تابع الجريمة الثانية»»

الفرعون

لقد أثبتت نتيجة تحليل الجثة بأنه قد تم إيقاف الأكسجين عن الرئة وتسبب ذلك في الموت الفوري للقتيل، ولكن "الفرعون" حاول إنكار كل ذلك وحاول أن يضلل الشرطة عن الحقيقة.

وهذا يعني أن تم التخلص من المجني عليه عن طريق كتم نفسه إلى أن فارق الحياة.
هذا إلى جانب هاتف الجاني، والذي وجدت الشرطة به صوراً قد تم التقاطها للجثة، وهذا هاتف يوسف وقد كان يحمله في جيبه، وهذا يعني أنه هو الفاعل وليس هناك أحدا غيرة يشتبه فيه.

ولكنه حاول أن يبعد الجريمة عنه، ويتهرب من العدالة ولكن فريقنا ليس بغبي، فلقد أستطاعت نادين أن تربط الأحداث ببعضها البعض، ووضعت كل شيء بين يدي باقي فريقها واستطاع أيضا شريف ووائل، أن يقبضون على المجرم بينما كان يحاول أن يهرب منهم.

حينما كان في الفندق ذلك اليوم، وأيضا لم يستطيع أن يفلت من جريمته، حتى وإذا كان قد غير في شكله ففريقنا يعرف تلك الحالات ويعلم أن المجرم باستطاعته أن يفعل أي شيء لكي يحاول أن يهرب من جريمتة أو يلبسها بغيره.

فقال "الفرعون" يا سيدي الشرطي:
_إذا دققت بالنظر قليلاً سوف تجد بأنني لست من متواجد في الفيديوهات التي سجلتها الكاميرات،
لست أنا يا سيدي صدقني.

فلاحظ أنت ذلك الشئ وسوف تجد أن هناك إختلاف كبير في الشكل فهذا ليس شعري ولا لون عيني، فهذا الشاب يرتدي نظارة بينما أنا لا، لاحظ يا سيدي هكذا وسوف تجد أنني أقول لك الحقيقة.

أنا لا أعلم مكان ذلك المبني الذي تخبرني بأنني كنت أقيم به!، فأنا سائحا وأتيت إلي هنا لكي أرى معالم المدينة لا أكثر، لا أفهم ما الذي تحاول أن تجرني إليه يا سيدي، أنا ليست ذلك الرجل.

_ضحك كلا من شريف ووائل ساخرين من حديث يوسف، وذلك لأن المجرم يحاول أن يثبت عكس الحقيقة، فرد عليه شريف قائلا:

_وماذا عن بصماتك يا سيد يوسف التي تملئ أركان المنزل أو أيا كان أسمك؟
وماذا عن هاتفك والصور التي تم التقاطها في وقت إرتكاب الجريمة!
كيف تفسر لنا كل هذه الأمور؟
هل تستطيع؟

أنا أرى أنه أفضل شيء تفعله لك هو أن تعترف بكل شيء لأنك لن تستطيع أن تهرب من العدالة.

لقد شعر "الفرعون" بأنه لن يستطيع أن يهرب من الحقيقة، فكيف له أن يثبت أن هذه ليست بصماته في أركان المنزل الذي يقيم فيه، إلى جانب بصمات يديه إلى جانب الجثة تعود إليه، وفي النهاية قرر أن يعترف بكل شيء.

وأخبر الشرطة بأنه هو الفاعل الحقيقي للجريمة، ولقد تم تسجيل اعترافه صوتا وصورة، وسوف يأخذ جزائة عما قريب.

***

_حقق الفريق ما هو عليه على أكمل وجهه في القضايا التي قد كلفوا من قبل الجهات المختصة بالتحقيق فيها، وعلى رأسهم السيد أمين.
_وأكد على ذلك المجلس الوطني ورؤسائهم في العمل.
المحقق أمين فى مذكراته والتي يكتبها عن الجرائم التي يحقق بها مع فريق الخاص والذي يعتبرهم أكثر من أبنائه الذى لم ينجبهم.

_فهو في واقع الأمر ليس لديه عائلة، فلقد فارقت زوجتة الحياة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وكان يحبها كثيراً، ولقد فقد الكثير بقدانه لزوجتة التي لطالما يتذكرها ولم يستطيع يوما واحدا أن ينساها.

ولديه إبن وحيد يدعى "عمر" ولكنه يقيم في الخارج، ولا يأتي إلى هنا إلا كل فترة طويلة من الممكن أن تصل إلى عامين وأكثر، وباقي حياته يقضيها بمفرده ويساعد فريق الضابط شريف مع أنه متقاعد من العمل، ولكنهم لا يستطيعون أن يخطو خطوة دون أخذ رأيه فيها.

؛وهذا بسبب خبرته الطويلة في ذلك المجال، فالسيد "أمين" راوي قصتنا قد شاب شعر رأسه في تلك المهنة الشريفة والتي من خلالها يعم الأمن والأمان، ويتم القبض على الجناه ومرتكبين الجرائم المختلفة، سواء كانت قتل أو سرقة أو إرهاب.

وكان السيد أمين مسؤول عن قضية كبيرة جداً فيما سبق، وكانت هذه القضية عن الكشف عن تاجر مخدرات كبير جدا ومعه عائلتة بأكملها، الجميع منهم كانوا يعملون في تلك التجارة المشبوهة، وكانت تجارة المخدرات فلقد كان الأمر صعباً.

وذلك لأن ذلك الرجل كان ذكي للغاية، ولم يستطيع أحد أن يمسك به متلبساً أو أي شخص من عائلته،
ولكن أمين فعل كل ما في وسعة إلى أن آتي بالدليل لكي يقدمه إلى العدالة، ولقد تم ذلك ولكن بعد معاناته بضع سنوات لكي يستطيع أن يثبت عليهم التهمة والقبض عليهم متلبسين.

_والآن ومن بعد مرور الوقت على تلك العملية، أصبح الآن الأبطال من هم أقل سنا فالشباب هم من يناسبهم ذلك العمل، لقد أفنى السيد أمين عمره في تلك المهنه والدور الآن على الشباب مثل شريف وباقي الفريق.

***

_والإحتفال اليوم بهم بعد ما تم القبض على ذلك المجرم الخطير "الفرعون" والذي علموا فيما بعد مدى خطورته.
ولذلك قرر السيد أمين أن يقيم حفل عشاء لفريق العمل وذلك احتفالاً بهم بعد ما استطاعوا أن يلقوا القبض على المجرم "الفرعون" والذي أتضح بعد ذلك أنه مجرم خطير وقاتل مأجور حيث تأكدوا من هذه المعلومات من خلال التحقيق مع المجرم واعترافه بكل شيء.

ذهب شريف إلى منزل نادين، ولكن اليوم كان رومنسي للغاية فلقد أحضر معه باقة جميلة من الورد الأحمر، وذلك لكي يهديها لحبيبته وشريكته في العمل "نادين".

أنتظرها أمام المنزل، وحينما رآها طار عقله من رأسه من شدة جمالها وشيكاتها، لقد أبهرته ذلك اليوم خاصة وأنها كانت ترتدي ثياباً يليق بها كثيراً ويظهر مفاتنها، لقد أعتاد على نادين الضابط ولكنها الآن نادين الأنثى فقط..

قال:
_ما هذا الجمال يا نادين!؟
ألم تكونين أنتي نفس الفتاة التى كانت تعمل معي يوم أمس، ما الذي تغير بك؟
ليس أنتي أليس كذلك، أخبريني الحقيقة.

ضحكت وردت عليه قائلة:
_نعم هي أنا، ولكني أتحول كل حين وآخر، ربما تراني غذا فتاة أخرى.
وتبادلا سويا الضحكات، والمزح إلى أن وصلا معا إلى منزل السيد أمين، لكي يحضرون الحفل.

***

ولقد دعى السيد "أمين" أيضا إلى الحفل الضابط وائل رفقة زوجتة الجميلة، "دنيا" والذي يحبها كثيراً وهي أيضاً تبادله نفس الشعور ومن الممكن أن نقول إنها تعشقه أكثر منه.

قال لها بينما كانت تضع القليل من مساحيق التجميل:
_حبيبتي أنتي لا تحتاجين لوضع المكياج، صدقيني أنتي جميلة للغاية دون أن تضعين أي من هذه الأشياء، أنا أرى أنك أجمل الفتيات.

وكان يتحدث معها بينما كان يملس على شعرها فى شئ من الرقة والحب.

ردت عليه ضاحكة:
_ألم تكف عن رؤيتي جميلة دائما يا وائل، لقد سئمت وأشعر وأنك تحاول إرضائي على حساب نفسك!

ألم يأتي عليك يوم وترا أنني سيدة عادية وتنظر لغيري حتي وإذا كان لديك أسبابك الخاصة، وهذة الأسباب هي أنك تريد أن تكن أبا في يوما من الأيام، هيا أفعالها يا وائل لقد طلبت منك هذا الأمر مرات كثيرة، صدقني أنا ليس لديا أي مانع فأنا أريد أن أراك مرتاحاً وسعيدا في حياتك.

أجابها بينما كانت عيناه تملؤها الدموع:
_نعم سوف يحدث ذلك الأمر من أجلك ولكن، ربما بعد وفاتي..
أخبريني يا دنيا..
ألم تدركين بأنني أحبك حقا من كل قلبي!
هل تذكرين ماذا فعلت لكي أحظى بك في النهاية وتكونين زوجتي ومن نصيبي؟

لقد فعلت كل ما في وسعي لكي أقنع أبيك بي وقتها، هل تظنين بأنني أستطيع أن أتخلى عنك بهذه السهولة!
حتي وإذا كانت لدينا مشكله في الإنجاب!
الأطفال سوف يرزقنا الله بهم ولكن في حين ما يريد، لا نستطيع أن نفعل شيئا فكل شيء بيد الله وأنا لا أريد شيء طالما أنك أنت معي، صدقيني هذا يكفي وبإمكانه أن يسعدني.

ثم أننا لا نعاني من شئ، فقط هي حكمة رب العالمين في أن يختبر صبرنا ويدرك أننا راضيون بما كتبه علينا، يجب علينا أن نصبر علي ذلك الابتلاء وأنا أثق أن رب العالمين سوف يعوض صبرنا كل خير.

قالت له:
نعم معك حق ونعم بالله العلي العظيم، ولكني حقا تعبت من الإنتظار وخيبات الأمل المتكررة، وبالطبع أنت أيضا تشعر مثل ما أشعر به وأكثر من ذلك، نعم معك حق في ذلك الأمر لن القي ألوم عليك صدقني، أنا أسمح لك بذلك تزوج من فتاة أخرى غيري أنا لن أغضب.

لم يقل لها وائل أي شيء يجعلها تشعر بالضعف، فهو يشعر بها ويعلم بأنها تمر بأزمة نفسية ليست هينة، فحرمانها من كونها تكون أما جعلها تشعر باليأس والإحباط.

قام بحضنها وقال لها:
والآن هيا بنا، لقد أخذنا الحديث ونسينا أنفسنا به، سوف نتأخر على حفل السيد "أمين"، لا أريد أن يفوتنا شيء اليوم أريد أن نمرح ونغير جو وأقضي معك المزيد من الوقت ونمرح معا، سوف أجعلك اليوم تنسين كل تلك الأحزان وتخرجين تلك الطاقة السلبية، هيا بنا.

***

لقد كان الدكتور نادر ناسيا تلك الحفلة من الأساس وكان جالسا في معمله والذي يقضي به تقريبا طوال الوقت الذي يكون به خارج العمل، فهو وإلى جانب عمله يقوم بعمل علاج فعال للسرطان ويحاول جاهداً لكي ينجح ذلك العلاج، ويجعله الله سببا في شفاء الكثير من الناس التي تعاني من ذلك المرض اللعين.

ولكن هل سوف يتركونه الآخرون أن يفعل ما يريد؟!
فهناك بعض الأشخاص الذين ليس من مصلحتهم إيجاد علاج نهائي السرطان، وهذا لكي يستطيعوا أن يبيعون علاج السرطان الباهظ الثمن ووجود علاج فعال سوف يفقدهم كل شيء ولا يستطيعون التربح مرة أخرى.

ورئيس هذة الشركة المجهولة يدعى السيد "مارك" والذي يراقب الدكتور نادر عن كسب لكي يستطيع أن يفعل يوقف له أي شيء قبل أن يفعل ويخرب عملهم.

دخلت إليه والدته السيدة مادلين، وأخبرته عن الحفل وتذكره به إذ أنه يظهر عليه وأنه قد نسى أمر الحفل بالمرة وبالفعل هذا ما يحدث بالضبط.

قالت:
_يا نادر هل سوف تعمل المزيد من الوقت؟
لقد نسيت الحفل أليس كذلك!
لقد أتيت إليك لأذكرك، أعلم أنك تأتي إلى هنا وتنسى نفسك تماماً.

نظر نادر وقال:
_نعم معك حق لقد نسيت تلك الحفلة ولم أتذكر سوى منك أنتي الآن، يجب على أن أذهب علي الفور لقد تأخرت كثيراً سوف يغضب منى السيد "أمين" إذا لم أحضر، أنتي تعلمين كم أحب ذلك الرجل وأحترمه لأنه كان زميل أبي المرحوم والذي توفي إثر إصابته بطلق ناري بينما كان يحاول اللقاء القبض على تاجر المخدرات وقتها.

نظرا له والدته باكيه وقالت له:
هل ما زلت أذكر يا بني؟!
ألم تستطيع أن تنسى يوما من الأيام!
رحمة الله على أبيك الشهيد البطل، لن أنساه طالما أنني أتنفس لن انسي كم كان شجاع ولا يحب الظلم، لقد فارق الحياة ولكنه لم يفارق قلبي أبدا.

رد عليه:
نعم وأنا أيضا ولقد رفضتي يا أمي أن أكون ضابط مثل أبي، ولكني لم أبتعد كثيراً فلقد عملت في الطب الشرعي واعمل ضمن فريق محترف للغاية، أينعم لم أتعرض للرصاص والمجرمين، ولكن لا أعلم نهاية اختراعي في علاج السرطان، فالمدعو مارك لم يتركني وشأني لقد أرسل لي أكثر من مرة وحاول أن يهددني من قبل.

ردت عليه قائله:
لا يهمك منه يا بني، وأفعل ما يمليه عليك ضميرك، فبأختراعك هذا سوف تنقذ الكثير من المرضى حول العالم، أنا أرى أن الأمر يستحق العناء وأعلم بأنه لن يكون سهلا أبدأ.

قال:
أنتي يا أمي من يعطي لي الامل والثقة دائماً، وانا اقدر ذلك الشئ جدا لانك بالفعل تساعديني علي أن اتغلب على ضعفي، ولكن الآن يجب على أن أذهب،
لقد فعل السيد "أمين" ذلك الحفل احتفالاً بنا وبنجاح المهمة، حسنا سوف أترك ما بين يدي مع أنه ذلك من الصعب جدا.

فلقد أقتربت جدا من العلاج النهائي لذلك المرض، أدعي لي يا أمي أن ينجح اختراعي وأستطيع أن أساعدك، وأساعد باقي مرضى السرطان في كل العالم.

قامت مادلين بحضن أبنها نادر لأنه يشعر بها، فهي مريضة بالسرطان ولهذا السبب هو قرر أن يجد العلاج لكي يساعدها، ويساعد غيرها في القضاء على ذلك المرض اللعين.
فهو يعلم كم تعاني والدته وكم أن الأمر صعبا جدا عليها.

***

في النهاية، أجتمع الجميع على طاولة طعام كبيرة جدا، كانت فى الحديقة الخاصة بفيلا السد
أمين، وكانوا بمثابة عائلة واحدة وسوف يكملوا باقي مهامهم الشاقة إلى أن يتخلصوا على قدر ما يستطيعون من المجرمين في مدينتهم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي