الفصل الثاني عشر

رودى بصدمة.مش قادرة اصدق ان اللى بسمعه ده وارد يكون حقيقى

علي.انا هحكيلك كل حاجة
وليكي حق القرار

رودي بأهتمام.سمعاك

علي.شوفى يا رويدا
لما كنت فى الكلية
كنت مهتم جدا بدراستى
وكنت محبوب من كل زمايلى
لكن من بين زمايلى كان فيه بنت معينة كده
كانت واخدة علاقتى بيها مش مجرد زمالة
برغم ان عمرى ما وعدتها ولا وعدت اى بنت بأى حاجة
انا فكرة الحب والارتباط كانت مش من اولوياتى
كنت بس مهتم بدراستى وانى اقدر اثبت نفسى
واعمل مستقبل افتخر بيه
وبعد كده تيجي اى حاجة تانية

رودي.تمام وبعدين

علي.ولا قبلين
البنت فضلت تحاول معايا كتير
وتعرض عليا حبها
واهتمامها
لكن انا كنت كل مرة بحاول اقنعها
انى مش بتاع ارتباط ولا الكلام ده
ووقتى كله لدراستى وشغلى
لكن هى كانت مصممة انها تربط نفسها بيا

رودي.تمام
فين المشكلة

علي.كل زمايلنا كانوا عارفين جواها من ناحيتى ايه
وكلهم كمان كانوا عارفين انها بالنسبالى هى او اى بنت تانية من الجروب بتاعنا
زمايل مش اكتر

لحد ما خلصنا الجامعة
وكل واحد انشغل بحياته
لكن اوقات كنا بنصادف فى بعض فى المشاريع الخاصة بالكلية
ودى كانت اخر مرة اقابلها فيها

رودى.وايه اللى حصل
وايه علاقتها باللى حصل فى حياتك بعد سفرك

علي.هحكيلك

فلاش باك

فى كافيه الكلية

علي.ازيك يا سارة
جاية بدرى يعنى

سارة.مقدرتش استنى كنت عايزة ابات هنا
مش مصدقة انى هشوفك

علي بأبتسامة.يابنتى اعقلى بقى
كبرنا على الكلام ده
خلينا نركز فى شغلنا

سارة.مش عارفة ياعلي
حياتى واقفة عليك
مش عايزة حد غيرك

على.سارة انا كام مرة قولتلك انا مش بتاع ارتباط

سارة.هو انت رافضنى علشان انا مش امورة يعنى

(كانت سارة بيضاء البشرة لكن ملامحها كبيرة شوية وجسمها كان تخين ومش متناسق)

علي.على فكرة يا سارة
انا عمرى ما بصيت للشكل
وبعدين هو انا يعنى اللى بطل سينمائى
بس الموضوع كله انى
مش عايز المواضيع دى فى حياتى
عندى حاجات اهم من كده

سارة.طيب انا هستناك لحد ما تبقى المواضيع دى فى حياتك
انا مش مستعجلة

علي.يابنتى صدقينى بتضيعى وقت من عمرك على الفاضى
انا ايدك مني والارض
مش بفكر ولا هفكر
خلينا اخوات يا سارة زى ما احنا
انا مش عايز ابقى بعشمك بحاجة مش هتحصل

سارة بغضب.يعنى مفيش فايدة يا علي
كل الذل والاهانة دى
وانت برضه مصمم انك تفضل رافضنى

على بهدوء.ياسارة انتى اللى مصممة تعملى كده
لكن انا قافل معاكى الموضوع ده من زمان جدا

سارة قامت وقفت وهبدت بأيديها بانفعال على الترابيزة.طيب يا علي
براحتك
بس انا كده خلصت كل محاولاتى
ولو مش هبقى انا مراتك
هكون سبب فى ان ولا واحدة غيرى هينفع تكون مراتك

على بيضحك.ليه هتقتلى البنات ولا ايه

سارة بأنفعال.لاء يا على مش هقتلهم
انا هقتلك انت وانت على وش الدنيا
قابل اللى جاى بقى
علشان حياتك من غيرى مش هيكون فيها حد تانى
سارة مشيت وهى منفعله
وانا ضحكت على كلامها
وعارف انه كلام انفعال
ومبالغ فيه شويتين

كملت قعدتى فى الكافيه
لحد باقى زمايلى ما وصلوا
واتكلمنا فى شغلنا
ونسيت خالص سارة واللى حصل منها
ومن ساعتها معرفتش عنها حاجة

بااااك

رودى.طيب لحد كده مفيش حاجة

علي.ماهو لحد كده فعلا مفيش
ولا هى جت فى بالى تانى
حياتى مشيت طبيعية
لحد ما جاتلى السفرية الاخيرة دى

وقررت ارفضها
لأن المكان ده سمعت ان بتحصل فيه حاجات مريبة
وغامضة
يمكن تكون خرافة ويمكن تكون جد
بس بطبيعة الصحراء والاماكن المقطوعة وارد تسمعى كلام كتير عنهم
وبرغم انى متعود على الاماكن دى
الا ان المرة دى كنت مش مرتاح

رودى مهتمة وبتسمع وهى فاتحة عنيها على اخرها
وعلى بيحكى وهو مركز فى ملامحها الجميلة
وهى ماسكة مج النسكافيه بأيديها الاتنين
وناسية تشرب منه

علي بيكمل.فى الوقت اللى رفضت فيه الشغل هناك
بقيت لما اقعد فى مكتبى او اوضتى بليل
اسمع همس فى ودنى
بصوت ناعم اوى.تعالى يا علي
انا مستنياك

رودى.صوت مين يعنى

علي.مكنتش اعرف صوت مين
بس صوت يشد
لقيت نفسى بكلم صوت مش موجود
وانا بسأل انتى مين

الهمس.انا اللى هتعيش معاها فى النعيم
مستنياك

رودى.كمل

علي.استمر الوضع ده كام يوم
بقيت استنى اسمع الهمس بتاعها
برغم انى كنت بقنع نفسى انى بتوهم
لكن لما ابقى لواحدى
ابقى مستنى صوتها يرن فى ودانى

لحد ما لاقيت نفسى من غير تفكير باخد قرار السفر
وكأنى قررت اقابلها
مش انى اروح هناك علشان اسمع صوتها بس

صوتها اللى اسرنى وخلانى تايه عن كل حاجة فى حياتى
وبتمنى انى اسمعه طول الوقت

رودى.كان صوت سارة

علي.لالا خالص
عارفة انتى وصف محمد منير
لما قال صوتك ارق من النايات

ابتسمت رودي.اه عارفة

علي.هو كان يقصد الصوت ده
صوت مسمعتش فى حنيته ولا نعومته ولا جماله
صوت سحرنى من غير ما افكر فى مين صاحبته
ولا شكلها ايه
ولا هى مين
ولا حقيقية فعلا ولا تهيؤات
صوت خلانى ماشى مغمض عينى

لحد ما حضرت شنطتى
وقررت انى اسافر
الليلة دى بليل

الهمس.حبيبى قررت تجيلى

على بصوت واطى.اه اخيرا
جاى علشانك

الهمس.هنحتفل اول ما توصل

علي بسعادة.انا على نار
بتمنى بس اللحظة اللى ابقى معاكى فيها

الهمس.اول ما توصل
هنتقابل
متتأخرش

اختفى الهمس
وعلى الابتسامة على وشه

رويدا.وسافرت

علي.ايوة

رويدا.قابلتها

على.ايوة

رويدا.ايه اللى حصل
شوفتها ازاى
طلعت مين
ايه التفاصيل

على بيضحك.ده فضول ولا استمتاع
ولا ايه بالظبط

رويدا.كل حاجة
بصراحة انا مش بقتنع بالحكايات الغريبة
لكن عندى فضول اعرف من واحد فى عقلك وتعليمك
ايه اللى حصله يخليه يقول انه متجوز واحدة من عالم تانى

علي.سافرت يا رويدا
وكنت متحمس جدا
كأنى عريس رايح فرحه
كأنه حفلة التخرج بتاعتى بتتعاد من اول وجديد
كأنى نجحت اول سنة بتقدير

كان جوايا طاقة رهيبة

وصلت الموقع
وسلمنى مشرف العمال الشقة اللى هكون فيها مدة المشروع
كانت على مسافة قريبة جدا من الموقع
وفى نفس الوقت على مسافة بعيدة من المدينة

وكان فيه شقق تانية على هيئة بيوت مستقلة
على مسافات مختلفة
فى الارض الصحراوية الكبيرة
لكن كل بيت بينه وبين البيت التانى مسافة كبيرة
كانو المهندسين فى شقق لواحدهم
والعمال بيكونوا مجموعات فى الشقق الخاصة بيهم

استلمت مفتاح شقتى
وطلعت علطول عليها
من غير اى احساس بكأبة المكان

فتحت الباب
وانا مجهز نفسى انى هقابل الصوت الساحر

رودى بحماس.هتقابله
طيب وايه
قابلته فعلا
عرفت مين صاحبته

فى اللحظة دى وقبل ما يرد علي
خرجت نعمة من جوة البيت
وهى ماسكة صنية عليها كيك وشاى

بتسم على وقام وقف احترام لنعمة

نعمة بأبتسامة.ارتاح يا حبيبى
انا قولت بقالكم وقت طويل بتتكلموا
اجيبلكم حاجة تسلوا نفسكم بيها

على.شكرا يا طنط
تعبناكى معانا

نعمة بتبص على رودى اللى مركزة مع على

علي.معلش انا خدت منك انسة رويدا شوية

نعمة بابتسامة وعنيها على رويدا ومرة تانية على علي.لا يا حبيبى
خالص
انا وافكار جوة بنستعيد ذكرياتنا
خليكم على راحتكم

علي.شكرا لحضرتك

نعمة.ايه يا رويدا يا بنتى
مالك انتى سرحانة فى ايه

رويدا وهى عنيها مع علي.ولا حاجة يا ماما
يلا روحى بقى كملى قعدتك مع طنط افكار
سيبينا نكمل كلامنا

استغربت نعمة من رد بنتها واتحرجت
لكن اكتفيت بانها ابتسمت
ورجعت تانى للبيت
بعج ما سابت صنية الشاى والكيك على الترابيزة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي