البارت١٤

الفصل الرابع عشر
لم يغمض لها جفن، بعد وصول سراج، شاردة الذهن وتحدث نفسها وهي تحدق بالفراغ:
-أعمل ايه دلوقتي.. طيب سراج يعرف باللي سليم بيعمله ولا سليم مغفل الكل، أنا زي المتكتفه ومش عارفة أتصرف، يارب ساعدني يارب
ظلت على تلك الحالة إلى أن أشرقت شمس الصباح، أفكار كثيرة تعصف بها، تقلبها هنا وهناك؛ كانت داخل صراع قوي مع النفس.
غادرت المنزل دون أن يشعر بها أحد ولا تعلم أين تخطى بقدميها، وقفت تطلع للمارة كأنها مغيبة بعالم اخر
سارت بخطوات واسعة أشبه للركض وكأنها تهرب من شئ ما، يحاول الامساك بها
وجدت نفسها بشارع مظلم رغم أنها بوضح النهار ولكن الشارع ذلك لم تدخله الشمس، دب الرعب باوصالها وخطت بقدمها داخله ، ولكن غُرزت قدميها بسائل لازج أسفلها شعرت به ولم تراه، أنحت بجذعها تلام- س بكفيها ذلك السائل لتتلخط ي-ديها بالدماء
صرخت بهلع وظلت تردد:
-دم ... دم
ربتت سناء على كتفها برفق وهي تحاول ايقاظها:
-حياة ، قومي يا حبيبتي عشان ماتتأخريش على شغلك
فتحت عيناها بفذع ولسانها كان مازال يردد "دم"
لم تستمع سناء لما قالته حياة نهضت من جانبها وهي تقول:
-يلا يا حبيبتي عشان تفطري قبل ما تروحي الشغل، ومن بكرة سراج هيوصلك معاه، بس انهاردة مش هيقدر يروح، راجع من السفر تعبان
كانت حياة بعالم اخر وقتها لم تنصت لحديث سناء ، دلفت المرحاض وتطلعت للمرآة تحدق بوج- هها جحظت عيناها عندما رأت أفعى سوداء تخرج لسانها وكأنها تريد أن تنقض عليها وتبخ سمها بوجهها، ابتعدت برهبة عن المرآة ولم تقدر على الصراخ لم تعد لديها طاقة الصراخ
رفعت كفيها تغطي بهم وجهها وهي لا تعلم بماذا يحدث لها
توضت لتصلي فرضها قبل أن تذهب للعمل وهي عازمة على اتخاذ قرار ما يخلصها من تلك الكاوبيس
انشغلت بارتداء ملابسها، وظلت تدور داخل الغرفة حول نفسها لا تعلم ماذا عليها أن تفعل، كأن عقلها مغيب
انتفض جسدها عندما طرقت ثريا باب غرفتها ودنت منها:
-صباح الخير يا بنتي، يلا عشان تفطري مع الحجة سناء هي مستنياكي
التقطت حقيبتها وسارت خلف ثريا وكأن لسانها معقود يرفض الحديث
جلست بجانب سناء وهي تحاول رسم ابتسامة على محياها لتلك السيدة البشوشة، ليس لديها شهية للطعام نهضت من جانبها ثم طبعت قُ-بلة على وجنتها وسارت إلى حيث باب الشقة
تطلعت لها سناء بحزن ونهش القلق قلبها على حالة الفتاة
عندما غادرت حياة المنزل، هتفت سريا بأسي:
-ووربنا يا حجة البت حياة دي معمولها سحر، البت يا حبة عيني كانت زي البدر وفجأة انطفت واتبدل حالها
نظرت لها سناء بصمت فحديث ثريا صحيح الفتاة تتبدل حالتها كل دقيقة، هتفت قائلة:
-هاتي التليفون يا ثريا، عاوزة اتصل بدلال اتكلم معاها شويا
أسرعت ثريا تلتقط الهاتف الأرضي وقربته من سناء وضعته أمامها ، لتجرى الأخيرة اتصالا بابنة شقيقها..
أما عن حياة فاستقلت سيارة أجرة تقلها إلى الشركة وخرج صوتها خافت وهي تملي على السائق عنوان الشركة..
❈-❈-❈
قبل أن يذهب سليم لعمله وضع هاتفه على أذنه وقال بصوت غليظ:
-موسى زي مااتفقنا تفضل ملازم الشركة وتستنى مني أشاره
ثم اغلق الهاتف قبل أن يستمع للطرف الآخر.
غادر غرفته واستقل المصعد ليهبط به إلي الطابق الأرضي وتقدم من والدته بغرفة المائدة
-صباح الخير يا أمي
أجابته بوجه باسم:
-صباح الخير يا حبيبي، حسيت بيك رجعت متأخر ليه؟
-معلش يا أمي ضغط شغل
نظرت له بتردد ثم قالت:
-اخوك خد خبر بوفاة شاكر
أوما له بالايجاب
قالت خديجة:
- وناوي على أيه ؟ هيكمل مع نور ولا خلاص كدة كل واحد هيروح لحاله
تنهد بعمق ثم قال:
-أعتقد أسر خد قراره وإلا كان فكر يرجع دلوقتي ويقف جنب مراته، ماتشغليش بالك
-طيب الأصول أنا لازم اروح أعزيها واوسيها
-اللي تشوفيه حضرتك، مجدي هيوصلني الشركة وهبعتهولك يوصلك عند نور
نظرت له بتردد ثم هتفت بتسأل:
-سليم اوع يا بني يكون ليك يد في اللي حصل لشاكر الله يرحمه
نظر لها ببرود ثم قال وهو يبتعد عنها بمقعده المتحرك:
-جرا أية يا أمي، هو أنا قتال قتله، دي إعمار
غادر الڤيلا وابتعد عن أنظار والدته التي تشعره بالذنب، وعندما استقل السيارة :
-صباح الخير يا مجدي
-صباح الفل يا باشا
-لم هتوصلني الشركة هترجع هنا تاني، هتوصل أمي عند ڤيلا شاكر البدراوي
-أوامر معاليك يا باشا
❈-❈-❈
وصلت حياة الي وجهتها وعندما خطت بقدميها الشركة شعرت بالاختناق وتلاشى شعورة بالحماس الذي انطفى فجأة داخلها، كلما خطت خطوة داخل ذلك الصرح الضخم كأنها أغلال من حديد تقيدها تكاد تذهق بروحها، صعدت الدرج وكأنها تنساق لمقبرتها، أتاها ذلك الشعور وايقنت بأن وجودها بالشركة له علاقة بكوابيسها والدماء التى راءتها بمنامها وكأنها واقع لا مجرد أحلام ، تلك دماء الاناس الأبرياء اللذين سلبت أرواحهم على ي-د ذلك الوغد سليم السعدني، تبا لك وللقناع الذي يرتديه ، دلفت مكتبها وهي تقسم على نزع ذلك القناع عن وج-هه، لابد للعالم أن يعلم من هو سليم السعدني الحقيقي وسوف تسقط ذلك القناع الذي يتوارى خلفه.
ولكن أتتها الصدمة عندما وجدت حاسوبها الشخصي محطم أسفل قدميها
علمت بأنه له ي-د بذلك وقد انكشف أمره لذلك شعرت بلمحة أمل وأنه أصبح مهدد منها، قررت عدم التراجع واقسمت على إيصاله لحبل المشنقة لكي ينال العقاب الذي يستحقه.
تركت مكتبها ثانيا وقررت الذهاب إلى قسم الشرطة وعندما همت بالخروج من الشركة كان سليم في طريقه لدخول المصعد ووقعت عيناه عليها، اسرع بالاتصال بذلك الشاب الذي أخبره بمهمته، وقال بحسم:
-الهدف قدامك دلوقتي، أتصرف
لم تنهي العمليه بلغني
أغلق الهاتف وصعد إلى مكتبه بجمود
أما عن حياة فقد سارت مبتعدة عن مبنى الشركة لتستقل بسيارة أجرة، لاحق بها موسى بسيارته وظل متتبع لخطواتها
شعرت حياة بالريبة بأن تلك السيارة تتبع خطواتها، لذلك دلفت لشارع جانبي أرادت أن تهرب من تلك الورطة ولكن لا تعلم بفعلتها تلك سهلت عليه نجاح خطته.
نثر قنينة المخدر على المحرمة وترجل من السيارة بخطوات واسعة لحق بها كالفهد الذي يركض لصيد الغزالة، كلما شعرت بخطوات اقدام تلحق بها تسرع هي أيضا بخطواتها ولكن انقض عليها من الخلف كالفهد الذي حصل على وليمته قيدها من ذراعيها ووضع المحرمه أعلى أنفها لتستنشق المخدر لتسقط باحض-ا نه غائبة عن الوعي، حملها وعاد بها الي السيارة وضعها بالمقعد الخلفي ولم يشعر به أحد في ذلك الوقت المبكر
قاد سيارته مبتعدًا عن ذلك المكان متوجها بها إلى المكان الآخر الذي املاه عنوانه من قبل.

❈-❈-❈
في نيويورك

كانت بحالة انهيار بعدما حدث معها وأسر لم يتركها، ظل جانبها
حاول أن يبعدها عن ذاك التوتر ولكن كانت تبكي وكأنها لم تبكي من قبل، ترثى حالها بعد فقدان عائلتها، تذكرت كل ما مرت به من معاناة عندما كانت بالصغر وأصوات المدافع تهاجمهم، والحروب التى عاشتها والتشتت من بلد لآخر والهجرة من موطنها وكل ذلك كانت تتحمله بسبب وجود عائلتها جانبها، الآن هي وحيدة، يفتق بها الحزن وسأمت كل شيء، تريد أن تلحق بعائلتها صرخت بعويل فلم تعد لديها قدرة على تحمل العيش دون عائلتها
-ليش ما موت معهم ليش ضليتي لحالي هون، انا بدي أموت تعبت والله تعبت ومافين اتحمل أكتر من هيك
ض-مها أسر بحنان وظل يم-سد على ظهرها برفق وهتف لها :
- أنا جنبك
ابتعد عن احض-انه وتطلعت لمقلتيه التي تغمرها بحنانه وهمست من بين دموعها:
-أنت ليك حياتك
-حياتي هبدأها معاكي
-لا تربط حياتك بحياتي أرجوك أسر فل
همس بعاطفة وهو يم-سد على خصلاتها الشقراء:
-مش راح أفل يا ميلو وحياتي هلا ارتبطت بحياتك
ثم ضحك بخفة وقال بمرح:
-أية رأيك فيه وانا بتكلم سوري ، قمر مش كده
ضحكت هي الأخرى على حديثه
لم تنكر شعورها بالدفء بوجودها ، تغمرها السعادة بقربة، أصبحت لم تقدر على فراقه.
رفع أنامله يم-سح دموعها ثم دنا منها لشعوره بالاحتياج إليها، التهم شف-تيها في قُبلة عاصفة بكل منهما، لا يريد الابتعاد عنها، مشاعره هي التي تحركه، يرفض ابتعادها ويجد ضالته بها.
قبل أن تنجرف مشاعره، أبتعد عنها فجأة ونظر لها باحتياج قائلا:
-ميلانا أنا عايز نفضل مع بعض، أنا محتاجلك وانتي كمان محتجالي
،مش قادر أبعد عنك، حاسس أن حياتنا خلاص ارتبطت بعض، ميلانا تتجوزيني....؟
تطلعت له بدهشة لم تنكر تجاوبها معه بتلك المشاعر التى عاشوها قبل لحظات، هي حقا سعيدة بوجوده بحياتها ولم يخفى عنها شي عن حياته الزوجيه وانه ينوي الانفصال عن زوجته وهي لا تريد أن تظل وحيده
عانقته بقوة وهمست قائلة:
-فيني أتچوزك
شدد هو الآخر في عناقها وقرر أن ينهي لها كل أجراءات دراستها الجامعية وسوف يصطحبها معه إلى بلدته ويتم عقد قرانه عليها بوسط عائلته لكي يشعرها بدف الأسرة وتحظى بعائلتها الثانية..
❈-❈-❈
عودة إلى القاهرة
بعدما أغلقت الهاتف مع ابنة شقيقها نظرت لثريا بحزن وقالت:
-عندك حق يا ثريا، حياة فعلا معمولها سحر
-مش بقولك يا حجة، بس ايه اللي حصل خلاكي تتاكدي كده
هتفت بحزن :
-دلال قالتلي أن ابن عم حياة كان عاوز يتجوزها وحياة رفضت وعمها قاطع اخوه عشان كدة ، وكمان ابو حياة شايل الهم عشان مش قادر على زعل اخوه ولم راح يصالحه ويعرض عليه يشتري بيته هناك عشان لم ينزل هنا يكون عنده بيت، الراجل الناقص كسر بخاطر اخوه وقال ماليش أخوات ومن يومها بتقول ابو حياة مكسور وحزين والهم عجزه ومستني بس البنات تخلص الامتحانات وينزلوا ما بقاش ليهم حد هناك، المشكلة بقا في الكلام قالتلي أن مرات عم حياة طول عمرها بتكرهها وبتعايرها بخلفة البنات وده خلاني اشك في الوليه دي تكون عملت حاجة لحياة
-طيب أية رأيك يا حجة نسأل حد بيفهم في فك السحر
استمع سراج لذلك الحديث الدائر بين جدته والسيدة ثريا
كان يقف على مقربه منهم ويفرق عيناه ثم هتف بمرح:
-يا صباح السحر والشعوذة على الصبح هههه ، سحر ايه يا سنسن اللي بتتكلمي فيه، البنت أكيدة بتعاني من حاله نفسيه بلاش جو الدجالين ده
-يا بني مش دجل، السحر مذكور في القران ، احنا مش هنروح لدجال احنا نجيب شيخ من الازهر يشوف حياة ويرقيها الرقية الشرعية وسمعت حاجة كدة اسمها المعالجة بالقرآن، يعني لا دجل ولا غيرة اعوذ بالله انا بصلي وحاجة البيت وعارفة ربنا كويس لا يمكن امشي في طريق يغضبه، البنت حالتها بتسوء وصعبانة عليه، دي الصبح ما نطقتش بكلمة ولا حتى بقت تاكل ، طب اسأل ثريا كده قولها حياة كانت عاملة ايه اول لم جت، دي خلت للبيت ح-س ونفس يا بني كنت بتضحك وتهزر ونفضل نتكلم وكان وشها منور دلوقتي انطفى يا قلب أمها
عاد يسخر من حديثهم وقال:
-أة يا حبة عين امها ههه، المهم هتفطروني ولا ايه
هتفت ثريا قائلا وهي تهم اتجاة المطبخ:
-حالا يا حبيبي
جلس بجانب جدته التى ظلت ترمقه بنظرات مبهمة ثم قالت:
-بقولك ايه يا سراج، ايه رايك في حياة؟
رفع حاجبية بدهشة عندما علم المقصد من تسال جدته ثم عاد المرح والمشاكسة وقال:
-من ناحية ايه يا سنسن عاوزة توصلي لاية يا تيته
-شحط زيك داخل على التلاتين مش آن الأوان يتلم بقا في بيت ويبطل صرمحه،الجواز هو اللي هيصلح حالك اسمع كلام ستك
-ضحك على حديث جدته ثم قال:
-تيتة هو انتي عاوزة تدبسيني في جوازه كده علطول ، حياة أنا ماشوفتهاش غير مرتين بس، هي بنت كويسه وكل حاجة لكن مش استيلي ولا حاسس أن في بينا ترابط خالص
-أسمع كلامي ومش هتندم
-يا تيته الجواز بالذات محتاج رضا وقبول وفوق كل ده حب وتوافق روحين، ثم أردف قائلا:
-المهم بقا وضعي انا أيه في البيت ده؟
تنهدت بعمق ثم قالت:
-انت شاب وشحط وهي بنوته وعلى وش جواز وماينفعش وجودكم هنا مع بعض، روح بقا اتصرمح براحتك
-كدة يا سنسن هونت عليكي تطرديني ، على العموم انا چنتل مان وهسبلكم البيت
قاطعته قائلة:
-بقولك ايه أهل حياة قربوا ينزلوا هنا، ما تشوف لهم شقة كدة كويسه قريبه مننا، وبعدين كلها اسبوع ولا اتنين ويجو
-حاضر يا قلبي هشوف الموضوع ده
-يحضرلك الخير يا حبيبي، وفكر في كلام جدتك يا عالم مش يمكن تغير رأيك
-ربنا يسهل، انا هفطر وبعدين هطلع على الشركة ورايا شغل كتير متعطل
-خلى بالك من حياة، دي قربتك مش غريبة
-والله يا سنسن سليم عنده الشغل شغل مافيش قرايب، بس اطمني هكون متابعها وفي ظهرها ما تخفيش

❈-❈-❈
عندما وصل للڤيلا المهجورة الخاصة بسليم، حمل الفتاة ودلف بها لداخل الڤلا بعدما فتح اقفالها بالمفتاح الذي كان يتركه سليم بمكان صغير أعلى بجانب الباب كان يوجد بة تجويف ويضع المفتاح داخله.
ثم دلف بها وبحث عن البدروم الذي أخبره سليم بأن يضعها داخل ذلك البدروم أسفل الڤيلا.
المكان مظلم لا تطله الشمس يوجد به اثاث متهالك والأتربة عالقة بالمكان، اشبة بالمقبرة، يوجد به فتحه صغيرة على شكل مربع يكاد يدخل الهواء من تلك الفتحة
وضعها أرضا ثم جلب القيود ليقيد حركتها، قيد أرجلها معًا، ولثم فمها بلاصق لكي لا يخرج صوتها عندما تفيق وتحاول أن تستغيث، كم وضع شريط سوداء على عينيها لتمنعها الرؤية، ثم قيد ذراعيها من الخلف والي هنا فقد أنهى مهمته على أكمل وجه
أخرج هاتفه ليلتقط لها صورة وهي بذلك الوضع ثم ارسلها لسليم.

كان جالس بمكتبه ينظر لهاتفه من حين لآخر ينتظر إتصالا بإنهاء المهمة التى كُلف بها موسى، ذراعه الأيمن في الأعمال المشبوهة.
وإذا برنين هاتفه مُعلنًا عن وصول رسالة
فتحها على الفور لتتهلل اساوره عندما وجد صورتها وهي بتلك الحالة مُقيدة،معصوبة العينين، ملثمة الفم.
شعر بلذة الانتصار فهو لن يسمح بفضح أمره وهي علمت بما يخفيه عن الجميع ولذلك يجب أن يخرص لسانها للأبد لكي لا تتفوه بكلمة تقضي على حياته وحياة عائلته..
كان الذي يحمله بداخل ص-دره ليس كباقي البشر ، قلب نابض، لا فهو لم يعد يمتلك ذلك القلب النابض، يمتلك مكانه حجرًا صخرًا لم يعد لديه مشاعر ولا احاس-يس ، فقد دُفنت مشاعره مع والده الراحل سبب كل ما هو فيه الآن...

استمع لطرقات أعلى باب مكتبه جعله يفيق من صراعات الماضي التي تهاجم رأسه
إذن للطارق بالدخول، ليتفاجئ بقدوم سراج وهو يبتسم له بسعادة ويقترب منه يفتح ذراعيه يعانقه:
-واحشتني يا قبطان
بادله العناق وهو يربت على ظهره بقوة:
-حمدلله على سلامتك يا سراج،جيت أمته؟
ابتعد عنه ثم جلس بالمقعد المقابل له وقال:
-الله يسلمك يا حبيبي ، وصلت الفجر
بدء في التسأل عن حالة شقيقه وكل ما حدث معهم طوال تلك الفترة وأخبره سراج بكل ما حدث كما أنه أخبره أيضا بحالة العشق الذي يعيشها أسر ويوهم نفسه بأنه حقا يعيش تلك المشاعر بصدق ليس فقط احتياج
تنهد بضيق وقال ببرود:
-مش مهم أسر عايش مشاعر حقيقية ولا مزيفة المهم أن هو مبسوط بكل اللي بيعمله
نظر له بدهشة ثم قال:
-يعني انت راضي يطلق نور في الظروف دي ويفضل عايش جو العاشقين مع البنت السورية
زفر أنفاسه بضيق وقال:
-سيبك من أسر يا سراج، أنا مش هحجر عليه واقوله يعمل ايه في حياته، هو حر ، خلينا دلوقتي في شغلنا
هتف سراج قائلا بتسأل:
-بمناسبة الشغل بقا عاوز أسألك حياة عاملة ايه معاك في الشغل؟
قال بضيق:
-واشمعنا دي اللي بتسأل عليها
أبتسم بخفه وقال:
-عشان حياة تخصني، تبق بنت خالتي وتيته موصياني عليها
نظر له بصدمة وردد داخله:
-بنت خالتك..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي