تبدأ قصتنا ورغده منفعله علي ام زوجها العجوز وتنظر لها بمنتهي الاحتقار وتقول لها بنبره غضب

رغده : يعني ايه نايمه ياست انتي قومي من علي الانتريه ده لسه جديد مش ناقصه قرف حرام عليكي انتي ليه بتعملي كده انتي هتفضلي لحد امتي قرفاني في عيشتي

وتنظر لها ام زوجها القعيده التي لا تقدر علي التحرك وتقول لها بنبره ضعف

الحما : يابنتي انا حماتك في مقام امك عامليني كويس انا تعبانه

رغده : مش ناقصه استعباط بالله عليكي و قومي ياختي بدل ماهجرجرك من علي الكنبه

ثم تبدأ رغده في سرد قصتها الغريبه والفريده من نوعها وهي نائمه علي سريرها في دار للمسنين وتقول

في البدايه اريد أن أقول لكم افعل يا ابن ادم كما شئت فكما تدين تدان انا الان اجلس في دار المسنين بعد كل مافعلته من شر وسوء لكل من حولي ، انا رغده عمري ٦٨عام قصتي بدأت عندما كان عمري ٢٣ عاما كنت فتاه في رعيان شبابي مدلله من ابي وامي ، في يوم وجدت ابي دخل المنزل وهو مسرور وقال لي بمنتهي الفرحه

الاب : حبيبه بابا عامله ايه النهارده يارب تكوني بالف خير

رغده : كويسه يابابا كويسه عادي يعني ايه الجديد في حياتي

الاب : لا شكلك مضايق علي فكره ياسر كلمني وحكالي اللي حصل وهو بيعتذرلك من اللي حصل من أمه وجاي يصالحك

رغده : يابابا انا مش طايقه أمه احنا دلوقتي مخطوبين اومال لما نتجوز هيحصل ايه

الاب : يا حبيبتي دي ست كبيره وايامها معدوده كبري دماغك

والباب خبط وماما فتحت ل ياسر وقالت تعالي يا ياسر اتفضل

ياسر : يزيد فضلك يا طنط اومال فين رغده

الام : ثواني هندهلها

وعندما خرجت ل ياسر قولت له وانا لا اريد التحدث معه

رغده : خير يا ياسر عايز ايه مني وجاي ليه

ياسر : حقك عليا انا ياستي وإذا كان علي ماما مش هتضايقك تاني

رغده : مش عايزه اشوف مامتك معاك تاني واحنا بنجيب العفش انا واحده لسه صغيره وبحب أمد وامشي براحتي مش ناقصه بقي نقعد نجر في مامتك بالكرسي المتحرك بتاعها ده

ياسر : خلاص يا رغده هي مش هتيجي معانا في حته تاني ممكن بقي ماتزعليش

رغده : ماشي ، هتغدينا فين النهارده

ياسر : اللي انتي عايزاه يلا بقي ننزل بلاش نكد

وخرجت انا وياسر في أحد المطاعم الفاخره كالعاده ونظر لي نظره حب وقال لي

ياسر : انتي بتحبيني يا رغده

رغده : اكيد طبعا بحبك

ياسر : يعني بعد كل اللي بعمله عشانك والتضحياتي دي مش هتيجي تخذليني وتسيبيني

رغده : اكيد طبعا لا وبطل الكلام العبيط ده

في الحقيقه انا كنت لا احب ياسر علي الاطلاق انا فقط احببت بيته الكبير وسيارته الفاخره ومنصبه ومركزه الممتاز لذلك اخترته شريك حياتي

وبعد أن وصلني ياسر منزلي قولت له بطريقه متعجرفه

رغده : اسمع بقي ميعادنا بكره زي مااتفقنا واعمل حسابك هاجي معاك الفيلا عشان نخلص شويه ديكورات كده

ياسر : ماشي يا حبيبتي تصبحي علي خير

وانا دخلت منزلي وياسر عاد إلي منزله ووجد والدته نائمه علي الكرسي المتحرك الخاص بها وصوت التلفاز عالي يبدو أنها غلبها النعاس وهي تشاهده وهو قالها بعطف وهدوء

ياسر : يا ماما انتي ايه اللي منيمك هنا يا حبيبتي في حاجه

الام : كنت تعبانه يابني ونمت من الوجع صدري قايم عليا اوي

ياسر : طيب ماكلمتنيش ليه يا امي كنت جيتلك ياحبيبتي ينفع كده يعني

الام : مارضيتش اضايقك وانا عارفه انك مع خطيبتك يلا يابني ادخل اتعشا انا عملت الاكل

ياسر : ليه تعبتي نفسك يا امي بس مانا كنت عملت الاكل لما اجي بدل ماتدخلي المطبخ

الام : يابني هو انا يعني بعمل طبيخ دي شويه جبن وسندوتشات علي عيني يابني اني مابعملش اكل يشبعك

ياسر : ماتقوليش كده يا امي انتي البصه ليكي بتشبعني يلا تعالي ادخلك اوضتك

وثاني يوم عندما استيقظت اتصلت ب ياسر وقولت له

رغده : ايه يا حبيبي انت فين

ياسر : انا راحت عليا نومه معلش حقك عليا انا جاي دلوقتي

رغده : والست والدتك ماصحيتكش ليه اها ماهي عارفه انك جايلي لازم تسيبك نايم هي من ساعه ماتخطبنا وهي مش بتحبني

ياسر : يا رغده كفايه ابوس ايدك انا لسه صاحي انا جايلك

وياسر اصبح غاضبا من كلامي الذي كنت اقصد به أن استفزه ونده لوالدته بعصبيه وقال

ياسر : ياماما ياماما لو سمحتي انتي فين

الام : ايوه يابني في ايه مالك ياحبيبي انت كويس

ياسر : ماصحتينيش ليه

الام : انا عارفه ان النهارده اجازتك يابني اصحيك ليه وبعدين انت ماقولتليش اصحيك خالص

ياسر : طيب طيب اعملي حسابك يا امي أن رغده هتيجي تشوف الفيلا بعد ما اتوضبت بلاش تضايقيها

الام : يعلم ربنا اني بحبها زي بنتي يابني وهي اللي مش طايقاني

ياسر : امي انا مش عايز مشاكل ابوس ايدك انا عايز اتجوز واستقر بقي

الام : ماشي يابني حاضر

ونزل ياسر بعد أن نجحت أن اغضبه من أمه وجاء لي في منزلي

وفي المنزل كنت أنا اتناقش مع والدتي وقولت لها

رغده : ياماما انا طهقت من أمه دي خلاص علي أخري منها انا بجد نفسي اخلص منها

الام : يابنتي هي أمه عملت حاجه اصلا هو راحت عليه نومه فين المشكله

رغده : المشكله اني مش عايزاها مستنيه موتها كده بفارغ الصبر

الام : اعوذ بالله يابنتي انتي بكره تخلفي وافتكري أن مسيرك يامرات الابن تبقي حما بلاش يابنتي جنانك ده يوديكي في داهيه

رغده : انتي معايا ولا معاها ياماما

الام : انا مع الحق يابنتي الست علي كرسي متحرك

الاب :, في ايه معصبه البنت ليه يا عنيات

الام : معصبه مين دي بنتك خلاص فاضل شويه وهتسم حماتها

الاب : سيبيها تعمل اللي هي عايزاه حبيبه بابا تعمل اللي علي هواها وهو مش خطيبها راضي وبيحايلها سيبينا تدلع علي كيفها

رغده : يا حبيبي يابابا يخليك ليا

الام : ياناس حرام عليكم دي ست كبيره وعلي كرسي متحرك اسمعي بقي انا عشان اخلص ذمتي قدام ربنا حماتك دي بسببها يا هتدخلي الجنه يا هتدخلي النار

الاب : انتي مين عشان تقولي مين يدخل الجنه ومين يدخل الناس بطلي بقي عقد

وجاء ياسر ونزلت معه وتركت ابي وامي يتناقشو سويا وانا قولت ل ياسر

رغده : كل ده تأخير انا مستنياك من بدري علي فكره

ياسر : معلش حقك عليا يلا عشان نفطر ونروح نجيب الحاجات للشقه

وذهبت مع ياسر نتناول الفطور ثم دخلت محل فخم ويبدو أن كل مصنوعاته ثمينه للغايه وكنت متعمده أن أجعل ياسر يدفع كل ماله لكي يلبي رغباتي ووجدت ياسر يقول لي

ياسر : يا رغده انتي مش ملاحظه ان الحاجات هنا غاليه شويه

رغده : ايه، غاليه هو في حاجه تغلي عليا يعني وبعدين هو انا هجيب جهاز كل يوم لازم اجيب الحاجه غاليه ونضيفه عشان تعيش ولا انت شايف ايه

ياسر : اللي تشوفيه يا حبيبتي

وجعلت ياسر يحضر لي كل متطلباتي وأكثر تعبيرا لحبه لي وقال لي ياسر

ياسر : يلا بقي يا حبيبتي عشان تشوفي اخر تطورات الفيلا بقي

رغده : حاضر يا حبيبي يلا بينا

وذهبت مع ياسر الفيلا لاباشر كل جديد فيها ووجدت أمه تفتح لي الباب وتقول لي بكل ترحاب

الحما : اهلا وسهلا ياحبيبتي نورتي وشرفتي

رغده : اهلا بيكي

وياسر جعل الحارس يحضر الاشياء الجديده التي احضرناها لمنزل الزوجيه وكانت ام زوجي فرحه بكل مايحدث وبزواج ابنها الوحيد وقالت لنا

الحما : الف مبروك يا حبايبي ربنا يتملكم علي خير

رغده : إن شاء الله

الحما : بس ايه لون الستاره دي مش هتليق خالص مع الصالون اللي محطوط ياولاد ولا انتو شايفين ايه

رغده : نعم مش هتليق علي الصالون ، علي فكره الصالون مالوش لازمه اساسا انا من رايي بقي أنه يتشال خالص ويتحط بداله ركنه

الحما : ازاي يابنتي هيتحط فين ده بتاعي وعزيز عليا اوي

رغده :, مش مشكلتي ياطنط خالص ممكن يتحط في اوضتك

الحما : طيب يابنتي ، انا هروح اجيب حاجه تشربوها

ودخلت حماتي المطبخ وهي تحاول ان تخفي احرجها مني ورأيت ياسر يقول لي

ياسر : في ايه يا رغده انتي مزعله ماما ليه

رغده : لا بقولك ايه هي عشان مامتك هتيجي عليا انا بقي ولا ايه انا مش عاجبني الصالون وبعدين انا عروسه ومش هدخل علي قشايه قديمه

ياسر : نتكلم في الموضوع ده بعدين طيب مش هنا

رغده : يوووه دي بقت عيشه تطهق

ووجدت حماتي قادمه لي من المطبخ وقالت ل ياسر


الحما : معلش يا ياسر انا حضرت العصير ممكن انت بس تجيب الصينيه من جوه

ياسر : حاضر ياماما

وعندما دخل ياسر المطبخ وجدت حماتي قالتلي بمنتهي الرضا

الحما : خلاص ياحبيبتي لو الصالون مضايقك انا هاخده احطه في الدور اللي فوق بتاعي

رغده : طيب طيب

وخرج ياسر من المطبخ وقدم لي العصير واول ما شربت العصير قولت له

رغده : اها اها يابطني بطني بتتقطع

ياسر : في ايه يا رغده مالك

رغده : مش عارفه يا ياسر مره واحده بطني وجعتني زي مايكون فيه سم في العصير الحقني يا ياسر خرجني من هنا اهاا

الحما : والله يابنتي ماحطيتش حاجه ده عصير برتقان عادي يعني والله محطيتش حاجه حتي هاتي الكوبايه اللي في ايدك دي اشرب بقيتها

وحماتي شربت باقي العصير وهي تبكي من الموقف الذي وضعتها به وياسر قالي

ياسر : طيب تعالي يا حبيبتي هوديكي لدكتور

ولما خرجت من منزله وركبت معاه السياره قولت له

رغده : علي فكره يا ياسر مامتك مش سهله خالص تصدق بعد ما دخلت انت المطبخ قالتلي انتي فاكره انك هتاخدي ابني منك ده بعدك ده انا اسمك واخلص منك اكيد هي حطت حاجه في العصير

ياسر : ازاي يعني يا رغده تحطلك حاجه ماهي شربت برضو مطرحك العصير ومن نفس الكوبايه ومحصلش حاجه

رغده : مش عارفه بقي يا ياسر انت مش مصدقني وجاي عليا عشان خاطر مامتك

ياسر : انا طبعا ماصدقش أن ماما تعمل حاجه زي دي

رغده : انا كدابه ياسيدي وبدعي التعب اتفضل روحني

ياسر : مقصدش انك بتتدعي التعب بس يعني احنا أكلنا حاجات كتير النهارده ممكن بطنك تكون وجعتك من اي حاجه تانيه غير العصير يا رغده

رغده : اتفضل روحني يا ياسر

ياسر : انا قرفت

ووصلني ياسر الي منزلي وهو غاضب وانا صعدت الي منزلي وانا سعيده جدا انني استطعت أن اضحك عليه واوهمه انني مسمومه

وفي منزل ياسر والدته كانت تبكي وتحاول إبراء نفسها وتقول

الام : والله يابني انا مظلومه

ياسر : اشمعني يعني اول ماتشرب العصير يحصلها كده

الام : معرفش والله يا حبيبي

ياسر : ماما لو فاكره اني لما اتجوز هبعد عنك تبقي غلطانه بس بلاش اللي بتعمليه ده

الام : انا عملت ايه بس انا والله بتمنالك الخير

ياسر : يعني الغيره وإحساس بقي اني هنشغل عنك ده

الام : انا اتمنالك الخير والراحه حتي لو علي حسابي انا

ياسر : انا طالع انام

ونام ياسر وهو حزين من كل ماحدث اما انا كنت سعيده وفي منتهي الفرحه وكنت اشاهد التلفاز واتحدث مع اصدقائي وانا واثقه أنه سيأتي ياسر ويطلب مني العفو غدا

وكنت اتحدث مع سليم صديقي المقرب لي الذي كان يعلم عني كل شئ وقالي


سليم : ايه يا بنتي انتي مش زعلانه أنك انتي وياسر متخانقين

رغده : ازعل ايه بس يابني هو هيكلمني بكره واقولك علي حاجه كمان هيخليني اطلب اي حاجه بمقابل أنه يصالحني

سليم : ياحبيبتي بطلي دماغك الناشفه دي انا شايف أن خطيبك انسان محترم ليه تبهدليه وتبهدلي أمه عشان ايه يعني وبعدين ازاي هتقعدي معاهم في بيت واحد مش فاهم انا

رغده : هو انا هسيبها يعني في حالها ده انا هاكلها بسناني هتغدا وبيها قبل ماتتعشا بيه وبعدين ماتنساش أنه بيحبني

سليم : يعني انتي عايزه توصلي ل ايه في الاخر مش فاهم برضو

رغده : عايزه اعيش في بيتي براحتي ومابقاش مسؤله عن ست كبيره مش بتعرف تتحرك انا مالي ومال الهم ده

سليم : افهم من كده انك مش عايزاها تقعد معاكي طيب وافقتي ليه من الاول انها تقعد معاكم في الفيلا

رغده : عشان مابانش متسلطه وابقي كيوت ورقيقه مع ياسر لحد مايقع في حبي وبعدين بقي ابقي ازهقها في عيشتها وارميها في اي دار مسنين

سليم : وتفتكري هو هيوافق علي كل اللي انتي بتخططيله ده

رغده : وقتها بقي يبقي يحلها الف حلال ساعتها هعرف اتصرف كويس اوي

سليم : ماشي يا رغده ربنا معاكي المهم صحيح هشوفك امتي

رغده : لما بس ياسر يتشغل عني شويه عشان هو مايعرفش اني بكلمك اصلا

سليم : طيب ياستي تصبحي علي خير

وبعد أن تحدث مع سليم نمت وانا علي يقين من ياسر أنه لن يتركني ابدا

في منزل ياسر كانت والدته تحاول ايقاظه وهي تقول له بصوتها الحنون

الام : يلا يا حبيبي عشان تفطر

ياسر : مش عايز افطر سيبيني انام

الام : ولو قولتلك يلا قوم عشان نلحق نروح ل رغده نصالحها

ياسر : بجد يا امي هقوم حالا

ثم قالت حماتي بصوت منكسر طيب يا بني قوم اجهز علي بال ما البس واصالحها أنا بنفسي عليك

ياسر : ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي

وياسر تحدث مع أبي وأمي لكي يخبرهم بمجيئهم الي منزلنا

وانا عندما استيقظت وجت امي تقول لي

الام : يا رغده اعملي حسابك ياسر وأمه جايين النهارده

رغده : وأمه تيجي ليه عايزه ايه انا مش فاهمه يعني

الام : اتقي الله يابنتي انا رايحه اعمل الغدا

واستيقظت ووقفت قدام مرآتي اجهز نفسي لاستقبالهم ثم وجدت ياسر جاء لنا أمام منزلنا ووقف هو الأول ووالدته خلفه تجاهلتها وكأنني لا اراها ولا اعلم بمجيئها وقفلت الباب وراه وهو دخل وكان غير ملتفت لامه كان يظن أنني مثلا اني اتحدث مع والدته ودخلت وياسر قال لي

ياسر : فين امي يارغده

رغده : معرفش يا حبيبي هي معاك اصلا هي فين

ياسر : انتي قليله الذوق وانا غلطان اني جاي اصالحك اصلا