الجريمة الثانية

(الفرعون)

_سارة، فتاة طموحة وتعمل مع والدها.
فهو لديه مجموعة شركات ورجل أعمال له مكانه كبيرة، ولا يمتلك شركات فقط، بل يوجد هناك أعمال أخرى فى الخفاء لا يعلم بأمرها أحدا سوى اقرب المقربون وهي أبنته سارة وسوف نذكر هذه الأعمال لاحقاً.

؛وذلك لأنها طوال حياتها كانت تتمني أن يكون لها كرير وأن تفعل شيئاً مع الوقت تستطيع أن تفتخر به ويكون خاص بها هي بعيدا عن عائلتها، رافضة للزوج فى الوقت الحالي وذلك لأنها لم تجد الشخص الذي دق قلبها له أو تقتنع به کزوجا لها.

"تعمل لدى والدها السيد حلمي جاد الله:
وذلك الرجل هو صاحب أكبر شركات إستيراد وتصدير، وله الكثير من الأعداء وهي تعمل معه كمدير عام ومسؤولة عن الكثير من الأمور، وأستطاعت بذكائها أن تسيطر على أشياء كثيره من خلال العمل مثل ثقة والدها والتي لم تكتسبها بسهولة.

"وعرفت كيف تأخذ مكان أخيها الكبير والذي كانت تراه منافسا قويا لها، مع الأسف حينما أصبح مدمنا للممنوعات أصبحت تعرف كيف تتحكم به وتسيطر عليه، فهي من أوصلت أخيها إلى هذه الدرجة؛ وذلك من أجل أن تتخلص منه على المدى البعيد.

ومن ثما تكون هي الوحيدة أمام والدها التي تعمل بجد ولا تفتعل المشاكل، بمعنى أصح لا تخطئ!.

_كانت الحياة شبهة طبيعية ولا يوجد هناك شيئا غامض،
إلى أن أتى إلى المبنى الذى تسكن فيه سارة وعائلتها ذلك الجار الغامض الذي لا يتحدث كثيراً شخصا منطوي وبالكاد يلقي التحية على أى شخص.

ولكنه حينما رأى سارة غير رأيه تماماً، أو ربما يكن ورأه سرا ما سوف نعلم به جميعا فى الوقت المناسب.

_أرسل السيد حلمي باقة من الورود إلى جارهم الجديد لكي يتعرفون عليه، وتفاجئ ذلك الجار والذى يدعى (يوسف).
_وهذا الإسم هو ما أخبر الجميع به ربما يكن إسمه الحقيقي وربما لا هو شخصا غامضا ولا يتحدث كثيرا، وذلك لكي لا يقع فى المشاكل أو يعلم أحدا عنه شيئا هو لا يريد أن يعلمه!.

"ولاحظت سارة أن ذلك يوسف، يكاد لا يخرج من منزله إلا للضرورة القصوى، ودائما صامت وفقط ينظر لسارة عبر شرفة المنزل وكأنه معجبا بها، وهذا ما ظنت به سارة ولكن الحقيقة غير ذلك بالمرة،
فيوسف يخطط لأمر آخر لا يعلمه أحدا غيره!!

"وهى أيضا مع الوقت شعرت بشيء ما فى داخلها يكبر تجاه ذلك الشخص، ربما يكن حبا أو حتى إعجاب، هى لا تعلم حقيقة مشاعرها ولكن يوسف يشغل تفكيرها إلى حدا ما.

_كان (يوسف) يلاحظ الوقت الذى تخرج فيه (سارة) من منزلها ويفتعل وكأنه هو أيضا ذاهب إلى أى مكان، إلى أن طلب منها يوسف أن يسيروا معا بعد أن علم بأنها ذاهبه إلى المول المتواجد قريبا منهم بمسافة قليلة.

ذلك الشاب فى منتهى الذكاء، فهو يريد أن يصل إلى ما يريد ورأى أن تقربه من سارة سوف يصل به إلى ما يريد بكل سهولة.

_وافقت سارة فى الحقيقة هي وبداخلها كانت تتمنى هذا الأمر، تتمنى أن تتعرف على ذلك الشاب والذي يحاول أن يشاغلاها طوال الوقت وقال:

_هل أنت معتادة على أن تحضرين مستلزمات المنزل بنفسك،!؟
أقصد أن لماذا إنت تذهبين بإمكانك أن ترسلين أحدا من من يعمل لديكم أو حتى يرسلون لك ما تريدين.!!

أبتسمت سارة وقالت:
_نعم معك حق، وأنا حقا لست معتادة على هذا الأمر، ربما اليوم أردت فقط أن أغير جو خاصة وأن اليوم هو يوم إجازة لى من العمل.

أردت أن أسير قليلا وأشتم الهواء الطلق، خاصة وأن هذا الكومباوند الذى نقيم به هادئ جدا نحن هنا منذ أقل من عام، ولكن أنت هنا من منذ ما يقرب من خمس أشهر تقريبا، أليس كذلك!

قال لها:
_نعم من الواضح أنك تهتمين لأمري لدرجة أنك تعلمين موعد وصولي إلى هنا بدقة، وهذا الشيء يسعدني وأنا أيضا أعلم عنك الكثير وأتمنى أن نتقرب من بعضنا البعض أكثر وأكثر، أريد أن أتعرف على عائلتك عن قرب وخاصة والدك، أنا أعلم بأنه رجل أعمال ناجح جدا وأيضا معروف أتمنى أن أتقابل معه ونتحدث عما قريب.

"لم تقل سارة أيا شيء لقد إلتزمت الصمت، كانت تشعر بالحرج ولا تعرف كيف تتصرف وهذه هى المرة الأولى التى تشعر فيها بأنها لا تستطيع أن تقول ما بداخلها بسهولة وبصراحة، لأنها حقا مشوشة وتشعر بالحيرة.

«فى حقيقة الأمر لقد كان السيد حلمي يشارك فى مزاد عالمي لكي يسيطر على مجموعة من الصفقات داخل المدينة وخارج البلاد، وحينما فاز هو بذلك المزاد بعد ما فعل كل ما فى وسعه وكل ذلك كان بمساعدة سارة أبنته.

غضب منه الآخرون لأنهم يروا أنه أخذ شيء ليس من حقه ولا يستحقه، وهذه وجهه نظرهم فمنهم من ترك الأمر ورضى بالأمر الواقع، ومنهم من أراد أن ينتقم من السيد حلمي أشد إنتقام.

_وهذا الرجل يدعى أنطوان داغر، وهو رجل أعمال شهير فى بلده ويمتلك الكثير من الأموال وحينما فاز السيد حلمي بهذا المزاد جن جنونه ووقتها أدرك أنه حقا يشكل خطر عليه لأنه هذه ليست المرة الأولى التى يأخذ منه شيء بل هذا الموقف تكرر أكثر من مرة.

_ولكن الآن أتخذ قرارا مصيريا وهو أن يتخلص منه إلى الأبد.
ورأى أن هذا الحل الأفضل لكي تنتهي أسطورته والتي يراها مزيفة ومبنيه على أكاذيب وخداع ويرى أيضا بأنه له الأحقية فى جميع الصفقات لأنه هو من يعرف كيف يدير الأمور.

هذا تفكيره وهذه هى الأفكار التي تسيطر على عقلة والتي من خلالها قرر أن يتخلص من حلمي بأن يرسل إليه من يقتله ويتخلص منه.

نعم، لقد أرسل يوسف والذي هو معروفا (بالفرعون) لكي يتخلص من السيد حلمي دون ما يكشف أمرهم أو يعلم أحدا به، ووافق يوسف مقابل مبلغاً ضخماً من المال، وقرر أن يذهب ويقيم إلى جانب الشخص المذكور، وليس هذا كافياً بل أراد أن يدخل عائلته لكي يعرف كيف يضربه فى مقتل.

لقد فكر بدهاء حينما أراد أن يتقرب من أبنته ويجعلها تحبه!
ربما يستطيع أن يصل إلى ما يريد فيما بعد.

حينما كانا يتحدثان معا، كان يوسف يتحدث العربية ولكن ليس بطلاقه فهو من الأساس ليس من نفس مدينة سارة بلد من بلد أخرى يتحدثون العربية أيضا ولكن بلهجة مختفة، وحاول يوسف كثيراً أن يخفي هذا الشيء ولكنه لم يقدر.

فقامت سارة بسؤاله:
_لماذا تتحدث وكأنك لست من هذه المدينة؟

رد عليها:
_حينما شعر بتوتر ولكنه يستطيع بكل سهولة أن يخفي أى أحاسيس أو مشاعر لكي يظهر ما يريد فقط،
_نعم معك حق أنا أجد صعوبة فى الحديث هنا، ولكن هذا بسبب أنني كنت أقيم فى أوروبا منذ أن كنت طفلا صغيراً لقد أخذتني والدتي وسافرت إلى مكان بعيدا عن والدي والذي هو من الأساس من هذه المدينة، ولقد أتيت إلى هنا لكي أبحث عنه، أتمنى أن أراه.

فردت عليه:
حسنا يمكنني مساعدتك بسهولة، فقط أعطى لي إسمه وأنا سوف أرسل من يبحث عنه ويأتي لنا بجميع المعلومات عنه.

لم يعرف كيف يجيب عليها يوسف، لقد وضعته سارة فى خانة أليك، ولكن من دون قصد فهو لا يعرف الآن ماذا يخبرها.
بالطبع لأن كل ما أخبرها به منذ قليل ليس له علاقة بالصحة، والحقيقة أنه من الأساس لا يعرف له عائلة، فهو قاتلاً مأجورا.

فقال لها:
_حسنا، سوف أكتب لك إسمه بالكامل فى ورقة وأعطيها لك، فقط ذكريني بذلك الأمر فيما بعد فإنك سوف توفرين على الكثير من الجهد.
،والآن أخبريني أكثر عن حياتك عائلتك، أنا أريد أن أعرف عنك كل شيء.

قالت له:
_أنا أرى أنك متعجلا من أمرك، أنا أين سوف أذهب!؟
بالطبع سوف تعرف كل شيء فى وقته المناسب.

"بإمكاننا أن نقول إن سارة ليست بفتاة غبية، هي شكت فى أمر يوسف ولكنها ليست متأكدة هى تحتاج إلى المزيد من الوقت حتى تتأكد من أى شىء يخص يوسف، سواء كان جيد أو عكس ذلك..

لقد شعر يوسف بأنه قد أخطأ فى الحديث وأراد أن يصلح الأمر لكي لا يثير الشكوك حوله فقال لها:

_ضاحا، نعم معك حق ولكني ومن شدة إعجابي بك أردت ذلك، أنا حقا أشعر وكأنكم مثل عائلتي التي حرمت منها، نعم أنا أشعر بالوحدة هنا من دون أنيس أو جليس، فلقد تركت أعمالي فى بلدي وأتيت إلى هنا لكي أبحث عن والدي.

هل تتخيلين؟!
أنا كان طوال الوقت أقضيه فى العمل، فأنا أعمل في الميناء وحياتي كانت عبارة عن أحاديث كثيرة مع أشخاص من هنا وهناك، أنا أعرف أشخاص أكثر من عدد شعر رأسي من جميع أنحاء العالم، وهذا بحكم عملي والجميع يتمني أن يقدم لى أى خدمات.

؛ولذلك السبب أنا أشعر بالملل هنا كثيراً، فأنا هنا جالساً بين أربع حيطان، لا أفعل شيئاً ولا أجد من أتحدث معه.

_لقد أقنع سارة وظنت وقتها أنها ظلمته بظنها السئ فيه، فهو ومع عكس ظنها به يمكنه يساعدها بشكلٍ كبير.

وردت عليه وقالت:
_لا عليك يا يوسف، نحن الآن عائلتك واليوم إذا لم تكن لديك أى مواعيد فأقبل دعوتي لك بالعشاء فى تمام الساعة الثامنة، هذه فرصة جيدة لكي تتعرف على عائلتي لكي تشعر بدفئ العائلة والذي أنت محروما منه.


_لقد أستطاع (الفرعون) أن يخطو الخطوة التالية فى محاولة القرب من السيد حلمي.
فبعد أن جاء وأقام بالقرب منه، الآن أصبح بإمكانه أن يدخل إلى بيته، لقد أقترب من تنفيذ مخططة وأصبح بينه وبينه مسافة قليلة جدا، وسوف يتمم مهمتة ويعود إلى حيث أتي.

ولكن لا نعلم ما هي نتيجة تفكيره أو حتى نتيجة فعلته، ربما يستطيع التنفيذ والهرب، وربما لا فنحن لا ننسى أن لدينا فريقاً ماهرا جدا فى كشف الجريمة والقبض على المجرم، فالضابط شريف وفريقة لن يتركوا أحدا ينفد من العدالة.

_وحينما أخبرت سارة والدها بذلك الأمر، تعجب من أمر أبنته وذلك لأنها من عادتها أن لا تثق فى أحد بسهولة، وسألها لماذا فعلت ما فعلت!
غريبة، هل ذلك الرجل جيد لهذه الدرجة التى تجعلك تحضريه إلى منزلنا لتناول طعام العشاء معنا؟
ضحكت وقالت له:

_يا أبي أنت تعلم أنني لا أفعل شيئاً هكذا من دون ما يكون له مقابل.

ذلك الشاب كان يقيم فى الخارج والذى عرفته منه، أنه لديه الكثير من المعارف فى الميناء فى مدينتة، وأيضا يعمل فيها وله شأنه وكلمة مسموعة.
؛ولهذا السبب أردت التقرب منه فأنت تعلم أننا نحتاج لتلك النوعية من الناس لكي يساعدونا فى تصدير بضاعتنا والتى نجد صعوبة فى تصريفها.

_فأنت يا والدي تعلم أن تجارة الممنوعات ترهقنا كثيرا ولكن تأتي إلينا بالمال الكثير.

ضحك الوالد وقال لها:
_يا لك من فتاة ذكية، حقا أنت أبنت أبيك لقد تعلمت منى الكثير وأصبحت تشبهينني فى كثير من الأمور، الحمد لله أنك هكذا ولم تكونين مثل أخيك الفاشل والذى وقع فى دوامة المخدرات الذى نقوم ببيعها.

والغريب أنه يستمتع بذلك الأمر ولا يريد أن يتعالج منه، لقد أتعبني معه ذلك الشاب وأصبحت لا أرى منه أى شىء جيد، ولكن عوضنى الله بك أنت يا سارة لقد أثبت لى بأنك فتاة ولكن بعشرة شباب من عينة أخيك أحمد.

قالت له:
يا أبى..
ولكن فتح الباب، وكانت والدة سارة والتى ليس لها أى قيمة لدى زوجها وكأنه يكرهها؛ وهذا لأنه دائما يزعجها بحديثة القاسى معها دائماً والتى تعاني منه سارة طوال حياتها ؛ولذلك بداخلها لا تحب أبيها ولا أخيها.

فقال الأب:
_كيف تدخلين هكذا دون إستأذان!
ماذا حدث معك، هل جننتي يا سيدة؟
هيا أخرجي فورا، لقد قاطعت حديثنا فى العمل، وبعد ذلك دق الباب قبل أن تدخلين هكذا، هل تفهمين؟

"نظرت سارة لوالدها نظرة بها حقد، وقالت والدتها:
لم أعرف أنكم بهذه الغرفة أنا أعتذر منك.

وأتضح أن ذلك الرجل يعامل تلك السيدة تلك المعاملة دائماً، منذ أن كانت سارة طفلة صغيرة.
وكان أخيها أحمد هو المفضل لدى أبيها فأردت أن لا تكن مثل والدتها، سيدة ضعيفة وترضى بالإهانة وفعلت كل ما فى وسعها لكي تسوء شكل أخيها أمام والدها لكي تكن هى الجيدة أمامه ويستطيع أن يعتمد عليها.

"بالفعل نجحت فى ذلك الأمر وأصبحت هي التى تتحكم فى كل شيء حتى تجارة والدها المشبوهة، بعد ما فعلت ما فعلت وساعدت أخيها أن يصبح شخصاً مدمنا وأضاعت هيبته أمام أبيه لكي تفز هي بحب أبيها وثقته بها لكي تستطيع أن تتحكم فى كل شيء،

وها هى فعلت كل شيء أردت فعله، وهذا ما عادا أن تأخذ بثأر والدتها من أبيها والذي يعاملها معاملة سيئة طوال حياتها.

_لقد أتى موعد العشاء، وكانت سارة وأبيها تجهز لهذه المقابلة بشكل طبيعي ولكن (الفرعون) والذي أخبرها بأنه يدعى يوسف، يجهز بشكل آخر فهو يريد أن يعرف مداخل ومخارج الفيلا، ويعرف أين مكان الكاميرات لكي يستطيع أن ينفذ مخططتة دون ما يكشف أمره أحد.

_وبالفعل أتى وتعرف على العائلة ورحب به الجميع، وحاول السيد حلمي أن يعرف أكثر عن يوسف
من ناحية أنه يريد أن يتعرف عليه بشكل أكثر.
فسأله ماذا كان يعمل فى مدينتة ولماذا أتى إلى هنا وهكذا أحاديث عادية، والسيدة (ناهد) والده سارة جالسة لا تتحدث فهي دائماً صامته وإلا إنهال عليها السيد حلمي بالتوبيخ والإهانة دون سببا، هو يهينها من دون أى سبب.

؛ولذلك تعاني سارة كثيرا ولكنها لا تفعل أى ردت فعل؛ وهذا لكي لا تخسر كل شيء وصلت إليه فى علاقتها مع والدها، والذى يريد منها أن تنفذ ما يأمرها به فقط وأن ترى مثل ما يرى هو، وأن تفعل كل ما يفعل هو.

صابرة، إلى أن يأتى الوقت المناسب والذي تستطيع فيه أن تنتقم لوالدتها، فهي لا تحمل لأبيها أو لأخيها أى مشاعر حب أو مودة بل بالعكس، فحب والدها لأخيها فى السابق جعلها تكرهه، وإهانة والدها لوالدتها جعلت مشاعر الكره والحقد تنمو بداخلها ولا نعرف إلى أين سوف تصل بها.

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي