البارت ١٠

الفصل العاشر

ظل سليم يحدق في الفراغ حيث كانت تقف حياة، ضيق حاجبيه بأستغراب ودلف هو لداخل المصعد ليهبط به بالطابق الأرضي ثم غادر مبنى الشركة ليجد السائق أمامه ساعده على الجلوس بالسيارة ثم أنطلق إلى حيث وجهته
هتف سليم قائلا :
-مجدي، أطلع بينا على ڤيلة شاكر البدراوي
-أوامر حضرتك يا باشا
أخرج سليم هاتفه من داخل سترته وظل يعبث بارقامة إلى أن وقعت عيناه على هدفه، أرسل إليها رسالة عبر الواتساب ،محتواها لم يتعدى إلا كلمتين يطلب منها أنتظاره أمام باب الفيلا

كانت نور بغرفتها وعندما صدح رنين هاتفها معلن عن وجود رسالة عبر تطبيق الواتس اب، التقطت الهاتف بضيق ولكن عندما وجدت المرسل سليم، لمعت عيناها بالفرحة ثم فتحت الرسالة ليقرع قلبها بالطبول ، نهضت مسرعة من الفراش ووقفت أمام خزينة الملابس تنتقي ثوب يليق بمظهرها الجذاب لكي يراها سليم بهيئتها الجذابة.
أنتقت ثوب زمردي بربع كم، قصير يصل إلى ركبتيها، ذات فتحة ص.در واسعة وتركت شعرها الكستنائي ينساب بنعومة على كتفها الأيمن
ثم نظرت لهيئتها بالمرآة ووضعت القليل من مستحضرات التجميل ثم نثرت عطرها المميز وانتعلت الحذاء الزمردي وتبخطرت في مشيتها استعدادًا لمقابلته، ونبضات قلبها تعصف بها بقوة لم تصدق بأنه يريد مقابلتها الآن، انتابتها حالة من السعادة والنشوة بأنها ستحصل على حبيبها، يبدو بأنه فاق لنفسه ويريد أن يغدقها بحبه وحنانه ولم يعد أمامهم عائقًا بعد الآن، بعدما اتخذ شقيقه قرار الإنفصال..

❈-❈-❈
استردت حياة أنفاسها وهي تغادر مبنى الشركة ثم أستقلت بسيارة أجرة لتقلها إلى منزل عمتها سناء، وأثناء الطريق كانت شاردة بحالة من الصدمة والذهول، فلم تتوقع بأن رب عملها قعيد، شعرت بالحزن والأسى على حاله، ولكن لديه هيبة ووقار كما أنه جاد بعمله وشعرت أيضا بقسوة في التعامل معها بأول لقاء ولكن نفضت تلك الفكرة وقالت داخلها يفعل بها ما يشاء فيبدو بأنه يتعامل بهذا الشكل بسبب عجزه ويريد أن يثبت لهم بأنه لا يُستهان به
فاقت من شرودها عندما هتف السائق قائلا:
-وصلنا العنوان يا بنتي
ترجلا من السيارة ثم أعطته النقود وشكرته واكملت هي طريقها لمنزل عمتها، دلفت لداخل البناية ثم صعدت إلى حيث الطابق الثالث وهي تزفر بقوة وتلهث بسبب ركضها ومن حين تقف قليلا تسترد أنفاسها وتهتف بضيق:
-اه يا ربي مش قادرة، هنا والشركة كمان؛ لا ده أنا لازم اتعالج من الفوبية اللي عندي ارحم بكتير من وضعي ده
ثم وقفت أمام باب الشقة ضغط زر الجرس وانتظرت فتحه وهي تضع كفها على ص.درها تسترد أنفاسها
فتحت لها السيدة ثريا بابتسامتها البشوشة:
-حمدلله على سلامتك يا بنتي
-الله يسلمك يا جميل، ثم دلفت تبحث عن عمتها قائلة :
-أمال فين عمتو؟
اقتربت منها سناء وهي تتكز على عصاءها:
-أنا هنا يا قلب عمتو، كنت بصلي العصر
اقتربت منها تُق.بل وجنتيها ثم قالت:
-حرمًا يا حبيبتي
ربتت على كتفها قائلا بحنو:
-جمعًا يا رب، ثم أردفت قائلة:
-عاملتي أية في أول يوم شغل
أمسكت بكفها تسير بها ثم جلست سناء وجلست هي بجوارها ثم قالت:
-الحمد لله كان يوم جميل ومر بسلام
ابتسمت لها بود وقالت:
-يستاهل الحمد يا حبيبتي، وأنتي عاملة أيه مرتاحة ولا لسه في خنقة بسبب كابوس أمبارح
نظرة حياة  لسناء بحزن شديد عندما تذكرت الكابوس الذي هاجمها امس ثم قالت :
-  الحمد لله أنا بخير دلوقتي
ربتت سناء على ظهرها برفق :
- هو اكيد عشان لسه جديدة على المكان ، بكرة هتتعودي عليه يا حبيبتي، يلا غيري هدومك عشان ثريا تحضر الغدا وبعد كدة نقعد مع بعض نشوف فيلم ولا مسرحية
 نهضت حياه عن مقعدها وتوجهت إلى غرفتها لتبدل ثيابها 
❈-❈-❈
اما عن سليم صفا السائق سيارته امام فيلا بدران؛ نظر له سليم وقال انزل يا مجدي استناني بره  محتاج اتكلم مع مدام نور
ترجل مجدي من السيارة: امرك يا فندم 

كانت واقفة بانتظاره
تطلع سليم من نافذة السيارة واشار الى نور لكي تستقل بالسيارةجانبه ليتحدث معها؛ على الفور انصاعت نور لاشارته، واستقلت السيارة  لم تصدق سعادتها وهي جانبه الآن كانت تود الاقتراب منه تُ.قبله ولكن رفع سليم كفه أمام وجهها بتحذير
ازدرت ريقها ونظرت له بغضب قائلة:
-طلبتني نتكلم ممكن أعرف السبب
- نظر لها بحنق ثم قال انا هنا باتكلم معك عشان نشوف حل للوضع ده اوعي تفكري ان نائم على وداني، أنا لا يمكن اسمح باي اذى لاسر وأنتي فاهمه أنا قصدي ايه كويس، كلامك مع جدك ما يهمنيش وما يخصنيش في حاجة، وأسر اتفق معايا قبل السفر لم يرجع بالسلامة هينفذ كل طلباتك وهتنفصلوا في هدوء، لكن إياك تلعبي معايا يا نور أنتي لسه ما تعرفيش وشي التاني، لو جدك فكر يلعب بيه ويوصل كلامك القذر لاخويا هتلاقيني شيطان قدامك ومش هرحمك، وبلغي جدك بلاش يلعب بالنار معايا عشان هو اللي هيتحرق بيها وأقسم بالله يا نور لو أسر وصله أي كلام كدب وما حصلش هتكوني بتجني على نفسك ودة اخر تحذير ليكي
انفجرت باكية وهتفت بانفعال من بين دموعها:
-كنت متخيلة انك جاي عشان واحشتك مش عشان تهددني يا سليم، أنا هدوس على قلبي اللي حبك في يوم من الايام، وهيجي يوم يا سليم وتعرف قيمة حبي ليك عشان مش هتلاقي حد يحبك وانت بوضعك ده ، أنا كنت راضية بيك عشان بحبك كنت مستعدة أضحى بعمري كله عشانك لكن انت للاسف ما تستهلش يا سليم، والنار اللي بتتكلم عنها دي مش هتحرق غيرك أنت، ومش مسمحاك على قلبي اللي كسرته ودمرته، ثم ترجلت من سيارة بانفعال وصفعت الباب بقوة
تطلع سليم لطيفها الذي يبتعد بدهشة فلم يتوقع منها تلك الجراءة فهو لم يوعدها بشيء من قبل حتى أنه لم ينبث بكلمة حب واحدة ليجعلها تتعلق به بهذا التعلق المرضي.
استقل مجدي السيارة أمام الوقود ونظر لرب عمله هتف بتسأل:
- هنطلع على الفيلا يا باشا
-لا يا مجدي، أرجع بينا على الشركة
تطلع له بدهشة ثم قال:
-دلوقتي يا افندم؟
-ارتدى نظارته الشمسية وقال:
-في ايمالات مهمة لازم ارد عليها دلوقتي
على الفور عاد مجدي إلى حيث الشركة وساعدًا سليم على الترجل من السيارة واجلسه بالمقعد المتحرك وقال:
-تحب أجي معاك يا باشا
-لا يا مجدي انتظرني مش هتاخر عليك
ثم ضغط زر المقعد ليتحرك به إلى صرح الشركة ثم استقل بالمصعد ومنه إلي الطابق الذي يوجد به غرفة مكتبه، لم يجد أحدا بذلك الوقت ولذلك دلف مكتبه واشعل انواره،ثم أقترب من مكتبه وفتح حاسوبه الشخصي، أجاب على عدة ايمالات خاصة بعمله ثم اغلقه ثانياً ، واغمض عيناه يحاول استرجاع الحديث الذي دار بينهم منذ قليل ثم فتح عيناه باتساع وقرر أجراء إتصالا هاتفيًا سوف يلقن شاكر وحفيدته درسًا لن ولم ينسوه وستكون رسالة موجهة لهم بأنه الشخص الذي لا يُهزم ولا يُستهان به..

❈-❈-❈


بعد تناول الغداء بصحبة سناء وثريا شعرت بالالفة بينهم وكأنها وسط أهلها، ابتعدت عنهما لتهاتف والدتها وتطمئن عليهم وتطمئنها على أحوالها أيضا وتخبرها بأنها سعيدة بالعمل.
وظلت تثرثر مع شقيقتها فريدة وتنقل لها ما حدث بيومها داخل الشركة إلى أن وقعت عيناها على برواز صغير موضوع أعلى الطاولة المستديرة الصغيرة داخل غرفة الصالون لم تنتبه له من قبل، التقطت ذلك البرواز ودققت النظر داخله ثم أغلقت الهاتف سريعاً مع شقيقتها واقتربت من عمتها سناء تتسأل عن الشاب الذي داخل ذلك الإطار الخشبي وبجانبه سيدة في العقد الخامس من عمرها تقريبا
-عمتو صورة مين دول؟
التقطت منها سناء الإطار وقالت وهي تنظر داخله ثم تنهدت بعمق وقالت:
-دي خالتك رقية بنتي، واللي جنبها ده سراج ابنها وحفيدي اللي كان عايش معايا هنا ومسافر في شغل
جحظت عيناها بصدمة وقالت:
-مستر سراج يبق حفيدك
هتفت سناء بتسأل:
-أنتي تعرفي سراج؟
ابتسمت حياة وجلست جانبها تقص عليها معرفتها بسراج واول لقاء جمع بينهم داخل الشركة
- شوفتي بقا الدنيا صغيرة إزاي، هو كده مافيش قلق عليكي من الشغل، سراج هيكون جنبك وماتحمليش هم حاجه
-أنا كنت فاكرة وقتها مستر سراج صاحب الشركة
-لا دي شركة توفيق السعدني وولادة أسر وسليم صحاب سراج
علمت بأنها تعلم شجرة عائلة السعدني فأرادت أن تتسأل عن حالة سليم ولماذا يجلس على مقعد متحرك وما حدث له
هتفت سناء بحزن على شاب في ريعان الشباب ويحدث معه ذلك:
-ده يا حبيبي اتعرض لحادثة كانت صعبة أوي والحمدلله خرج منها على خير؛ بس بقا مشلول يا قلب أمه ومابقاش يقدر يحرك رجلة تاني
انتابها الحزن أيضا عليه وقالت:
-طيب وشاب بمستوى مستر سليم وبهيلامنه وشركاته ما يقدرش يسافر أي مكان في العالم ويعمل عملية ويرجع يمشي على رجله من تاني ويحاول
-والله يا بنتي اللي عرفته من سراج أن هو مسلم بأمر الله وماعندوش استعداد يدخل عمليات وتفشل، ماحدش عارف الخير فين
ظلت منشغله بذلك الشاب الغريب الذي يرفض إجراء جراحة من الممكن أن تجعله يعود كما كان بالسابق لماذا هذا اليأس الذي يشعر به، فهو لديه من المال ما يجعله يدور حول العالم من أجل رحلة البحث عن علاجه، تُرا ما هذا التسليم.
شعرت سناء بالنعاس فاستاذنت حياة ودلفت إلى غرفتها أما عن حياة فلم تشعر بالنعاس ولكن دلفت لغرفتها ثم اردتدت اسدالها أعلى المنامة التي كانت ترتديها ووقفت بشرفة الغرفة تتطلع للسماء وللسحب البيضاء التي تهدد بهطول الأمطار ، وفجأة أستمعت لصوت الرعد واناره السماء بالبرق وهطلت الأمطار ولكن اتاتها نوبة فزع، دلفت على الفور لداخل غرفتها وأغلقت الشرفة وركضت إلى فراشها دثرت نفسها بالغطاء وهي تشعر بالخوف، وهذه ليس بعادتها فهي تحب المطر وتحب الركوض أسفله ولا تخساه ابدأ، لكن اليوم تشعر بالعكس تمامًا
وفجأة أنقطع التيار الكهربائي عن المنزل، صرخت بأعلى طبقات صوتها وظل ج.سدها يرتجف كما أنها شعرت لطيف ما داخل غرفتها واستمعت لأصوات هامسة بأذنها لم تتحمل ما تشعر به الآن
تعالات صرخاتها بالمنزل أتت إليها سناء وثريا خلفها تحمل الشموع المضاءة
احتضنتها سناء وهي تهدهد على ظهرها بحنو:
-ما تخفيش يا بنتي، دلوقتي الكهرباء تيجي
هدأ صراخها ولكن ج.سدها باردًا كالثلج ولم تكف عن الارتجاف
هتفت سناء لثريا:
-قوام يا ثريا تعملي لحياة حاجة تدفيها البنت متلجة
ركضت ثريا بالفعل إلى المطبخ لتعد لها مشروبًا دافئًا وعندما أتت الكهرباء أشعلت المدفئة بغرفة حياة
انسابت دموعها بصمت ودفنت وجهها بص.در سناء وهمست بصوت مرتجف:
-أنا مش عارفة إية اللي بيحصلي في الوقت ده؟
هدأتها سناء واخبرتها ربما يحدث لها ذلك لأنها بعيدة عن عائلتها واشعلت بجوار فراشها الراديو على أذاعة القرآن الكريم لعلها تهدئ من نوبة فزعها، وظلت سناء ملازمة لفراشها.
❈-❈-❈
بالمنصورة..
شعر فاروق بألم حاد بمنتصف صدره، جعله يستيقظ من نومه، نظر على زوجته وجدها تغط بنوم عميق، نهضت من جانبها برفق، وسار بخطوات بسيطة غادر الغرفة بهدوء وجلس بغرفة الصالون وظل ممسك مكان الألم بكف يده
استمر الألم لدقائق معدودة ثم شعر بتحسن، زفر انفاسه بهدوء ثم هم بالنهوض ولكن تفاجئ بوجود زوجته تهتف به بقلق:
-مالك يا فاروق ؟ ايه صحاك دلوقتي؟
-مافيش حاجة قلقت بس شويا
-مش طمنك أن حياة بخير وفرحانة بالشغل
تنهد بهدوء ثم قال:
-ربنا يوفقها ويسعدها ,ثم استطرد قائلا:
-أقعدي يا دلال عاوزك في كلمتين
جلست جانبه وتطلعت له بقلق:
-خير يا ابو حياة قلقتني؟
استرسل حديثه قائلا بجدية:
-أسمعي كلامك ده كويس وعاوزك تنفيذية بالحرف الواحد لو جرالي حاجة
قاطعته بغضب من طريقة كلماته:
-إية اللي أنت بتقوله ده يا فاروق؟
-أسمعيني كويس يا حبيبتي وماتجادلنيش ولا تقاطعي كلامي
زفرت بضيق ونظرت له قائلة على مضض:
-حاضر هسمعك وهنفذ اللي تقولي عليه

❈-❈-❈
كان جالساً أعلى فراشه يتطلع لصورة محبوبته بأشتياق، عيناه تلمع بالحب، فهي محبوبته وصغيرته التي طالما حلمًا بقربها والحصول عليها يومًا ما، كان يرسم أحلامًا كثيرة تجمعهمًا ولكن أصبحت أحلامًا واهية، عندما رفضت أن تكون بطلة حياته، فلم يتمنى سواها ولم يرا فتاة أخرى تستحق قلبه غيرها
طبع قُ.بلة على صورتها وكم تمنى أن تكون تلك الق.ُبلة واقعًا لا خيال بأحلامه فقط، تمنى أن يعيش معها لحظات من السعادة، تمنى أن يخطفها لعالمه الوردي الذي رسمه بخياله من أجلها فقط، هي حقا حياته التي يعيش من أجل الحصول عليها، يا ليتها تعلم كم هو يُحبها لترئف بقلبه العليل،يا ليتها تعطيه فرصة لإثبات حُبه، هي فتاته الجميلة التي لا يقبل بسواها ولن يتحمل بأن تكون لرجل أخر غيره
فهو يذق لوعة الفراق كما عان سابقا بلوعة الحب والاشتياق
كيف يتحمل فراقها وعدم قبولها بالزواج منه كيف؟
تنهد بحسرة ثم وضع الصورة ثانياً داخل محفظته الشخصية وفتح هاتفه المحمول على الملف الخاص بصورها، فقد كان يلتقط لها صور خلسه دون علمها بتجمع العائلة، التقط لها العديد من الصور وهي برفقة العائلة وظل يسرح بخياله وينسج عالمًا خاص به بتلك الصور وكأنه يراها الآن ويتخيل بأنه يضمها لص.دره ويُق.بله ويستنشق عبيرها يعش لحظات خاصة معها، لا يريد أن يفيق من تلك الأوهام العالقة بخياله..
❈-❈-❈
في نيويورك
انتهت ميلانا من دوامها الدراسي داخل الجامعة ثم عادت إلى منزلها تبدل ثيابها وتتوجه إلى دوام عملها داخل أحدى المطاعم بالعاصمة.
فهي تعمل نادلة وتقدم الطلبات للزبائن
عندما وصلت إلى المطعم ذهبت لتبدل ثيابها بثياب العمل، ارتدت القميص الروزي والجيب السوداء التى تصل إلى أعلى ركبتيها وانتعلت الحذاء الأسود ذا الكعب العالي ثم لملمت شعرها الأشقر لاعلى على هيئة كعكة وتركت غرة على جبينها تعطى بمظهرها جاذبية وبدأت في عملها المعتاد

استوقفها شاب وهي تسير بجواره وقبض على رسغها بقوة وقال لها بنظرات شهوانية بلكنته الانجليزيه:
-ما رأيك بلقاء خاص؟
نزعت يدها من قبضته ونظرت له بغضب وإجابته بجدية:
-أجلس مكانك، ولا تطاول عليََّ ثانياً، الزم حدودك يا صاح
لم يتحمل الفتى المدلل طريقتها وخصوصاً عندما علم بأنها من جنسية عربية
عاد يسخر منها وقال بصوت أجش:
-إذا لم تلتقي بي، سوف أرسلك إلى بلدتك يا حلوتي
لم تكترث بتهديده وسارت من جانبه بكل شموخ تكمل عملها ولكن بمزاج سيء فبعد ما فعله ذلك الوقح أغضبها وقررت الاعتذار عن عملها اليوم ولا يهمها الخصم الذي سيحدث براتبها الشهري، كرامتها لن تتحمل الوجود في نفس المكان مع ذلك البغيض الذي يتلصص لها وعيناه تجوب بأنحاء ج.سدها، ينظر لها وكأنها ع.ارية أمامه ويتلذذ بالنظر بتفصيلها وهو يحتسى الكحول
بعد أن سمح لها مديرها بالعودة إلى منزلها فقد تحججت له بأنها مريضة ولن تستطيع اكمال عملها ، سمح لها بالمغادرة، انتابها الشعور بالخوف عندما نهض الشاب ولحق بها
حاولت أن تتوارى عن أنظاره وعادت ثانيا للمطعم توجهت إلى المرحاض، أخرجت هاتفها بي.د مرتعشة وقررت الاتصال بأسر لكي يأتي إليها مكان عملها ويحميها من ذلك البغيض..
❈-❈-❈
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي