مصيدة فينوس

Hoda morsyaboooof`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-11-26ضع على الرف
  • 51.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الحلقةالاولى

مصيدة فينوس
الحلقه الاولى
جاء اتصال الى قسم الشرطه بأكتشاف جثة على الطريق الصحراوي، أمر الضابط ياسين بتجهيز السيارت للذهاب الى المكان، وتأهب هو كصقر يبحث عن فريسته، أمسك هاتفه وطلب رقم لحظات وأجاب:
- أهلا بك يا ياسو ما الذى فكرك بي؟
ضحك ياسين ومازحه:
- وما الذي يجعلني أحتاج لك الا المصائب يا مصطفي.
ضحك هو الاخر:
- إطربني إذًا.
- جريمة قتل فى الطريق الصحراوي أعلم أنك تحب هذا النوع، هيا ننتظرك أم ستأتي إلى هناك؟
لمعت عينيه كمن وجد كنز ثمين قائلا:
- لا طبعا أنتظرني أتمزح انا بمكتبي بالقسم ولم أذهب للمشرحة بعد؛ لحظات واكن عندك.
خرج من مكتبه متجها الي مكتبه وهو يحدثه بالهاتف.
ضحك ياسين:
- إذًا أسرع وإلا سأجعلك تأتي خلفنا ركدا.
ضحك ساخرا:
- وهل تستطع هذا من الاساس.
وإذا به يفتح باب الغرفه ويدخل عليه وينظر اليه متحديا:
- ألن تكف عن هذا المزاح الثقيل.
قام ياسين ووضع قبعته على رأسه قائلا:
- لا يمكن فأنت حبيبى من يتنمر عليك إن لم أفعل أنا.
ضحك مصطفى:
- لك ذلك هل تجهزت الحملة؟
رفع كتفه وأنزله:
- لا أعلم تعالى لنخرج ونرى، وأيضا نقف فى الهواء.
خرجا الاثنان معا يسيرا فى خُيلاء كما لو كانا ذاهبان فى نزهة جميلة، وجدا الحملة قد تجهزت، ركبا معا وإنطلقت السياره بهم، لم يتوقفا طوال الطريق عن المزاح معا، فكل منهم يحب عمله جدا ويجد سعادته به، وصلا مكان الحادث إنقضا الاثنان على موقع الجريمه، وكل منهم يطوق المكان بعينيه كماسح الطريق الضوئى، إقترب مصطفى من الجثه حدد حولها بالتبشور وبدأ فى فحصها، بدى عليه التعجب والدهشه لكنه أكمل الفحص فى صمت، فتش ياسين الارجاء كامله لأيجاد اى دلائل على الجريمه، أقترب من مصطفى وهو خال الوفاض وزفر قائلا:
- كيف الحال عندك هل وجدت شيء؟
أومأ بالرفض دون كلام فعقله لا يستوعب ما يراه ولا يفهم الامر، كما لو كان وقع في بحر لجً ظلمات فوق بعضها، وقف ياسين يتفحص المنطقه بنظره مرة اخرى، فهي صحراء ضحلة لا يوجد بها حياة، تشبه الجثة التي امامهم ليس بها أى معالم، انتهى مصطفي من معاينتها وامرهم بحملها وأشار ياسين لبعض الرجال بألتقاط بعض الصور للمكان وجمع أى أدلة موجوده، ركب ياسين السيارة ولحق به مصطفى، الذى جلس صامت كأن فوق رأسه الطير، تعجب ياسين منه قائلا:
- ماذا بك يا رجل منذ أن عاينت الجثه وأنت في حالة غريبة؟!
نظر إليه فى حالة إندهاش قطب جبينه وقوس شفتيه:
- لا أفهم الأمر يكاد عقلي يتوقف هل هذا ممكن كيف ذلك، لكن كيف مؤكد هناك خطأ.
إبتسم ياسن من حالته تلك وسخر منه:
- يبدو أن هذه المهنة قد أفقدتك عقلك،
(ضرب كفيه ببعضهم) لقد جُن الرجل.
أخرجته كلماته من حالة الذهول التي عليه ونظر إليه ممتعضا:
- لا أخذ منك شيء سوى التنمر ألا يمكنك التحدث بجدية أبدا.
ضحك ياسين وهز راسه:
- لا أستطع أتريد أن تقتلني يا رجل.
ضحك مصطفى:
- أتعلم أنت محق فالمزاح بالنسبة لك كالهواء والماء.
ضحك الاثنان اخذ ياسين نفس وزفره:
- أخبرني ما الذي أطاح بعقلك هكذا؟
تردد مصطفى أيخبره أم لا، رمقه بنظرة متحيره لكنه قد يساعده فى الامر فاتخذ قراره:
- ما رأيت على الجثه هو الذي اذهلني انها قد تم امتصاص دمها بالكامل، قبل اخذ اعضاءها كاملة وبأحترافيه شديدة.
زفر ياسين:
- اذا الفاعل له علاقة بالطب ليفعل شيء كهذا.
اشار مصطفى باصبعه رافضا:
- ليس هذا ما أقصده فالأمر أكبر من ذلك لكن يجب أن أفحصها مرة اخرى جيدا قبل البوح بأى شيء.
لم يفهم ياسين ما يقصده لكنه تيقن ان هناك أمر غريب، وأمتلاءت رأسه بعلامات التعجب لمَ لمْ يطلعه عليه، مما القى بعض الشك فى قلبه، فهذه هي طبيعة المحقق وما يميزه فى نفس الوقت، وصلا إلى القسم نزل ياسين لكن مصطفى أردف:
- سأذهب إلى المشرحه لديا بعض العمل هناك.
لم ينتظر إجابته وأشار للسائق بالتحرك دخل ياسين وهو متعجب من تصرفه الغريب، فهو معتاد أن يجلسا معا بعد المعاينه يتناقشا فى ما وجدا، وبعدها يذهب الى المشرحه، مما زاد الشك بقلبه وجعل التساؤلات تستبد بعقله، اشغله العمل طوال اليوم عن التفكير فى الامر، وفي المساء أتى إليه تقرير الطب الشرعي ليضعه فى ملف القضيه، فقرأه عله يفهم سبب تغيرات صديقه، لكنه لم يجد به ما يريحه أو يهدأ عاصفة عقله، لكنه لم يترك الامر للتخمين وطلبه ليقطع الشك باليقين، لحظات واجابه قائلا:
- أعتذر منك صديقى سرقنى الوقت في العمل ولم أنتبه.
- لا تهتم لم اتصل لذلك ولكن أريد أن أفهم ما الذي أدهشك هكذا فى الجثه عند فحصها؟
سكت مصطفي للحظات لا يعلم هل يخبره أم لا، فرك فى ذقنه قائلا:
- ليس بالأمر المهم إنه شيئًا ظننته خطير وبعد بعض التفكير وجدت أني قد أعطيته أكثر من حجمه.
شعر ياسين أنه لا يريد إخباره لكن كلمات هدأته وطمأنت قلبه، فهو يعلم أنه لديه شطحات عقل عندما تأتيه يشعر من يراه كأنه مجنون، إبتسم وهز رأسه ممازحا:
- شخص مجنون مثلك لا يجب أن يتعجب المرأ من تصرفاته.
عبس مصطفي:
- أتراني مجنون يا أبله.
ضحك ياسين:
- وهل هناك عاقل يعشق تشريح الجثث يا رجل؟! حصلت على مجموع فى الثانوية العامه يدخلك طب، لكنك فضلت الطب الشرعي أليس هذا جنون.
ضحك مصطفى:
- ومن المتحدث ألم تفعل نفس الامر ودخلت كلية الشرطه وتركت كليه الهندسه، إن كنت أنا مجنون فأنت مثلي، كما يقولون الطيور على اشكالها تقع.
إزداد ياسين فى الضحك:
- معك حق أيه المجنون.
- هل أنهيت عملك نلتقي ونخرج معا لبعض الوقت نرفه عن انفسنا عناء العمل؟
زفر ياسين ضجرا:
- لا ليس بعد قد اضطر للبقاء هنا فبديلى لم يأتي إلى الان، وزوجته تضع مولودها هذه الايام.
عبس مصطفى:
- أعانك الله سأعد انا إلى المنزل نلتقي غدا.
أنهى ياسين المكالمه معه ولف مقعد المكتب، ووضع ساقيه على اخر مجاور له واتكأ واغمض جفنيه، ليرتاح قليلا من عناء يوم طويل، ومر يوم أخر ولم يذكر أىً منهم شيء عن هذا الامر، أتى اتصال بالعثور على جثه أخرى على طريق صحراوى أخر، وصلوا إلى المكان وبدأ مصطفى فى فحص الجثه، وقف ياسين ينظر الى المكان ويطوقه بنظره ولسان حاله يقول ما اشبه اليوم بالبارحه، وتيقن من الامر عندما نظر الى مصطفى ورد فعله بعد فحص الجثه، فهو يقف متحيرا كنملة غرقة بشبر من المياه، اقترب منه قائلا:
- أراك غاضبا ومتحيرا ما الامر أظنك تخفي عني شيء؟
أومأ مصطفي بالموافقه مردفا:
- حقيقة الامر به لغز لا افهمه ولكن سأخبرك ولكن ليس الان، بعد أن اعد من المشرحه وأكتب تقريرى عنها.
ورمقه بنظرة أكدت له ان هناك أمر خطير، انتهيا من المعاينه وعاد كل منهم الى وجهته، ظل ياسين بمكتبه ينتظر عودة مصطفى ليشرح له الامر ورغم أنشغاله بالعمل، الا ان التفكير به لم يتركه لحظة واحده، وردته رساله منه أن يذهب اليه فى المشرحة، فزع من الامر فهو لم يطلب منه هذا من قبل، ذهب إليه وقد استوطنت الافكار برأسه، وصل الى المستشفى وجده ينتظره عند باب المشرحة، رمقه بنظرة مستفسرة:
- لم تقف هنا هل حدث شيء؟
- أنتظرك لا يجب أن تدخل المشرحه للمرة الاولى وحدك، حتى لو كنت انتظرك بالداخل.
رمقه بنظرة مستنكرة:
- أتمزح هذه ليست المرة الاولى؟! لقد اتيت سابقا مع بعض الاناس للتعرف على ذويهم.
لم يعقب ودخل الى الداخل واشار له ليلحق به، دخل بخطى بطيئه يتفحص المكان بنظره، وقعت عينه على ثلاجات الموتي فأسترجع، توقفت حدقاته عند الطاوله التى يقف الى جوارها مصطفى، اقترب منه وهو يتفحصها بنظراته يمينا ويسارا، فهى مغطاة بالكامل عدى راسها، اشار مصطفى على رقبتها قائلا:
- انظر هنا واخبرني ماذا رأيت؟
تعجب ياسين من كلماته ودقق النظر بالرقبه، وامتلاء وجهه بتعابير الدهشه والتعجب، فبها ثقبين كانهم اثار نابين قد غرزا بها، التفت اليه قائلا:
- ما هذا انا لم افهم هلا شرحت لي؟
زفر ياسين:
- انا لم افهم كي أشرح لك أكاد أجن، حتى أني حللتهم للتأكد هل هم لانسان أم حيوان، كدت أفقد عقلي.
توقف عقل ياسين تمام ونظر اليه مستفسرا:
- وهل تريد منى انا تفسير؟!
إبتسم مصطفى:
- بربك يا رجل أريدك أن تفكر معي فى الامر.
أخذ ياسين نفس وزفره:
- لا أعلم لكن ما الذي تفكر به انت؟ فعقلي لا يعمل الان؟
تردد مصطفى:
- هل هذا ممكن أى انه يمكن ان يكن حقيقه؟! ولو انه كذلك كيف يمكننا مواجهته؟
رمقه ياسين بنظرة مبهمة:
- انت تتحدث بالالغاز هلا اوضحت ما هو الذى تشك به؟ وما هو مدلول هذه الاثار على رقبة الجثة؟
حدق به مصطفى بعدم تصديق:
- ألم تفهم حقا انت شخص ذكي ولماح.
اخذ ياسين نفس وزفره واغمض عينه وفتحها واشاح بوجهه بعيدا، فعقله يرفض التفسير الذي توصل إليه، اشاح مصطفى هو الاخر بوجهه، فقد فطن انه وصل الى نفس ما توصل إليه، غلفهم الصمت للحظات حتى اردف ياسين:
- اسمع صديقى بلغة العقل ما توصلنا إليه مستحيل علميا، وبحاسة المحقق داخلي اقول أن قد يكن يزج بنا الى هذا الاستنتاج، ولهذا افضل عدم البوح بشيء حتى التثبت من الامر.
زفر مصطفى:
- اتعرف اظنك محق ولهذا لم اشير اليه من قريب ولا بعيد فى التقرير السابق، ولن اشير فى هذا ايضا، وسأحتفظ بهذه النتائج حتى ينقشع الضباض وتصبح الرؤيا واضحه.
اومأ ياسين مبتسما:
- جيد انك معي فى نفس الرأى هيا بنا نخرج من هذا المكان المقبض، ولكن غرمة لك ستدعوني على العشاء.
عبس ممازحا:
- ما هذا هل طردتك والدتك فتحملني الذنب.
ضحك ياسين:
- نعم طردتني وستدعوني لا مفر لك، هيا قبل أن تستيقظ الجثث وسيكلفك هذا الكثير من النقود.
ضحك مصطفي:
- معك حق لو استيفظت ستكن كارثة لن يجدو لنا مكانً بأي مصحة.
خرجا الاثنان معا وذهب الى أحد المطاعم وتناولا به الطعام، وكان كل منهم يمازح الثاني متهربا من الحديث عن هذا الامر،
مر خمس أيام فى خلالهم تم العثور على ثلاث جثث أخرى بهم نفس الشيء، جلس مصطفي مع ياسين بمكتبه وقدم اليه تقرير لأخر جثة قائلا:
- كما ترى الامر أصبح مؤكد ولا أعرف ماذا علينا فعله؟
زفر ياسين:
- لم يعد هناك فائدة من الهرب سأخذ التقاير كامله وأدخل لمديري المباشر وأخبره بالامر، ولنرى ماذا سيفعل.
إبتلع مصطفى غصة فى حلقه:
- أتعرف أن هذا الامر أشبه بكابوس أريد أن ينتهى واستيقظ منه.
زفر ياسين عابسا:
- ليته كابوس بالفعل أحرص على سرية الامر فلو انتشر الخبر لصارت كارثة حقيقية.
أومأ بالموافقة:
- وهل جننت لاقل شيء كهذا وهل من المفترض ان يصدقني أحد من الاساس.
توقاعتكو بقا للحلقه الجايه
سلااااااااااااااااااااام
تحياتى/ هدى مرسي ابوعوف
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي