو قعدتى معاه هتعرفى بنفسك
شوفى يا حبيبتى فكرى
واتصلى بيا بلغينى
وانا هرتب معاه على الميعاد اللى يناسبكم
بس بلاش تتاخرى عني فى الرد

كانت رودى حاسة بفضول رهيب انها تعرف باقى الحكاية اللى افكار قررت متكملهاش
وحسيت ان افكار متعمدة تعمل ده علشان تجبرها على انها ترضى فضولها بانها توافق تقابل علي
اما نعمة كانت مش شاغلة بالها بدرجة كبيرة
بتفاصيل قصة علي
لأنها كانت متخيلة ان افكار بتعمل كل ده علشان بس تلاقى عروسة كويسة لأبنها
ونعمة طبعا بالنسبالها مفيش احسن من بنتها عروسة لاى شاب بيفكر فى جواز

اى ام بتشوف اولادها هما احسن ناس فى الدنيا
وده خلاها معندهاش نفس درجة الفضول اللى عند رودى

نعمة مديت ايديها للكوباية اللى كانت افكار رجعتها مكانها ومسكتها ومديتها مرة تانية لأفكار

نعمة.بلي ريقك يا افكار
عيب انتى بتتكلمى من بدرى ومشربتيش حاجة

افكار بترسم ابتسامة.دايما عامر يا نعمة

رودى.اشربى يا طنط ده فريش طعمه هيعجب حضرتك

مديت افكار ايديها واخدت كوباية العصير
وشربت منها شفطتين
وحطيتها على الترابيزة وهى بتبتسم

رودى.ايه رأيك بقى

افكار.جميل يا حبيبتى تسلم ايديكى
بس انا بخاف من الحاجات دى
علشان السكر بقى ربنا يحفظ السامعين

نعمة بشهقة.سكر
جالك سكر يا افكار
لاحول ولا قوة الا بالله

افكار.يا نعمة ياختى
دى البلد كلها عندها سكر
ده بقى مرض العصر
الحمد لله بقى احنا احسن من غيرنا

نعمة بتضحك.ربنا يعينك ويديلك الصحة يا افكار
بس اقولك الصراحة وماتزعليش مني

افكار بتضحك.لا انتى ميتزعلش منك
طول عمرك اللى فى قلبك على لسانك
ومش بتعرفى تدارى اللى جواكى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي