الفصل الخامس

وقالت غزل لخالتي وهي مكسوره وتشعر بالخجل من مهنتها وقالت

غزل : محدش يعرف اني بشتغل في مكتب مخدماتي ولو خالتي ولا رغده عرفو هيبقي شكلي وحش اوي وساعتها رغده هتخليني مضحكه العيله وهسمع كلام مش هيعجبني

الخاله : قطع لسانها هي تيجي جنبك ايه وجنب اخلاقك وشطارتك ، طيب اسمعي اقولك علي حاجه خليكي معاها اليومين دول ولما رغده ترجع ماتروحيش تاني او البسي نقاب هي اكيد يعني مش هتقولك اقلعي النقاب ايه رايك بقي في الفكره دي

غزل : مش عارفه يا امي انا محتاره اوي وخايفه اصلا من رد فعل رغده لو عرفت خصوصا انها مش بتقبلني تخيلي تعرف اني بروح بيتها كل يوم لحماتها

الخاله : سيبيها علي الله يابنتي الشغل مش عيب وانتي ماغلطتيش بالعكس انتي بتعملي اللي مايتعملش عشان تجهزي نفسك وتجيبي جهازك

غزل : ماشي يا ماما ربنا يسهل ويكرمني واعرف اعدي من الموضوع ده علي خير من غير اي مشاكل

وانا كنت اشعر بالسعاده مع ياسر في عطلتنا وكان البحر امامي والهواء يداعبني وكنت أشعر بمنتهي الاستجمام وعندما وصلت الغرفه التي سوف نقضي فيها عطلتنا قولت ل ياسر


رغده : اسمع بقي يا حبيبي انا جايه هنا اتبسط وافرح مش جايه اتنكد ولا ازعل اتفقنا

ياسر : اكيد طبعا هو انا عايز اي حاجه غير انك تفرحي وتتبسطي يا ست البنات انتي لو تعرفي انا بحبك قد ايه مش هتزعليني ولا هتزعلي نفسك ابدا يا حبيبتي

رغده : وانا كمان بحبك بس بحب الحريه برضو ماتجيش بقي تضايقني وتقولي يلا ننام يلا نطلع انا عايزه اعيش حياتي هنا مش عايزه اطلع اوضتي غير لما احس اني خلاص عايزه انام من فضلك

ياسر : ماشي ياستي من عيني الاتنين هعملك كل اللي تتمنيه

وبعد ساعتين من مجيئنا إلي العطله قررت أن أذهب إلي البحر بملابسي الشبه عاريه وانا اشعر بالسعاده بكل ما انا أمر به من أحداث سعيده مع ياسر ووجدت ياسر ينظر لي بغضب وقال لي

ياسر : ايه اللي انتي هتنزلي بيه ده يا رغده انتي اتجننتي عايزه تنزلي بالهدوم المكشوفه دي اللي مبينه كل تفاصيل جسمك

رغده : ايه بقي احنا قولنا ايه يا ياسر انا جايه اتبسط مش عايزاك تعترض علي حاجه وبعدين انا فرحانه ليه تبوظ فرحتي بنفسي وبيك وبالمكان الحلو اللي احنا فيه ده

ياسر : لازم اعترض انتي لابسه هدوم عريانه اوي هو انتي مش متجوزه وراجل ولا ايه ولا انتي مش واخده بالك اني موجود اصلا في حياتك

رغده : ايه اللي دخل الرجوله في اللي انت لابساه كفايه بقي نكد وبعدين انا لسه صغيره مش كبيره زيك وعايزه اتبسط وبعدين انت المفروض تفرح أن مراتك حلوه وتحاول انت اللي تخليني اهتم بمظهري قدام الناس مش تكتم حريتي

ياسر : خلاص يا حبيبتي ماتزعليش بقي اعملي اللي انتي عايزاه بس عايزك تعرفي اني بحبك واني ضعيف قدامك واني خايف عليكي ومش عايز ازعلك ، انا عشانك اتنازلت عن حاجات كتير اوي يا رغده انتي مش عارفه انتي ايه بالنسبالي ، يمكن عشان انا اكبر منك سنا بحاول اني اعوضك أو يمكن انتي لما ظهرتي في حياتي خليتيني ضعيف قدام عينك

رغده : يا ياسر انت ليه مكبر الموضوع هو انا قولتلك هنزل كده في القاهره احنا في مصيف محدش يعرف حد هنا وبعدين ياحبيبي انا عارفه انك بتحبني وانا كمان بحبك ولو مش بحبك مش هستحمل كل اللي بيحصل فيا من امك ده ، وبعدين فك بقي احنا في مصيف ولا انت جايبني هنا عشان تزعلني وخلاص

ياسر : ماشي يا رغده اعملي اللي يريحك ياحبيبتي بس بالله عليكي ماتزعليش وخليكي عليا ياستي في خلال الاجازه دي هخليكي اسعد واحده في العالم يلا بينا

وذهبنا انا وياسر لكي نستمتع بالبحر والشمس والهواء الطلق في الليل قولت ل ياسر

رغده : ممكن اطلب منك طلب يا حبيبي بس بلاش تقولي لا عشان خاطر رغده حبيبتك

ياسر : اكيد طبعا يا حبيبتي اطلبي ومالكيش دعوه باي حاجه انتي هنا تؤمري وبس

رغده : عايزه اروح ديسكو ، هاه هتقول لا

ياسر : حاضر يا حبيبتي من عيني انا وعدتك اني هعمل كل اللي تقولي عليه

وجعلت ياسر يغير مبادئ حياته وطريقته وجعلته يلبي رغباتي فقط وذهبنا إلي الملهي الليلي وكنت منبهره بكل من هم هناك ، يمرحون ويرقصون ويشربون الخمور وانا وياسر اصبحنا مثلهم في تلك الليله ، كنت لا أشعر بأي شئ

وفي اليوم التالي

غزل ذهبت إلي حماتي في الفيلا وكانت حماتي تنتظرها بفارغ الصبر وعندما رأتها قالت لها بلهفه شديده

الحما : كنتي فين يا غزل انا كنت مستنياكي من بدري

غزل : اسفه ياطنط المواصلات كانت زحمه اوي وعلي بال ماجيت لحد هنا طلع عيني في الطريق

الحما : قوليلي ياماما ياغزل بلاش تقولي يا طنط تصدقي انا مافطرتش قولت استناكي تيجي تفطري معايا

غزل : ياخبر ابيض كل ده ما فطرتيش يا امي لا تعالي نفطر سوا ياحبيبتي

الحما : تصدقي انا كان نفسي يبقي ليا بنت زيك كده يا غزل

غزل : وهو انتي مش مبسوطه مع مرات ابنك ياماما

الحما : مرات ابني ، انا بدفع دين اللي عملته زمان انا هحكيلك اللي في قلبي أصل ماليش حد اتكلم معاه

وابتدت حماتي تحكي قصتها ل غزل وهي حزينه من كل مافعلته في الماضي وقالت

الحما : من ٣٧سنه كنت متجوزه اول راجل عرفته في حياتي وكان عندي ولد اسمه محمود وكنت عايشه بره وكنت مش مبسوطه معاه واللي حصل كان

كنت في يوم انا وزوجي احمد نتشاجر كالعاده وقولت له


الحما : انا زهقت يا احمد انت ايه مابتزهقش من المحايله فيا

احمد : اعملك ايه يا سناء انا بتمنالك الرضا ترضي انا عملت عشانك كل حاجه ومش بتعبك انا كل اللي عايزه منك انك تفضلي معانا انا مش متخيل حياتي من غيرك

سناء : لا بتتعبني يا احمد وجودي معاك بيتعبني ، نفسك اللي بتتنفسه ده انا بكرهه انت ليه مش بتحس يا اخي افهم بقي

احمد : طيب بتكرهيني ليه كل ده عشان الازمه اللي احنا فيها صدقيني فتره وهرجع معايا فلوس اكتر من الاول انا عارف انك زهقتي من الفقر اللي بقينا فيه

سناء : انا مش هقدر استحمل العيشه دي دي يا احمد افهم بقي

احمد : وابننا يا سناء ، هتاخديه وهتسيبوني لوحدي

سناء : خليهولك يا احمد انت ابوه وأولي بيه

احمد : ماكنتش اعرف انك بالقسوه دي علي العموم انتي ماتلزمينيش اللي عندها استعداد تسيب ابنها وهو عمره شهور تقدر تبيع اي حاجه انا هطلع معاكي جدع للنهايه هطلقك وهرجعك مصر بس تنسينا خالص

سناء : هنساكو عشان انا ماحبيتكش عشان احب حاجه من ريحتك يا احمد

وتم الطلاق ورجعت إلي مصر وهناك حبيت ابو ياسر ابني وتزوجنا وكان يعرف أن لي ابن من زوجي الاول لكنه قال لي في يوم قبل الزواج ونحن نتفق علي كل ماهو جديد في حياتنا

اشرف : اسمعي يا سناء انا مقدر انك ليكي ابن في أمريكا بس معلش مش هقدر اربي ابن حد غيري ابوه اولي بيه ولو رجع مصر في يوم من الايام يجي هنا ضيف زياره يعني ويمشي

سناء : من عنيا حاضر انا مش هعمل اي حاجه تضايقك

ووافقت علي كل ماقاله اشرف ابو ياسر وتزوجته وكان رجل غني للغايه ويوم ما ابني جه مصر زياره وحب يشوفني كان عمره ١٧ عام ،كان ياسر كبر بس ماكنش بيحب احمد خالص وأشرف قالي اسمعي يا سناء انا قولتلك قبل كده ابنك يجي زياره بس ياسر مش بيحبه ومش مبسوطين سوا حاولي تمشي ابنك لو سمحتي وترجعيه ل أبوه

سناء : حاضر حاضر اهدي بس عشان الولد مايسمعش

وروحت فهمت احمد ابني وقولتله ايه يا احمد مش ناوي ترجع ل بابا بقي

احمد : ماما هو ليه حضرتك مش بتحبيني ليه دايما عايزه تبعديني عنك

سناء : مش قصدي طبعا بس انا مش هضحي بحياتي وبيتي عشان عند ابوك

احمد : عند ابويا ازاي

سناء : ايوه ابوك جايبك عشان يوقع بيني وبين جوزي دلوقتي عايز يبوظ حياتي

احمد : خلاص ياماما انا دلوقتي عرفت انا ايه بالنسبالك انا بالنسبالك غلطه ، انتي طول الوقت بتضحي بيا ومش عايزاني في حياتك وانا مش هفرض نفسي عليكي بس افتكري يا امي أن هيجي يوم وتتمني تشوفيني وانا اللي هبقي مش عايزك وهتتباعي يا امي زي مابيعتيني زمان ودلوقتي

سناء : اخرس يا قليل الادب صحيح مانت تربيه ابوك انا غلطانه اني مقعداك معايا اصلا

احمد : مش هنسي قسوتك دي ابدا ،عارفه ليه عشان كل ما قلبي يحن ليكي افتكر كل اللي انتي عملتيه معايا ، انتي للاسف مش امي ولا عمرك هتبقي امي ابدا ، انا ماشي

ومشيت احمد ابني من البيت ومن ساعتها ماعرفش عنه اي حاجه رغم اني دورت عليه كتير اوي بس هو سابني زي ما انا سيبته

وغزل عندما رأت حماتي منهاره من البكاء والذكريات القاسيه قالت لها

غزل : معلش اهدي كله ممكن يتصلح بس انتي اهدي ياماما وبعدين محدش بينسي امه واكيد انتي ماكنتيش بتكرهيه يمكن كانت السكينه واخداكي وده باين دلوقتي قدامي أن غيابه فارق معاكي من بكاكي

سناء : بعد ايه بعد ما الوقت فات كل اللي بيحصل فيا ده ذنب ابني يا غزل انا حقيقي حاسه بالذنب وهفضل حاسه بيه لحد ما اموت أو لو شوفت احمد ابني تاني واخدته في حضني وبوست راسه وطلبت منه السماح

غزل : معلش ربنا يجمعكم علي خير انتي وأحمد ويهديلك ياسر وينور من بصيرته

وغادرت غزل بعد يومها الطويل مع حماتي وغزل حكت كل شي ل خالتي وخالتي حزنت من كل ماسمعته من غزل وقالت بحزن

الخاله : لا حول ولا قوه الا بالله يعني الست دي رمت ابنها عشان تتجوز تاني

غزل : ربنا يصلح حالها يارب بس انا قررت ادور علي ابنها انا هاخد منها كل بياناته وانا اعرف ناس في السفاره ممكن يساعدوني اني الاقيه

الخاله : واحنا مالنا يابنتي بس شوفتي بقي انك انتي بتجري علي المشاكل برجلك

غزل : انا حسيت بالست دي اوي وحقيقي نفسي تصلح الغلط اللي عملته زمان يمكن ربنا يسامحها ويهدي رغده عليها وبعدين مش جايز ربنا يجعلني سبب اني افرح الست دي بابنها الغايب عنها

الخاله : طيبه قلبك دي هتوديكي في داهيه ياحبيبتي

وانا في ذلك الوقت كنت في الملهي الليلي ارقص واشرب الخمور وكنت لا أشعر بنفسي علي الاطلاق ، وياسر اخذني إلي غرفتنا في الفندق وقال لي

ياسر: انا اللي غلطان اني مشيت ورا كلامك يا رغده ايه القرف ده

رغده : قرف ايه انا عايزه انااام بقي سيبني في حالي م ناقصه كلامك ده

ووجدت ابي يتصل بي وانا كنت لا اقدر علي الكلام في ذلك الوقت وقولت بصوت مرتفع وانا افصل هاتفي

وده وقته يا بابا وعودت إلي النوم


وفي اليوم التالي وجدت ياسر يوقظني ويقول لي بفزع

ياسر : اصحي يا رغده اصحي بسرعه لو سمحتي

رغده : يوووه في ايه علي الصبح

ياسر : باباكي تعبان اوي وبيكلمك من امبارح وانتي ماردتيش

رغده : ايه بابا ، اديني التليفون أكلمه

وعندما تحدثت مع امي لكي اطمئن علي ابي قالت لي

الام : شوفتي يا رغده ابوكي حصلتله جلطه في رجله

رغده : ازاي ده يحصل يا امي وحصل امتي

الام : لوحده يابنتي ادعيله يابنتي يخف وقدي ايامك في شهر العسل ماتجيش

رغده : انتي شايفه كده ياماما

شعرت أن امي في ذلك الوقت في امس الحاجه لي لكنني للاسف اهتميت بأمري فقط ونسيت ابي ومرضه

وقولت طيب ياماما انا هاجي كمان كام يوم اطمن عليكو سلام

وغزل عندما ذهبت ل حماتي قالتلها

رغده : هو انا ممكن اعترفلك بحاجه يا امي

الحما : قولي يابنتي في ايه

غزل : بصراحه انا قريبه رغده

وغزل وجدت حماتي غضبت للغايه وقالت

الحما : ايه قريبه رغده يعني انتي جايه تعملي عليا لعبه بتتمسخرو عليا تاني

غزل : والله ابدا انا حبيتك ومستحيل اعاملك زي رغده ابدا انا غيرها وعشان اثبتلك رغده ماتعرفش اني بشتغل جليسه مسنين ولو عرفت هتخليني تريقه العيله ومع ذلك جيت ل حضرتك وهقعد معاكي وهساعدك تلاقي احمد ابنك

الحما : بجد يعني انتي مش عامله فيا مقلب انتي ورغده

غزل : والله ابدا انا حسيت بيكي وحبيتك

الحما : وانا كمان حبيتك يابنتي بس ازاي هتوصلي ل احمد ابني

غزل : اعرف واحد شغال في السفاره وهو اللي هيساعدني بس اديني اسمه وكل حاجه عنه وسيبيها علي الله

الحما : لو وصلتيله ليكي عليا هعملك مفاجاه كبيره اوي يارب تعجبك

غزل : مش عايزه حاجه غير انك تصلحي اللي عملتيه مع احمد

وانا في المصيف في الفندق لقيت ياسر بيقولي انتي شكلك زعلان تحبي نتمشي شويه

رغده : ازعل ليه انا مش زعلانه انت هتزعلني بالعافيه

ياسر : لا بس عشان باباكي تعبان ف اكيد انتي زعلانه عشان مش جانبه في الظروف دي

رغده : لا خالص اصلها دي حاجات بتاعه ربنا انا لو روحت هغير ايه يعني

ياسر : بقي كده للدرجادي يا رغده قلبك جامد

رغده : انا عايزه اعيش حياتي وبابا لما ارجع هشوفه وهطمن عليه ، انت حاسه اني دايخه اوي ، يلا بقي عشان ننزل نتمشي علي البحر

وتاني يوم غزل لقت تليفون بيرن عليها ولما ردت لقت صالح اللي بيشتغل في السفاره بيقولها

صالح : يا غزل انا جايبلك خبر حلو اوي انا وصلت ل احمد اللي بتدوري عليه

غزل : بجد يا استاذ صالح انا مش عارفه اشكرك ازاي ربنا يخليك يارب

صالح : ده طلع راجل أعمال وليه شغل ومحلات كتير في امريكا وجيبتلك رقمه

وغزل اخدت رقم احمد واتصلت بيه واول مارد قالتله حضرتك احمد محمود عبد العزيز

احمد : ايوه مين حضرتك

غزل : انا واحده فاعله خير واتمني من حضرتك ماتقفلش السكه في وشي والدتك تعبانه اوي وندمانه علي كل اللي عملته معاك

واحمد شعر بالغضب والضيق من المكالمه وقال ل غزل لو سمحتي الرقم غلط وماتتصليش هنا تاني

غزل : الو الو .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي