الفصل السادس

إذا ضمن أحدهم قلبك، سيضمن مغفرتك، وإذا ضمن مغفرتك فسيؤذيك بلا رحمة.
***دوستويفسكي***

د- هل جُننتِ يا نهال! انتِ تمزحين أليس كذلك؟!
قالها بعد ان سحبها لغُرفتها واغلق الباب لكي لا يسمع اي احد حوارهما المُحتد بينما اجابته بهدوء شديد:
- لقد اسقطتهُ بعد زواجنا بإسبوع واحد، انا أُريدُ طفلًا منك انت، لقد تخلصتُ من خطيئتي ويمكننا الآن ان نبدأ حياتنا كأي زوجين.
- يبدوا انكِ نسيتِ سبب زواجي منكِ، لقد خاطرت بعائلتي لكي لا تقتُلين روحًا بريئة ولكن يبدوا انكِ قد تعودتِ على حصد الذنوب، وبيدكِ قد امضيتِ على انتهاء هذه المسرحيّة الزائفة.

دقّ حديثه نواقيس الخطر بداخلها ولكنها آثرت ان تُكمِل ما تُخطط له، فطارق رجُل احلامها ولن تترُكهُ بهذه السهولة.
اقتربت منه ومنحتهُ نظرةً من عيناها التي تحمِلُ سِحرًا انثويًّا فتّاكا، اقتربت اكثر ورائحة عطرها تسبقها لتطوّق انفاسه، تمتمت بجُرأة:
- انت رجُل رائع وتُعجبني للغاية وارى أنني أُعجِبُك ايضًا أليس كذلك؟
ابتسم وخفق قلبها بانتشاء لجمال الواقف امامها والذي ترغبُ به بشدّة.

- تُعجبينني للغاية، بل وتُعجبين ايّ رجُل يلمحكِ.
ظنّّت ان كلماته إطراء ولكنّهُ اردف ولا زال يطالعها باستخفاف:
- ولكنكِ مُستهلكة، وانا أُحبُّ الأشياء النادرة، البعيدة عن متناول احد، كبيداء مثلًا.
انهى حديثهُ وغادر على الفور صافِعًا الباب خلفه، دلف الى مكتبه وهاتف احدهم قائلًا بتهذيب:
- سيدي، نهال اجهضت الطفل، يجِبُ ان اطلقها لكي أُعيد عائلتي لهدوئها.
استمع للطرف الآخر الذي بدى غاضبًا للغاية ليُجيب:
- لا بأس سنلتقي بعد ان تعود من السفر.
اغلق هاتفه وهو يعدّ الأيام ليتخلّص من هذه المُصيبة ويعود لزوجته الحبيبة.

****

قال لي ابي ذات ليلةٍ عقِب تركي لوليد:
- للحفاظ على يديكِ ناعمةً حفرتُ الصخر بأظافري، لأمنحكِ وإخوتكِ حياةً في هذا العالم الميّت تعرضتُ للكثير من الأشياء التي سيؤلمكِ مُجرّد ذكرها، انا ووالدتكِ يا عزيزتي لم نكُن نملك ايّ شيء عندما تزوّجنا، فقط هذه الغُرفة الوحيدة والكثير من الحُب، عند مجيئكم لحياتنا آنستُم وحشة هذا المكان! ووجدنا سببًا جديدًا للخروج كُلّ يوم ومُجابهة الحياة؛ لأجلكم انتم.

تحدّث وعيناهُ تلتمِعُ بحُب، واردف كأنّهُ يعلم كُلّ ماخبأتهُ بداخلي:
- انتِ بالذات لستِ كبقيّة اخوتكِ، منذُ طفولتكِ وعيناكِ تضُجُّ بالأحلام، اعلمُ انّكِ تتمنّين ما لن نستطِع منحكِ اياه، ولكنني مُتأكدٌ من انّكِ ستُحققين كُلّ أُمنياتِك.
امسك بكفّي بين يداهُ المُثقلتان بالحُبّ والتعب ونظر اليّ بعيناهُ الغائرتان الغريبتان كعيناي وقال:
- ثمّة طريقان لتحقيق الأحلام، الحظّ او العمل، إن لم يمنحكِ الحظّ تأشيرة الدخول عليكِ دفع باب العمل ولفعل ذلك يجب ان تتسلّحي بالثقة والاجتهاد، إنسي كُلّ ما مضى وتابعي حصد امنياتك.

كان يقصُد في جُملته الأخيرة علاقتي بوليد وقد بدى جليًّا انني تأثرت بإنتهاء هذه العلاقة حتى إن لم أُظهِر الأمر ولكنّ ابي يعلم تمامًا ما بداخلي.
وعدتهُ يومها بأن اعود قويّةً كما كُنت وبالفعل منذها وقلبي في سباتٍ عميق الى ان تعرفت على طارق.

اغلقت دفترها بغيظ ما ان خطّت اسمه، فالغيرة تنهشُ قلبها دون رحمة؛ تلك الحقيرة تتعمّد دائمًا استفزازها واليوم اخذتهُ من امامها كالجرو! ليتها تستطيع الذهاب اليها وضربها على وجهها الذي تتباهى به.
- ما الذي ينقصني ليتزوّجها عليّ؟!
دار هذا السؤال برأسها كدوران عقارب الساعة " تيك توك... تيك توك... تيك توك..."
الإجابة واضحة يا بيداء! كُلّ شيء.. ينقصك كُلّ شيء، الجمال، الثِقة، الشخصية القويّة، المكانة الاجتماعية.

كانت تلك الإجابات المؤذية مُجرّد ستارة لإخفاء فشلها الذريع في الحصول على الحُب، الرِجال كالثياب البيضاء، علينا الحفاظ عليها نظيفة لكي لا تتسخ ويصعُب غسلها، يجب ان يُعامل الرجُل بعناية، بحُب وحنان يزيل عنه غبار الزمن.
جلست امام مِرآتها، تتأملُ دموعها التي لا تجِف، ترسِمُ بأناملها دوائرًا حول عينيها التي يخبرها طارق دائمًا انها جميلة.
" عيانكِ حلوة" عبارة صغيرة وبسيطة ولكنها تسقُط على قلبها بردًا وسلاما، تُزيل كُلّ اعترافات الحُبّ التي تمنّت سماعها منه لتبقى منفردة بمُنتصف سطر الغزل بقصيدته.

ولكنها تشعر دائمًا بأنه يكذب في قوله، لأن عيناها عادية للغاية بل تحوي هالات سوداء منذُ طفولتها؛ وتقول والدتها ان تلك الدوائر البنية ما هي الّا تعاويذ وضعتها الملائكة لحماية عيناها الجميلتان من الحسد وبالطبع لا تصدق.
لم تكُن تشعُر بالرضى حيال بشرتها السمراء المائلة الى لون الشاي، ترى وجنتاها مُمتلِئتان كبالون ولا تُحبّ ذلك، وإن استمرّت بتأمُّل نفسها ستجد دومًا سخطًا على كُلّ شبرٍ بجسدها.

- كيف سيُحبّكِ وانتِ لا تُحبين نفسك؟
هي ذكيّة وتعلمُ مشكلاتها ولكنها عاجزة تمامًا عن حلّها.
تناولت دوائها واستلقت على فراشها لكي تُنهي مُسلسل الحُزن والكآبة، صدق قولهم عن النوم "حبيب المُتعبين"

***

يجتاحني كُره عظيم لذاتي عندما ارى كم انا جاحدة لما منحتني اياه الحياة، كنت كطيرٍ صغيرٍ لا حدود لفضائه ولا يعلم ان السماء ايضًا قد تودي بحياته. اردتُ دومًا ان انسلِخ عن شرنقة الفقر والتمتُّع بكُلّ ميزات الحياة المخمليّة ولكنني الآن وانا بعُمر السابعة والعشرون أُفكّر بأن كُلّ افكاري ليست صائبة، فماذا منح المال شهد التي قدّمت نفسها عربونًا لحياة راقية؟! ها هي الآن لديها المال والاطفال والزوج ولكنها تعيسة للغاية.

لقد قدّمت لأُسامة شبابها وحياتها واطفالًا تمنّى ان ينجبهم من الخالة ماريا وبالمُقابل منحها هو المال والمكانة الاجتماعية المرموقة وظلّ قلبه برفقة زوجته الحبيبة ماريا التي لازالت تعشقهُ بقلب ألف امرأة، بل وتُحبُّ اطفالهُ وكأنهم ابنائها، وفي كُلّ مرّة اسألها كيف لها ان تعيش برفقة رجُل تزوج عليها تخبرني بإبتسامتها المُكللة بالرضا:
- عندما تشعُرين بالحُب ستعلمين ما اشعُره حيال أُسامة.

بحياتي لم ارى عِشقًا كعشقها لزوجها وبالمُقابل لن استطيع انكار انّهُ ايضًا يُبادلها حُبًّا مجنونًا، ولم يتزوّج عليها الّا بعد ضغوطات من عائلته وعندما بدأت تلك الضغوط إزعاج ماريا قرر ان يتزوّج ليُريحها في المقام الأول، عجبًا كم هي غريبةٌ هذه الحياة!
- بيداء! هيا يا عزيزتي القهوة جاهزة.

كان هذا صوت الخالة ماريا وهي تنادي بيداء التي اغلقت دفترها واعادتهُ للحقيبة وخرجت الى العريشة التي لم تتغيّر بمرور الزمن، لا زالت مرشوشة بحبيبات الرمل، معروشة بجرائد النخل، مكسوّة بالحنين، مُحتضنة بكفوف التقاليد الحلوة بمنزلهم الذي لم يعُد قديمًا كما كان، وقد آثرت والدتها ان تظلّ هذه المساحة كما كانت من قبل، تجمعهم كعائلة بسيطة.

على احد المقاعد الخشبيّة القصيرة جلست الخالة ماريا وامامها موقد تقليدي من الفخار، تضع عليه القدح المُخصص لتحميص حُبيبات البُن التي فاح شذاها المُثمِل مُعانقًا ان بيداء فأخذت نفسًا عميقًا وهي تأخُذُ مقعدها بجانب حسن، وسُرعان ما ازدادت الأجواءُ دِفئًا بفوح عبير اعواد البخور التي تُعد الجُزء الاساسيّ من مهرجان القهوة؛ وانخرط الجميع في الحديث عن اشياء مُختلِفة كُلٌ بما يؤنسه وعادت افكار بيداء الى الشرود المُتعب بحثًا عن حلّ لحياتها مع طارق، هل يا تُرى انتهى مسارهما الى هذا الحد؟! هل سيموتُ حُبّها الذي وُلِد بعد سنواتٍ من العُقم؟ هل مصير كُلّ ما تُحب ان يتبخّر في الهواء كأن لم يكّن؟!

- استأذِنُكم، سأرتاح قليلا بغُرفتي، اشعُر بالصُداع.
قالتها وتوجهت الى الداخل والاختناق يقبِضُ على انفاسها، خبأت وجهها في وسادتها وبكت كُلّ خيباتها، بكت كُلّ شعورٍ راودها عنوةً نحو رجُلٍ لا يمِلكُ قلبًا.
- البكاء لن يحلّ المُشكلة يا بيداء! انتِ يجب ان تُفكّري بهدوء، وإذا اردتِ الطلاق انا سأُنهي الأمر بأقرب وقت.

قالها حسن وقلبه ينفطِرُ علي حالتها وبالرغم من عدم رضاهُ على انتهاء هذه العلاقة إلّا ان مصلحة أُخته ستظل في المقام الأول وهي منذُ زواجها لم تسعد برفقة زوجها، صحيح انها لم تشتكي ولكن بذات الوقت لم تُمحى ملامح الأسى عن وجهها، تلك اللمعة التي يراها بعيني ماريا وهي تتحدث عن زوجها ليست لدى بيداء.

- ما الذي تقولهُ يا حسن؟ أهذا ما استطعت نُصح أُختك به؟!
هتفت والدتهما وهي تُنهِضُ بيداء ونظرت الى ضعفها بغيظ فدومًا ما حاولت تعليمها كيف تكُن صامدة ولكنها هشّة كحبّة رمل.
- انظُري اليّ جيّدًا يا بيداء، وافتحي عقلكِ لتسمعي هذه الكلمات، اولًا إياكِ ان تُفكري مُجرّد تفكير في الانفصال، إنسي ما تفوّه به اخاكِ وافهمي، انتِ يجب ان تحافظي على زواجكِ...

- يكفي يا أُمي ارجوكِ! يكفي ما تصبّونهُ عليّ من نيران! جميعكُم تقولون حافظي على زواجكِ واعيدي زوجكِ ولا تستسلمي! ما الذي فعلهُ طارق لأتمسّك به؟! هو حتى لم يُبرر فعلتهُ الشنيعة ولم يعتذِر!
صرخت وقد نفذ مخزون صبرها:
- سنين وانا صامتة اواسي نفسي بالقليل الذي يمنحهُ لي واقول بداخلي: لا بأس يا بيداء؛ هو ليس بهذا السوء، على الاقل يحترمكِ ويعاملكِ بالحُسنى.
سنين وكُلّ ما انجزتهُ من هذا الزواج هو سراج فقط، سراج الذي احتملتُ كُلّ جروح قلبي لأجله ولكنني الآن لم اعُد استطِع تحمُّل هذا الألم.
وانخفض صوتها بهلع:
- لقد بت اخافُ ان اموت قبل ان ارى ابني يكبُرُ امام عيناي.

صمتت والدتها بحسرة وندم؛ فلأوّل مرّة ترى ابنتها بهذا الانهيار، حاولت التخفيف عنها ولكن جاء ردّها حاسمًا باردا:
- اتركوني من فضلكُم.
غيّم التوتُّر على الجلسة والجميع يعلم ما تعاني منه بيداء ولكنهم يتجاهلون الأمر رُبما لأنّ الحل الوحيد بيدها هي، إمّا ان تنفصل عنه او تبقى برفقة ابنها.

تجرّعت حنين القهوة بصعوبة وارادت ان تنزوي بغُرفتها بأسرع وقت؛ فلا يمكنها مقاومة احراجها العظيم من تصرُّفات اخيها، هي تعلم منذ البداية ان طارق صعب المراس وجامد المشاعر بطريقة مُزعِجة لذلك لم تحاول تجميل صورته امام بيداء ولكن كُلّ شيء حدث بسُرعةٍ وقُدرةٍ عجيبة بصورةٍ استغربها الجميع كما وانّ مُعجزة ما تبزغُ في فجر حياتهم.

.
.

اتى المساء، غفت الأحزان وجفّت الدموع، حملت حقيبتها وخرجت عندما جاء لأخذها للمنزل، يبدوا اكثر اهتمامًا ولكن هذا قطعًا لن يمحوا حقيقة زواجه من نهال.
اعطاها كالعادة الصمت هديّة ولم تكُن لتحتاج لشيءٍ اكثر من ذلك، عادت الى البيت وكأنها تسير على زُجاج قلبها المُحطّم، ضمّت سراج ونثرت على عينيه قُبلات النوم كساحرة بيضاء طيّبة، اتجهت لغُرفتها وتحديدًا لتلك الطاولة الصغيرة التي تحوي حبوبًا باتت تتناولها بنهم، اخذت حبّتان من كُلّ قُرص علّ تلك الادوية تُغيبها قليلًا عن عالمها، شعرت بيده القاسية تُبعِد الحبوب عن متناول يديها؛ يطالع هيئتها المُضطرِبة، عيناها الحمراء المُهتزّة، شفتاها الباهتة، وجهها المُحتقِن بالدمع! متى وصلت لهذه الحالة؟!

- ما هذا الشيء؟! أترغبين بالموت؟
لم تهتم لصرخته المُحتدّة ولا ليدهُ التي تهزّها بعُنف.
- ارغبُ بأن انام قليلًا! ارغبُ فقط بإخراس صوت قلبي الذي لا يكُفّ عن البكاء بحثًا عنك! لساعةٍ واحدة على الاقل.
همست ببكاء وقد بدى شعور الرغبة بالموت يتزايدُ بداخلها بعد ان كبحتهُ ببسالة قبل عامٍ من الآن بمُساعدة منال دون ان يعلم ايّ احد ولكن هذه المرّة صار الأمرُ اكثر عُمقًا.

- منذُ متى وانتِ تتناولينها؟!
قالها بحدّة ولم يُشفِق ابدًا على حالتها فهمّه الأكبر الآن فهم ما يجري من حوله، متى وكيف وصلت بيداء الى هذه الحالة؟! وهل هو بالفعل لم ينتبه لتغيُرها.
- لماذا تهتم؟ اذهب لزوجتك الثانية افضل مني، على الاقل بإمكانها ان تحصُل على اعجابك.
لماذا تتحدّث بهذه الطريقة، لما لا تصرُخ بوجهه كما يفعل؟! تسائل بداخله بقلقٍ حقيقي على حالتها فوحدهُ من يعلم خطورة الهدوء.

كسجينٍ عاش طوال حياته مُحاطًا بالجُدران وعندما أُطلق سراحه بنى لنفسه قفصًا من حديد كانت هي امامهُ الآن، فعندما جائتها الفُرصة لصبّ كُلّ ما يؤلمها تجاهه خارج قلبها فضّلت الاحتفاظ به بداخلها، مع الكثير من المشاعر التالفة المنتشرة بفناء قلبها القديم، اختارت السكوت في اللحظة التي يجب ان تصفعهُ فيها، وفضلت البعد بذات اللحظة التي لا تحتاج فيها سوى عناقًا منهُ لتسكّن اوجاعها قليلًا.

كانت واعية تمامًا لطبيعة مرضها منذُ بدايته والآن بات الخوف اكبر من كُلّ عرض يعود ليظهر من جديد اكثر حِدّةً مُهدِدًا حياتها، فهاهي الآن ترتعِشُ بشدة وتعلمُ بأنها تفعل، تحاولُ ضمّ يداها بقوّة لكي لا ترى ذلك الاهتزاز ولكنها تفشل.
التفّت يداهُ حولها يحتضِنها بعُمق الخوف الذي تضخم بداخله عليها وتتشبّثُ به كغريقٍ لا يرغبُ بالموت، غريقٍ آخر فُرصةٍ لهُ في الحياة ان يغرس نفسهُ بمسامير خشبٍ عتيق؛ مساميرًا حادّة تجرحُ بشدّة في سبيل الهروب من شبح الموت، فقط في سبيل العودة للتنفُّس.

بكت لساعاتٍ وساعات، بكاء من فقد عزيزًا واعادتهُ الحياة اليه، كانت تبكي خوفها من عودة اكتئآبها وايضًا فرحة بوجود دوائها الوحيد وبالفعل نامت بعد وقتٍ طويل ولأول مرّة منذُ بضعة أشهُر لا تتناول الحبوب المنومة.

لم يكُن طارق مستوعِبًا لما حدث، الّا انّهُ ادرك ان بيداء ليست بخير، وربما هي كذلك منذُ فترة طويلة وهو بالتأكيد السبب الأساسي لما يحدُث معها، يساوره بين الفينة والأُخرى ندمًا لزواجه منها؛ لم يكُن عليه ان يتزوّج وهو خاليًا من كُلّ مقومات الزوج المناسب لأي فتاة، فلا ذنب لها ان تعيش مع رجُل لا يُبالي بوجودها، رجُل قد تمُر اسابيع وشهور دون ان يراها وعندما تكون امامه لا يُظهر ادنى اهتمام بمشاعرها.

اغلق بوابة جلد الذات التي يقِفُ امامها وادرك ان عليه إصلاح كُلّ ما افسدهُ بحياة هذه المسكينة، نهض على الفور وجلب حاسبه الآلي ليبحث عن الادوية التي وجدها بغُرفتها، كانت مختلفة وبعضها يوجد منه اكثر من قرص، وكانت الصدمة الكُبرى انها ادوية اكتئآب...

~~~~~~~~~~~~
فصل جديد
بيداء مصابة بالاكتئآب
وثمة الكثير من الأسرار ستتضح بالفصول القادمة.
سأسعد برؤية توقعاتكم.

مع حبي ❤❤❤

فايا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي