تابع الجريمة الثالثة سرقة القناع الذهبي

فحاول جابر أن يتقدم بالخطى نحو ذلك التابلوه، كان يسير في إتجاهه خطوة ويعود خطوة كان خائفاً فهناك أصوات غريبة يستمعون إليها ولا يعلمون من أين مصدرها!
وأيضا أبواب القصر تفتح وتغلق من نفسها كان الأمر يجعلهم يشعرون بالتوتر والأرتباك، فقال علام:

-أنتظر يا جابر لا تقترب أكثر من ذلك، أنا لا أشعر بالأرتياح في هذا المكان، أخبرتكم منذ البداية أن نذهب من هنا لم تستمعون إلي وواصلتم البحث أنا أشعر بأننا لن نجد شيئاً هنا.

ردت جاسمين:
-يا أبي لما تمنعه!؟
ربما يكون باب هذه الغرفة والتي نبحث عنها موجوداً هنا خلف ذلك التابلوه، ماذا سوف تخسر إذا حاولنا، ربما يحالفنا الحظ ويحدث عكس ما أنت متوقع.

قال داوود:
-نعم معك حق، يجب أن نتحلى ببعضا من الشجاعة، فإهدار الوقت ليس من صالحنا، ربما ينتهي مفعول المخدر الذي قمنا بإعطائه إلى الحرس في أي وقت ويكشف أمرنا حينئذ ويخبرون الشرطة عنا ويتم القبض علينا هنا، ولن نستطيع الهرب ووقتها لم نستفاد شيئاً سوى الخسارة.

علام:
-حسنا هيا بنا لنبحث في مكانا آخر غير هذا!!
لم يعجب جابر حديث علام وشعر منه أنه غير مسؤول ولا يريد المصلحة من وجهة نظرة، وقام بإخراج زجاجة خمر من جيبه وتناول منها، لكي يخفي توتره وغضبه من سيده.

،وكلما تناول من تلك الزجاجة ظل ينظر إلى جاسمين نظرة غير سوية، وكأنه يريد أن ينقض عليها لكي تكون ملكاً له وأن ينتهي لديه هذا الشعور الذي يسيطر عليه في أنه يعشقها وهي لا تشعر به، ولكنها في حقيقة الأمر تميل أكثر إلى داوود.

وهذا الشعور ليس له سبباً واضحاً، ولكن جابر لا يعترف بهذا الأمر ويرى أنه يستحق قلبها أكثر من داوود، بنظرة تملؤها النرجسية من جانبه وسيحاول أن يجعل جاسمين تحبه هو وتفضله ولكن سوف يحدث معهم ما لم يتوقع حدوثه.

ولكن الذي أعلم هو إذا أستمر جابر في تناول ذلك المشروب سوف يفقد صوابه ويخسر كثيرا جدا.

-وذهبت العصابة من الغرفة التي كانت في يوما من الأيام المكتب الخاص بالسيد تشارلي والذي تم قتله فيه في سابق الأمر، ولكن يجب عليهم أن يحمدوا ربهم لأنهم إذا كانوا تجرءوا على تحريك ذلك التابلوه مثل ما كان يريد أن يفعل جابر، لكانت حدثت أشياء لم يستطيعون أن يسيطرون عليها، فشبح ذلك الرجل موجودا بالفعل ويقف حارس على هذا التابلوه.

وسوف يقوم بأذية أي شخص يحاول فقط أن يدخل إلى هناك ولن يجعل أحد يحصل على القناع الخاص به، لقد عانى ذلك الرجل الكثير حينما كان على قيد الحياة، لقد كرهته عائلته ودبروا إليه المكائد وحاولوا كثيراً أن يتخلصوا منه بفعل أشياء كثيرة مثل وضع السم له في الطعام.

أو إحضار ثعبان ووضعه في فراش نومه، ولكن لم تنجح لهم أي خطه من ما سبق، ولكن مع الأسف نجحت الأخيرة ومات تشارلي على يد أخته "مادلين"
وآخر شيء قاموا بفعله هو..

-حينما شعر السيد تشارلي ذات يوم بأنه مريض ويحتاج إلى دكتور لكي يوصف له دواء لكي يريحه من تعبه والذي شعر به فجأه، جائت أخته والتي كانت تحقد عليه من كل قلبها مثل زوجته وأخيه.

وقامت بإحضار طبيب خاص بالعائلة وقالت، ربما يساعدني الطبيب أندريا فأنا أري بعينيه دائما نظرات الإعجاب بي.
بالتأكيد إذا أخبرته بما أريد سوف يفعل وهذا مقابل أن ابادله نفس الشعور.

وأخبرته أنها تريد أن تتحدث معه في أمرا هاماً وقررت أن تقول له ماذا يخبر تشارلي، فلقد قالت له..

-أنا أريد منك مساعدة والمقابل مثل ما تريد فبإمكاني أن أعطي لك كل ما تتمنى، من مال وحتى أشياء أخرى!
،مقابل أن تفعل ما أقوم بطلبه منك، دون ما تسألني عن أسباب أو تقول لي لماذا!
فقد أفعل ما أريد، هل توافق؟

قال الطبيب بينما كان ينتابه الشك وكأنه يشعر بالقلق من ما سوف تطلبه منه تلك السيدة، ولكنه شعر بشيئا إيجابيا إلى حدا ما حينما أخبرته بأنها سوف تعطي له ما يريد سواء مال أو أشياء أخرى!

فمنذ وقتا طويلا وهو معجبا بالسيدة مادلين ولكن لم يتجرأ قط على أخبارها بهذا الأمر؛ وذلك لأن هو ليس من مستواهم ويشعر بالفرق الكبير بينه وبينهم.

ولأنها جميلة ومن عائلة مرموقة، نظر لها نظرة ذئباً بشريا يحاول أن يحصل على فريسة وقال لها وهو يملس بيديه على خدها..
-حسنا أخبريني ماذا تريدين منى أن أفعل يا جميلتي الحسناء؟
أنا بأمرك فيما ما تقولين طالما أنك سوف تدفعين الثمن الذي أريد وأقوم بتحديده بنفسي.

نظرت له وهي متوجسه وشعرت بشيئا ما من الخوف وسألت نفسها يا ترى ماذا سوف يطلب منى في المقابل؟
لا يهم ولكن المهم أن يفعل ما أريد وأحصل على ذلك القناع وعلى ثروة أخي والتي ليست من حقه، وأن أهرب من ذلك القصر الذي يضيق صدري به وأملك الكثير من المال بعد ما ينفذ خطتي، لقد رأت من وجهة نظرها أن الأمر يستحق أن تضحي من أجله مقابل أن تحصل في النهاية على ما تريد، فردت عليه بعد تفكير قائلة:

-حسنا، أنا لا يهمني المقابل الذي سوف تطلبه كثيرا فأنا سوف ألبي لك جميع طلباتك..
ولكن هذا الشيء الذي سوف أفعله من أجلك وأيا كان سوف تفعل لي ما أريده منك مقابلا له بمعنى شيئاً مقابل شيئاً، هل إتفقنا؟

قال:
نعم إتفقنا ومن دون تفكير.

، والآن أنا أريد منك أن تخبر تشارلي بعد أن تفحص حالته بأنه مصابا بمرض خطير جدا ليس له علاج، حتى وإذا كان الأمر غير ذلك!
وأن أيامه في تلك الحياة ما هي إلا أيام معدودة، وأنه سوف يمت عما قريب، وقم بعد ذلك بنصيحته بأن يكتب ثروته وكل ما يملكه بإسمي أنا!

؛وهذا لأنني شقيقته ومن الأساس المال كان لأبي وهو لم يرضى أن يعطي لي إرثي من أبي حينما توفى ومنذ ذلك الوقت وأنا أحاول أن أقنعه بإعطائي إرثي من أبي ولكنه يرفض وبشدة، ولأسباب واهية.

-والآن وبعد أن علمت ماذا أريد، هل تستطيع أن تنفذ لي مطلبي؟
حاول إقناعه بي لأنني أكثر شخصا هنا سوف يحافظ على مال أخي من بعده.
أنظر سوف أخبرك شيئاً، فأخينا الآخر دائما ليس في وعيه بسبب إدمانه لمشروب الكحول، وأيضا إدمان القمار لقد أضاع كثيراً من أموالنا لهذه الأسباب وأيضا النساء اللذين يأخذون منه كل ما يملك بإرادته أو سرقته!

هل هذا يستحق كل هذه الأموال!؟

،وها هي زوجته السيدة المتسلطة والتي دائما ترفع صوتها عليه وكأنه طفلاً صغيراً بين يديها، أيضا تقوم بملغاة أي رجلاً تراه وتقيم معه علاقة غير شرعية دون حياء والجميع يعلم ويصدق هذا الأمر ما عدا أخي تشارلي!.

هل هي أيضا تستحق هذه الأموال؟!

-إذا ألم ترى أنني معي كل الحق في أن أحاول أن أستولى على كل شيء، الست أنا أحق من فيهم بإمتلاك كل هذا!؟
الآخرون لا يشعرون بالمسؤولية مثل ما أشعر بها أنا، بالتأكيد كل الحق معي.

نظر لها الطبيب "أندريا" وقال لها:
-نعم بالطبع أنا أرى أنك أنتي على حق، وبعد تفكير قال:
لربما تحتاجين إلى مساعده في ذلك الأمر، أنا أرى بإنك بمفردك إلى جانب هؤلاء، ما رأيك أن نكون معا حتى تحصلين على ما تريدين؟
فعلى الأقل تجدين من يساعدك في مواجهتهم ويكون معك جنباً إلى جنب.

ولكن، شرطي الوحيد هو أن تخبري أخيك بأن يوافق على زواجي منك!
ووقتها سوف أكون معك دائماً ولن أتركك أبدا تحاربين هؤلاء بمفردك، لربما تخرجين خاسرة من بين أيديهم، ها ما رأيك؟

نظرت له "مادلين" بينما كانت تفكر وقالت لنفسها، حسنا سوف أوافق على ما يطلب ويمكنني بعد ذلك أن أتخلص منه هو الآخر، فأنا سوف أهرب من هنا بينما أحصل على كل شيء ولن أعطي لأحدا منهم ولا جنيها واحدا لن تأخذني بهم رأفه، وقالت له:

-نعم أنا أوافق على الزواج منك، وأرى أنه شيء مناسب لقد أعجبتني تلك الفكرة، أنا موافقه على ذلك الأمر ولكنا لن نتزوج!
،فقط سوف نعلن خطبتنا الآن أمام الجميع ولا تعلم ماذا سوف يحدث في المستقبل، ربما يأتي اليوم الذي أعجب بك فيه ونتزوج وقتها حقا، ولكن كل هذا نابعاً عن إجتهادك أنت معي وتنفيذ ما أمرك به دون ما تعترض على شيء أو ترفض لي طلب، فقط أعتمد على ذكائك في هذا الشأن.

وضحكا الإثنان معا بعد أن إتفقا سويا على الخطه التي سوف يعملون بها لاحقاً، وهي كيف لهما أن يقضيا على السيد تشارلي.

وبالفعل ذهب الطبيب الكاذب إلى السيد تشارلي، بعد أن قام بإستدعائه هو بنفسه، وهذا بعد أن شعر بقليلا من التعب والذي كان لا يتعدى الضغط المرتفع وليس مرضا خطيرا مثل ما أراد أن يخبره حسب الخطة المقررة فيما بينه وبين مادلين أخت السيد تشارلي، وقال:

-دكتور أندريا لقد نزفت دما من أنفي اليوم وهذا على غير عادتي فأنا لم يحدث معي مثل هذا الأمر من قبل، وأيضا أشعر بصداع شديد في رأسي خاصة في المنطقة من الخلف أكاد أن أراك الآن وهذا بصعوبة، وأيضا الآن أشعر بضيق في التنفس ماذا يحدث معي فهذه الأعراض لم أشعر بها من قبل.؟!

أرجو منك أن تطمئنني على حالتي ما هذه الأعراض؟ وما الذي يحدث معي، أنا أثق بك فأنت الطبيب الخاص بي ولقد قمت بأختيارك من وسط أطباء كثيرين هنا في هذه المدينة فلا تخذلني وأخبرني الحقيقة قم بفحصي جيداً.

نظر له أندريا وكأنه يحاول أن يعيد حساباته مرة أخرى، ويفكر كيف يخبر السيد بما يريد! وكيف له أن يقنعه بهذا الأمر الخطير، ويا ترى إلى أين سوف تتطور الأمور!؟ فرد عليه قائلاً:

-هذه الأعراض غير مطمئنة بالمرة يا سيدي، من الممكن أن يكون الأمر خطيراً لا سمح الله، ولا يجب علينا أن ندع الأمور تسير هكذا دون ما نسيطر عليها، لأنه في هذه الحالة سوف نصل إلى طريقاً مغلق في مرحلة علاجك والآن دعنا نقوم بعمل التحاليل والفحوصات اللازمة والتي من خلالها سوف نعلم من ماذا تعاني بالضبط.

لقد ارتبك تشارلي وشعر بالخوف وكانه سوف يفقد حياته، لأنه كان حريصاً جدآ عليها ويحافظ طوال الوقت وقال:
-ماذا! ماذا من رئيك ممكن أن يكن؟!
أخبرني يا أندريا أخبرني بالحقيقة لا تكذب على ولا تخدعني، أخبرني.

قال:
-لا تتعجل الأمور يا سيدي ربما يكون الأمر شيء بسيط لا تخف، وهناك إحتمال ضئيل في أن يكون العكس.
نحن فقط نريد أن نطمئن عليك فأنا الآن سوف أخذ من ذراعك عينة دماء وسوف أقوم بإرسالها إلى معمل التحاليل، وسوف أطمئنك صباح يوم غد، فقط لا تقلق لكي لا يزداد مرضك.

لقد ترك أندريا السيد تشارلي في حالة شديدة من الحزن والأسى، لقد عاش في الوهم الذي وضعه أندريا به وأستطاع أن يفعل معه ما أراد وما خططت له مع مادلين وهذا بكل سهولة، ولكن الخطة تبقى منها تكمله فهم لم يتخلصون منه بعد، فقط وضعوا حجر الأساس لفعل الخطة.

وحينما أستمع تشارلي إلى حديث الطبيب الكاذب، انتابه الهم والحزن، وسأل نفسه هل من الممكن أن تنتهي حياتي إلى هذا الحد؟
،ماذا سوف يحدث بأملاكي من بعدي؟
فأختي مادلين مريضة نفسيا وتعالج من المرض النفسي الذي تعاني منه منذ أن كان عمرها خمس سنوات وهذا بسبب ما عاشته!

لقد قام خادم المنزل الذي كنا نقيم به حينما كنا أطفالاً صغاراً بإغتصابها وهي طفلة، ومنذ ذلك الوقت وهي تعاني من اضطرابات نفسية وغير سوية، وأخي "بنجامين" هو شابا طائشا ولم يعرف كيف يحافظ على أموالي فأنا متأكداً من أنه سوف يقوم بإهدارها جميعها دون ما يصعب عليه شيء على القمار والمشروب والسيدات.

أنا أعلم فهم الإثنان غير جديرين بالمحافظة علي ممتلكاتي، وزوجتي "صافي" تلك السيدة الخائنة ولكني أصمت على أفعالها لأنني أعجز على أن أكون معها رجلا حقيقياً!
،وهي تمسك بي من يدي التي تؤلمني، فعائلتي غير جديرة بأموالي.

،نعم لقد وجدت الحل أنا سوف أقوم باتبرع بجميع أموالي إلى الجمعيات الخيرية، على الأقل أضمن أن أترك أموالي في مكان انا متأكدا من أنه سوف ينفق تلك الأموال في شيء سليم ويفيد أشخاص محتاجين.

فهم حقا ما يستحقون ذلك، وأما عن قناعي الذهبي الذي عرض أن أقوم ببيعه بكثير من المال، فأنا سوف اقوم بإخفائه في مكان لن أخبر به أحد، ولن أخبر أحد بما سوف أفعل مع الجمعيات الخيرية هم سوف يعلمون بنفسهم حينما أموت، سوف أكتب وصيتي الآن والتي سوف أعلن بها ما أخطط لفعله، وبالتأكيد سوف يصدمون كثيراً.

***

لقد خرجت العصابة من غرفة المكتب، ولكن أقترح جابر أقتراح وقال:
-ما رأيكم أن نفترق فأنا أذهب مع جاسمين في جهة، وأنت يا سيد علام تذهب برفقة جابر بجهة أخرى وهذا لأننا نحن الإثنان أنا وداوود من نعرف غرف القصر.

رد داوود وهو مستاء وقال:
،لا لا أفضل ذلك الأمر، دعنا مع بعضنا البعض أفضل وإذا أكتشفنا شيء فلنكتشفه سويا.
نعم هو يعلم أن جابر واقعاً تحت تأثير الكحول ومن الممكن أن يفعل أي شيء يضر جاسمين من خلاله.

قال علام:
-أنا أرى أن حديث جابر منطقياً وخاصة من أجل عدم إهدار الوقت، هيا بنا نذهب يا داوود من هذه الجهة، وأنتم اذهبوا من الجهة العكسية وإذا لم نجد شيء وقتها سوف نعود إلى غرفة المكتب مرة أخرى.

ذهب جابر رفقة الفتاة، والتي كان ينظر لها نظرة تملؤها الشهوة وحب الأمتلاك، مع أنها أخبرته أكثر من مرة أن يلتزم حدوده معها وأن لا يتجاوزها ولكنه الآن قرر أن لا ينفذ حديثها الذي لطالما أخبرته به في السابق، فنظرت خلفها عليه بعد أن شعرت بأنه غير طبيعي وقالت له:

-هلا تكف عن تناول هذا المشروب؟
أنت تفقد توازنك شيئاً فشيئا دون ما تشعر، كيف سوف نكمل مهمتنا إذا كانت حالتك هكذا!.

فقام جابر بإمساك يديها وقال لها:
-لا شيء يجعلني أفقد صوابي سواكي أنتي، فأنت من تجعليني أهدأ، وأنت في نفس الوقت من تجعليني اثور.
وأصبح حينما اراكي مثل المجنون، فرؤيتي لك تجعلني بداخلي أشعر وكأنني أمامي ما أتمني ولكني لا أستطيع أن أحصل عليه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي