الجريمة الثالثة سرقة القناع الذهبي

أجتمعت العصابة والتي يرأسها رجلا خطيرا جدا يدعى "علام"
لقد تسبب في تهريب الكثير من آثار البلد الثمينة والأحجار النادرة وكل ما هو ليس موجودا منه سوي عدد قليل جدا، مثل التحف والتماثيل الفرعونية واللوحات النادرة.

فذلك الرجل يعرف كيف يصطاد كل ما هو نادر وثمين، ولديه من يشتري منه بمبالغ خيالية وهذا ما جعله يعشق تلك المهنه.
ومع أنه مجرم خطير وفعل الكثير من قضايا السرقة، لم تستطيع الشرطة أن تلقي القبض عليه أبدا؛ وهذا بسبب ذكائه الشديد وتغيير إسمه كل حين وآخر وحتى شكله بالإضافة إلى أنه لديه الكثير من البطاقات الشخصية، والتي يتحرك من خلالها مثل ما يريد.

وهذا الرجل الخطير؛ لديه إثنان يعملون معه، أقصد يعملون لديه بمعنى أنهم يأخذون نسبة من ما يبتاعه "علام"، شخصا منهم يدعى جابر والآخر يدعى داوود.

داوود مسؤال عن توصيل البضاعة وتأمين المكان وإلى آخره، وجابر مسؤال عن إحضار عمال الحفر والبحث عن أي شئ يستطيعوا سرقته وبيعه مقابل أموال طائلة، والإثنان بمثابة اليد اليمنى له لا يستطيع الاستغناء عنهم ولديهم أسراره ويعرفون عنه كل شيء.

الثلاث يعملون معا على قلب رجلاً واحد، وهذا لأن المصالح مشتركة بينهم ويكتسبون الكثير من الأموال من خلال عملهم المشبوه ولكنهم لا يأبوا شيئاً مقابل أن يحصلوا على الأموال، وهناك أيضا جاسمين وهي أبنت علام الوحيدة والتي هي فردا من أفراد العصابة.

لقد تمكنت من أن تكن عضوا مميزا في تلك العصابة والسئ في الأمر أن الإثنان يعشقونها، نعم داوود وجابر.
ولكن هي لم تحب بهم أحدا، هي تحب العمل فقط واذا كان الصالح في أن تشغل أحدهم بها لكي يعمل لصالحها سوف تفعل ولن تتردد في شيء ولكنها تسعى دائما لكي تحافظ على والدها لأنها تحبه جدآ ولا تريد أن تخسره.

تخاف عليه جدا، ودائما ما يراودها حلما سيئا وهي نائمة وهي واعية أيضا، وهو أنها ترى والدها يتم إعدامه شنقا أمام الجميع وهي تحاول أن تنقذه ولكنها لا تستطيع أن تتكلم ولا أن تتحرك من مكانها، ولهذا هي شديدة الخوف على أبيها وتحاول دائما أن تكون معه وإلى جانبه في أي مكان يذهب إليه.

والآن وبعد أن أكتشفت تلك العصابة صيدا جديدا وغالي الثمن سوف يبدئوا في التحرك وفعل الخطط لكي يحصلون عليه، مثل عادتهم دون أخطاء وبذكلء شديد.

_جابر أخبر رئيسه علام أن هناك قطعة أثرية نادرة الوجود وليس هناك منها أي نسخه وأنهم بالطبع إذا استطاعوا أن يحصلوا عليها سوف تعود عليهم بأموال كثيرة، نعم لديهم من يشتري وبشكل فوري.

وقال له يا سيدي،:
هل تعرف قصر البارون؟
قال..
نعم أعرفه جيداً، وأعلم أنه قصرا مهجورا وادعى البعض أنه مسكونا بالاشباح، يا له من أمر مضحك ولكن؛ لماذا تسئل!.

قال:
لا تقلق يا سيدي فهناك غنيمة رائعة في طريقها إلينا صيدا ثمينا جدا يستحق أن نتعب من أجله.
نعم وأنا سمعت مثلك تلك الأقاويل، ولكن هذا ليس الشئ الذي أقصد أن أخبرك به فنحن لا تهمنا اشباح ولا أي شيء آخر، ولكن هناك أمرا هاما جدآ وهو أنه يوجد تحت أنقاض هذا القصر كنزا ثميناً للغاية وهو (القناع الذهبي)

فالرجل الذي كان يدعى (تشارلي) صاحب هذا القصر منذ زمناً بعيداً للغاية يذكر أنه كان رجلا ثريا جدآ ولكنه أتى إلى هنا لأنه يحب تلك المدينة، وقام ببناء ذلك القصر لأنه أعجبته المنطقة وقتها ولكنه ليس من هذا البلد بل من بلدا أجنبيا.

،ومن كثرة أنه ثري ويملك الكثير من المال والنفوذ في ذلك الوقت، أمر من يعملون لديه بأن يحضرون له أمهر من يستطيع صنع قناع له ويكون مصنوعا من الذهب الخالص ومرصع بأحجار كريمة نادرة الوجود، ولقد دفع في ذلك القناع وقتها مبلغا وقدره وكان الجميع مبهرون بذلك القناع ويبدوا إعجابهم الشديد به.

وهذا هو (قناع ذهبي) الذي أحدثك عنه فهو قطعة فنية نادرة جدا وليس لها شبيه وكان القناه خاصاً به هو فقط، وهذا القناع مصنوعا من الذهب الخالص ومرصع بأحجار الألماس والتي يندر جدا وجودها الآن، والذي هو من قام بأختيارها بنفسه.

وأمر أن يكون على مقاس وجهه بالضبط،؛ وذلك لكي يحضر به الحفلات التنكرية المتكررة والتي كان دائماً حريص على إقامتها في قصره لكي يتعرف على الناس من حوله.

وكان يدعي إلى تلك الحفلات التنكرية كبار المسؤولين في الدولة وقتها، وكانوا يقضون طوال الليل في مرح وسعادة في تلك الحفلات وكان السيد "تشارلي" يبهرهم بكرمه الزائد، ولكن المفاجأة هو أنه وجدوا ذلك الرجل قد توفى في ظروف غامضة ولا يعرف أحدا إلى الآن سبب وفاته.

فلقد وجده معلقا في سقف الغرفة وكأنه شنق نفسه وأغلق الأمر في حينها أنه أنتحر،

(ولكن الحقيقة التي سوف نعلم بها جميعا فيما بعد أنه تم قتله بفعل فاعل وأن روحه لم تسامح من قتله ولم تجعلها تهنئ من بعده يوما واحداً).

وبعد مدة من وفاة ذلك الرجل لم يجد الورثة هذا القناع، ويذكر أنه قيل وقتها أنه قد تم دفنه تحت أنقاض هذا القصر علي يد "تشارلي" وأيضا معه خريطة مفصلة توضح جميع المداخل والمخارج الخاصة بهذا القصر الغامض والكبير.

على ذلك الأمر لم تستطيع العائلة أن تصل إليه ويذكر أنهم هربوا من القصر، والسبب كان غريباً جدا وهو ؛لأن شبح ذلك الرجل كان يطاردهم ولا يتركهم يهنأون بأملاكه، وذلك لأسباب خلافات كثيرة كانت فيما بينهم في السابق، نعم فهم من اتفقوا على أن يتخلصوا منه لأنهم كانوا يروا أنه ينفق اموال كثيرة دون فائدة وبذلك لم يتبقى لهم شيء لكي يورثونه.

ويذكر أن العائلة تركت القصر وتركت المدينة بأكملها بسبب شبح ذلك الرجل، ومنذ ذلك الحين والقصر مهجور ولم يسكنه أحدا خوفا من ما يسمعون عنه، والعائلة غير معروف أين ذهبوا بالضبط، فلقد تفرقوا في كل بلد يوجد واحداً منهم.

قال علام:
_ماذا تريد أن تقول يا جابر!
هل تريد أن نذهب إلى ذلك القصر وأن نقوم بالبحث أسفله ونحضر ذلك القناع!!

قال:
_نعم وما المانع من أن نفعل ذلك؟
ولكن في البداية يجب علينا أن نتوخى الحذر لأن القصر يوجد عليه حراسة شديدة من الخارج، ؛ وذلك لأنهم يعتبرون أنه قطعة أثرية.
ويجب علينا الذهاب في وقت مناسب نستطيع من خلاله أن نذهب إلى الداخل دون ما يرانا أحد ويتسبب لنا في المشكلات.

قال علام:
_حسنا أبدا في التحضيرات ومعك داوود أنا أريد أن ننهي هذا الأمر في أقرب وقت ممكن لقد جعلتني من خلال حديثك عن ذلك القصر، أن أقتنع بهذا الأمر ولكن أحذر إذا لم أجد ذلك القناع سوف يطير رأسك عقاباً لك علي تضييع وقتي وإهدار مالي.

وقالت جاسمين:
من أين علمت أن ذلك القناع موجوداً في ذلك القصر؟
إذا لم يجدوا عائلته والتي كانت تقيم معه، إذا هل من المنطق أن نجده نحن الآن!؟

جابر:
لقد علمت ذلك الأمر من شخصاً كان مقربا من تلك العائلة وهو متأكدا جدا من ذلك الأمر، وأخبرني إذا قمت بإحضار ذلك القناع له سوف يعطي لنا أموال كثيرة جدآ مقابل هذا القناع.
والآن أنا أرى أن هناك قناعا ذهبياً نادر الوجود ملقى في اسفل ذلك القصر والافضل لنا هو أن نحصل عليه.

ضحك علام وقال:
حسنا معك حق يا جابر يمكننا الحصول عليه بكل سهولة فهذا عملنا المفضل، والآن أذهب لكي تقوم بتحضير كل ما يلزمك من أمور وأيضا أفعل لي خطة واختار الوقت المناسب وكيف سوف نقوم بتغفيل الحارس الموجود خارج ذلك القصر، وكل شيء وبإمكانك أن تأخذ ما تريد من مال، المهم أن تنهي ذلك الأمر دون ما ينقصه شيء أنا لا أحب الأخطاء وأنت تعلم ذلك الشئ جيداً.

(لقد خاف جابر في داخل نفسه ولكنه أخفى خوفه هذا عن رئيسه كان خائف من الإخفاق في الأمر، وان لا تكون النتائج مثل ما هو متوقع.

،وحاول داوود بعد أن أنهى المقابلة أن ينبه صديقه ويخبره عن خطورة تلك العملية خاصة وأنها غير مضمونة بالمرة، ولكن جابر كان متمسك بالفكرة لكي لا يكون صغيراً أمام رئيسة وابنته التي يحبها ويحاول أن يكون في أفضل صورة أمامها.

وأخبر داوود أن السيد علام دائماً يقوم بتهديهم هكذا وهذا لكي يفعلا عملهم على أكمل وجهه دون أخطاء ولا يستطيع أن يأذيهم لأنه لا يستطيع أن يخسرهم، فهو لا يسوى شيء من دونهما وأنهم هم الإثنان من يقضوا له جميع المصالح المشبوهة والذي لا يمكنه أن يثق في أحد لكي يفعلها عوضاً عنهم.

وقال جابر:
لا تقلق فأنا متأكد من وجود هذا القناع، وأعلم أنه يستحق أن نحاول من أجل الحصول عليه، نعم لقد أخبرني السيد "أنطونيو" الذي هو مقرباً جدا من عائلتهم بأنه قد تأكد من الأمر بنفسه من أحد أفراد عائلة الرجل صاحب القصر ولكنه أختفى في ظروف غامضة ولا يعلم أين ذهب.

ربما تكن لديه ظروف وذلك لأنه كان يتحدث معي عبر الإنترنت ولا يوجد في نفس المدينة التي نقيم بها، ولكنه يقيم في الخارج.

نحن الآن لا يهمنا أمره بالمره، فالمهم الآن أنه يوجد هناك قناع ونحن سوف نذهب ونحضره ونحصل عليه بأي طريقة وبأي ثمن.
أنا لا أريد منك سوى أن تساعدني دون ما تسألني عن أي شيء هل إتفقت معي ام ما زلت غير مقتنع.

داوود:
حسنا انا معك في أي شيء طالما أنه سوف يعود علينا بأموال كثيرة.
وضحكا معا وهو يحتسون المشروب.

***

لقد وضعوا خطتهم التي من خلالها سوف يقوموا بأقتحام القصر والذي هو مسكونا بالاشباح ولكنهم لم يأبوا شيئاً وقرروا الذهاب لكي يبحثوا على ذلك القناع، ولكن هل هذا من حقهم؟

(لا يعلمون الشئ الذي ينتظرهم هناك، فهناك ما لا يتخيلون ولا يتوقعون وسوف يندمون أشد الندم، هذا غير أن الفريق 1100 سوف يلقون القبض عليهم من خلال خطة محكمة يستطيعون من خلالها أن يلقون القبض على العصابة وهم متلبسون)

فالقصر ملكاً للعائلة الهاربة التي تركت كل شيء هربا وخوفاً، ولقد وضعت عليه حراسة مشددة من كثرة الحديث عليه وعلى ما به من أشياء مخيفة، وأيضا خوف الناس منه والأصوات الغريبة التي يستمع إليها كل من يكون بالقرب منه، هذا غير الروايات والقصص التي أطلقت على ذلك القصر ومن خرافات قام الناس بتأليفها.

إذا ومع كل هذا لم يخافوا شيئاً وذهبوا إليه، بالتأكيد سوف يأخذوا جزائهم.

وبطريقتهم دخلوا إلى ذلك القصر بعد أن فعلوا وكأنهم قد أتوا من شركة الكهرباء لكي يقوموا بإصلاح الكهرباء في القصر بأمر مزور من المسؤولين ولم يشك الحراس في أمرهم فكان الأمر شبه أن يكون طبيعي، خاصة وأن العصابة أخبرت الحرس بأنهم سوف يحاولون إستعادة الكهرباء في القصر مرة أخرى لأنه من المخطط له أنهم سوف يستعملون القصر في عرض كبير ولهذا السبب أتوا الآن.

ودخلت عصابة علام إلى داخل القصر الكبير والمهجور هناك أبواب مفتوحة بشكل مخيف، وأيضا أبواب النوافذ إلى جانب الأثاث المتردي والمتهالك، والستائر التي يدخل من خلالها ضوء خافت يكاد أن يظهر شيء من ما موجوداً في الغرف.

في البداية دخلت العصابة وهم يحاولون أن يتعرفوا على المكان لعلهم يجدون ذلك البدروم الذي سوف يدخلوا إليه من خلال سلم مخفي بداخله إلى الاسفل حيث يوجد ذلك (القناع الذهبي) مثل ما أخبرهم السيد "أنطونيو" بهذا الأمر

_فقال علام:
إلى أين نذهب!
أنا لا أرى أي ملامح للبدروم، المكان مخيفاً جدآ هنا،
أنظر هناك خيالا رأيته توا، أنا لا أشعر بالارتياح في هذا المكان، هيا بنا من هنا.

_ضحك داوود وقال:
ماذا بك يا سيدي هل أنت خائف!
لقد تعرضنا لأكثر من هذا بكثير ولقد تخطيناه، لا يهم ماذا نرى المهم هو على ماذا سوف نحصل في النهاية ونجد أن حديث جابر عن هذا القناع حقيقي وصحيح.

_علام:
وماذا سوف نستفاد إذا لم نجد شيء هنا ويكون كل هذا الحديث غير حقيقي، فلقد رأيت شبحا للتو ما رأيكم!، يا ترى ماذا ينتظرنا في أسفل ذلك القصر.

_رد عليهم جابر وهو يشعر بالقلق والتوتر:
بالتأكيد كان يخيل لك هذا يا سيدي لا يوجد أشباح ولا شئ، ربنا تكون تخيلاتك فقط بسبب ما سمعته من الناس عن هذا القصر ولكن الحقيقة أننا ها هنا واقفون ولا يوجد أي شيء غير طبيعي.

أرجوك تمالك أعصابك ولا تجعلنا نفقد تركيزنا نحن نعمل على اعصابنا في ذلك القصر المهجور، دعنا نكمل مهمتنا ونعود بسلام.

_علام:
وماذا عن الحرس الذي يقف في الخارج هل فعلتم ما إتفقنا عليه؟
إذا لم نستطيع أن نسيطر عليهم، فوقتها سوف نذهب في خبر كان، لأن الحرس بالتأكيد سوف يخبرون الشرطة عن ما حدث ويأتوا إلى هنا ويلقون القبض علينا.

_داوود:
نعم لقد فعلت ما تم الإتفاق عليه يا سيدي، وأرسلت لهم مشروبا خاصا جدا، نعم لقد وضعت به المخدر ولقد تناولاه واستغرقا بعدها في النوم مباشرا، وحينما يفيقا من نومهما، نكون نحن أنجزنا تلك المهمة بسلام وحصلنا على القناع وذهبنا من هنا دون ما يشعر بنا أحد.

وذهبا الثلاث في طريقهم إلى البحث عن القناع، وكلما حاولوا الدخول إلى غرفة يجدوا بابها يغلق في وجههم بقوه، وكأن شخصا ما يمنعهم من الدخول.

"علام" لا يشعر بالأمان والطمأنينة مطلقاً أنه خائفاً ويزداد خوفه حينما يدرك أنه من الممكن أن تكون الإشاعات التي كان يسمعها هي حقيقة وأن ذلك القصر مسكونا بالاشباح.

ودخلوا إلى غرفة كان من الواضح عليها أنها كانت في السابق مكتبة وتحتوي على كتب، ولكن كان بها مكتبة لا تحتوي على شيء بل إنها كانت متهالكة ومترديه للغاية، ولكن كان هناك شيء غريبا جدا، فكان هناك تابلوه معلقا بطول الحائط.

ولكنه مليئ بالتراب وكان متحركا من مكانه، ولاحظ "داوود" ذلك التابلوه وأعتقد أنه من الممكن أن يكون خلف ذلك التابلوه ما يبحثون عنه أو شيء يساعدهم علي إيجاد الغرفة السفلية في البدروم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي