البارت ٦

الفصل السادس

عندما عاد سليم إلى منزله وجد والدته في إنتظاره
كانت تشعر بالقلق وجفاها النوم وقررت أن تنتظره ريثما يعود
ابتسم لها بحب عندما هتفت بصوت مقلق:
- حمدلله على سلامتك يا حبيبي، اتاخرت ليه مش قولت هتوصل أخوك وترجع على طول
عندما وصل إليها التقط كفها وطبع قُ.بلة حانية اعلاه ثم تطلع لعيناها التي تغمره بحنانها وقال:
- أنا بخير يا ست الكل؛ كان في ميعاد شغل خلصته و قدامك أهو
- حتى في يوم إجازتك شغل بردو يا سليم
- معلش يا حبيبتي، مسؤولية فوق كتافي ولازم أكون قدها
ربتت على ذراعيه بحنان وقالت:
- ربنا يوفقك ويقدرك يا حبيبي على الحمل اللي أنت شايله
ثم اردفت قائله:
- أسر هيوصل نيويورك امته أنا قلبي مشغول عليه
- بكره الصبح أن شاء الله يوصل ويطمنا يا قلبي
- يوصل بالسلامة أن شاء الله
ثم نظرت له بتردد ، علم سليم بأن والدته تريد أن تتحدث معه بشئ ما ولكن مترددة، أبتسم لها وقال:
- قولي يا ام سليم في أيه شاغل بالك ومترددة تفتحيني فيه
تنهدت بضيق وسحبت مقعده للإمام وقالت بصوت هامس :
- نطلع فوق الأول ونتكلم
دلفت داخل المصعد وهي لازالت تمسك بمقعده المتحرك ، انتابه القلق الى أن دلفوا لغرفة سليم ثم أغلقت الباب خلفها وجلست أمامه قائلة بصوت ينتابه القلق والتوجس:
- قولي يا سليم أخوك ناوي على ايه؟
قال بعدم فهم :
-في ايه يا امي؟
- هيعمل إيه مع مراته مكمل معاها ولا هينفصلوا
- والله هو صارحني قبل ما يسافر أن ناوي يطلقها مش هيقدر يكمل معاها
قاطعته بتنهيدة ارتياح:
- الحمدلله
نظر لها بعدم فهم ثم قال:
- بس غانا قولت لم يسافر يفكر تاني مع نفسه
هتفت بضيق:
- لا يطلقوا اغفضل
- ليه بتقولي كده يا امي؟ حضرتك عارفه أن أسر بيحبها ولو بعد عنها ممكن نفسيته تتأثر
قالت بحدة :
- لا إبني راجل والراجل مايتكسرش؛ هيزعل أه هياخد وقته وهيفوق لنفسه
ولحياته لكن يكمل مع نور لا والف لا كفايه أوي لحد كده
ابتلع ريقه بتوتر وقال:
- ليه يا ماما في حاجة حصلت
تنهدت بضيق وقالت :
- أنا عارفة إللي نور كانت بتعمله مش نايمه على وداني، كنت ساكته عشان خاطر أخوك والبيت ده يفضل زي ما هو؛ عشان مش افرق بين الاخوات ولا تخسروا بعض بسببها
هتف مدافعاً عن نفسه:
- أمي اقسملك بالله أن مافي بيني وبينها حاجة
- أنا عارفة يا سليم أنت إبني إللي ربيته كويس ولا يمكن يبص لمرات أخوه، أنا واثقه منك يا حبيبي، أنا كنت بشوفها بعنيه وهي بتتردد عليك في أوضتك
وشوفتها بعيني وهي بتحاول تقرب منك وأنت كنت بتصدها،بس اللي مش
قادرة أفهمه هي جتالها الجراءة دي منين؟
إزاي تكون متجوزه وهي عينيها منك أنت؟
أنا كنت بشوف نظرات الحب في عينيها ليك أنت ، نظرة واحدة
واحشها حبيبها ماكنتش بتعمل كده مع أسر إللي بيعشقها عشق وبيتمنى ليها
الرضا ترضى ومغرقها فسح وهدايا ونعيم ، أسر ماكنش يستاهل منها كده.
دي واحدة خاينة واللي كان مسكتني عليها وعلى تصرفاتها هو أخوك، خوفا عليه يتعب زيادة
- أمي أنا مش مسئول عن نظراتها ولا تصرفاتها أنا مسئول عن نفسي وبس؛ كنت شايفها مرات اخويا وبس
ثم استرسل حديثه قائلا بصدق:
- أنا كنت أعرفها قبل ما تتجوز أسر
شهقت بصدمة ووضعت كفها على فمها اثر الصدمة
هز رأسه نافيا:
- بس مافيش حاجة بينا صدقيني، كان قبل الحادثة وفي آخر سفريه ليه
على المركب كنا في روما ، حصل استلطاف ممكن مش أكتر من كده
واتقابلنا كذا مرة في الرحلة دي ، حكت ليه قصه حياتها وأنها انطوائية
ومالهاش أصدقاء ، طلبت منها نكون أصدقاء وتعتبرني اخ كبير ليها لأنها
أصغر مني بكتير ، قالت لا اصدقاء أفضل وبدأت تكلمني وأنا اهتميت بيها
عشان ظروفها أنها مالهاش حد وحاولت اخليها تكون صديقات وتقرب هي من الناس بدون خوف، لكن تفاجئت أنها أعجبت بيه وصارحتني بمشاعرها،
ماحبتش اصدمها واقولها أن شايفها زي أختي الصغيرة ، سبتها تعبر عن
نفسها ويمكن دي الغلطة الوحيدة أللي عملتها معاها ، كان مفروض أوقفها
واصارحها باللي أنا حاسس بيه مش اسيبها تتمادا في إعجابها ليه اللي تطور
بعد كده وبقا حب وعاوزاني ابادلها نفس المشاعر ، قررت أبعد وقتها
واختفي من حياتها للابد ، ولم رجعت هنا بعد شهر حصلتلي الحادثه اللي
بسببها لسه قاعد على الكرسي وبعد الحادثة خسرنا بابا ودخل أسر في حالة
نفسية سيئة جدًا وأنا مسكت الشركة مكان بابا وحاولت أشغل أسر معايا،
و بعد 4 سنين أسر قرر أن يخطب ومن هنا ظهرت نور في حياة أسر وأنا
قابلتها صدفة ودخلت تاني على حياتي

"فلاش باك"
كان سليم بعمله داخل الشركة وفجاة دلفت السكرتيرة تخبره بأن فتاة تدعى نور تريد مقابلته، إذن لها بالدخول .
اقتربت منه بلهفة تعانقه:
- واحشتني ، كنت فاكرة مش هشوفك تاني
أبتعد عنها بتحفظ وقال لها بجديه:
- اتفضلي
جلست بهدوء ثم تطلعت له بحب وقالت:
- اغنا مش مصدقه نفسي أن قابلتك تاني ، ثم نظرت لمقعده المتحرك وقالت بحزن:
- هو ده سبب بعدك مش كده ، بس أنا لسه بحبك ومتمسكة بيك ، أنا لم
قابلة أسر ماكنتش أعرف أن اخوك بس أنا حسيت بملامحك فيه وعشان
كده وافقت على الارتباط بيه ، بس خلاص ظهورك هيغير حاجات كتير
قاطعها بحسم:
- من فضلك يا انسة نور ، ماتتكلميش بالنيابة عني ، أنتي وأسر متفقين على
الزواج وده شئ يسعدني أن أخويا اختارك لأن كنت دائما شايفك زي أختي
الصغيرة، كمان أسر شخص يستاهلك هو بجد بيحبك وهيسعدك ، لكن أنا
ماافتكرش أن صارحتك بحاجة ولا وعدتك باي حاجة حتى كلمة حب
مقولتهاش يبقى ماتبنيش حياتك على سراب ، فكري في كلامي كويس ،
أسر بيحبك وأنتي أعتقد بتحبيه والا ماكنتش وافقتي على الزواج منه
قاطعته بصدمة :
- أنا ممكن أواجه أسر وأعرفه أن أعرفك أنت الاول وحبيته هو عشان بس
شبهك وأن شوفتك فيه مش حبيت أسر نفسه وهو اكيد مش هيمانع أننا
نكمل مع بعض ،انا قابلتك أنت وحبيتك أنت
هتف بغضب:
- وأنا مابحبكيش مجرد صديقه قابلتها صدفة وانتهى الأمر، مافيش بينا أي علاقة وأنا شايفك دلوقتي خطيبة اخويا ، ومن فضلك ورايا مواعيد شغل، تقدري تتفضلي
نظرت له بغضب وقالت:
- وأنا هكمل مع أسر عشان بس أكون جنبك وافكرك بحبي
هز رأسه نافيا وقال:
- مجنونة؛ أسر لو عرف حاجة عن الجنان ده ، صدقيني هتخسري كتير ،
ياريت تحترمي وجود أسر في حياتك وأن هو اخويا ولو اذتيه حتى في
مشاعره هتكون نهايتك على ايدي أنا يا نور
نظرت له بتحدي وهي تغادر مكتبه وقالت :
- موافقة حياتي تنتهي على ايد حبيبي
باك..
هتف سليم قائلا لوالدته:
- أمي حضرتك مصدقاني مش كده
ربتت على كتفه برفق ثم طبعت قُ.بلة على خصلاته السوداء وقالت:
- مصدقاك يا نور عيني ، وعشان كده أفضل حل أن أسر يطلقها ، ماينفعش بينهم رجوع ثم اردفت بحزن:
- بس الخوف بقا لو حبت تدمرنا هي وتعرف أسر إنها كانت تعرفك أنت الاول ومش بعيد تألف له قصص وحكايات بينكم كدب ، أسر ممكن يروح فيها
-لا طبعا ماتقدرش تعمل أي حاجه ، عشان جدها شركته تحت ايدي أنا وهي عارفة لو عملت أي تصرف متهور هيكون ضد جدها
تنهدت بضيق وهمست برجاء:
- ربنا يستر يا بني ويجيب العواقب سليمة؛
تصبح على خير ياحبيبي، وربنا يريح قلبك زي ما بتريح قلبي دايما ويشفيك ويشفي أسر يا رب العالمين..
شعر بالراحة بعدما أزاح ذلك السر الذي يضيق ص.دره ودثر نفسه بالفراش واغمض عيناه بثبات دون عناء ..
❈-❈-❈

وقف شاكر على أعتاب غرفة نور ثم طرقها فجميع محاولاته أودت للفشل
ولكن قرر أن يعاود ثانياً بعدما اخبرته الخادمة أنها ترفض تناول الطعام
، ثم دلف بهدوء ، واقترب من فراشها ، دنا جانبها وهمس بصوته الحاني
قالا معتذرا:
- أنا آسف أن لاول مرة بمد ايدي عليكي ، انتي حتة من قلبى وغصب عني اتنرفزت بسبب كلامك وانفعلت عليكي
لم تعطيه أي رد فعل
استرسل حديثه قائلا:
- يا قلب جدو أنتي أهم عندي من الفلوس والشركات وكل حاجه ازاي
تفكري بس انك رخيصة ولا أن جدك بيبعك ، أنا بحافظ على الشركة واسمها
عشانك انتي، يا عبيطه هو أنا يعني هخلل في الدنيا ، أنا أيامي في الدنيا
بقت معدودة، أنا بحافظ على المال والشركة عشانك أنتي ، عشان أسيب
ليكي حاجة تتسندي عليها
نظرت له من بين دموعها وقالت بحزن:
- جدو بليز عشان خاطري أنا مش عاوزه اكمل مع أسر ، أنا بجد تعبت وماحدش حاسس بيه ، جدو أنا بحب سليم ومش قادره اعيش معاه في مكان واحد ويكون بعيد عني
جحظت عيناه بصدمة وردد قائلا:
-سليم ..!
❈-❈-❈

في اليوم التالي
توجه شريف إلى منزل عمه في الموعد المحدد لمقابلة حياة .
واثناء ذهابه انتقي علبة من الشيكولاتة الفاخرة ، ثم اكمل طريقه إلى منزل
عمه ، وقف يدق الجرس وهو يشعر بالاضطراب بسبب ما هو مقبل عليه ،
فلاول مرة سيفصح عن مشاعره الدفينة، فهو يخفي مشاعره عن حياة منذ
أن اصابته بسهام الهوا ، فقد كان يحتفظ بمشاعره داخله إلى أن يكون
مستقبله ليكون جديراً بها

بعد لحظات كانت تفتح له "امل " الباب أبتسمت له برقة وقالت مرحبا:
- اتفضل يا أبيه
ابتسم لها بود وقرص وجنتها بخفة ثم قال:
- ازيك يا أموله ، عامله ايه يا حبيبتي
- الحمد لله بخير
آتاه صوت عمه من الداخل يسمح له بالدخول:
- اتفضل يا شريف ادخل يا حبيبي ، هتفضل واقف على الباب ولا ايه ؟
دلف بحبور وعيناه لم ترتفع عن الارض ، دلف الصالون وصافح عمه ثم جلس بجواره
هتف فاروق قائلا:
- شرفتنا ونورتنا يا حبيبي
- ده نور حضرتك يا عمي
شعر فاروق بتوتره فنهض واقفاً ثم قال:
- هأدى خبر لحياة تيجي تقعد معاك ، وابلغ مرات عمك تعملك العصير ، البيت بيتك يا حبيبي ، وهسيبكم على راحتكم
هز رأسه بتوتر ، غادر فاروق غرفة الصالون وتوجه الى غرفة ابنته طرق بابها ثم دلف وتطلع إليها قائلا:
- أبن عمك برة ، أخرجي اقعدي معاه ، وعاوزك تتكلمي معاه بهدوء يا حياة
- حاضر يا بابا ، ماتقلقش
غادرت حياة غرفتها وذهبت إلى حيث وجود " شريف" قبل أن تدلف لداخل الغرفة، وقفت تنظم أنفاسها بهدوء ثم دلفت بوجه باسم ترحب به:
- أهلا يا أبن عمي
وقف شريف بتوتر ثم مد يده يصافحها :
-أزيك يا حياة
صافحته وجلست بالمقعد المقابل له قائله:
- الحمدلله تمام وأنت
- أنا تمام
ثم تذكر علبة الشكولاته ، اعطاها إياها
- أتفضلي دي عشانك
التقطتها منه ومازالت الإبتسامة على محياها:
- ميرسي يا شريف ، تعبت نفسك ليه ؟ انت مش غريب
تعرق جبينه فقد كان في موقف لا يُحسد عليه
أخرج محرمة ورقية يجفف عرقه وقال :
- مافيش تعب ولا حاجة
أتت والدتها في ذلك الوقت وهي تحمل صينيه العصير وضعتها اعلى المنضدو ثم رحبت به وغادرت ثانيا .
كانت تريد أن تقف على أعتاب الغرفة لتستمع إلى حديثهم ولكن نظر لها فاروق بصرامة ، زفرت بضيق ثم همت بخطواتها مبتعدة عن غرفة الصالون.

حملت حياة كأس العصير ثم اعطته إياه:
- أتفضل
التقطه منها وهو ينظر لها بحب قائلا:
- تسلم ايدك
ضحكت برقة وقالت بمرح لكي تبعده عن ذلك التوتر الذي يشعر به :
- أنا ماعملتش حاجة ده ماما هي اللي عملته
ابتلع ريقه بتوتر وقال باحراج:
- تسلم ايديها
ساد الصمت بينهم منما جعلها تشعر بالضيق ، فجاة قالت بصوت جاد:
- مالك يا شريف؟ هو أحنا أول مرة نقعد مع بعض ولا إيه ، حساك متوتر ، الموضوع ابسط من كده بكتير يا ابن عمي .
تنهد بهدوء ثم همس قائلا وعيناه تنظر لها بعشق:
- حياة اكيد عارفة سبب وجودي إيه؟ ثم استرسل حديثه قائلا:
- أنا عرفت من عمي أن جالك فرصة شغل كويسة في القاهرة ولم حسيت أنك هتبعدي عني ، اقصد يعني عننا كلنا ، طلبت من عمي أننا نتجوز ، وأنا مستعد انقل شغلي هناك ونبدا حياتنا مع بعض واحدة واحدة
- معلش يعني توضيح صغير بس يا شريف ، يعني أنت عاوز تقف جانبي وتساعدني استلم شغلي هناك بس تكون معايا والحل أننا نتجوز
هز رأسه نافيا ثم قال موضحا:
- لا يا حياة مش عشان تستلمي شغلك وبس ، عشان أنا بحبك وعاوز اتجوزك ، وكنت مستني الوقت المناسب اللي افاتحك فيه
- مش شايف انك استعجلت أنك فاتحت بابا وعمي قبل ما تفاتح صاحبة الشأن الأول، أنت بطريقتك دي صعبتها على الكل
-مش فاهم تقصدي ايه؟
قالت بضيق:
- أقصد أن موضوع زي ده كان لازم تكلمني أنا فيه يا شريف ، مش تحطنا
قدام أمر واقع قدام عمي وبابا ، تقدر تقولي رد فعل عمي هيكون أيه لم يعرف أن رفضت ارتبط بابنه
قاطعها بدهشة:
- وترفضيني ليه ؟
تنهدت بضيق ثم هتفت بغيظ :
- ارفضك عشان شيفاك ابن عمي ، شيفاك طول عمري اخويا الكبير يا شريف ، عمري ما فكرت فيك غير كده ، أنت عارف أنت غالي عندي قد ايه لكن
غلاوتك في قلبي غلاوة أخ مااقدرش اشوفك غير كده ، وكان أولى تتكلم معايا الأول عشان أهلنا مايحصلش بينهم أي خلاف بسبنا ، تقدر تقولي عمي
هيتقبل رائي إزاي أكيد هيحصل زعل بينه وبين بابا ، كان ممكن تفكر الاول قبل ما تتصرف يا شريف
نظر لها بحزن عميق وقال بصوت خافت:
- يعني أنتي مش موافقة، طب ليه يا حياة أنا والله العظيم بحبك ومش
هتلاقي حد يحبك قدي وهشيلك فوق دماغي كمان ، وهحقق لك كل اللي بتحلمي بيه
قاطعته بضيق :
- يا شريف انت اخويا أفهم بقا
نهض من مكانه وهتف بأنفعال :
- لا مش اخوكي يا حياة ولا عمري كنت اخوكي ، أنا بحبك من زمان أوي بس أنتي مش شيفاني ولا حاسه بيه ، أو كنتي عارفة بس بتتجاهلي مشاعري
- شريف أنا مش مسئولة عن مشاعرك، ده شيء يخصك أنت
ترك الغرفة بلا المنزل باكمله بخطوات غاضبة فقد كان قلبه يعتصرا ألما بسبب رفضها له .
رمقها والدها بنظرات عتاب وقال:
- أنا مش نبهة عليكي تتكلمي معاه بهدوء ليه كان صوتكو عالي ومنفعلين ؟
رفعت كتفيها بلا مبالاه ثم قالت هامسة:
- هو اللي غضب من ردي ، أنا مش فاهمة هو منتظر مني ايه ؟ أنا شيفاه مجرد اخ مش اكتر؛ إزاي يعني فجاة كده اتجوزه واكمل حياتي معاه
ثم اردفت قائلة:
- كان في أول الكلام محرج ومكسوف يتكلم وقلب وجه في ثانية بعد ما عرف ردي
- عاوزه يعمل ايه يعني بعد رفضك ليه ، شريف بيحبك وعشان كده متعصب من اللي حصل وده رد فعل طبيعي
نظرت لوالدها بأسف:
- بابا أنا أسفه عمي أكيد هيزعل من حضرتك
ربت على كتفه بحنان وهمس بطيبة:
- ماتشغليش بالك بعمك ، أنا هعرف اطيب خاطره، المهم عندي سعادتك وراحتك
عانقته بكل قوتها وهو استقبلها بذراعيه يض.مها بحنانه فهو سندها وفارسها المغوار ،عشقها الاول ، بطلها الأوحد الذي لن يأتي مثله أحد ولن يأخذ مكانه أحد.
"الاب حصن الأمان ودرع الحماية لابنتهُ"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي