البارت ٨

الفصل الثامن
في المنصوره ..
كان فاروق عائدا من مدرسته ثم قرر التوجه إلى المعرض الخاص بالأجهزة
الكهربائية الخاصة بشقيقه، يريد أن يعرض عليه شراء منزله، فقد اتخذ
قراره وهو أن يذهب بعائلته إلى القاهرة بعد أن تنتهي تلك السنة الدراسية
دلف داخل المعرض واقترب من شقيقه هاتفاً :
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد بمضض وهو عابث الوجه :
- وعليكم السلام
سحب فاروق مقعد وجلس بالقرب من شقيقه ، دار الاخير وجهه للجهه الأخرى، لم يتطلع إليه
تنهد فاروق وقال بصوت حاني:
- حقك تزعل طبعا يا حج، بس والله الجواز ده قسمة ونصيب، ده أنا بقول
لو جرالي حاجة مش هكون خايف ولا قلقان على البنات عشان مش
هسيبهم في الدنيا لوحدهم بقول عندهم تلات رجالة ما شاء الله عليهم ربنا
يحفظهم هيكونو هم دول سندهم وعزوتهم،حياة مش رفضت طارق عشان حاجة ، هي بتقولي أنها شايفاه أخوها الكبير
قاطعه بحدة:
- بنتك بتبص بره ،خرجت عن طوعك خلاص، وأنت ماقدرتش تقولها لا إبن
عمك هو إللي يستهالك؛ بدل ما تقف في وشها وتعقلها ماشي ورا كلامها،
بنتك خلاص خرجت عن طوعك وانسي يا فاروق أن ليك اخ إسمه شريف،
واعمل اللي تعمله أمشي ورا بنتك اللي هضيعك
زفر بضيق وقال :
- يعني هو ده رأيك يا اخويا ، مش عاوز حتى تسمعني للآخر وبتقطع صلة
الرحم إللي بينا ، هو لازم اغصب بنتي على الجواز من ابنك لا إلا تقطع
الإخوة اللي بينا هو ده كلامك
- أيوه ده إللي عندي أنا بحاول اقرب منك ونلم شمل العيلة لكن أنت اللي بتقطع كل حبال الود إللي بينا
نهض فاروق عن مقعده وقال وهو يتطلع لشقيقه بحزن:
- يبقى مافيش داعي اقولك أنا جاي ليه ، أشوف وشك بخير يا حج
غادر المعرض بحزن عميق يسكن قلبه بسبب حديث شقيقه الجاف معه،
استقل سيارة أجرة تقله إلى منزله وأثناء شروده انسابت دمعة حارقة من
عينيه حزنًا على ما توصلت إليه الأمور بينه وبين شقيقه الأكبر الذي قطع
صلته به من أجل رفض ابنته إتمام زواجها من إبنه

❈-❈-❈


داخل منزل مهجورًا بعيدا عن الاحياء السكنية، بمكان خالي، دلفت بثينة سيرا على
أقدامها إلى أن وقفت أمام الباب المتهالك؛ استردت أنفاسها ثم وجدت
سيدة في العقد الخامس من عمرها تهلل مرحبة بها:
- أهلا وسهلا يا ست بثينة، الشيخ مسعود في انتظارك
دلفت تتطلع حولها بريبة فهي تتوجس خيفة من ذلك المكان ، ابتلعت ريقها
بتوتر وسارت خلف تلك السيدة التي اصطحبتها بغرفة في أخر الممر حيث
يجلس بها الشيخ التي أتت بثينة من أجله كما يدعون ولكن هو ليس بشيخ
إنما هو " دجال" ينهب أموال السيدات ويوهمهما بأنه سيغير اقدارهم منهم
التي تريد الزواج واخرون يردون الإنجاب ويظنون أن ذلك الرجل سيهبهم
ما يتمنون وانما الرزاق والوهاب هو الله ولكن هم غافلون.

هتف مسعود بصوت غليظ يشير إليها بالجلوس بالمقعد المجاور له :
- تعالي يا ام طارق ، اقعدي هنا
انصاعت بثينة لأوامره وجلست بجواره ثم اخرجت من حقيبتها بعض
النقود المتفق عليها من قبل السيدة التي استقبلتها :
- اتفضل يا شيخنا المبلغ اللي اتفقنا عليه
سحب منها النقود ونظر لها بتمعن ثم قال:
- جبتي اترها اللي عليها القصد والنية
دست يدها داخل حقيبتها ثانيا واخرجت المحرمة الورقية التي بها خصلة من شعر حياة وقالت بلهفة:
- ايوه أنا جبتلك خصلة من شعرها، اهي
التقطها منها وهتف بصوته الغليظ :
- أطمني يا ام طارق ، كلها سبع ليالي بس وحياة بنت دلال هتلاقيها قدام
باب بيتك وراكعة قدام ابنك مذلولة وبتطلب منه أن يتجوزها
ابتسمت بتشفي وقالت:
- لو ده حصل ليك عندي ضعف المبلغ ده وكل اللي تطلبه، ده يوم المنى لم اكسر دلال وبنتها
أخرج ورقة بيضاء ثم التقط ريشة طاووس وغمسها داخل الكبريت الأحمر
الخاص بالسحر ونقش بعض الرموز والطلاسم ثم طواها على هيئة مثلث صغير واعطاها إياه:
- الحجاب ده تحطيه في بلكونة إبنك تخلي الهواء يوصله وكل لم الهوا
يهفف عليه حياة حياتها هتكون نار من غيره ، ولم تنولي المراد تشيلي
الحجاب ده وتجبهولي وتبشريني أن الجوازة تمت
- حاضر يا شيخ ، هعمل كل اللي قولت عليه
اشاح بيده لكي تغادر :
- يلا قومي روحي واوعي حد يشيل الحجاب ده مفهوم
أومت برأسها وهي تغادر الغرفة:
- مفهوم طبعا
استوقفتها السيدة قبل أن تغادر المنزل :
- حلاوتي فين يا ام طارق
ربتت علة كتفها واعطتها ورقة مالية فئه المائتين ثم اردفت قائلة:
- لو تم المراد يا ام نجوى ليكي عندي جوز أساور دهب
تهللت اساوره الأخيرة وقالت:
- هيحصل ، ده سره باتع الشيخ مسعود وابقي قولي أم نجوى قالت
غادرت بثينة المنزل وهي تُتمتم بنفاذ صبر :
- كله لأجل سعادة ابني واللي هيجي عليه مش هيكسب
❈-❈-❈
تهللت اساورها من السعادة عندما هاتفتها " مها" تخبرها بضرورة الحضور غدا لمقر الشركة ، فرب العمل يريدهم غدا وهو سوف يتولى أمر تدريبهم.
زفت الخبر إلى والدتها التي فرحة لسعادة ابنتها ولكن عندما عاد والدهم عابث الوجه؛ أقتربت منه حياة بقلق وهتفت قائلة:
- بابا مالك ؟ حضرتك تعبان؟
هز رأسه نافياً وجلس يرتاح أعلى المقعد الموجود خلف باب المنزل ، فلم تعد قدامه تحمله بسبب الحزن الساكن باعماقه ، فقد كان لحديث شقيقه ألم لا يوصف سكن قلبه واعتصره حزناً.
شعرت دلال به فهبطت لمستواه وربتت على اقدامه برفق ثم قالت:
- قابلة الحج شريف وده اللي مزعلك
كادت أن تسقطت دمعته وهو يؤمي بالايجاب
كانت حياة واقفة تتابع الموقف بصمت ولكن عندما شعرت بحزن والدها اقتربت منه تضم راسه وطبعت قُ.بلة حانية أعلى خصلاته البيضاء وقالت :
- بابا أنا أسفه ، ممكن ماتزعلش نفسك ، أنا هروح لعمي واقوله
نهض واقفاً كأنه أصابه ماس كهربائي ونظر لابنته قائلا:
- لا يا حياة مش هتروحي لحد يا بنتي ، زي ماهو عنده ابنه اهم من اخوه ، أنا كمان عندي انغتي وأخواتك بالدنيا كلها ، ولا يمكن اغصب واحدة فيكم على حاجة هي مش عايزاها ، أنا ربيتكم على الصراحة وعندي ثقة فيكم وفي قرارتكم ، واطمني يا قلب ابوكي أنا وماما هنوصلك القاهرة زي ما وعدتك
هتفت دلال قائلة:
- وعمتي كلمتني امبارح تطمن عليه وبلغتني أن إبن بنتها مسافر في شغل
بره القاهرة، يعني محلولة حياة هتقعد معاها لحد لم ندبر أمورنا ، كلها
اسبوعين بس واخواتها يخلصوا امتحانات وننقل حياتنا كلها هناك ، خلاص
مابقاش لينا حد هنا
هتف فاروق بهدوء:
- لينا رب إسمه الكريم ومش هيضيع تعبنا ولا تعب بناتنا
ثم نظر إلى زوجته وابنته وقال:
- هنصلي العصر ونتحرك على القاهرة، هنوصلك يا حبيبتي عند عمتك
ونطمن عليكي ونرجع عشان اخواتك ، وكلها كام يوم هرتب أموري وأخواتك
تخلص امتحاناتهم ونكون عندك بأمر الله.

أستقلو سيارة بيچو تقلهم إلى القاهرة وبعد مرور ساعتين كانت تصف السيارة بحي مصر الجديدة حيث تقطن عمة زوجته .
طلب من السائق انتظارهم فسوف يعودو معه ثانيا إلى المنصورة
كانت الساعة السادسة مساءً عندما وقفوا امام باب المنزل يدقون جرسه.
فتحت لهم السيدة المرافقة لعمتها ، استقبلتهم بوجه بشوش فهي على علم مسبق بقدومهم ، رحبت بهم وطلبت منهم الدخول .
اقتربت سناء بخطوات بطيئة ترحب بابنه أخيها :
- يا الف مرحب نورتونا يا دلال
احتضنتها بلهفة واشتياق واستمر العناق لحظات كل منهما مشتاق لأحضان الآخر .
وبعد أن ابتعدت عن أحضانها ، صافحت زوجها بود ، وأشارت إلى حياة أن تستقبلها داخل أحضانها قائلة:
- والقمراية بتاعتنا مافيش حضن لعمتو
اقتربت منها بحب فقد شعرت بحنانها منذ الوهلة الأولى ، ق.بلت وجنتيها وعانقتها بعاطفتها الحنونة ثم جلست وضمت حياة خلف ذراعها ونظرت إلى السيدة ثريا قائلة:
- حضرلينا الغدا يا ثريا
هتف فاروق باعتراض:
- لا مافيش داعي والله أحنا اتغدينا قبل ما نطلع من المنصورة
شهقت سناء بحزن:
- معقول يا ابو حياة، مش عاوز ناكل مع بعض ولا إيه ؟ لا أنا كده هزعل
ابتسم لها بود وقال:
- مانقدرش على زعلك يا ست الكل بس والله عشان البنات مش عاوزين نتأخر عليهم، ومعانا سواق منتظرنا ، كمان أحنا مطمنين على حياة معاكي
ربتت على كتفه برفق:
- دي في عنية الغالية بنت الغالية، وأن كان على السواق ثريا هتبعتله غداه وأنتم هتفضلوا هنا للصبح أنا ماشبعتش من بنت أخويا لسه
هتفت دلال بحب :
-غصب عننا والله يا عمتو، مانقدرش نبات هنا ونسيب البنات هناك لوحدهم ، وبعدين يا جميل اطمني كلها أسبوعين بس بالكتير وتلاقينا كلنا هنا جنبك وتحت امرك
- خسارة يا ريت البنات كانو معاكم ، عشان خاطرهم بس مسمحاكم ، بس ده مايمنعش أن كلامي لازم يتسمع ، تعالو نتغدا ونكمل كلامنا بعدين
جلسوا لتناول الطعام حول المائدة وهتفت دلال بتسأل :
- رقية عاملة أيه يا عمتو؟ هي مش ناوية تنزل ولا ايه هتفضل متغربة كده
تنهدت بحزن ثم قالت:
- تقريبا كده الغربة عجبتها ومش هتنزل غير تحضر دفنتي
شهقت بصدمة وربتت على كفها بحنان وقالت:
- بعد الشر عنك يا قلبي، معلش اعذريها ماحدش عارف ظروفها ، بس ماتقلقيش مسيرها ترجع لبلدها وتستقر فيها
- هقول ايه ربنا يعين كل واحد على حاله
بعد مرور ساعتين قررُ العودة إلى بلدتهم وودعو ابنتهم ولم تنسى دلال
من وصاياها لابنتها أن تهتم بصحتها وبعملها وودعتها بالدموع الحارقة
بسبب ابتعادها فهي لم تبتعد عن أحدى بناتها منذ ولادتهم ، تركتها بقلب
منفطر يرفض الابتعاد ولكن ليس بيدها فعل شيء فهذا مستقبل ابنتها .
❈-❈-❈
اصطحبت سناء حياة لغرفتها التي رتبتها من أجلها ، ثم تركتها تنام فقد كانت متعبة أثر ساعات السفر التي قضتها بالسيارة
وغدا لديها عمل باكر ، يجب أن تذهب إليه
بدلت ملابسها بمنامة قطيفة شتوية من اللون الفيروزي واستلقت بالفراش واغمضت عيناها لتذهب في النوم بعد عدة ثواني .
❈-❈-❈

عاد سليم متعب من عمله وقبل أن يدلف لداخل الڤيلا وجد نفسه يتوجه إلى حوض الزهور الذي زرعه شقيقه بنفسه، تابع نمو الأزهار بنظرات فاحصة ليتفاجئ ببعض الورود ذابلة، يبدو بأنهم يشتاقون لليد التي كانت ترويهم كل صباح، تنهد بضيق ثم سحب مقعده ليصل إلى رشاش المياه ، فتح المحبس والتقط الرشاش بيده ثم بدء في ري الازهار بعناية وبعد أن أنتهى من مهمته أغلق المحبس ودلف لداخل الفيلا.

جحظت عيناه بصدمة عندما وجد "شاكر البدرواي" في انتظاره يجلس بالصالون مع والدته.
هتفت خديجة بجدية :
- تعالى يا سليم، عمك شاكر منتظرك من بدري
زفر بضيق بعد أن فاق من صدمته وهتف مرحبا به بفتور:
- أهلا وسهلا يا شاكر بيه، ثم استرسل حديثه قائلا:
- لو كنت أعرف أن حضرتك منتظرني أكيد ماكنتش اتاخرت عليك
هتف شاكر ببرود :
- محتاج اتكلم معاك على إنفراد، ده بعد إذن الهانم
ضيق جبينه ونظر إلى والدته قائلا:
- افتكر والدتي لازم تكون موجودة بم أن حضرتك جاي تتكلم في طلاق حفيدتك من اخويا، بس أعتقد غايب عنك أن القرار في ايد أسر مش في أيدينا
أبتسم بمكر وقال:
- مين قال إن جاي اتكلم في طلاق، لا خالص أنا جاي اتكلم في أمر تاني وأفضل أن والدتك ماتكونش موجودة لأن الكلام اللي هقوله صعب الهانم تستوعبه
نظرت خديجة لابنها بقلق ، طمئنها بنظرة عيناه الحانية
هتفت بتوجس:
- خير أسر فيه حاجة ومش عاوزني أعرف
- الكلام اللي هقوله صعب أسر يعرفه ولو وصله الكلام ده أكيد مش هيكون بخير خالص
هتف سليم منفعلا:
- وضح كلامك واتكلم دغري مابحبش اللف والدوران
زفر انفاسه بهدوء ثم قال:
- الحرب اللي عملتها عليه لازم تنتهي وحالا وإلا
قاطعة باستهزاء:
- وإلا ايه يا شاكر بيه ، سليم السعدني مابيتهددش ولا بيتجبر ينفذ أوامر
نهض واقفًا ونظر له بغضب :
- أسر لو عرف أنك سبب تدمير حياته الزوجية مش هيسكت، لو وصله بس
خبر أنك ورا إصرار نور على الإنفصال منه بسببك أنت مش بسبب حد تاني
،اكيد هيكرهك ده غير أن حالته الصحية هتدهور وهيفقد الثقة فيك وفي كل اللي حواليه
ثم القي نظرة أخيرة على والدته وقال:
- عقلي إبنك يا هانم بلاش يلاعبني بأسلوبه ده عشان اللي هيتحرق بناره
هو أخوه مش أنا
ثم سار بخطوات واسعة مبتعدا عن الڤيلا واستقل سيارته عائدا إلي فيلته
يبتسم بانتصار، فقد انتصر السحرة على الساحر وانقلبت لعبته ضده ، فهو
يعلم أن ما فعله هو الصواب من أجل انقاذ حفيدته وشركته من الخسارة.

هتفت خديجة بقلق وهي تمسك بذراعي أبنها:
- سليم ، شاكر مابيهددش ،شاكر عاوز يخسرك اخوك، اكيد نور وصلتله كلام
ماحصلش وهو مصدق حفيدته وعشان كده جاي يساومنا ، أرجوك يا بني
أبعد عن شاكر خالص عشان حياة اخوك، أحنا ماصدقنا أن خد قرار الانفصال
عن نور، بلاش يعرف اي حاجة تانية ممكن تموته
- ماتخفيش يا ماما ، شاكر مايقدرش يعمل هو بس ثرثار شويا و عنده علم
أن اقدر اخرصه ، بس أنا سايبة حلاوة روح مش أكتر ، أسر خط أحمر ولو
هو فكر يتعدا الخط ده مش هيكون في صالحه
- يا بني يا حبيبي ريح قلبي وبلاش تقرب من شغله مش عشان خايفين منه
، بس أنا بشتري راحة ولادي ، عشان خاطري
-حاضر يا امي ، خاطرك غالي ومش هقرب منه بس ده مش خوف منه ، ده
عشان عاوز حضرتك تطمني وماتقلقيش ، ادعي بس لأسر يرجع بالسلامة
- هو أنا عندي أغلي منكم ادعيلوا ربنا يسعدكم ويريح بالكم ويعمر قلوبكم
بالانسانه إللي تستحقه وتصونه
أبتسم لها بحب ثم التقط كفيها يطبع على كلاهما قُ.بله حانية ثم نظر لها بمرح قائلا:
- ينفع الشحط إللي قدامك ده ينام في حضنك انهاردة ولا كبرت عليه
ابتسمت له بحنان ولمعت عيناها بفرحة ثم قالت:
مهما كبرت حضن امك هيفضل يساعك ومتاح لك العمر كله
- ربنا يخليكي يا ديچا قلبي
سحبت مقعده المتحرك ودلفت به المصعد وبعد أن توقف بالطابق الثاني
وغادروا المصعد حركت المقعد الى حيث غرفتها ، ساعدته على أن يمدد
ج.سده بالفراش وعندما وضع رأسه أعلى الوسادة اغمض عيناه ليذهب في
نوم هادئ ، ابتسمت هي ودثرته بالفراش وظلت جواره تمسد على خصلاته
برفق وتتمنى داخلها أن يسعد قلبه ويحظي بالحياة التي يستحقها ، فهو
مثله كمثل أي شاب من حقه أن يتمتع بحقه في الحب والزواج وتكوين
أسرة وينجب الاطفال.
تنهدت بحزن عندما شردت لذلك التفكير، ثم أغمضت عيناها هي أيضا ونامت
قريرة العين بجانب ابنها الحبيب .
❈-❈-❈
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي