الفصل السادس عشر

علي.يا سينات انا بحب اى مكان بتكونى فيه
لكن اللى انا شايفه ده مخوفنى

سينات فى لحظة مديت ايديها بكتاب
اخدته منها من غير ما اتكلم
فتحته
وابتديت اقرأه
وكانت صفحاته الاولى
عبارة عن كلمات اعجمية
بمجرد ما اطلعت عليها
حسيت ان الخوف بيسرى فى جسمى
ومش مرتاح ولا مطمئن لوجودى
فى المكان ده
او فى العالم ده

وكنت كل لما اقرأ صفحات اكتر كل ما زاد خوفى ورعشة جسمي
بعد وقت مش طويل من قرأتى للكتاب
حسيت ان المكان فاضى حواليا
وهادى لدرجة مخيفة
وسكون مقبض
لحد ما ظهر قدامى
واحد من اهم خدام ملوك الجن
واقواهم
نائل

علي بخوف والرعشة متملكة من جسمه.انت مين
وايه اللى جابك هنا

نائل.انت اللى جيبتنى هنا
انت اللى استدعيتنى

ايه اللى انت عايزه مني يخليك تطلب حضورى

علي بخوف وجهل.والله انا معرفش انى كنت بستدعيك
ولا طلبتك
ولا حتى اتمنيت حضورك

رد نائل بصوت مرعب.بقولك انت اللى استدعيتنى

حاولت اتمالك اعصابي

بعد لحظات من الذهول
قررت انى اذكر ايات قرأنية
لعلها تكون المنجية
وفعلا هرب فى اللحظة دى
نائل كان من الجن الخبيث
اللى بيتم استخدامه فى الاسحار والاعمال الشريرة
ولقوة ايمانى
واستمرار لسانى على ذكر الله

ربنا اراد انه يبعده عني
لكن انا من جوايا زعلان
انى قريت حاجات انا مش عارف نتيجتها ايه
كان المفروض انى معملش كل اللى هى بتطلبه مني من غير ما افكر

لحد ما صحيت من نومى على سريرى


فى البيت بين نعمة وافكار
كان الكلام بينهم كتير
لكن نعمة كانت مضايقة جدا من تأخير بنتها مع علي كل الوقت ده فى الكلام

نعمة.هما بيتكلموا فى ايه كل ده
بقالهم اكتر من ساعتين
ايه مزهقوش

افكار.معلش يا نعمة
ابنى حكايته حكاية
وحتى لو بنتك بتسمعه من باب الفضول
كتر الف خيرها

نعمة.انا مش فاهمة حاجة يا افكار
ما تفهمينى ياستى فى ايه
علشان ابقى معاكم على الخط
انا مش بسيب بنتى قاعدة مع حد غريب كل الوقت ده
والموضوع مش مريحنى

افكار بحزن.احنا مأذيين يا نعمة
فيه بنت كانت بتحب علي
وراحت عند دجال تعمله سحر علشان تخليه يحبها
بس الدجال سلط عليه جنية

نعمة بمقاطعة.ايه التخاريف دى يا افكار
سيبتى ايه انتى للجهلة

افكار.والله يا نعمة اللى بقولهولك ده اللى حصل
الجنية اللى اتسلطت على ابني
بدل ما تقربه من البنت
عشقته هى
وبعدته عني وعن اى حد يعرفه
وبقى لواحده
واوقات يكلم نفسه
منطوى
حتى انا فجأة لما ابنى يهتم بيا
الاقيها بتعمل معايا حاجات غريبة

نعمة بعدم اقتناع.غريبة ازاى يعنى مش فاهمة

افكار.زى ما شوفتينى امبارح كده
تلاقينى البس لبس غريب
ابهدل وشى بالمكياج
ابقى ماشية فى الشارع من شكلى الناس تضحك عليا وتفكرنى مجنونة
واخرة ما نفسيتى تتعب
بقيت اطلب منه ميهتمش بيا

نعمة بصدمة.ايه اللى بتقوليه ده يا افكار
لاء طبعا مستحيل يكون جد

افكار بدموع.والله يا نعمة ده اللى بيحصل
والشيخ قالنا ان الحل على ايد البنت اللى هتقبل تتجوز علي
وقبولها انها تدخل حياته
برغم كل اللى بيحصل فيها
هيخلى علي قدرته تزيد فى مقاومة الجنية اللى بتعشقه
ويطردها من حياته

نعمة.لاء يا افكار
انا بنتى مالهاش دعوة بالكلام ده
انا محيلتيش غيرها يا افكار
مش هخسرها بسبب تخاريف يا حبيبتى
معلش ابنك ربنا يعفى عنه ويبعد عنه السوء لو اللى بتحكيه ده حقيقي
لكن بنتى انسي انها تكون طرف فى حاجة بالشكل ده

افكار.يانعمة
يعنى لو ربنا سخرك لناس فى الخير
ترفضى تبادرى
حطى نفسك مكانى
حطى رويدا مكان علي
وشوفى هتفكرى فى ايه وهتعملى ايه علشان تساعديها
نعمة.معلش يا افكار
بس ولا انا ولا بنتى مكانكم
سامحينى زى ما انتى بتدورى على مصلحة ابنك
انا بدور على مصلحة بنتى كمان
انا معنديش استعداد اجاذف بيها

افكار.طيب خليه يتكلم معاها
وشوفى هى رأيها ايه

نعمة.يا افكار علشان ميحصلش زعل
اللى انا قولته هو اللى هيحصل حتى لو بنتى رأيها غير رأيي

افكار.طيب تعالى يا نعمة نطلع نقعد معاهم
واسمعى اللى بيحكيه
وخلى ردك بعد ما تسمعى

نعمة بنفاذ صبر.طيب يا افكار

قامت افكار بقلة حيلة
وقامت وراها نعمة
وطلعوا للجنينة
وقربوا على الترابيزة
وكان علي ورويدا لسه بيتكلموا

افكار.ايه يا حلوين
لسه مخلصتوش كلام

رويدا.ابنك طلع حكاية يا طنط

افكار بحزن.واى حكاية بس يابنتى

علي بأبتسامة.طيب اقعدوا هتفضلوا واقفين كده

قعدت نعمة وهى بتبص لرودى بغيظ

وقعدت افكار وهى بتحاول تبتسم

افكار.كمل كلامك يا علي
خلى طنط تسمع اللى انت بتقوله

علي.صحيت من نومى
لقيت امى قاعدة على كرسى الصالة فى وش باب اوضتى

قومت من سريرى وانا مستغرب
ازاى وامتى امى جت
وازاى دخلت البيت

جريت على الصالة بلهفة.ماما
حمدالله على السلامة
وصلتى امتى
ودخلتى ازاى

لقيت ماما بصالى بغضب
وقامت وقفت من على الكرسى
بس امى فى الوقت ده كانت رجليها مش على الارض
كانت كأنها طايرة

وفى اللحظة دى عرفت ان اللى قدامى دى مش ماما
اتنفضت من جوايا

لكن هى اتكلمت بصوت رزين بس مخيف يخلى القلب يرتجف.انا جايالك اخدك
انت مخطئ
ومطلوب حضورك
لمملكة الجن
خوفت جدا
وابتديت اكلمه
علي.مخطئ فى ايه
عملت ايه انا
وبعدين انا مش هروح فى اى مكان
وابتديت اردد ايات قرأنية
لكن هى فضلت موجودة
مهربتش المرة دى

لكن من خوفى انا قررت ابعد من قدامها
جريت ناحية اوضتى
وقررت اقفل الباب عليا
محاولة مني فى الهروب منها

دخلت اوشتى وقفلت الباب ومشيت ناحية سريرى
وبلف ابص ورايا على الباب علشان اتأكد انه مقفول لسه
لقيتها واقفة قدامى
وبتبص ليا بنظرة مخيفة جدا

ابتديت ارجع لورا وانا عينى عليها ومرعوب منها
لحد ما اتكعبلت فى الكرسى اللى قدام سريرى
ووقعت على الارض على ضهرى
نزلت بدماغى على طرف الكومودينو
مش عارف ايه اللى حصل بعدها
بس الاكيد اني اغم عليا

مش عارف غيبت عن الوعى وقت مدته ايه
لكن لما فوقت
لقيت نفسى فى مكان مفيش فيه اى شعاع نور
حاولت اقاوم تعبى
وقومت من مكانى وابتديت اتحرك ببطء
وانا بمد ايدي قدامى بحاول اتلاشى اى حاجة تصدمنى
لحد ما لقيت باب حديد
ايديى مسكت الاعمدة بتاعته
اكتشفت انى محبوس

كنت بزعق وبصرخ بأعلى صوت
مستنى اى حد يرد عليا
مستنى اي حد يجاوبنى
اى حد حتى ييجى يعاقبنى
لكن مفيش اثر
وبعد وقت ممل طويل بطئ
اتفتح الباب الحديد
وابتديت اشعة النور تظهر من على بعد
مسكنى من كتفى كائن مخيف
ومشيى بيا لحد ما وصلت على اوضة كبيرة جدا
فيها كائنات كتير شكلها مخيف
وفيها سينات
فى نص الاوضة
كانت واقفة بشكلها الجميل اللى عرفتها بيه

بصيتلها فى محاولة مني انى استعطفها

لكن سينات بعدت عنيها عني
وبصيت بعيد

اتكلم كائن من الموجودين وكان ملتف حواليه عدد من الكائنات وكأنهم خدام له

الكائن.عارف وجودك فى مملكتنا سببه ايه

علي بخوف.مش عارف ولا فاهم

الكائن.انت رفضت حب ملكة من ملكات عالم الجن
وده عقوبته فى عشيرتنا الحبس مدى الحياة
خدوه على السجن

يكمل علي كلامه.ابتديت اصرخ
واتوسل لسينات تنقذنى
لكن محسيتش غير بأيد او قبضة مسكت دماغى من ورا حسيت انى مش سامع ولا شايف ولا قادر انطق
برغم اني ماشى معاه برجليا
بس كنت غايب عن الوعي
وانا صاحي
فات وقت
ولقيت
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي