الفصل الحادي عشر

صرخ ألفين بانفعال :
لماذا قمتي بسحب المنشفة؟!

وعندما سقطت ليزا شعرت أن كل شيء أمامها مشوش. رفعت يديها على عينيها، لكنها وجدت منشفة حمام بيضاء على يدها.
هل يمكن أن تكون هذه منشفة حمامه التي سحبتها  وهي مذعورة ؟!

هتفت ليزا بتوتر وتلعثم :
ماذا قلت إنني فعلت؟

أجابها ألفين بجمود وصوت بارد مثل الثلج :
ليزا، لم أر في حياتي أبدا امرأة وقحة مثلك

أرادت ليزا أن تبكي وهتفت وهي على وشك البكاء :
لم أفعل ذلك عن قصد، لقد علقت بالسجادة عن طريق الخطأ.

ألفين لم يصدق كلماتها على الإطلاق وقال :
لم أتعثر أبدًا على السجادة من قبل أن عذرك سخيف

رمشت ليزا بعينيها وقالت ببراءة :
ربما كان عقلي مشوشاً بعض الشيء بعد النظر إلى جسدك الذي يشبه الإله، ولم أستطع التركيز

ضحك ألفين بغضب، رأي العديد من النساء ولكن هذا النوع من الوقاحة انقرض تقريبا

_ إذاً أنتِ تلومينني الآن ؟!
قالها ألفين بغضب

لا، لا ألومك أنا فقط، لم أر جسد رجل من قبل

لم يعد ألڤن قادرا على الاستماع، وظهرت علامات الغضب على ملامحه فقفزت ليزا وابتعدت وهي تخشى من أن يرفع قدمه ويطردها ليقول ألفين بانفعال :-
_ أخرجي من الغرفة

لتقول ليزا :-
حسناً، سأخرج الآن
هتفت ليزا بتلك الكلمات ثم نهضت سَرِيعًا وهربت وولكن أوقفها صوت ألفين الغاضب من الخلف وهو يقول :
توقفِ

ثم تابع كلماته وهو يضغط علي أسنانه بغضب :
أعطيني منشفة الحمام

نظرت ليزا إلى منشفة الحمام التي في يديها، وللمرة شعرت أنها تريد قتل نفسها

بعثت ليزا في فروه شعر رأسها بارتباك ثم مدت يديها وناولته المنشفة وهي تنظر إلى جسده

لاحظ ألفين نظرتها
هذه المرأة لم تخجل حتى من نفسها
أغلقت ليزا الباب ثم ربت على صدرها الذي يعلو ويهبط بقوة

بعد هذه الحادثة، لم تجرؤ على البقاء في غرفة المعيشة، وأسرعت إلى الغرفة.
لكن عقلها لم يهدأ

لا تعرف كمْ من الوقت مكثت بالغرفة ، وفجأة سمعت طرقات على باب الغرفة

قفزت فجأة مثل الطائر الخائف وبعد ثانيتين، قالت بضعف :-
إذا كان هناك أي شيء يمكنك أن تخبرني به غدا، أنا نائمة الآن

جاء صوت ألفين من خلف الباب وهو يقول ببرود :
والضوء لا ينطفئ عندما تكوني نائمة؟! ليزا لا تجبريني على فتح الباب

رفعت ليزا شعرها ثم نهضت وقامت بفتح الباب.

لتجد ألفين أمامها يرتدي بيجامة رمادي اللون ، وتنبعث منة رائحة منعشة جِدًّا
لكن بيجامته كانت مُزَرَّرَة إلى الأعلى، حتى أن تفاحة آدم كانت مسدودة برغم أنهما في فصل الخريف وليس الشتاء.

لاحظت ألفين نظراتها وكان منزعج للغايهة هل هذه المرأة ليس لديها أي خجل وقال :
إلى ماذا تنظري؟!

كانت ليزا عاجزة عن الكلام حدق ألفين في نفسه لتقول ليزا :
لم أنظر إلى أي مكان وأنت تعرف ذلك بنفسك

نظر ألفين إليها، كانت رقبتها نحيلة ورشيقة، وجهها كان لامع ولم يكن متأكدا ما إذا كان هذا تأثير الضوء أما شيء آخر؟!

بالأسفل هناك رقبة بيجامة قطنية رقيقة

اتسع بؤبؤ عين ألفين وهو ينظر إليها وصارت أفكاره الداخلية أكثر ثباتًا

هذه المرة حان دور ليزا لتسأل نفس السؤال :
إذن أين تبحث؟!

ربما لأن عيون الرجل كانت ساخنة جدا وحادة، حتى ليزا، كانت محرجة قليلا

سخر ألفين وقال :
أرى كيف أغريتني

كانت ليزا عاجزة عن الكلام تعترف بداخلها بأنها كانت هناك أفكار في عقلها من قبل ناحية ألفين لكنها في الحقيقة لم تفكر في الأمر بجدية

ضغطت ليزا علي شفتيها بتوتر وقالت :
أنا لا
بترت عبارتها ولم تكمل كلماتها لم تدري ماذا تقول له تحسن موقفها أمامه به

كانت تقوم بمط شفتيها، وكان مكياجها نظيف وأبيض ولطيف، وكانت تبدو جميلة

تراجع ألفين عن نظراته، وعادت الخطوط الباردة على وجهه المثالي واللامبالاة وقال :
سأمنحكِ المال، لتخرجي وتستأجري منزل لكِ، ليس من المناسب لنا أن نعيش معًا بمفردنا.

إذن هذا هو الاتجاه لإخراجها من المنزل

أصبحت ليزا قلقة عندما سمعت هذا وقالت :
لماذا غير مناسب؟ لقد حصلنا على وثيقة الزواج
إنه قانوني

سخر ألفين من كلماتها هذه وقال :
يجب أن تعلمي بالضبط سبب حصولنا على وثيقة الزواج

عند سماع هذا، ابتسمت ليزا في وجهه بشكل ساحر  وأظهرت القليل من الخجل وقالت :
أليس ذلك لأنني وقعت في حبك من النظرة الأولى في البار ومنذ ذلك الحين أصبح قلبي مرتبط بك بشدة.

صمت ألفين ولم يستطع أن ينطق شيء
كان مبهوراً مما يسمعه

قالت ليزا فجأة :
فهمت، هل ما زلت غاضب بسبب ما حدث للتو؟ اعرف أنك عانيت من الخسارة، ومن الطبيعي أن تشعر بعدم الارتياح

عضت شفتيها الوردية بتفكير وهي تتخذ قرارها وقالت :
إنها صفقة كبيرة سأدعك تنظر

وبعد أن أنهت كلماتها، مدّت يديها وفكت زر البيجامة العلوي.
كان ألڤن يتنفس بقوة ثم استدار وغادر الغرفة وصفع الباب خلفه بعنف وقال :
امرأة بلا حياء

نظرت ليزا إلىه وهو يرحل كان مرتاح ومضحك قليلاً في نفس الوقت، وغادر دون أن يكشف شيئاً.

على الرغم من أن مزاجه سيء بعض الشيء، إلا أنه لا يزال يعتبر رجل محترم
مثل هؤلاء الرجال نادرون

في منتصف الليل ، استيقظت ليزا بذهول وهي تسمع صوت مواء في الخارج.

نهضت وخرجت من الغرفة ثم وأضاءت الضوء لتجد ليو تستلقى تحت الطاولة وتتقيأ بضعف.

تفاجأت ليزا، ثم اقتربت من ليو ورفعت يديها لاعلي حتى تقوم بمعناقتها ليو ولكن جاء صوت ألفين الجليدي من الخلف وهو يقول :
تنحي جانباً

تجمدت يديها في الهواء لفترة من الوقت ثم تقدم ألفين إلى الأمام وعانق ليو.

في ظل المصباح يكون مخطط الزاوي باردًا وبدون أثر لدرجة الحرارة، لكن العيون السوداء العميقة تحت الشعر الأسود الكسول تومض بضوء لطيف

ماذا حدث لها؟
هتفت بها ليزا في حيره عندما رأت قطة جميلة في محنة

نظر ألفين إليها وعينيه تلمع بالغضب وقال :
ماذا قلت لك؟ إنها قطة، لكنك تطعميها كل تلك الوجبات السريعة. هل تعتقدِ أن معدتها يمكنها تحمل ذلك؟

شعرت ليزا بالذنب الشديد لقد رأت قطط برية على جانب كشك الوجبات الخفيفة الليلي من قبل. تلك القطط البرية كانت تأكل كل شيء لقد اعتقدت أن القطط لديها وظيفة هضم جيدة

قالت ليزا بندم وحزن :
آسفة

_ إذا كان هناك شيء خاطئ مع ليو، أنا لن أتركك تذهبي
حدق بها ألفين وقال عبارته تلك بتوعد ثم نهض بسرعة، وأمسك مفاتيح السيارة وخرج من الباب وهو يحمل ليو على ذراعيه

أسرعت ليزا إلى المصعد وقالت بلهفة :
اعرف أن هناك مستشفى جيد جدا للحيوانات الأليفة، سآخذك إلى هناك

مط ألفين شفتيه وتجاهل ليزا طوال الوقت ولم يهتم حتى بالرد عليها

توقف المصعد في طابق موقف السيارات،
خرج ألفين بسرعة من المصعد وليزا خلفه

وعندما وصل إلى السيارة، كانت ليزا قد فتحت باب الراكب وكادت أن تدخل إلى السيارة لكن منعتها قوة عنيفة خلفها.

كانت ترتدي نعال، لم تقف ساكنة وتأرجحت بضع درجات، ثم سقطت على الأرض.

وقف ألفين أمام السيارة، ونظر باحتقار إلي ليزا وقال : اخرجي من هنا على الفور، لا أريد أن أراكِ في هذا المنزل قبل أن أعود، صدقيني أن عدت ووجدتكِ فلا تلومني على وقاحتي

بعد أن أنهى حديثه، ركب السيارة مع ليو الذي بين ذراعيه وسرعان ما اختفت سيارة لكزس البيضاء.

في موقف السيارات الكئيب، نظرت ليزا إلى اتجاه مغادرة السيارة، ولم تستطع الدموع التي احتجزها لمدة يوم أن تندفع للخارج

اليوم كان سيئ وطردت من الجميع، حتى أنها شعرت أن منزل عائلة جيانغ لم يعد ملكها.

ظنت أن منزل ألفين مكانها وعلى الأقل ليو ودوداً معها، أما الآن فـ ليس هناك أي مكان لها حتى هنا

ابتسمت بسخرية وحسرة على حظها هذا، لكن عندما تذكرت كيف كان ليو يشعر بعدم الارتياح الآن،
فجأة اختفت تلك الابتسامة الساخرة وشعرت بالانزعاج والذنب.

كان من الواضح أن ألفين لم يحبها على الإطلاق. كان يلاحقها لأغراضه الخاصة، حتى أنها تجاهلت كرامتها. هل هذا ممتع حقا؟!
كما أنها قتلت ليو ربما يجب أن ترحل بالفعل كما طلب منها ألفين
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي