البارت ٧

الفصل السابع

عاد طارق إلى منزله منفطر القلب؛ دلف إلى غرفته واغلقها عليه رفض أن يتحدث مع أحد
ظل يسترجع حديثها الجاف معه وهو يتودد إليها ، يريدها أن تصبح زوجته
فذلك حلمه الذي طالما انتظره واراد تحقيقه الآن ولكن كان ردها بالرفض
مثابة خنجراً غُرس بقلبه وطعن رجولته، يلعن ذلك الضعف الذي احتاجه
الآن.
لم تتحمل والدته أن تتركه في تلك الحالة، بعد أن نام زوجها؛ قررت أن تتوجه إلى غرفة ابنها وتعلم سبب حزنه وما حدث معه داخل منزل عمه
وقفت أمام باب غرفته تطرقه بإصرار لكي يفتح لها طارق.
بعد الحاحها وإصرارها على ذلك فتح لها الباب وهو مُطئت الرأس عابث الوجه
هتفت بثينة بقلق:
- أيه يا بني عامل في نفسك كده ليه ؟ هو حصل ايه في بيت عمك ؟
تنهد بضيق وجلس أعلى الفراش ونظر لها بحزن عميق وقال:
- حياة رفضتني يا ماما، بتقول أننا أخوات
اقتربت منه بعاطفة الامومة وجذبته لصدرها وهي تربت على ظهره بحنان وقالت بصوت جاد:
- رغم أن لا بحب دلال ولا بناتها؛ بس عشان خاطر عيونك أنت كنت موافقة تتجوز حياة، لكن هي ترفضك وتكسر قلبك لا مش هيحصل ولا عاشت ولا
كانت اللي تكسر قلبك يا ضنايا، بقولك إيه سيبك منها وأنا اجوزك ست ستها
ابتعد عنها وهمس قائلا:
- ماما أنا بحب حياة ومش هتجوز غيرها
نظرت له بعمق ثم قالت :
- مش دي إللي كنت عاوز تسبنا وتروح تعيش في مصر عشانها وعشان قال ايه تشتغل هناك
زفر بضيق ثم قال بصدق:
- أنا كنت عاوز أوصلها إن جنبها ومعاها في أي قرار تاخده، لكن بعد الجواز أنا إللي هقرر حياتنا تمشي إزاي ونعيش فين
- خلاص ماتزعلش نفسك أنا هتصرف
هتف بلهفة:
- هتعملي ايه يا ماما ؟
ابتسمت بمكر وقالت:
- إلا هعمل؛ ده أنا هخلي حياة تجيلك بنفسها وتقولك موافقة نتجوز وفي
أسرع وقت، بس سبلي أنا الموضوع ده خالص، وماتزعلش نفسك خليك
راجل أنا مخلفة تلات رجالة ولا هقبل أن حد فيكم يتكسر ولا واحدة تتحكم فيه
ثم ربتت على كتفه وقالت :
- نام أنت بقا وماتشيلش هم وأنا بكره من النجمة ليه زيارة لبيت عمك
وهتكلم مع حياة لوحدنا بعيد عن العقربة أمها، هي كده دلال بتغار مني
عشان أنا خلفت الصبيان وهي خلفت بنات، مش بعيد تكون أمها السبب أن
حياة ترفضك عاوزة تحرق قلبي بس أنا إللي هحرق قلبها على بنتها
هتف بقلق :
-ازاي يا ماما ؟
قالت بخبث:
-لا ماتخفش أنا قصدي لم تتجوز حياة كده هكون حرقت قلب مرات عمك،
يلا تصبح على خير وماتشغلش بالك بحاجة ابدأ
غادرت الغرفة وهي عازمة النية على إشعال النيران بين الإخوة إذا لم تتم تلك الزيجة.
❈-❈-❈

أستيقظت حياة من نومها بكسل، فقد كانت ساهرة طوال الليل ولم تتم إلابعد أذان الفجر
نظرت لشاشة هاتفها لترا الساعة الحادية عشر صباحًا، نهضت من فراشها
على الفور، توجهت إلى المرحاض لتنعش جَسدها تحت رشاش المياه
الدافئة، ثم ارتدت منامتها الشتوية التي بلون الرصاص وارتدت إسدال
الصلاة ثم فرشت سجادة الصلاة لتصلي الضحى، وبعد أن انتهت من
صلاتها؛ نزعت الاسدال وغادرت الغرفة بحثا عن والدتها
وجدتها بالمطبخ تعد طعام الغذاء، اقتربت منها ببطئ وضمتها من الخلف قائلا بمرحها المعتاد:
-صباح الخير يا دودو
- قصدك مساء الخير أحنا قربنا على الظهر وحضرتك لسة صاحية
قالت معتذرة:
- معلش والله غصب عني فضلت طوال الليل صاحية ومانمتش غير بعد الفجر، كنت عاوزة أتكلم مع بابا
- لم يرجع من المدرسة أن شاء الله، بس أنا قلبي متوغوش ماجليش نوم بردو من القلق، خايفة من رد فعل عمك ومراته
تنهدت بضيق وقالت:
- هو الجواز بالعافية
ربتت على كتفها بحب ثم قالت:
- لا مش بالعافية يا قلبي، بس دول أهل وأخوات والمواضيع إللي زي دي
بيكون فيها حساسية شويا؛ بس في الأول والآخر هم أخوات ومثيرهم
لبعض، ممكن يحصل زعل شويا من ناحية عمك بس حقه يزعل على ابنه
لكن مع الوقت هيتصافي، أقعدي افطري وبعدين روقي الشقة
- لا ماليش نفس
قالتها وهي تغادر المطبخ متجهة إلى غرفة الصالون لترتيبها، وأثناء انشغالها بأعمال المنزل، أستمعت لصوت جرس الباب، تركت المنفضة من يدها
وتوجهت لفتح الباب؛ جحظت عيناها بصدمة عندما وجدت أمامها زوجة عمها ، هتفت بقلق:
- أهلا يا طنط اتفضلي
دلفت بثينة لداخل ثم نظرت لحياة وقالت بعتاب:
- مش هتسلمي على مرات عمك
قَبلَتها حياة من وجنتيها وربتت الاخيرة على ظهرها بقوة منما جعل حياة تتأوه بصوت خافت، يبدو على تلك السيدة الغضب بسبب ما حدث
أتت دلال في ذلك الوقت وهتفت مرحبة بها:
- أهلا وسهلا يا أم طارق، اتفضلي ادخلي أنتي مش غريبة
أقتربت بثينة منها تقَبلَها ببرود وهي تهمس قائلة:
- اهلا بيكي يا حبيبتي
ثم جلسوا ثلاثتهم بغرفة الصالون ، يتبادلون النظرات المبهمة بينهم إلى أن هتفت دلال لابنتها قائلة:
- حياة شوفي مرات عمك تشرب إية؟
همت حياة بالنهوض ولكن استوقفتها كف بثينة الذي قبض بقوة على رسغها وجذبتها لتجلس ثانيا جانبها:
- لا اقعدي أنا عايزة اتكلم معاكي كلمتين
ثم نظرت لدلال قائلة بهدوء:
- معلش يا دلال يا أختي عاوزة اتكلم مع حياة كلمتين لوحدينا
نهضت دلال بضيق وهي تقول:
- البيت بيتك يا حبيبتي، أنا داخله المطبخ أكمل تجهيز الغدا
بعدما تأكدت بثينة من مغادرة دلال ، اقتربت من حياة تقول بود مصطنع:
- تعرفي يا حياة أنك ليكي معزة خاصة كده جوة في قلبي وربنا اللي يعلم ، ثم ضيقت جبينها بضيق وأدعت البكاء:
- بس زعلت أوي لم طارق قلي أنك رفضاه؛ ده طارق حنين أوي ومافيش
زي قلبه، ده يا حبة عيني حابس نفسه من امبارح لا راضي يروح شغله ولا
يأكل ولا يشرب، ده قلبه اتكسر يا حياة ، يرضيكي تكسري قلب إبن عمك
اللي من لحمك ودمك وماحدش هيشيل همه غيرك وهو كمان مالوش غيرك،
ليه كده يا بنتي تكسري بقلبه طب اديلو فرصة بصي قربو من بعض بلاش
تقولي اخوكي ومش عارف ايه ، خدي فرصة تعرفيه أكتر،
أخرجُ مع بعض اتفسحُ، أتكلمُ كل واحد يفتح قلبه لتاني
ابتلعت ريقها بتوتر ثم اخرجت أنفاسها بهدوء وقالت:
- صدقيني يا طنط أنا مش قصدي خالص اجرح طارق ولا اكسر قلبه؛ ده
طارق أخويا الكبير إللي عارفة ومتاكدة لم هكون في مشكلة هو أول حد
هيقف جنبي ويساعدني؛ بابا دايما يقولي أحنا مش لوحدنا عندنا أخوات
صبيان وماحدش يقدر يقرب مننا ، ومافيش أحسن من علاقة الأخ بأخته يا
طنط، العلاقة دي لا بتتبدل ولا بتتزيف مع الايام، ولا على مر السنين علاقة
قوية ومترابطة وأنا شايفه طارق أخويا ومش معنى كده أن بكسر قلبه لا أنا
كده بحافظ على قلبه عشان مش عايزة اظلمه معايا ولا عاوزة ندخل في
علاقة فاشلة وبعد الجواز يندم أن ارتبط بيه، كده أحسن لطارق وليا أنا كمان
زفرت بضيق ودارت وجهها بالمنزل ثم عادت تنظر لحياة قائلة:
- فين أوضتك ؟
أشارت حياة لغرفتها بخوف من نظرات تلك السيدة
نهضت بثينة والتقطت بكف حياة تنهض معها وسارت إلى حيث غرفتها
وعلامات الدهشة مرسومة على محياها لماذا دلفت بها إلى حيث غرفتها؟
تبدل وجه بثينة من العبث إلى الحزن وقالت:
- مش يمكن محسودة وعشان كده رفضتي طارق ولا حد عاوز يفرق بينا
اقعدي أنا لازم ارقيكي
لوت ثغرها بضجر على إصرار تلك السيدة المتطفلة
هتفت بثينة بتسأل:
- انهي واحد سريرك
أشارت حياة إلى فراشها بضيق فالفراش الآخر خاص بشقيقتها فريدة
جلست بثينة اعلاه وأشارت لها أن تجلس جانبها ، فعلت حياة بصمت من أجل أن تتخلص من تلك الزيارة سريعا
ولكن جذبت بثينة راسها ووضعته أعلى ف.خدها وقالت :
- مددي ج..سمك عشان ارقيكي وغمضي عنيكي، اسمعي مني وأنتي هتكسبي
ظلت صامتة لا تريد أن تجادلها، فعلت ما امرتها به بصمت تام.
أزاحت الحجاب عن راسها وخللت أصابها بين خصلاتها الشقراء القصيرة ثم
اخرجت المقص الصغير من داخل حقيبتها الشخصية دون أن تشعر بها
حياة، قصت خصلة صغيرة من شعرها ووضعتها بمحرمة ورقية ودستها داخل
حقيبتها ثانيًا، ثم أبتسمت بانتصار وربتت على ظهر حياة قائلة:
- أنا خلصت قومي بقا يا حبيبتي
ابتسمت لها حياة علة مضض
نهضت الاخيرة وقالت:
- أنا لازم أمشي دلوقتي ألحق احضر الاكل قبل ما عمك يرجع من المعرض،
وعايزاكي تفكري في كلامي يا حياة معلش عشان مايحصلش خصام بين
عمك وابوكي فكري آخر مرة عشان لم شمل العيلة مش نفرقها، بالاذن أنا
يا حبيبتي يا مرات ابني
غادرت المنزل بعد ما حققت التي أتت من أجله أما عن حياة فزفت بضيق وقالت بغضب:
-اللهي تتشلي يا بعيدة، قال مرات إبني قال، ده بعدك يا بثينة
دلفت والدتها تتسأل بضيق:
- ايه اللي دخلها هنا ؟
رفعت حاجبيها وقالت:
- هي طلبت تشوف أوضتي وبعد كده تفاجئت أنها بتقولي نامي عاوزه ارقيكي اكيد محسودة
هتفت دلال بصدمة:
- نعم ترقيكي.! دي بثينة أكتر واحدة مبسوطة أن الجوازة دي مش تتم ،
طول عمرها تكرهني من يوم ما دخلت عيلة الالفي ، وحتى لم خلفتك كان
جدك وجدتك مبسوطين بيكي أن بقا في حفيدة ، هي كانت بتصر تزعلني
وتقول انها خلفت صبيان وأنا خلفت بنت، ماتفهمش أن البنات عندي احسن
من ميت راجل وهم دول سعادتي ورزقي وفي كل ولادة ليه تيجي عشان
تقهرني وتحرق دمي بكلمتين، على أساس أن هزعل يعني أن خلفت بنت تانية
، ماتعرفش أنكم جنتي ، بقولك ايه سيبك منها فكري في نفسك ومستقبلك ،
صحيح طارق شاب كويس بس مش هتبني سعادتك وراحتك علي حساب
حد، الجواز مافهوش غصب، ده اختيارك انتي وحياتك وقدر ونصيب من
عند ربنا ، ربنا يسعدكم يا رب يا بناتي واشوفكم في أعلى المراتب مش
عشان بنات هنقتل طموحكم لا انتو أحلى وأجمل هبه ربنا بعتهالنا.
عانقة والدتها بقوة وهي تهتف بسعادة:
- وحضرتك وبابا أجمل حاجة في حياتنا ، أنتم سندنا وعزوتنا وكل ما نملك من الدنيا ، أنتم سعادتنا الحقيقية من غيركم أحنا ولا حاجه.
❈-❈-❈

كان القلق مسيطراً عليه، بعدما اغلق الهاتف مع صديقه الذي أخبر ه بما قاله
الطبيب الذي راَ وضع شقيقه الصحي؛ بعد أن أجرأ عدة فحوصات
وأشاعات طبية على المخ تبين أن البؤرة الصرعية بمركز حساس جداً ترتكز بالفص الأيمن من الدماغ ولأبد من أجراء عملية ولكن نسبة نجاحها ضئيلة
وبها خطورة على حياته فهذه مجازفة كبيرة إذا أتخذ قرار أجراءها.


وعلم بأنه دخل بحالة أكتئاب بسبب كل ما تعرض له من ضغوط بسبب
زوجته ولذلك هو الآن يمكث داخل المشفى ليتلقي علاجه والدعم
النفسي الكامل تحت أشراف أمهر الأطباء
اغمض عيناه وعاد بظهره للخلف وشرد بخياله إلي ذلك اليوم الملعون الذي
عاد من رحلته وقرر أن يتوجه الي شركة والده ليزف إليه خبر أنه يريد أن
يترك عمله كقبطان فقد سأم السفر المتواصل وإبعاده عن عائلته ، فمنذ أن
علم بمرض شقيقه وهو يشعر بالحزن من أجله ويريد أن يظل جانبه لا يريد
تركه يخشي أن تاتيه نوبه الصرع وهو ليس بجواره، لا يتحمل أن يصيبه مكروه.
" فلاش باك"
كان ينتظر والده بمكتبه الخاص بعدما علم من سكرتيرته بأنه داخل غرفة
الإجتماعات.
ظل يجوب الغرفة ذهاباً وإياباً إلى أن استمع لصوت انفعال والده ، فقد
كانت غرفة الاجتماعات ملحقة بغرفة المكتب ولذلك استرق السمع واقترب
من الباب الذي يفصل بين الغرفتين
تسمر مكانه بصدمة عندما هتف والده قائلا بغلظة:
- الشحنة دي لازم تتعدم فورا أنت فاهم، مش عاوز أسم توفيق السعدني
يتردد على السنت البوليس، والغي اي تعاقد بينا وبين شركة الادوية، جاتلي
أخبار من داخل الداخلية نفسها أنهم وصلوا لمافيا تجارة الأعضاء وتهريب
المخدرات في عبواة الادوية، لو اسمي أتعرف في الداخلية أنا هكون
انتهيت ، لازم تتصرف حالا مافيش وقت ، وغير اسم الشركة المعلنة وعاوز
شحنة أستراد أدوية وهمية باسم شركتنا ، روح دلوقتي ظبط أوراقك مش
عاوز غلطة يا منير ، الغلطة عندنا بموته أنت فاهم
هتف منير بتوتر :
- أوامرك يا باشا، ماتقلقش كل الورق هيكون عند سعادتك بعد ساعة
أشار إليه بالمغادرة ثم نهض عن مقعده وتوجه إلى باب غرفة مكتبه؛
ليفتحه وتاتيه الصاعقة والطامة الكبرى عندما وجد ابنه يقف أمامه متسمرا
كتمثال الشمع لم يحرك ساكناً ولم يصدق ما سمعته أذنه لتو.
هتف توفيق بقلق:
- سليم أنت هنا من بدري؟ ثم اقترب منه يعانقه
- حمدالله على سلامتك يا حبيبي
مازال على صدمته ولم يبادل والده العناق ولكن همس بصوت مبحوح وعيناه تكاد أن تزفر الدمع :
- اللي أنا سمعته ده مظبوط؟!
ثم اكمل حديثه برجاء:
- أرجوك قولي أن في حاجة غلط وكل اللي سمعته ده وهم وكدب ، مش
معقول حضرتك المثل الأعلى لينا تكون صورتك الحقيقية بالشكل ده ،مش
معقول اقرب الناس ليك تتخدع فيك بالشكل ده ؟فين ابويا اللي رباني وعلمني اكون راجل يعتمد عليه، علمني معنى الشهامة والجدعنة والرجولة،
رباني على القيم والأخلاق والمبادئ، كل ده كان خدعة كبيرة واحنا عايشين
فيها، كان قناع حضرتك لابسه وبتداري عننا الشيطان الحقيقي اللي متمثل في صورتك
هم بأن يرفع يده ليصفعه وهو يخرصه، ولكن تراجع واسقط ذراعه :
- اخرص ، انت عارف بتكلم مين ؟ في شحط زيك يتكلم مع والده بالطريقه دي؟
- حضرتك بترفع ايدك عليه عاوز تضربني عشان كشفت وجهك الحقيقي
امسكه من ذراعيه وهو يهزه بعنف وقال بصوت حاد:
- انا بعمل كل ده عشانكم ،لو ماكنتش وافقت اشارك الشراكات
العالمية دي هكون بقضي على حياتي وحياتكم، أنا خايف عليكم أفهم بقا ،
دي مافيا عارف يعني ايه مافيا ، لو كنت وقفت في وشهم كنت زماني ميت
من سنين ، انا عملت كده عشان احميكم
- تحمينا من ايه بالظبط ؟ حضرتك دخلت النار برجلك وتقول بتحمينا،
حضرتك شغال مع مافيا تجارة الأعضاء والادويه المتهربة والمخدرة وتقول
بتحمينا ، حضرتك بتدس السم لينا في العسل وتقول حماية، أنا مش قادر
اصدق ولا استوعب اللي شوفته وسمعته مش قادر
غادر الشركة وهو هائم علي وجهه قاد سيارته بسرعة فائقة، يشعر بأنه
داخل كابوس مزعج يريد أن يستيقظ منه ولكن أستيقظ على فاجعة
عندما انقلبت سيارته وتم نقله إلى المشفى وعندما فاق فقد الشعور بقدميه
، أصبحًا قعيدا، أخفى عن والدته ما عرفه عن والده وفضل أن يظل صامتاً ،
وعندما شعر توفيق بأنه المتسبب في حادث أبنه وخسارته قرر أن يتراجع
عن تلك الأعمال المشبوهة ولكن لم تقبل المافيا بذلك فانهت حياته.
"باك"
فتح عيناه بزعر وم.سح على وجهه بغضب ثم ضغط زر استدعاء سكرتيرته
واخبرها بضرورة حضور الشباب اللذين تم قبولهم بالعمل في الشركة منذ
الغد؛ فهو بحاجتهم الآن ، بسبب غياب سراج شعر بانه وحيد دونه بالشركة
، أراد أن ينشغل بتدريب وتأهيل هؤلاء الشباب الجدد.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي