الفصل الثاني

الفصل الثاني
من: أزمنة الحب متصاعدة

انتهى الزفاف بصعود نور لمنزل عائلتها الجديدة، يبدو و كأن العائلة لم تسعد بها كثيراً من حيث نظراتهم الوهميه التي تطالعها من اسفل لأعلي و من اعلى لأسفل في همهماتهم بسخرية، لتؤردف بهمس لزوجها:
- سليمان، هما بيبصولي كدة ليه.
هز كتفيه ليجيبها مازحاً:
- غيرانين منك.
تبادلت نظراتها معه ليهز رأسه لها في إيجاب أن تُصدق، حتى دخلوا لغرفتهم و طالعته بهدوء و هو يفتح احدى الادراج يمسك بِعُلبة مشمشية اللون و خشبية، مطرزة باللون الأحمر الغامق، يكفي أن تكون من الالماس أو الخرز الثمين و هذا يبدو من مظهرها، نظرت لعيناه بابتسامه جانبية قائلة:
- العلبة دي عشاني؟
هز رأسه موافقاً ممسكه بها و تفتحها في بطء و هي ترفع بنظرها عليه، ليفاجئها بوجود قلادة به قطعة دائرية سميكة محفور عليها زهرة فضية يعلوها جناح عصفور، كانت قديمه وليس بها لمعه حتى مما جعلها تستعجب و تنظر له في حيرة قائلة:
- هي دي هديتك لعروستك يوم الفرح يا ابن عطوة؟
- معجبتكيش؟
- سليمان دي قديمة جداً، انت بتضحك عليا؟
زفر بضيق و هو يغلق العلبه و يضعها امامها على المرآه قائلاً:
- دي كانت لجدتي و ورث كبير اوي و وعدتها اني هديه لمراتي، اللي هو انتي حالياً.
طالعته بمزاح و هي تزفر ما اخذته من اكسجين:
- طلاما هديه عائلية يبقا هي اغلى هديه جاتلي.
ثم اكملت:
- لبسهالي.
ارتسم على وجهه الابتسامه التي يعلوها غمزته المحفورة، كانت اجمل ما في ابتسامته حتى ان كانت ابتسامة خبث و شر؛ فهو به جميع خصلات الجمال الطبيعي.
"رغماً من أن عيونه بنيه إلا أني أرى بها صفاء السماء وموج البحار"
هكذا ما اقتنعت به نور عندما قابلت عيناه و هو يضع القلادة على رقبتها، مبتسماً لها ابتسامه ان كانت تكرهه فستعشقه بها، الجميع يسمع عن ان الفتيات يسحرن الفتيان، ولأول مره يغلب الفتى القانون و يسحر هو فتاته، القوانين تتغير، حتى إن كان للماضي وجود.
تحسست بيديها تلك القطعه الدائريه على رقبتها قائلة له:
- تسلم ايدك.
صمت هنيهةً ثم قال:
- انتي راضيه عن الجوازه دي صح؟
جلست على الأريكة مبتسمة ابتسامه جانبيه خجولة تجعل رأسها في ارضية الغرفة:
- في الحقيقة، راضيه عنها اوي.
ثم اكملت:
- يوم ما شوفتك في عيد ميلادي نظراتك ليا خطفتني، بقا عندي فضول تجاهك اوي و في نفس الوقت كان شعوري تجاهك خوف، معرفش خوف من اي بالظبط.
- بتحبيني؟
صمتت دقيقة تستوعب ما يقوله وعندما ادركت سؤاله قطبت حاجبيها لتجيبه بهدوء:
- أنا معرفش معنى الكلمة دي.
هز رأسه بموافقه و هو يخلع جرافتته الخاصه في يأس، ليتضح ان ما قالته تكملة لجملتها السابقه:
- غير أما قابلتك و اتعلقت بيك وفضلت في تفكيري، حسبتك انت المنقذ الوحيد من البيت اللي قاعدة فيه.
نهضت متجهه له ليتغير وجهها من الحب للحزن:
- مكنتش عاوزة اسيب البيت، في نفس الوقت مش قدامي غير اني اتجوزك عشان اسيبهم.
- يعني كنت ليكي سبيل؟
اسرعت بقولها:
- لا لا، مبتتقالش كدة، لانك زي ما كنت سبيل كنت قبلت العرسان اللي قبلك و انت عارف بابا مش بيرفض ليا طلب:
- ايوا... بس، متأكدة ؟
- انت بعد ما اتجوزتني بتسألني متأكدة ولا لاء؟
***
اتدعيتُ أن القطار سرقني من محطة جلوسي، لم ادعى انني من مكثت بإرادتي على الحافة انتظره.
***
مرت الاشهر الاولى في سعادة مع ملاحقتها الكوابيس و نظرات شقيقتيه لها بحدة صارمة تنتشل قلبها في كل مرة، ووالدته الذي تصنفها كخدم المنزل، و والده الذي كلما رأها ارتبك، و بغير ذلك فهم يمنعون بالمنزل اي طقوس وممنوع فتح الستائر و المنزل كالسواد الكاحل، تمكث هي بغرفتها و بملابسها المنزلية القصيره تتأفف واضعه كفها اسفل ذقنها، ليرى زوجها مللها ذلك مقترباً منها يقول مداعباً لها بمرح:
- مالك؟
- بصراحه يا سليمان انا زهقت من الجو و الغموض اللي فعيلتك.
رمقها بهدوء تابعه ابتسامته الهادئه، يشعل سيجارته الرابعه من جلوسه بتلك الغرفه في تلك الساعة:
- كبرتي الموضوع اوي يا نور، اخواتي غيرانين منك و كذلك ماما.
اردفت بتساؤل:
- لا يا سليمان في حاجه غريبه.
- زي اي؟
- المفروض تجاوبني انت.
ابتعد عنها يسرد بأفكاره خيالاً متتالي لا نعلم ما بداخله ليتنهد قائلاً لها حل مريح بسبابته:
- تفتكري ممكن نغير و نعيش بعيد عن هنا.
انغمست في ابتسامتها و عدلت من جلستها لتجيبه في مرح:
- انت بتتكلم جد؟ اه طبعا ياريت.
اقترب منها وهو يربت على شعراتها في حنان يطالع بؤبؤتيه في بؤبؤتيها ليتبادل الاطمئنان مع الحرص على تمتمته بكلمات ازيحت الهم عن قلبها:
- انا بحبك يا نور، اختارتك وسط مليون بنت في المنطقه، وهتفضلي انتي اختياراتي الاولى في كل حاجه.
- كلامك ده تقيل و انا بتعود بسرعه.
اصدر الضحكات مجيباً:
- متقلقيش، اتعودي و اتدلعي براحتك.
- يبقا تسيبني اخرج مع دالي نتفسح و نجيبلنا قماش و نفصله.
هز رأسه بالموافقه و هو يتحسس اسفل ذقنها قائلاً:
- خلي بالك من نفسك و متتأخريش.
***
العلاقه بينهما كانت كالماء و السكر، هذا ما اختلط عليهم التناسق المختلف و المعتاد، كأن قلبهما لن يدق لغيرهما، يشعر كلٍ منهم بالحب المتبادل، هكذا ما اطرحته نور على صديقتها دالي لبنانية الجنسية:
- نور حبيبتي، ما بصدق حالتك عن واحد تزوجتيه في فترة قصيرة و دون حب، سحرلك ولا شو؟
تنهدت بغيط حتى اجابتها بحدة من اسفل اسنانها:
- لا يا دالي، الحب مش اني اكلمه اربع او خمس سنين و في الاخر نتجوز، انتم اللي مش مستوعبين القلوب ممكن تتلاقي في يوم وليلة.
ثم اكملت بسخرية:
- عملوا اي اللي حبوا سنين اما فارقوا؟
- قلبك صاير معه؟ و مرتاحه معه؟
- بالظبط يا دالي انتي فهمتيني، انا مرتاحه معاه جداً الف من خير سنين الحب و تفرقنا زي غيرنا.
انتظرت قليلاً تستجمع قواها القلبيه و ليست العقليه، لترى ما في عيون شقيقتها وليست صديقتها، ظلت دالي صامته تتحسس الاقمشه الحرير ليبادرها سؤال قد لفت بصرها و مسامعها و فضولها:
- نور، حلو كتير السلسال اللي بترتديه، حسيته كتير باهظ من وين؟
- اعطاني اياه سليمان، حفظه الله لي.
قالت تلك الجمله في لهجتهم مع مراعاة المرح و ضحكاتهم سوياً، سرعان ما إن تذكرت شيئاً لتتسائل نور في حيرة:
- بس تعرفي، انا عايزة اعرف تمنها لان العيلة كلها عينها عليها.
- حسبتها ذهب ابيض، وممكن الخرزات التطريرزيه الماس، خلينا نجرب عندنا بالسوق جميع انواع الصياغين.
ذهبت للتاجر الاول، تاجر الذهب الكبير الذي يشعر الجميع عند دخول محله بأنه مطلي ايضاً بالذهب، يقفون امامه يتفحصون تفحصه للقلادة من ثم نظر لهم بسخرية معطياً لهم القلادة:
- فالصو، لا ذهب ولا حتى فضة ولا الماس.
- بتخرب في الكلام يا حرامي.
قالتها دالي في صراخ و هي تسحب القلادة مع نور و تخرج من محل الصايغ، يتاليها صايغ اخر يخرجون منه اشد بؤسًا، والصايغ الثالث اشد بؤسًا و كذلك مع الرابع و الخامس، ولا يعقل بأن الجميع كاذبون و سوف يحتالون عليهن، ليطوف بهم الجلوس امام مسجد مقدس لديهم يتشاورون الهموم، تبادرها نور في يأس و صوتٍ محشرج:
- بس انا متأكدة ان السلسله دي مهمه جدا فالعيله، دي استحاله تبقا فالصو يا دالي.
- د فالصو! صاير الواحد بينخدع بأقرب الناس، عجبك الزواج الكاذب؟
صمتت لا تعلم ما تجيب فقط يدور بداخلها الكثير من ااتساؤلات اجاباتها عند زوجها، لا تعلم لماذا الجميع يضغطون عليها في ثباتٍ ولا حياةٍ لها جيدة كما ارادت، وكما قصت عليها صديقتها إنه يحتل قلبها بطريقةٍ ما تود الوصول لها، وربما تريد طرح السؤال الاهم "لماذا انا؟" لكن ليس في قلبها شجاعةٍ للسؤال و الحصول على اجابته.
فقط تطالعه في هدوءٍ تام و هو يخرج من خزانته بعض الملابس، تفاجئه نظراتها الغائمة له حتى استندت كذلك على الفراش و هو يقترب منها قائلاً بهمس:
- مش لابسة السلسله ليه؟
طالعته بحقد ثم إجابته:
- السلسلة طلعت فالصو! خفت على رقابتي احسن تصدّي منها.
تعالت ضحكاته ليفاجئها بالعبوس فجأه و هو يمسك خصلاتها بشدة معتمداً على ما به من قوة ضدها، يتكئ على اسنانه في غضب قائلاً:
- السلسلة مش فالصو يا نور، و اياكي تقلعيها تاني.
صرخت تناسباً مع دموعها المتألقه على خديها، و رأت ما في ذلك انه غضب عارم و يجب اخمادة؛ ففتحت احدى ادراجها تخرج وتدٍ خشبي مدبب لتغرزة بقسوةٍ في قلبه، ولا يوجد اسوأ من عيناه اللامعتان بعيناها المتمردتان، وبعد ان سقط ارضاً مغشياً عليه في دمائه تركت الوتد في ذعر وكأن هي ليست الفاعلة، هي فقط شاهدة على مقتل خفيّ، لك ان تعلم ماهية اللعنة الذي بدأت عليها منذ دخولها لقصر تلك العائلة، وإن هربت لمنزل عائلتها كما فعلت الان لن تسقط اللعنه بل ستزداد نيرانها في اللُعب معها.
دلفت لقصر عائلتها القديمه بقدميهاا الحافتين قبل بزوغ الشمس على ارض لبنان، مع قدميها المبتلان بدمائه ويديها المرتعشتان لقتله و ملابسها المعلنه نعم لفعلتها قبل نطق احرف لسانها الذي أُلجم، ولكن ارتعبت اكثر عندما وجدت والدتها تشهق في همس قائلة في تردد:
- نور! نـ..ا..انتي..كويسة؟
التفت لها بذات العينان المتمردتان مقتربه منها ما كان بينهما من مسافات، وليس الحق لوالدتها ان تخاف من ابنتها ابداً، لتؤردف هي في ملل:
- ماما، انتي خايفه مني!
- لـ..اكيد..لا.. اي الدم ده؟
هزت كتفيها كشيره بأنها لا تعلم ماهية الدماء لكنها اقتربت اكثر مجيبة في همس:
- انا محتجالك.
- نامي و نتكلم بكرة.
و قبل ان تدلف والدتها لغرفتها امسكت نور بذراعها بشدة اطبقت بها جلد والدتها لتقول بتأوهه:
- مالك يا نور ؟
- لان كل مرة احتاجتك فيها ملقكيش، في كل مره احتاجت نصيحه مسمعتهاش، في كل مرة احتاجت لمسه محستهاش.
واخرجت ذات الوتد و غرزته بقلبها، وعيونها المشبثه بعيون والدتها جامدة كالثلج في حرارته ما اسفل الصفر، بل الوتد ذلك في الاصل غُرز بقلب نور قبل ان تقتل ايهما، قاتلة زوجها و والدتها في آنٍ واحد قبل بزوغ الشمس عليها في ليله، بل كانت الشمس قد انيرت و هي في القاهرة بمنزل جدتها القديم تقيم به وحدها، بعدما علمت حملها في مولودها الاول و قررت يجب ان تعتني به و تنسى تماماً ما حدث و لكن شاء القدر ان تأتي اليوم بعد اكثر من عشرون عامًا مجبرة على قص ما حدث لابنتها (زينب سليمان عطوة).
استأذنت زينب ذاكرة والدتها جيدا كي تأتى بها الى ارض الواقع تستمع لاسئلتها المذرية على حالها:
- ماما انتي جيباني هنا ليه.
اجابتها بحنقٌ شديد:
- طول عمري كنت ام صالحة ليكي، كنت بعوض اللي مشوفتوش زمان، ربيتك لحد ما بقيتي احسن بنت في الدنيا، و متأكدة اني سايبه جوا قلبك علامة حلوة.
تنهدت ثم أكملت:
- مش عاوزة تسألي؟
- فين السلسه دي دلوقت؟
- هيبقا صعب، حكاية ديموزيد و قوانينها حكاية تانيه خالص، ملهاش علاقة بالماضي ولا المستقبل، ليها علاقة بدلوقتي.

تبادلوا النظرات في صمت و خبطت يدي نور في بعضهما بنفاذ صبر، تعلن مرور جفاف الحلق بها من ما سمعت، ولا تريد ان تظهر الى والدتها حالة الذعر الذي وصلت بها كي لا تندم على قص التكمله لها، حيث تركت والدتها تصعد الادراج و هي خلفها، فقالت نور في لهفه:
- تعرفي با زينب دي كانت اوضتي وانا صغيرة.
ثم اكملت بيأس:
- كنت كل يوم بستنى امي في حضني تحكيلي حدوتة و مبتجيش.
لم تجيب زينب، تعلم ما تمر بها والدتها الان من المٍ واشتياق و ذاكرة تريد التدمير، توقفت عند جزءٍ ما بالمنزل و نظرت لابنتها قائلة بهمس مخيف:
- هنا قتلت امي... يوميها كنت راجعه من قتل سليمان ابوكي و كانت حالتي زي حالة المجانين و مفوقتش غير وانا في مصر بدور على بيتنا القديم اسكن فيه، اللي اتربيتي فيه يا زينب وكان مأوى ليكي.
تراجعت للخلف قليلاً تشعر بجسدها يغلي الدما ء به اثر ما سمعته من والدتها، طالما كانت الملجأ لها بالفعل، كان الام و الاب و الصديقه و كل ما حيت لأجله، لكن ماضيها وحش مرعب، مما زاد التساؤل على زينب:
- ماما، مش المفروض انتي تيجي هنا تتسجني.
- لاء اعلنوا انتحاري بعد ٣ سنين من خروجي من لبنان و هجروا البيت هنا.
صارت القشعريره بجسدها و حاولت ان تلملم ما اراد لسانها ان يردفه ثم قالت في هدوء:
- اي المطلوب مني؟
اخرجت من احدى اركان الغرفة ذات القلادة الملعونة فتحت كفيّ ابنتها ثم وضعتها بها و اغلقته، حملقت بعيناها البندقيتان هامسه بتحذير:
- اخضعي لأصلك يا زينب.
تركتها من يدها بذعرٍ اشد ما كان عليها صارخه في وجه والدتها:
- مش عايزاها، ارميها.
- أصبحت السلسله ملكك يا زينب، انتهي منها انتي قدها.
قالتها في خشونةٍ اصابت به عقلها المتوقف، حيث ظلت زينب متسعة الاعين حتى سمعت صوت صراخ من الاسفل؛ فوالدتها قد طعنت نفسها دون ان تشعر هي، وليس بيدها حيلة سوى ان تصرخ و تنوح و تبكي:
- يا ماماااا فوقي ليه عملتي فيا كدة، فوقي ابوس ايدك ليه بتعملي كدة.
ظلت تبكي بإنهيار وهي تصرخ بألم ولا أحد يستمع لها مهما بلغ صوتها ومهما اطالت في النواح، أينما تكن من الأن ستشعر بمسؤولية نفسها، ستحمل على عاتقها مسؤولية لم تتمنى قد ان تحملها، تلك اللحظه ادركت وِحدتها وأن الحياة حاصرتها من جميع الزوايا ولا يوجد مفر سوا الحفر في صخوره بأظافرها متأمله الخروج.
***
تجلس بجانب مقابر العائلة التي استندت بوفاة جدتها و عمتها الصغرى و العائلة بأكملها، انما هي تحمل كنية عائلة عطوه، ابتلعت غصه من حلقها و مسحت دموعها و هي مشدده على وشاحها كي لا يفلت منها، و وضعت تلك القلادة برقبتها حتى الهواء استنشقته برعشةٍ منها، كمن وضع النعناع بحلقه و صدره، كانت القلادة كذلك، وكانت كالتائهه تمشي بين الشوارع تصل لمنزل عائلة والدتها القديم في حيرة، و قبل ان تمر من المنزل تحديداً عند النافورة القديمه للمنزل الذي تناست به الماء، جاءها ذلك الصوت الخارق قائلاً في همس متقطع:
- زينب...سليمان...عطوة، شرفتي.
اتسعت عيناها تذعر من ان تطل خلفها، اتلك ارواح المنزل ام ماذا؟
***
يتبع...
الحقيقة هي انها البداية وكل ما مضى ما كان سوى تراهات قديمه.
"الرواية مش رعب"
فانتازيا سحر و رومانسيه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي