الحلقة الثامنة

مصيدة فينوس
الحلقة الثامنة
كان ياسين متحمس جدا بالاخبار الجديدة، ويريد أخبار الجميع فأمسك هاتفه وأرسل إلى مصطفى يسأله:
- هل أنهيت عملك؟
تأخر مصطفى في الرد، لانه كان يتسلم بعض الجثث، أجابه بعد بعض الوقت:
- أوشكت على الإنتهاء هل هناك جديد؟
أرسل ياسين وجه مبتسم:
- نعم لقد بدأنا حصاد الجلبة التي صنعنها، أسرع لأطلعك على المستجدات.
أرسل مصطفى وجه حزين:
- جيد لكنى لديا بعض العمل أستلم بعض الجثث لحادث سير، سأنهيها بسرعه وألحق بك لا تقلق.
وضع ياسين يد ترفع الابهام:
جيد سأبدأ أنا فى التحقق من الأرقام حتى عودتك إلى اللقاء.
أنهى مصطفى القرأه وتعجب بعقله أي أرقام يتحدث عنها، مؤكد أن هناك شيء مهم، أستلم كل الجثث وقام بتدوينها، وترك مساعده يكمل باقى الاجرأت وتحرك مسرعا إلى ياسين، كان متلهفًا لمعرفة ما حدث كأنه سيكتشف أحد الأسرار الخفية،
دخل المكتب وجد ياسين يتحدث بالهاتف، ويبدو على وجهه الإحباط كمن أضاع جائزته بعد عناء الوصل لها، أنتظره حتى إنتهى منه ورمقه بنظرت متسائلة:
- ما الأمر عندما أرسلت لى كنت متفائل جدا، ولكن الان أرى العبوس على وجهك؟
زفر ياسين كمن ينفث دخان مردفًا:
- بعد أن أضاءت السماء لي ببراقة أمل، يبدو أنها ستغلقها فى وجهي مرة آخرى.
نظر إليه مصطفى:
- أخبرني كل ماحدث ونفكر معا.
أومأ ياسين بالموافقة وقص عليه أمر عامر وما أخبره به، أشار مصطفى على ورقةً أمام ياسين قائلا:
- هذه هي قائمة الأسماء التي أعطاها لك؟
هز رأسه موافقًا:
- نعم ولكن تحدثت إلى ثلاثة منهم، الأول لم يذهب من الأساس، والثاني رزقه الله بعمل أخر فلم يكمل معهم، والثالث جلب له أحد أقاربه تأشيرة عمل بالخارج وسافر.
فكر مصطفى وتنهد قائلا:
- ولما كل هذا اليأس بصوتك هل كنت تظن أننا سنجده بسهوله؟!
أتكأ ياسين على ظهر مقعده قائلا:
- لا بل متأكد أن الطريق ملئ بالاشواك، لكننا حتى الأن لم نجد الطريق بعد.
خبط مصطفى بأطراف أصابعه على المكتب وتذكر قائلًا:
- وماذا عن رقم الهاتف الذي أتت منه المكالمة؟
جز على أسنانه:
- رقم أحد الضحايا شيء متوقع.
غلفهم الصمت للحظات حتى قطعه مصطفى:
- كم رقم متبقي معك؟
نظر ياسين بالورقة وعدهم بحدقتيه:
- خمسة أرقام.
فكر مصطفى في تحفيزه هاتفًا:
- إذًا لم نخسر إلا قليل هيا أكمل، وإن لم نجد فائدةً منهم نفكر فى خطة أخرى.
هز ياسين رأسه بالموافقة وأمسك الهاتف وبدأ بمحادثة أول رقم، لكنه كان كاسابقيه قام بشطبه من الورقه، وطلب الذي يليه بدأ المكالمه ووجهه يمتلاء بعلامات اليأس
كمن يحفر بئر بمعلقة طعام، ثم بدأت تظهر على وجهه البشريات، فقد قدم لهم التحاليل ورقم الهاتف، طلب منه ياسين إخباره فور اتصاله به، وأكد عليه خطورة الأمر على حياته، أنهى المكالمه وأخذ يتصل برقم أخر، وحدث نفس الشيء معه ومع الذي يليه أنهى ياسين حديثه معهم، ونظر إلى مصطفى وقد تهلل وجهه، وامتلاءت عينيه بالأمل مردفًا:
- سأطلب أسامة الآن وأخبره بالأمر لنبدأ بمراقبة هواتفهم ومنازلهم.
أومأ مصطفى بالموافقة قائلًا:
- جيد وأنا ايضا ساكتب على مجموعة العمليه لابشر تيسير.
رمقه ياسين بنظرةً محذرًا:
- ليس هذا وقت العواطف إن كنت تريد محادثتها، إبحث عن سبب آخر، لا يمكن كتابة مثل هذه المعلومات على النت.
ابتسم مصطفى مطمأن له:
- لا تقلق لست أبله أنا فقط سأخبرها أننا وجدنا باب جديد.
ابتسم ياسين وهز رأسه متعجبًا:
- يا رجل إذا كنت معجب بها إختصر الطريق على نفسك، واطلبها للزواج.
فرك مصطفى فى مؤخرة رأسه وزفر متهربا:
- لم أتأكد من مشاعري بعد، ولا حتى من مشاعرها، وايضًا هذه الامور لاتأخذ هكذا علي التريس قبل فوات الأوان.
ضحك ياسين من كلماته التى تنكرها نظراته، أخذ نفس وزفره مردفًا:
- تريس كما تريد، ولكن الأن علينا التركيز فى العمل، أرجأ هذا جانبًا ليس وقت جنون.
زمت مصطفى شفتيه وهز رأسه بالموافقة دون كلام، طلب ياسين أسامة لكنه لم يجب، وأرسل إليه رساله أنه يقم بالتحقيق فى قضيةً وعندما ينتهي سيتصل به، قرأها ياسين بصوت مرتفع، فسمعها مصطفى ولم يعقب، ألجمهم الصمت لبعض الوقت وهم بأنتظار اتصاله، مر الوقت بهم بطئ جدا كلليل الشتاء البارد، فكر كل منهم أن يفتح حوار عن أي شيء، لكنهم لم يجدو ما يقال، رن الهاتف أجاب ياسين متلهفًا عندما وجده أسامة، وقص عليه كل ما حدث، أستبشر أسامة بهذه الأخبار مردفًا:
- جيد جدًا سأقم بعمل كل الأجرأت لأعطيكم أذن المراقبة، وعلينا تأمينهم جيدًا.
أومأ ياسين مبتسمًا:
- هذا ما انتويه لن أسمح له بقتل أحدهم وهم تحت أعيننا.
فكر أسامة:
- تمام سأغلق معك الأن وسأتي إليكم غدا لنتحدث بكل جديد.
أنهى ياسين المكالمه ونظر إلى مصطفى هاتفًا:
- جيد أخذنا الخطوة الأولى على الطريق.
لم يعقب مصطفى فرغم سعادته بما توصلوا إليه، إلا أنه يرى هذا الطريق غائم جدا ويمتلأ بالضباب، وهو نفس ما يشعر به ياسين لكنه يتهرب منه، ويتمسك بهذا الأمل الجديد، وفي صباح اليوم التالى إجتمع ثلاثتهم مصطفى وياسين وتيسير، ولم يكن أسامة قد حضر بعد قص مصطفى كل ما حدث لتيسر، فهو يتخذه سببا للحديث معها، بدى على وجهها السعاده التى تخبأ خلفها القلق، أومأت مردفةً:
- هذا رائع واعتقد أنها خطوةً جيدًة لنا لنصب مصيدًة جيدًة لهم.
ابتسم مصطفى:
- وهذا ما ننتويه ولن نفلت هذا المجرم أيً يكن.
كان ياسين يجلس صامًة ولم يتفوه بكلمًة واحدًة، يشاهد حديثهم الذي يمتلاء بالحماس والسعاده، ويلحظ الحب الذي يتسرب بينهم، رغم هروب كل منهم منه، إلا أنه قد شق طريقه إلى قلوبهم رغمًا عنهم، رن هاتف المكت أجاب ياسين وبدى على وجهه الحزن، فهم مصطفى أنها جثًة جديدةً، فبادره فور انتهاء المكالمه:
- هل جثًة جديدًة؟
أومأ ياسين عابسًا:
- وهذا لا ينبأ بخير سأرسل إلى أسامة اخبره أننا ذاهبون إلى موقع الحادث.
ألجمهم الأمر ولم يخرج من بين شفاتيهم أي كلام، خرجوا جميعا وبعد فحص الجثة تأكد لهم الأمر، عادوا إلى المكتب وجلسوا صامتين كأن فوق رأوسهم الطير، دخل عليهم أسامة ونظر إلى تعابير وجههم وفهم الأمر، اخذ نفس وزفره مردفًا:
- ليس هذا وقت الحزن علينا أن نفكر بكل معطياتنا مرة أخرى، وأيضا هذا كان متوقع ولا أظن أن هذا المجرم أحمق ليقع بهذه البساطه، علينا التفكر بطريقته.
مط ياسين شفتيه وزفر مردفًا:
- أشعر بالخزي كلما قتل شخص جديد.
اكمل مصطفى مستنكرًا:
- وايضًا كم ضحيا سنخسرها حتى نمسك به؟!
فكرت تيسير هاتفةً:
- علينا جزبه إلينا لا أنتظاره.
أومأ مصطفى مؤكدًا على كلامها:
- أظن هذا هو الصحيح، فنحن بالفعل وجدنا الطريق؛ لكننا وقفنا في بدايته ولم نتحرك حتى الآن.
تردد ياسين قائلًا:
- بالفعل لم يعد الانتظار يجدي، فقد بدأ يستعمل جلبتنا لصالحه، محاولا اثارة الفزع والرعب بين الناس.
جز أسامة على أسنانه:
- تقصد ما تداول على مواقع التواصل.
زفر مصطفى:
- نعم الشائعات التى بدأت فى الانتشار ليست فى صالحنا، لو زادت عن هذا الحد ستسبب الزعر والفزع بين الناس.
قبض ياسين على يده:
- ولهذا أتخذت بعض التدابير للحد منها، لكن علينا التحرك بسرعة والإمساك به.
ألجمهم الصمت للحظات حتى رن الهاتف رمقه ياسين بنظرة عابسًة، فهو متوقع ما سيكن أخذ نفس وزفره ورفع السماعة وأجابه، تغيرت علامات وجهه وأمتلاءت بالتعجب والأستنكار، كلاعب شطرنج توقع هجمة لكن ما حدث كان مغاير له، نظر أسامة إلى مصطفى الذي كان يحدق بياسين بتركيز شديد، كمن يشاهد اخر لحظات فى المبارة النهائية، أنهى ياسين المكالمه وطلب تجهيز حملةً كبيرةً بسرعه، كمن يستعد للهجوم على جيش عرمرم تعجب مصطفى قائلًا:
- الواضح أنها ليست جثةً، ولكن لما يبدو عليك القلق؟!
زفر ياسين وزمت شفتيه مردفًا:
- بالفعل ليست جثةً ولكنه شخص يستنجد بنا واخشى أنه مجرد عابس أو مازح.
فكر أسامة:
- إذًا لا تذهب ودع الأمر.
ترددت تيسير قائلةً:
- وماذا لو أنه محق يحمل ذنب قتله فى رقبته؟
قرأ مصطفي تعابير وجه ياسين وفهما جيدًا،أمسك ذقنه وفرك بها قائلًا:
- الواضح أن الأمر ليس مجرد شخص يثتغيث، هناك شيء أخر ظهر من صوتك.
أومأ ياسين بالموافقه فقد لاحظ تركيزه معه:
- معك حق الأمر أن المتصل من جزيرة الضباب، وأكيد تعلم ماهي جزيرة الضباب.
استنكرت تيسير:
- لا يوجد بحر قريب من هنا ليكن هناك جزر؟!
ابتسم ياسين وزفر:
- هى ليست جزيره بالمعنى الحرفي، لكنها منطقه مغلقه على من فيها لا يستطع أحد دخولها من الخارج، تحوي بداخله مجموعة من السارقين ومن على شاكلتهم، ودخلولها لن يكن سهل.
تمعر وجه أسامة رافضًا:
- وكيف تتركهم الدخليه دون القبض عليهم وتطهير المكان منهم؟
أسند ياسين ظهره على مقعده:
- ومن قال أنهم لم يحاولوا سابقا، الأمر يحتاج إلى اختارق من الداخل أولًا وبعد ذلك يتبعه هجوم من الخارج، وقد قدمت طلب للداخليه باقتحامها لكنهم ارجأو الأمر لوقت أخر، لوضع خطة والعمل عليها، المشكلة الآن أني لا استطع تجاهل البلاغ، ولا أستطع الدخول.
اشار أسامة بأصبعه:
- تذكرت شيء لقد تم اقتحامها في مرة سابقةً، ولم نجد هناك أي منهم، فهم يأمنوا انفسهم جيدا، ولن تستطع الامساك بأيً منهم.
هز ياسين رأسه:
- أعلم ذلك وقد كنت سمعت عن هذا الاقتحام، وعرفت أنه كان على غير المتوقع دون أى مقاومةً، وأنهم لم يجدو سوى بعض سكان عادين، ولم يجدو أي من المسروقات أو حتى الرجال الذين تم التبليغ عنهم.
زمتت تيسير شفتيها قائلةً:
- لهذا قالو ان عليهم إختراقهم من الداخل أولًا لجمع الادلة، وبعد ذلك يكن الاقتحام بالاتفاق مع من بالداخل والامساك بهم متلبسين.
ابتسم ياسين مردفًا:
- هذا صحيح يبدو انكِ متابعة جيده للأفلام، فقد رأيت هذا بعدة أفلام أليس كذلك؟
ابتسمت وأومأت بخجل دون أي كلام، رمقه مصطفى بنظرة الذي يعلم أجابة السؤال قائلا:
- ولما إذًا جهزت الحملة؟
وضع ياسين ذراعيه على المكتب ونظر إلى مصطفى مؤكدًا:
- لاني لن اخالف ضميري وسأذهب إلى هناك، لن أترك شخص يستغيث بي دون المحاولة.
ابتسم مصطفى وهو ينظر بأعجاب مردفًا:
- هذا هو صديقي الذي أعرفه، وساتي معك لن افوت هذا الحدث.
ترددت تيسير قائلةً:
- هل يمكنني أنا أيضًا القدوم معكم؟
اتسعت ابتسامة مصطفى ونظر إلى ياسين وهو يهز رأسه أن يقبل، فهو يسعد بوجدها معهم، رمقه ياسين بنظرة مستنكرةً فهي فتاةً، وهم ذاهبون إلى مداهمةً، أومأ مصطفى مترجيًا وهو يشير بيده على نفسه، وكأنه يطلب منه أن يفعلها لأجله، هز ياسين رأسه وزفر موافقًا، فهو يراه شخص مجنون ليطلب منه طلب كهذا، قام أسامة واقفًا:
- إذا سأذهب أنا إلى النيابه ونلتقي بعد ذلك، علينا وضع الخطة والبدأ فى تنفيذها، لم يعد لدينا وقت لن نسمح بقتل باقي الضحايا.
أومأ الثلاثًة بالموافقه وقامو هم ايضًا وخرجوا معه، ركبوا هم سيارة الحمله للتوجه إلى الجزيرة وذهب هو إلى النيابة،
تحركت بهم السيارة تنحنح مصطفى متسائلا:
- أتفهم سبب تسميتها بجزيرة لكن ما سبب تسميتها جزيرة الضباب بالتحديد؟
اخذ ياسين نفس وزفره:
- لانها تصبح ضبابية تمامً عند دخول الشرطة، وكأنها غير مأهولة بالسكان، ولا يوجد بها سوى حركة لاشخاص من بعيد، كما لو كنت بداخل شبورة شديدة الكثافة، والرؤيا بها منعدمة تمام، واتوقع أن ندخلها دون أدنى مقاومة.
زمت مصطفى شفتيه:
- أتمنى ذلك كي لا يصاب أحد بالأزى.
ابتسم ياسين بثقه وصلوا إلى الجزيرة فهي قريبةً من القسم، دخلوا المكان كأنهم موجًة عاليه اجتاحت المكان، لم يجدوا أية مقاومًة منهم كما توقع ياسين، نزل من السيارة وقف بجاورها يجوب المكان بنظره، كردار يفحص المكان، حتى استوقفه جثة ملقاة على الارض ومغطاًة ببعض الورق،
ولا يوجد حولها أحد، والمكان شبه خالًا غير من بعض المتابعين من بعيد، ولكنهم غير مبالين لها كأنها غير موجودةً، ففهم أن هذا هو صاحب البلاغ ولكنهم تأخروا فى الحضور، شعر بالحزن والغضب جز على أسنانه، نظر إلى مصطفى قائلاً:
- هيا أنزل هناك جثًة عليك فحصها واتصل بالمعمل الجنائي لاخذ البصمات.
أومأ مصطفى بالموافقة فتح باب السيارة ونزل، وإذا بتيسير تنزل هي الاخرى من الباب الذي خلفه، تنحنحت قائلةً:
- سأتي معك للمعاينة
تحركا معا وأقتربا من الجثة وبدأ مصطفى فى رفع الورق عنها، لكنه صدم من حالتها السيئة، فقد تم تقطيع اطرافه قبل قتله، وتكسير عظامه وكأن من قتله كان يتفنن فى تعذيبه قبل موته، شعرت تيسير بالغثيان من صعوبته، أبعدت حدقتيها عنه وهى تأخذ نفس وتزفره عدت مرات لتهدأ من حالة معدتها، فهي تشعر أنها تفور كما لو كانت بركان، أسرعت إلى السيارة عندما يأست من أن تهدأ، تابعها مصطفى بحدقته حتى أطمأن انها فى السيارة واكمل فحص الجثة، اشار إلى ياسين واراه ماهي عليه قائلًا:
- اعتقد أن القتل كان بغرض الانتقام.
فكر ياسين وهو يتفحص الجثة بنظره مردفًا:
- اعتقد أنه لم يكن ينتقم فقط بل كان يعطي تحذير للآخرين، أنظر للمكان من حولك وكأنه صحراء لا يوجد أحد، الاشخاص التي تتابع تقف بعيد، خائفة من الاقتراب أو حتى النظر له، وكأنه كان يفعل هذا لأرهابهم واظنه قد نجح.
تفقد مصطفى المكان حوله فالحياة به عادية جدًا، فهو دائما يستشعر رهبة الموت في الأجواء، ولكن هذه المرة كأنها عدمت،
كأن من قتل هذا ليس سوى حشرة، ابتلع مصطفى ريقه قائلًا:
- أنه امرٍ مريع كيف يمكن لأحد فعل ذلك.
مط ياسين شفتيه وزفر وهو يجوب المكان بنظره باحثًا عن أي شيء او شخص، فتوقفت حدقتيه على بعض الفتايات كانت تقف بعيدًا، فتحرك ليقترب منهن فتفرقن مسرعين، ذبن كما يذوب الملح فى الطعام، شعر أنهم يتعمدون فعل ذلك، وكأن هذا عقاب أخر له حتى بعد قتله بتلك الطريقة البشعة، اقترب منه مصطفى قائلًا:
- لقد انهيت المعاينه وسأغطيه مرة أخرى فمنظره صعب، ولن يتحمله أحد.
تلفت ياسين قائلًا:
- يبدو أنه لا فائدة من بقائنا، حتى المحال كلها مغلقةً، وكانهم بالفعل غير موجودين.
بدأ مصطفى فى تغطية الجثة مرةً اخرى، تفحص ياسين المكان مرة أخيرة ظهرت أحدى الفتايات مرة أخرى، وما أن رأى ملامحها إلا ولمعت عيناه وارتسمت على شفتيه بسمة غلفها التعجب والدهشة، كمن وجد بئر عسل فى الصحراء، التقت حدقتيهما لحظة، فلمعت عينا الفتاة بنظرة تمتلاء بالرعب والفزع، واختفت بسرعة كأنها ثلج وذاب، قبض ياسين على يده وجز على اسنانه، لاحظه مصطفى ورأى نظرته وتعابير وجهه لكنه لم يرى الفتاة، ففور أن التفت مكانها كانت قد اختفت، نكز ياسين الذي كان يقف شاردًا، واردف متعجبًا:
- ما الأمر هل وجدت شيء؟
انتبه إليه ياسين وإرتبك وبدى عليه التوتر، أبتعد عنه دون شفاه كلمة، زادت دهشة مصطفى وشعر أن هناك أمر ولا يريد ياسين اطلاعه عليه.
توقاعتكو بقا للحلقه الجايه
سلااااااااااااااااااااام
تحياتى/ هدى مرسي ابوعوف
-
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي