الفصل السابع

لا السيف يفعلُ بي ما أنتِ فاعله.. ولا لقاءُ عدوَّي مثلَ لُقياك.
‏لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي .. ما نالَ مِنَّيَ ما نالتْهُ عيناك.
**** المتنبي****

ليتها لم تشرق شمس الصباح التي كشفت حقيقتي لك!
كان هذا لسان حالها ما ان استفاقت من سُكرة نومٍ طويل، نوم برائحته الخاصّة، تلك التي لا تستطيع استخلاصها في زُجاجة عطر ورشّها على وسادتها ما ان تشتاقه.
بعين مُغلقة وأُخرى مفتوحة بنعاس راقبته، يستلقي بجانبها، كفّاهُ اسفل رأسه، عيناهُ مُعلقّة بسقف الغُرفة بتركيز شديد، رُبما يُفكر بنهال.

يعلم انها تراقبه منذُ ان فتحت عيناها، يخشى مواجهتها اكثر من خوفها من هذه المحادثة لأنه قد يتحوّل الى شخص آخر اثناء استجوابه لها؛ شخص لن تُحبّ التعرُّف عليه، سيُعاملها كطارق مُحقِق الشُرطة وقطعًا لن يسير الأمر على ما يُرام.
- منذُ متى وانتِ تتناولين هذه العقاقير؟ هل قابلتي طبيب نفسي؟
التقت اعيُنهما وابتسمت عيناها بوداعة، بحُب، بحجم الخوف الساكن بقلبها واجابت:
- هل تهتم؟ لماذا ستفعل؟! انا بيداء ولست نهال.  

- لا تستفزّي هدوئي يا بيداء؛ لأنّكِ لا تعرفينني عندما اغضب.
جثم وجههُ امامها مُباشرةً، قريب لنبضاتها الشقيّة بعيد عن عقلها الصلد، هادئ ظاهريًّا ولكن عروقه تنتفِض ناثِرةً الدِماء الى رأسه بشدّة، مُنفِعلٌ لأوّل مرّة وبسببها هي.
- انا بالفعل لا اعرفك! وانتَ كذلك لا تفعل، لا تشغِل نفسك كثيرًا، نحنُ خطّان مُتزاويان، وجهان لذات العُملة، ليل ونهار، بدر وشمس، عين وصحراء، غيم ورمل، لن نلتقي يوما.
- بيداء!

صوته المُختنِق دفع بدموع قلبها الى عينيها، احرقت غضبه ببساطة والقت حيرةً عظيمة بداخله، كيف يستطيع التحدُث اليها دون ان تذرِف تلك الدموع الغبيّة؟
- من الأفضل ان نبتعد لبعض الوقت، على الأقل سأستطيع اتخاذ قرار بشأن علاقتنا.
قالتها بيأس عندما تأكدت من انهُ لن يشعُر بها يومًا، حتى ان دموعها لا تؤثر عليه؛ طالما تمنّت فارسًا على حِصانٍ ابيض يخطفها بعيدًا وينظُر اليها كمُعجزة سقطت من السماء اليه، فارسًا يُحرّم الدموع على وجهها ويعِقدُ مع السعادة صكًّا بالبقاء على شفتيها ولكن طارق هو النقيض لكُلّ تلك الأماني والمُثير للشفقة انها احبّته بكُل تلك العيوب.

نهضت وتسلّحت بالقليل من القوّة للإبتعاد ولكنها تفاجأت بأن اغلق الباب عليهما وهتف بقسوة:
- لن تخرُجي لأيّ مكان ما لم اعرف كُلّ شيء، وليكُن بعلمكِ، لا عمل بعد اليوم وأُقسِمُ ان احبِسكِ حتّى عن سراج، ولنرى الى متى ستتحمّلي الأمر.
جلس على الاريكة وقدماهُ تهتزّ بانفعال، يُراقب عيناها المُتسعة الضائعة كيف تُكوّن الدمع، يلتمع بشدّة، يملأ العين الى ان يثقُل عليها حملهُ فيسيل على مجرى الوجنتين فأخدود الشفاه وينحدِرُ عن سقف الذقن الى الأرض، فقط دموع دون صوت او ايّ تعبير، فقط طرفة عين بين الدمعة والأخرى، اغمض عيناهُ بشدّة وكُلّ لحظة تخنقهُ اكثر؛ اذا اراد معرفة ما تعاني منه سيعرف بطريقته كُلّ شيء ولكنه يريدها هي ان تحكي له، ان تثِق بأنهُ سيكون بجانبها ليتخطيا هذه المِحنة.

- طارق افتح الباب، دعني اذهب لبيتي ارجوك.
- بيتكِ حيثُ انا موجود.
قالها ببساطة واضافت هي بخُذلان:
- انتَ لا تُحبّني.
- انتِ زوجتي!
- لا تُحِبّني!
- انتِ غبيّة.
رفع وجهها اليه ونطق جُملته مُبتسِما، مسح دمعها، قرص وجنتيها يُلاطِفُ الطفلة بداخلها، عانقها بحنان وقال:
- انتِ زوجتي الوحيدة، انا لن استطيع استبدالكِ بأيّ إمرأة.
وقبل ان تتسائل عن نهال قال الحقيقة التي من المُفترض ان يقولها منذُ زواجه:
- نهال زوجتي فقط على الورق.


بدى الحنقُ جليًّا على نظراتها، وزادت مشاعرهُ رحمةً عليها، قادها ليجلسا على الاريكة واردف:
- سأُخبركِ بكُلّ شيء، ولكن أُريدُ وعدًا منكِ ان يظلّ هذا الحديث بيننا وايضًا ان تُخبريني بأمر تلك الأدوية ما رأيك؟
لقد قايضها بالحقيقة مُقابل سرّها الذي لا يعرفه احد، خائفةٌ هي من ردّة فعله وخوفها الاكبر ان يبتعد عنها او يخبر الجميع بعُقدها النفسيّة ولكن بالرغم من ذلك دفعتها الغيرة لمعرفة سبب زواجه من صديقتها واعطتهُ وعدها.

اخبرها بكُلّ شيء من البداية الى حوارهُ الأخير مع نهال وشعر حينها ان همًّا عظيمًا انزاح عن كاهله، ليتهُ اخبرها منذ اوّل يوم، كانت حينها ستتفهمه وتبقى معه ولكنّهُ لم يُرِد تشويه صورة نهال ظنًّا منهُ انها تستحق الستر.
راقب تفاجؤها من الحقيقة ولم يكبح نفسهُ عن غمر وجهه بين خُصلاتها -الغزيرة الملتوية كأغصان العنب- والهمس بحنين:
- لقد ظلمتِني كثيرًا يا بيداء، ولكنني طيّب وسأُسامِحكِ على كُلّ لحظات الشوق التي راودتني نحوك، وآهٍ كم كانت طويلة تلك اللحظات!

طغت عواطفهما على كُلّ ردّة فعلٍ أُخرى ووجدت بيداء نفسها امام طوفانٍ من المشاعر المُتقدة من قبل طارق، بدى رُجلًا آخر بعيدًا عن ايّ مرّة عرفتهُ فيها، وكان استسلامها امرًا محتومًا؛ فدومًا ما كانت ضعيفةً امام كُل ما يمنحهُ اياها من حُب.
- إذن؟ ألن تُخبريني عن الاكتئآب؟
قالها بعد ان اطفأ سيجارته والتفت اليها باهتمام لتهمس بتوتُر:

- بدأ الأمرُ منذُ ولادتي، كنتُ طفلةً محشوّةً بالعيوب، كدُمى القُماش المُرتّقة، سنوات وسنوات لم استطِع منح نفسي الحُب، اشعرُ دومًا بالقلق والخوف والعجز والإضمحلال امام كُلّ احداث حياتي، عندما تزوجنا ظننتُ انكَ ستُغيرني، ستسمع احاديثي القصيرة عن اسمرار بشرتي، انكسار ظفري او بثرة صغيرة على وجهي، ظننتُ اننا سنتحدث طويلًا ونضحك كثيرًا ونغفوا ببقايا الكلمات على شفتينا ولكننا لم نفعل، على العكس، ذاك الفراغ بدى كبذرة صغيرة تنمو منذ اوّل لقاءٍ بيننا.

اخفضت بصرها عنهُ ورمقت صورة سراج التي تضعها بجانب فراشها وابتسمت:
- مجيئ سراج ملأ القليل من ذلك الفراغ ولكنهُ القى بكاهلي المزيد من الهلع، الرُعب بأنني قد لا استطيع لعِب دور الأُم، كنتُ انهار ما ان يغفوا بعد نوبة بكاءٍ طويل لأنني لا استطيع فهم رغباته، لا اعرفُ متى يحتاج ان اُطعمه او متى يستوجِبُ ان ينام، بدى الأمرُ يزدادُ حدّة مع كُلّ مرحلة من مراحل حياته، عندما يجلس، يحبو، يتحدث ويركض، كُلّها ضاعفت مُشكلتي في التعامُل معه الى ان اضطررت الى الذهاب الى الطبيبة واخبرتني انني أُعاني من إكتئآب ما بعد الولادة.

- اين كُنتُ انا طوال تلك الفترة؟
تسائل والذنب ينخرُ قلبه لتُجيبه بحُزن:
- كُنت دومًا في العمل، في تلك الفترة زادت سفرياتك التي لا اعرِفُ ما علاقتها بسلك الشُرطة.
ً- وماذا حدث بعدها.
تسائل غير قادر على الإعتراف بتقصيره.
- تناولت بعض العقاقير واستطعت التغلُّب على الأمر ولكن قبل فترة بدأت تجتاحني نوبة جديدة من الحزن والكآبة.

صمتت وكأنما لا تستطيع ايجاد وصف لما تشعُر به فاكتفت بتنهيدة ترجمت القليل مما يعتملُ بداخلها من فوضى ووجدتهُ يقول بنبرةٍ حنونة:
- هل يُمكنني رؤية الطبيبة لأفهم منها ما يستوجبُ علينا فعله؟
اومأت بصمت واضافت بحرج:
- لا تُخبر احد من فضلك.
- هل لا تثِقين بي لهذه الدرجة؟
نطق مُتألّمًا بحق من طلبها فيبدوا وكأنها تتعامل معهُ لأوّل مرّة بحياتها.
- لا اقصِد، انا فقط خائفة.

طوّقها بين ذراعيه هامِسًا بقوّة:
- انا لا اسمح لأحد بنُطق اسمكِ فما بالكِ بمعرفة شيء عنكِ، انتِ زوجتي يا بيداء وهذه الكلمة بالنسبة لي اقوى من كُلّ شعور لا استطيع التعبير عنهُ بالكلام.
يا الهي كم جميلةٌ هذه الكلمات! وكم دافئٌ صدره الرحِب الذي يمتصُّ كُلّ اوجاعها، ابتسمت وكلماته تزيدُ من حجم الوجع اللذيذ الذي يحتلُّ قلبها وينفجِرُ كشظايا بركانٍ بمعدتها ليُضيف:
- لن اسمح لكِ بالابتعاد، ستظلّي زوجتي الى آخر لحظة بحياتي، واعدكِ ان نتجاوز كُلّ هذه العقبات فقط لا تحملي همًّا يا حبيبتي.

كلمة واحدة قد تحوّل قلب العاشق الى ساحة مهرجان وأُخرى قد تُخرسهُ الى الأبد، هكذا يغدوا الفؤاد ما ان يُسلب بالغرام، السذاجة، الكبرياء، الغرور وكُلّ تلك المفاهيم لا ينظر اليها الحُب بعين الاعتبار، وهكذا تبددت كُلّ آلامها بفِعل كلمة واحدة اخيرة اكملت قافية الحديث لطارق وخلقت بيداء من جديد.

****

عاد حسن بعد ثمانية اشهُر وبضعة ايام، عاد مُحمّلًا بمعدن الأحلام بعد رحلة شاقّة رأى فيها الموت بعينيه، عاد رجُلًا بحق وليس الشاب العاشق الباكي على الأطلال، كان الهدف الرئيسي لذهابه هو نسيان شهد وحُبّها وبطريقةٍ ما استأصل جُزء كبير من ذلك العشق المجنون إضافة لمعرفة جوانب أُخرى في الحياة، اشتدّ عودهُ وانصقلت روحهُ بشدّة لدرجة انني بتُّ أراهُ شخصًا آخر.

لم يتوقّف للحظة بل شرع على الفور في تأسيس عمله الخاص الذي ابتدأ بمتجر لبيع الأدوات الكهربائية وتطوّر بمرور الزمن، لقد احدثت عودته مرحلة رغيدة بحياتنا فمنذها وحالتنا الماديّة تتحسن، ولكنني لم استطِع غُفران ما احدثتهُ به تلك الرحلة من تشوّهات بالرغم من حصد المال الاّ انّهُ بالمُقابل دفع الثمن ابتسامته الودودة، لمعة عيناه الحنونة وروحه الخضراء؛ دفن كل تلك الأشياء بين صخور المناجم.

حاولت والدتي حثّهُ على الزواج وعرضت عليه الكثير من الفتيات ولكن اجابته الواحدة لم تتزحزح، "سأتزوّج ما ان أجد الفتاة المناسبة" والتي هي بالطبع لا تشبه شهد بأي صِفة، كنتُ اعلم ان جُرحه لم يلتئم وكُرههُ للنساء بعد تصرُّفها سيزداد ولكن دعوات أُمي طرقت باب السماء وارتدّت استجابتها بعد فترةٍ ليست بالطويلة.

**

بالحديث عن حسن وزواجه سيتوجب عليها سرد علاقتها بطارق اولا ومعرفتها به وتشابُك الأحداث بعدها، اغلقت الدفتر واخرجت آخر جديد ستخُطّ فيه حكايتهما، كتبت على اولى صفحاته، " امام بوابة القلب... من الطارق"
- بيداء
فُتِح الباب وكان هو امامها، يحثها على الذهاب؛ فموعدهما مع الطبيبة قد حان.
تشعُر بالراحة من استقرار حياتهما فبوجوده بجانبها ستستطيع التغلُب على نوبة الاكتئآب ولن تسمح لها مُجددًا بالاستحواذ على عقلها ولقاء ذلك ستتناسى كُلّ اخطائه او ستُجبرهُ عن معالجة عيوبه التي ادت الى فشل فترة زواجهما السابقة.

خرجا من المنزل ولكن ثمّة من يقتفي اثرهما، ذلك الرجُل الذي منحته نهال بعض النقود استطاع تزويدها بوجهتهما وسيتعين عليها صرف القليل من مخزون ثروتها لمعرفة ما السبب الذي اخذهما لطبيبة نفسية، إن كان ظنّها صائبًا ستتخلّص من بيداء اسرع مما تظُن؛ فحتى إن رفضها طارق لن تسمح لهُ بأن يهنأ بحبيبته.

تلك المرأة اقلّ منها في كُلّ شيء ولكنها تملِكُ شيئًا لم تستطع ان تشتريه بأموال الدنيا، تملك العائلة، الأبوين والأخوة، الزوج والطفل، تملِكُ الدفء الذي تبحثُ عنهُ منذُ مولدها، ذلك الدفء الذي انتهى بعُمر الخامسة حيث انفصل والداها وظلّت برفقة جدّتها العجوز، حيثُ استثمرت والدتها شبابها برفقة رجُلٍ جديد وتفرغ والدها لعمله الذي لا يمله، اخذ يرتقي بعمله كأفضل عسكريّ تاركًا ابنتهُ الصغيرة مع الكثير الأموال التي لم تشتري كفًّا تمسحُ على رأسها عند مرضها.

لا احد يُعاقبها عندما تخطئ، لا احد يودعها بالدعوات كُلّ صباح، لا أب، لا أُم ولا ايّ احد عقب موت العجوز، منذُ ذلك الوقت خلقت اصدقاء وجذبت من حولها بحرفيّة سواء بالمال او بالإغراء فقط لتشعُر بأن الكون يدورُ حولها وان غياب العائلة لا يعنيها وان جمالها يصنعُ المُعجزات الّا انها الآن تفشل وهذا سيكون حارِقًا لكُلّ من حولها.
- إما انا يا طارق او لا شيء!

همست باصرار ودلفت لغُرفة بيداء، لفحها عطر طارق على الفور وعيناها تلقي بنظرة شاملة على المكان، الفراش الكبير الذي يتشاركاه منذُ خمسة اعوام! الاريكة الصغيرة، هنا يتسامران حول امور عديدة، طاولة الزينة.. الفرشاة، المِشط، المقعد اليتيم، هنا يطالعها بانبهار اثناء تمشيطها لشعرها الأسود الكثيف.. يكفي!

اغلقت عيناها ودموعها الساخنة تخبرها كم باردٌ جسدها، تعود من رحلة رؤية تفاصيل حياة بيداء للتفتيش في الدرج الصغير بجانب الفراش، ربما تجد اي شيء يساعدها للتخلّص من غريمتها، يصطدِمُ بصرها بصور لسراج، طارق، حنين وحسن، هم الاربعة المُفضلين بحياة بيداء رُبما ستستخدم احدهم لإبعادها! كانت مشوشة اثناء بحثها فلا تعلم ماذا قد يوجد باستطاعته دعمها الى ان وجدت دفترين الأول يبدوا جديدًا وليس به كتابة ولكن الثاني...



- سُررتُ بمعرفتك سيد طارق.
- وانا ايضًا.
قالها برسمية وهو يصافح الطبيبة التي تبدوا بأوائل الاربعينات، كان المكتب جُزء من منزل السيدة منال التي تعمل كربّة منزل وطبيبة بذات الوقت فقد صرّحت لبيداء بأنها لا تعالج الكثير من الحالات نظرًا للتفسير الخاطئ اجتماعيًا لفكرة زيارة الطبيب النفسي، لذا ولحُبّها الشديد لأبنائها فضّلت منال عدم التخلّي عن دور الأُم البسيطة المتواجدة دائمًا بالمنزل إضافة لمُمارسة مهنتها.

طلبت منال من بيداء ان تصنع لهم قهوة؛ لتنفرِد بطارق والذي فهِم ذلك وقال عقب مغادرة بيداء:
- اريدُ شرحًا مُفصّلًا عن حالتها من فضلكِ، كيف سأساعدها في تجاوز هذا الأمر.
- سيد طارق عليك ان تدرك بأنك شخص مهم في حياة بيداء ووجودك سبب اساسي في استقرار حالتها، لن اكذب عليك في الفترة الفائتة خِفتُ ان يختلِط الاكتئآب ببعض الهلاوس التي تعد مرضًا قائمًا بذاته ولكنني لاحظت مدى ابتهاجها بالجلسة السابقة.

- هل تعني ان وجودي يؤثر عليها؟
- بالطبع، انت لا يمكنك معرفة الى ايّ مدى حياتها مُتعلّقة بك، انت الشيء الوحيد الذي لا تشعر نحوه بالندم او الحزن او الكراهية، فقط عليك ازالة خوفها من انتهاء علاقتكما.
- القهوة جاهزة.
قالتها بيداء وتقدمت لتقدمها لهم وتشاركوا بعض الأمور حول الأدوية التي تتناولها وانتهى اللقاءُ عندما تلقت بيداء مكالمة من العمل حيث طُلب منها القدوم الى الشركة بالرغم من انتهاء مواعيد دوامها قبل بضعة ساعات.

اصرّ طارق ان يدلف معها الى المبنى خاصّة وان الشركة شبه فارغة فلا يبقى بالعادة الى هذا الوقت الّا عُمال الامن وفرع استقبال المكالمات.
- لماذا سيطلب المدير رؤيتكِ بعد غياب الموظفين؟
بدى الغضبُ في نبرة طارق كما هي الحيرةُ في عقل بيداء الى ان وصلا لمكتبها حيث نهض احدهم قائلًا بنبرةٍ لا يمكن لبيداء نسيانها:
- آنسة بيداء.
- وليد!
قالتها بيداء بخفوت وصل لسمع طارق الذي هتف:
- عفوا!

...

~~~~~~~~~~~~~~~~~~
لقاء العمالقة الفصل القادم ناري بإمتياز
إضافة لأن نهال ستبدأ بالتحرُك.

مع حُبّي❤❤❤

فايا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي